السجل البدائي - الفصل 1478

الفصل 1478: أستطيع قتل القدماء.

فتح روح روان البعدية عينيه في الماضي ونظرت إلى المسافة ليجد جسده البعدي يقاتل ضد دراكول، لقد وصل إلى اللحظة المحددة التي اختارها.

لم يكن السفر إلى الماضي شيئا دقيقًا، خاصةً مع التعقيد الإضافي الذي كان يفرض عليه تقسيم ذكرياته وقدراته بطريقة تخدع أعدائه وتظل تطيع بعض القواعد الأساسية للواقع.

تنهد ونظر بعيدًا عن المعركة حيث أن معرفة البدائيين والحقيقة حول وجودهم بمثابة صدمة لنظامه، إلى جانب الصعود إلى مستوى البعد السادس بروحه، ومع ذلك من المدهش أنه في هذه اللحظة كان جسده البعدي على مستوى البعد الخامس، بينما روحه أقوى منه حاليًا، وكان ينوي الحفاظ عليها على هذا النحو.

كانت حدس جسده الرئيسي قويًا للغاية، وكان لزامًا على روحه أن تكون حذرة للغاية في العام المقبل حتى لا يتم فك شفرة سر صعوده، وإلا فإن العواقب ستعني موته.

لو كان الأمر يستحق ذلك، فإن الروح البعدية سيكون على استعداد لدفع هذا الثمن، لكن هذه لم تكن مهمته.

كان بإمكانه تغيير التناقض الحالي الموجود بين جسده وروحه إذا شارك هذه المعلومات مع جسده الحالي، لكن الميزة الأعظم لبعد الذاكرة هي مدى سهولة تقسيم كل هذه القوة إلى استمرارية الزمان والمكان التي هو بحاجة إليها.

لم يكن هنا ليُغيّر المستقبل، ليس حين كان جسده الرئيسي لا يزال داخل ذاكرة بدائي الحياة، فمثل هذا الفعل سيُكتشف بسهولة من قِبل البدائي، وسيُخاطر بجسده عبثًا، بل هو هنا ليكشف الحقيقة. هذا لم يُضف شيئًا إلى حقيقة أن السبب الوحيد الذي جعله قادرًا على مُشاركة قوته مع ماضي روحه هو أنه لن يُغيّر مستقبل جسده، لأن هذا التغيير يعتمد على المعرفة التي اكتسبها من بدائي.

إذا فعل هذا، فسيكون الأمر بمثابة فتح باب خلفي لبدائي الحياة لفهم قدرات روان.

كان روان هو الشخص الوحيد في الواقع الذي لم يكن قادرًا على رؤية الماضي فحسب، بل كان قادرًا أيضًا على رؤية المستقبل، وعلى الرغم من تكلفة فعل ذلك، إلا أن هذه كانت تكلفة كان قادرًا على تحملها.

لقد ارتجف عندما فقد كل ذرة من الأثير والجوهر التي كانت مخزنة داخل روحه، وحتى هذا لم يكن كافيا، فقد تم استهلاك أكوام هائلة من بلورات الروح بالمليارات، وعندما انتهى امتصاص موارده، لم يتبق له سوى أقل من جزء بسيط من ثروته المثيرة للإعجاب.

لأول مرة منذ فترة، إمتلك أقل من عشرة بلورات الروح، ولم يعد هناك ما تبقى منه لجمعه وبعد ذلك بدأ في التهام روحه للحصول على الطاقة.

لقد دفع ثمنًا باهظًا للغاية، وذلك مجرد تغيير في الماضي/المستقبل لروحه الأبعادية، إذا حاول تغيير مستقبل جسده الأبعادي في هذه اللحظة، فإن التكلفة وحدها ستقتله.

لا يزال من الممكن أن تكون هناك أساليب أخرى يمكنه استخدامها لخداع الواقع من أجل تنبيه جسده الرئيسي لما سيأتي، ولكن هذا سيكون محفوفًا بالمخاطر.

كان بإمكان روان إرسال انعكاساته إلى الماضي/المستقبل، لكن هذه التقنية فقدت أهميتها بالنسبة له بسبب حقيقة أن انعكاساته يجب أن تكون على مستوى البعد الثالث، ولن يكونوا على دراية بوجوده، ومع المخاطر الهائلة المترتبة على الاكتشاف، لم يكن روان يخطط لتكرار هذه التجربة في أي وقت في المستقبل.

كانت نجم الهلاك بيئة مغلقة، وبالتالي كان بإمكان روان التحكم في الكثير من النتائج، مما يضمن عدم تمكن أي شخص من استغلال ضعف انعكاساته، ومن غير المرجح أن يجد مثل هذا المكان مرة أخرى.

كما أنه بدون الوصول إلى قوى الأبعاد الأعلى أثناء التنقل، فإن المعلومات التي تم جمعها من خلال انعكاساته ستكون عديمة الفائدة تقريبًا.

أغمض الروح البعدية عينيه وانتظر وبعد وقت قصير بدأ مخزن بلورات الروح في التكاثر داخله، وكلها ملونة باللون الأحمر، بوضوح من روح دراكول التي كان جسده الرئيسي يقتلها بمساعدة سلالة أصله، سيراثيس.

مع ازدياد فهمه للذاكرة، أدرك روان أنه قد وجه للتو ضربة قوية لهذا العجوز، ضربة سيكون من الصعب للغاية التعافي منها. ستكون استعادة كل قوة الروح المفقودة صعبة للغاية، وكان من الممكن ألا يتعافى دراكول أبدًا، لأن سيراثيس كان يجمع الكثير من مصاص الدماء القديم هذا، ليس فقط روحه، ولكن أيضًا ذكرياته ومصيره، وكان من المحتمل جدًا أن يسقط هذا العجوز من منصبه إذا لم يحالفه الحظ. يمكن استعادة قوة الروح، لكن مصيره وذكرياته كانتا موارد فريدة من المستحيل استعادتها، يمكنه فقط صنع ذكريات جديدة، ولم يكن هناك ما يضمن أنها ستكون مساوية لما فقده، كانت بعض الذكريات لا تقدر بثمن، وكانت سيراثيس تجمع كل تلك القوة.

لقد أذهل هذا الاكتشاف روان، فهو لم يكن يفهم القوة الكاملة لسيراثيس عندما استخدمها، ولكن الآن على مستوى أبعاد أعلى، تم الكشف عن قوى سلالة أصوله ببطء،

‘مع سيراثيس وحدها، أستطيع قتل القدماء.’

للقيام بذلك، يجب عليه قتل قديم واحد عدة مرات، ولكن بإستخدام سلالة دمه غير المستيقظة، ماذا سيحدث إذا فتح سلالة دمه الأصلية بالكامل؟

لقد تم تحقيق كمية الطاقة التي يحتاجها للخطوة التالية من رحلته ولم ينتظر، مزقت الروح البعدية الفضاء وهو يتجه نحو العدم.

الترجمة : كوكبة