السجل البدائي - الفصل 1488

الفصل 1488: فجر العصر الأسمى (3)

تنكرت إيفا في هيئة رئيسة نورانيين بين ألف فيلق من رؤساء النورانيين المكلفين بالإشراف على ربع واقع قريب جدًا من نطاق النور البدائي، مما لم تكن ترتاح له. ومع ذلك، كانت الأوامر أوامر، ولم يخطئ روان في حقها قط.

كان بإمكانها أن تتخذ شكل ملكة أو قوة لو شاءت، لكن كونها رئيسة نورانيين كان شرطًا أساسيًا من روان لهذه المهمة. لم تكن رأس الحربة، بل كان دورها أقرب إلى الإشراف.

لقد تعلمت إيفا ألا تشكك في روان، فيمكنها السؤال عن كل ما يقلقها، وهو أمر كان يرحب به دائمًا، بغض النظر عن مدى غباء الأسئلة التي طرحتها، كان مستعدًا لقبولها جميعًا، لكنها إكتشفت أن معظم المخاوف التي طرحتها هي في الاعتبار بالفعل، وحتى تلك التي كانت مرتبكة بشأنها بدأت تتكشف بطرق حيرتها، مما أظهر معرفة خارقة للطبيعة لم تستطع إيفا فهمها، كان روان يعرف الكثير.

على سبيل المثال، كلفها روان بالاستيلاء على رئيس نورانيين معين في فيلق غير معروف من بين آلاف الفيالق القريبة جدًا من المجال السماوي لدرجة أن الأمر تطلب معرفة متطرفة بالفيلق السماوي لمعرفته، لكنه تمكن من تحقيق كل هذا بسلاسة في مرة واحدة.

ولكن هذا لم يكن الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة لها، فقد تمكن بطريقة ما من اكتشاف تفاصيل حول هذا الفيلق وأنشطته والتي من المستحيل على أي شخص تحديدها، حتى قبل أن يعطي رؤساء الفيلق الأوامر، بدا أنه كان على علم بها بالفعل، مما جعلها تشك في البداية أن روان قد تسلل بطريقة ما إلى صفوف السماويين لفترة طويلة، لكن هذا لا يمكن أن يكون ممكنا، أليس كذلك؟

لم تكن تعلم مدى قربها من الحقيقة بهذا التخمين. بإنعكاسه الثاني المُرسل إلى مستقبل مُحتمل، وخلال وجوده داخل الكون المادي، أصبح نورانيا، تسلل إلى المجال السماوي لمئات الملايين من السنين، ويعيش حياة نوراني ورئيس نورانيين وملك. تعلم الكثير عن الجحافل السماوية، وبهذه المعرفة كان يُساعد إيفا في هذه المهمة.

لقد تم تزويد إيفا بتفاصيل حول تحركات الفيلق، والمهام التي تم تعيينهم لإنجازها، والمهمة الصحيحة التي يجب أن تشغلها حتى تحصل على المزيد من الفوائد، مما يضمن قدرتها على إكمال مهمتها بأكثر الطرق كفاءة ممكنة.

لقد أصبح فيلق نيكس، الذي يرأسه اثنا عشر قوة وألف ملك، وتحته مليار رئيس نورانيين وتسعة وتسعين مليار نوراني، كتابًا مفتوحًا لإيفا، التي كانت مهمتها بسيطة: دمج نفسها في الفيلق والبدء في ملء صفوفهم ببطء بنورانيي روان.

لقد تم تكليفها بمهمة تقويض فيلق نيكس بأكمله، وبغض النظر عن مدى صعوبة مثل هذه المهمة حتى التفكير فيها، عرفت إيفا أن هذه كانت مجرد البداية، لأنه قبل أن تغادر، همس لها روان، أن هدفها الحقيقي هو المنشئ السماوي وراء فيلق نيكس، وأن الخالد من البعد الثامن لبدائي النور سوف يسقط، وهي، الابنة المفقودة منذ فترة طويلة للنور القديم، ستحل محله.

كانت الخطط قد وضعت بالفعل موضع التنفيذ، وهي ببساطة إحدى القطع التي يلعبها روان.

منذ اليوم الذي أُعطيت فيه هذه المهمة، لم يتوقف قلبها عن النبض في انتظار ما هو على وشك أن يأتي بعد ذلك.

كانت إيفا، بقيادة اثنين من الملوك، قد قادت فرقة مكونة من مائة ألف من رؤساء النورانيين ومليون نوراني إلى أعماق عالم السجن للتحقيق في اضطراب غريب في تيار الأثير داخل هذا العالم؛ بالطبع، كان كمينًا.

في الأعماق السوداء لهذا العالم، شاهدت نورانيي روان وهم يمتلكون جميع النورانيين في فيلق نيكس، وكانت العملية أقل عنفًا مما توقعت، حيث حول نورانيي روان أنفسهم إلى بقع من الضوء أصغر من الذرة، وعندما كان أهدافهم في مكانها، انجرفوا ببساطة إلى أجسادهم، متجاوزين بسهولة مجال القوة حول أشكالهم النورانية، ثم بدأت المعركة من أجل وعيهم.

هنا بدأ نورانيي روان بإظهار تفوقهم الحقيقي على الكائنات السماوية الأخرى، لأنهم لم يكونوا مصنوعين من النور الخالص فحسب، بل من الظلام أيضًا، وكان لكل منهم قدرة الاندماج والرنين، مما يعني أن النوراني يمكنه الاندماج مع كيانات أخرى لتعزيز قواه.

كان هذا هو الأساس الأساسي لهذه الخطة بأكملها والطريقة الوحيدة التي سيتمكن بها روان من الاستيلاء على فيلق نيكس دون تنبيه المجال البدائي والمنشئيين السماويين لأفعاله؛ كان ببساطة يدمج نورانييه مع نورانيي المنشئين السماويين الآخرين، ويسيطر عليهم من الداخل. كانت إيفا تراقب هذه العملية، وخاصة بين أدنى مرتبة من النورانيين الذين لم تكن ميزتهم على نظرائهم هائلة، لقد كان ببساطة وعيين يتقاتلان على من سيقود، وبسبب الصدمة وقلة الخبرة التي عانى منها هؤلاء النورانيون العاديون، سرعان ما استحوذت عليهم القوى المجهولة داخل أجسادهم.

كان هناك بعض النورانيين المميزين الذين لديهم أرواح ووعيات أقوى، وعلى الرغم من كل الصعوبات، كانوا قادرين على محاربة تأثير القوى المجهولة داخل وعيهم، لم ينجوا لفترة طويلة حيث سحقت إيفا أرواحهم بسرعة.

بالنسبة لكل نوراني فقدوه هنا، كانت هناك بالفعل تفسيرات جاهزة لإرضاء رؤساء الفيلق، لكنها كانت سعيدة لأن عدد النورانيين الذين تمكنوا من الخروج من المعركة كان جزءًا صغيرًا، بالكاد عشرة آلاف، مثل هذه الخسارة يمكن تبريرها.

في معركة الوعي بين رؤساء النورانيين، كانت لقوات روان ميزة أكبر، لأن معظم رؤساء النورانيين تحت قيادته لديهم روحان بسبب نتيجة الاندماج والرنين، لذلك بإمكانهم بسهولة قمع أرواح رئيس النورانيين الذي تم تكليفهم بالاستيلاء عليهم.

الترجمة : كوكبة