السجل البدائي - الفصل 1480

الفصل 1480: ليمبو

لم يكن لدى روان الوقت الكافي للتكيف مع الطريقة الغريبة التي تم نقله بها عندما استخدم ذاكرة بدائي الحياة كجسر عندما سُحق على الأرض تحت ضغط كبير، في لحظة كان كل شيء فارغًا، لم يستطع الشعور بأي شيء، حتى الأفكار اختفت من ذهنه واختفى أي وعي بنفسه، ولم يستطع روان معرفة مقدار الوقت الذي قضاه في هذه الحالة، ليس أن هذا يهم، لم يكن مفهوم الوقت موجودًا هنا، الثانية ومليار سنة هما نفس الشيء.

لن يتمكن الإنسان الفاني أو الخالد المقيد بقواعد الزمن من البقاء هنا، فقد تم بناء أسس وجوده على هذا المفهوم، وعلى الرغم من أن روان شارك في جزء من هذا الأساس، إلا أنه حمل معه وقته ومساحته الخاصة، وعلى الرغم من أن هذا المفهوم لم يكن موجودًا هنا، إلا أنه كان لا يزال قادرًا على إيجاد معنى لمحيطه ببطء.

ساعده أيضًا أنه كان لا يزال محاطًا ببقايا ذاكرة بدائي الحياة، والتي عملت كمثبت لوجوده، لكنه بالكاد استطاع التفكير لفترة طويلة للغاية، ولكن ببطء بدأ وعيه يتراكم حتى وصل إلى عتبة، وبدأت أصابعه تتحرك تلقائيًا تقريبًا. في البداية، بدت حركتها غير منتظمة، ولكن ببطء عادت النعمة إلى أصابعه، وبدأت رونية الذكريات، مدعومة بجوهر الروح، في الهياج حول جسده، حيث بدأت حواجز متعددة في التفكك حول جسده، وازدادت سماكة حتى وصلت إلى نقطة معينة وبدأ روان في الارتفاع ببطء من الأرض، تحمله موجات الرونية الخضراء المتدفقة من أصابعه.

لم يكن روان متأكدًا من أنه يجب أن يكون قادرًا على القيام بذلك، لأنه لم ير أبدًا أي شخص ينسج الذكريات كما لو كانت تعويذات، لكن روان كان قادرًا على لمس الذكريات التي كانت قوية مثل ذكرياته، وساعد ذلك في أن الذكريات التي كان ينسجها جاءت من بدائي.

أيا كان المكان الذي وجد نفسه فيه للتو، فقد احتوى على قوانين قوة قوية للغاية وتجاوزت أي شيء يمكن العثور عليه في الواقع ولم يستخدمها أي شخص أو أي شيء رآه من قبل.

لم يمضِ وقت طويل حتى أدرك روان أن القوة المحيطة به تتجاوز مستوى البعد الثامن، وأنها تكمن في عالم البدائيين. لم يكن هذا المكان مخصصًا أبدًا لأي كائن أدنى، حتى القدماء لم يكونوا جديرين ببلوغه.

لقد مرت مليارات السنين بينما استمر روان في نسج شظايا ذاكرة بدائي الحياة التي انتزعها، وفي ذلك الوقت بدأت إرادته تنمو بطريقة سخيفة.

إن إرادة الحقيقو التي وصلت إلى البعد السادس أولاً نمت بسرعة تحت تحفيز فهمه للواقع الذي نما إلى ما هو أبعد مما كان يتوقعه قبل عام واحد فقط.

سرعان ما وصلت إرادة الأكبر، وإرادة أصل الروح، وإرادة الزمن إلى مستوى البعد السادس، ولم يتوقف نموهم للحظة واحدة.

تدفقت في ذهنه إلـهامات لا تُحصى خلال لحظات نسج الذكريات. ازداد فهمه للزمان والمكان وأصل الروح والحقيقة والوحوش البدائية حتى بلغ ذروة البعد السادس.

كان هذا الجدار غير قابل للاختراق بدون أي تدخل مباشر من لحم روان البعدي وأرض أصله، ومع ذلك، فقد كان في بيئة عالية المستوى لدرجة أنه على الرغم من عدم قدرته على الصعود بإرادته إلى ما بعد المستوى السادس الأبعاد، فقد بدأ في الاتساع، حيث كان لدى روان كل الوقت في العالم لبدء تجربة تبديلات جديدة وتركيبات لإرادته.

استغلّ الإلـهام الذي اكتسبه من ابتكاره للوصايا بدمجه أسلحة الخطيئة استغلالاً كاملاً في ذلك الوقت، واستمرت إرادته في التطور. مرّت مليارات السنين، ولم يتوقف روان عن العمل على نسج الذاكرة، بل كان نمو إرادته مجرد أثر جانبي مفيد.

وسرعان ما استيقظ وعيه بالكامل، في حين كانت روحه تعمل بشكل شبه تلقائي دون أي إدخال مباشر من وعيه، وقد نجح في دفع هذه العملية إلى المستوى الذي كان قادرًا فيه أخيرًا على فتح المقاييس الكاملة لوعيه.

استيقظ روان من جديد، فابتسم بارتياح. كان هناك احتمالٌ بأنه لن يستيقظ أبدًا، وأن روحه البعدية ستعلق في هذا المكان إلى الأبد حتى يقوى جسده البعدي بما يكفي لتحريره منه، لكن الرهان على قدرته على التلاعب بذاكرة بدائي الحياة كان الخيار الصحيح، وبالكاد نجح.

على الرغم من أن عقله كان مستيقظًا، إلا أنه لم يتمكن حتى من رؤية محيطه بالكامل، كان النسيج الذي صنعه يحميه من هذا المكان ولكنه كان أيضًا يضعف إدراكه.

ومع ذلك، فقد أمضى وقتًا طويلًا هنا لدرجة أن روان كان قادرًا على تحديد مكانه من خلال عملية الإقصاء وحقيقة أنه حصل على مساعدة الذاكرة من بدائي الحياة وأنه دخل إلى هنا من قبل، في ذاكرة أظهرها له السجل البدائي.

لقد كان في الليمبو.

الترجمة : كوكبة