السجل البدائي - الفصل 1484
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1484: عالم جديد غريب
في لمح البصر، ماتت مليارات الشياطين، وصرختهم الأخيرة تمزق الواقع المحيط بهم لسنوات ضوئية طويلة، وتجمعت قطرات الحبر الأسود التي تصاعدت من جثثهم في محيط يتلوى ككائن حي، ناشرًا مخالبه التي تمتد إلى المزيد من الفرائس. مع كل كائن يبتلعه، بدا وكأنه يزداد وعيًا، وحركاته تنعم بالهدوء.
مع تزايد حجم الحبر الأسود، لم تعد الشياطين التي بدأت تسقط في قبضته شياطين من الدرجة الأدنى، حتى أمراء الشياطين وملوك الشياطين غرقوا تحت موجة من الحبر الأسود، لمحاربة اقترابه، كانت أجسادهم مشتعلة بالكثير من القوى الجهنمية التي تشبه قلب النجوم المحتضرة، لكن هذا لم يهم، لم يتمكنوا من كبح هذا الحبر الأسود لفترة طويلة لأنه استهلك الطاقة وبطريقة هائلة لدرجة أنه بغض النظر عن مدى عظم إنتاج الطاقة من ملوك الشياطين لمكافحة تسللها، لم يكن ذلك كافياً.
كانت صراخاتهم أعلى وأطول، لأنه من الصعب جدًا قتلهم.
مع سقوط ملوك الشياطين، بدأت موجة من القلق تنتشر بين صفوف الشياطين، وعلى طريقتهم المعتادة، استجابوا بالهجوم.
مزقت الطاقات الهاوية ذات الأشكال والألوان المختلفة الواقع بينما أضاء الفراغ بالطاقات الجهنمية، وتم قصف محيط الحبر الأسود الذي من شأنه أن يدمر عالمًا ثُماني الأبعاد.
وعلى الرغم من العدد الكبير من الشياطين في الحشد، كانت ردود أفعالهم منظمة بشكل مخيف، حيث قضوا العديد من الأبديات في القتال من أجل الحياة، مما يعني أنهم كانوا جميعًا مقاتلين عظماء والقوى التي يمكنهم إطلاق العنان لها من بين القمم في جميع أنحاء الخليقة.
تبيّن أن هذا الهجوم كان فكرةً سيئةً للغاية. في البداية، بدأ الحبر الأسود يتقلص تحت وطأة القوة المُرعبة المُوجّهة ضده. من حجم نجمٍ ضخم، تقلص إلى قمرٍ صغير، ومع هدير النصر على عدوٍّ مجهولٍ الذي كان يتردد بين صفوف الشياطين، انفجرت كرة الحبر الأسود.
في النهاية، أصبح هناك صمت حيث أغرقت موجة ضخمة من الحبر مليارات الشياطين، كانت سرعة انفجار الحبر كبيرة جدًا، لدرجة أنها تجاوزت الحدود التي يمكن للأثير في الفراغ أن يحملها، وبدا الأمر كما لو أن الواقع قد غرق في الصمت، ثم بدأت الصراخ.
في لحظة انفجاره، تضاعف حجم الحبر الأسود تقريبًا أربع مرات، وبدأت أصوات خافتة مثل صرخات عالم تخرج منه، كانت هذه الصرخات مثل صوت عويل مليار طفل رضيع.
سيطرت الفوضى على عقول الشياطين، حيث كان العفن المتزايد داخلهم يتوسع بشكل كبير تقريبًا، لكن هذا لم يمنعهم من القيام بما تم برمجتهم للقيام به منذ الولادة، فقد استمروا في الهجوم.
في هذه الحالة، تبين أن هذه كانت الخطوة الصحيحة، لأنه في حين أن هجماتهم لم تتمكن من تدمير الحبر الأسود، إلا أنها قد تبطئ من وصوله، مما يمنحهم الوقت للتراجع، لكن أفعالهم كانت مثل شرب السم لعلاج العطش، كانت هجماتهم تغذي هذا الحبر الأسود فقط، مما يجعله ينمو ويدفع بقوة أكبر ضد مقاومتهم المتلاشية.
على عكس الهاوية العظيمة التي هي مواتية للغاية للشياطين، لم يكن الواقع يمتلك أي أثير هاوي ليستهلكوه، مما يجعل من الصعب على الشياطين استعادة قوتهم.
ومع ذلك، ورغم الانتشار الواسع والمتزايد للحبر الأسود الغامض، فإن تأثيره على جحافل الشياطين لا يزال ضئيلاً للغاية. بالطبع، في غضون ثوانٍ، مات مليارات، ويتزايد عددهم مع مرور الوقت، ومع ذلك، لم يُفقَد سوى ثلاثة بالمائة فقط من جحافل الشياطين بأكملها.
على عكس أرض المعجزات حيث لم يستخدم السكان سوى عدد قليل من الفروع من شجرة الحياة البدائية، كانت المستويات التي لا نهاية لها من الهاوية العظيمة مليئة بالشياطين، وكانت أعدادهم كبيرة جدًا لدرجة أنه كان من المستحيل إحصاؤها، وبالتالي عندما دخل ثغرة صغيرة من الهاوية العظيمة إلى الواقع، فإن عدد الشياطين التي يمكن أن تنفجر منها في وقت قصير من شأنه أن يذهل الخيال.
لقد ماتت مليارات الشياطين هنا، لكن عدد الشياطين الذين هربوا من الهاوية كان بالمئات من المليارات.
لو حدث هذا الكسر في أي مكان آخر في الواقع، فإن المجال البدائي بأكمله الذي يقوده عادةً السماويون سوف ينقض على هذا الحشد ويطاردهم إلى الهاوية العظيمة أو الدمار الذي كانوا قادرين على إطلاقه على الواقع كان لا يمكن قياسه تقريبًا.
في وسط الحشد، خاليًا من اضطراب الحشد كان لورد الشياطين محاطًا بالعديد من أباطرة الشياطين، كان يشبه رجلاً برأس طائر وأرجل قطة وثلاثة أزواج من الأذرع التي كانت على شكل مخالب فرس النبي.
جابت عينا لورد الشياطين أبروزول الحشد، دون أن يفوتهما شيء، وبدا الواقع وكأنه يتلاشى تحت بصره، فتتبعته عيناه ببطء حتى وجد مصدر التلوث، ثم حرك إحدى يديه جانبًا وقطعها. كان نوكتيس البعيد ينظر إلى المذبحة بنفس النظرة الفارغة وابتسامة على شفتيه، عندما اتسعت عيناه قليلًا وانهار، وتوقف قلبه عن النبض وتحطمت روحه.
توقف المد المستمر للحبر الذي يغرق الشياطين، وتراجعت ملايين المجسات الضخمة التي كانت تتجه نحو الفريسة إلى الكتلة، ودخل الحبر الأسود في حالة خمول.
لقد عاش الشياطين حياة لم تكن سوى رعب خالص، منذ لحظة ولادتهم وحتى نهايتهم الحتمية، كل ما عرفوه هو المعركة والمذبحة، لقد تم تحريف شخصياتهم تحت وطأة هذا القصف المستمر من الظروف السلبية الشديدة التي جعلتهم جميعًا ساديين، واستغرق الأمر نوعًا خاصًا من الشياطين للتحرر من تأثير ولادتهم، وكان مثل هذا الشيء ضخمًا لدرجة أن معظم الذين يمكنهم تحقيق هذه الحالة من المرجح أن يصبحوا أمراء شياطين، ووجود مثل هذه الشخصية هو الذي غيّر ما كان ليكون مذبحة كابوسية إلى انتصار.
أرسل زعيم الشياطين أبروزول رسالة إلى الأباطرة خلفه،
“اجمعوا هذه المادة، فهي تمتلك قدرات إفساد عظيمة، وتقديمها للهاوية العظيمة سيزيد من مكانتي، خاصةً مع اقتراب حروب النهاية. واجمعوا أيضًا الغوغاء ووجهوهم نحو…”
جاء تنهد من جانب لورد الشياطين، “كنت بحاجة إلى أن يرى، كنت بحاجة إلى الموت. الآن هو نائم، بينما أنا مستيقظ، ويا له من عالم غريب جديد استيقظت فيه.”
الترجمة : كوكبة
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.
تعليقات الفصل الفصل 1484
التعليقات :
روايات مقترحة
