السجل البدائي - الفصل 1476
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1476: جوهر البدائيين
“هذا الصوت… الآن فهمت كل شيء!”
“دعني أدخل… دعني أدخل… دعني أدخل!!!”
انفتحت عينا روان على ذاكرة بدائي الحياة، وأدرك على الفور أن هذا أمرٌ لا يُفترض بالخالد فعله، على الأقل ليس على مستوى البعد السادس. ربما يستطيع كائنٌ قديمٌ الصمود قليلًا، لكن حتى هو لن يستطيع استيعاب كل هذه المعلومات.
من القليل الذي جمعه من إلورا وسِيد، كان من المفترض أن يرشده الدخول إلى ذاكرة بدائي الحياة على طريق الذاكرة، ويربطه بجذوره ويوفر له الأدوات التي يحتاجها لفهم هذا البعد المراوغ، والحقيقة هي أنه نجح، ولكن ليس بالطريقة التي يمكن لأي منهم أن يتخيلها.
كان روان مرتبطًا بسلالة بدائي الحياة، وهذا صحيح تمامًا، لكنه تجاوز منذ زمن طويل الحدود التي وضعها هذا البدائي على أحفاده أو أي خالد آخر في الواقع، ودخوله ذاكرة هذا البدائي، لم يكن طفلًا يدخل منزل والده لتلقي الحكمة، بالمنافسًا شرسًا تم جلبه إلى مركز قوة خصمه. على الرغم من أن الثمن الذي دفعه للوصول إلى هنا كان مؤلمًا، إلا أن مايف ضحت بحياتها من أجله لينجح، وذكرى خسارتها مؤلمة، لم يكن هناك سوى قلة ممن عرفوه كطفل، والآن رحل آخر هؤلاء الأشخاص.
استقر هذا الألم في قلبه مثل كماشة، وربما كان ليكون أكثر لطفًا عندما بدأ في استغلال ذاكرة بدائي الحياة، لقد حصل على ما جاء من أجله، يمكنه المغادرة، لكن روان لم يعد راضيًا بإخفاء رأسه تحت الرمال.
لقد أظهرت له تصرفات سِيد وإلورا كيف سيعامله الواقع هو وأولئك الذين يهتم لأمرهم، وذلك لأنهم لم يفهموا مع من يتعاملون، وإذا استمر في طريقه، فلن يفعلوا ذلك أبدًا، بل سيكون ببساطة دورة لا نهاية لها من الاستجابات المتصاعدة لمراوغته، حتى يقتربوا من حدوده وبحلول ذلك الوقت، تساءل روان عما إذا كان سيكون قادرًا على التحقق من نفسه مرة أخرى.
لا، لقد حان وقت تغيير الخطة. لقد اكتسب طريق الذاكرة، وسرعان ما سيصبح القدر والمصير ملكه، ولم يعد هناك سبب لإخفاء نوره.
لم يكن خالداً، بل شيئاً أكثر من ذلك.
لم يعد روان يتردد في قبضته على الحقيقة، بدلاً من ترك ذاكرة بدائي الحياة، غاص أعمق في المحيط، وعبر جسده مليارات السنين الضوئية في جزء من الثانية حيث ذهب إلى عمق أكبر مما ذهب إليه أي شخص من قبل حتى اقترب مما بدا وكأنه جوهر بدائي الحياة هذا ثم فتح نفسه لها.
لقد تم سحقه وتحطيمه، وتدمير كل قطعة منه، لكن روان ضحك، حتى الآن لازال يحاكي الاستجابات التي يتلقاها الخالد العادي في هذا العالم فأطلق العنان لنفسه، وعلى الرغم من أن سلالاته وفئته كانت لا تزال كامنة، إلا أنه لم يكن شيئًا يمكن للواقع، حتى البدائيون أنفسهم، أن يسحقوه ببساطة.
عندما انفتح على الواقع، بدأت الوجود يفتقر إلى المعنى، والوزن، والوقت، والمكان، والحرارة، والموت، والعواطف، والحياة… كلهم كانوا يبحثون عن جزء منه، ولكن لم يكن هناك شيء يمكن الاحتفاظ به.
كان بإمكان روان أن يشعر بثقل الوجود البدائي يستعيد نفسه ببطء ويبدأ في الزحف نحوه، لكنه اشترى لنفسه الوقت، لذلك دفع نفسه إلى أعماق الذاكرة ورأى….
لقد تلقى التنوير كفاني داخل الكسر، والآن بعد أن استيقظ كخالد، دفع نفسه إلى بيئة عالية المستوى لدرجة أنه أصبح مثل فاني داخل عوالم الخالد مرة أخرى.
لكن الحقيقة لا تُوجد إلا بالبحث عنها. شعر روان بأن إرادته تتناغم مع هذا الشعور، فدخلت إرادة الحقيقة البُعد السادس بكامل طاقتها.
على عكس الخالدين الآخرين الذين يصعدون إلى البعد الأعلى باتباع إرادتهم، بدا أن روان كان على العكس، كانت إرادته تطارد صعوده، مما يثبت أنه كسر الطريقة التي أنشأها البدائيون للوصول إلى مستويات الأبعاد الأعلى، لم يعد بحاجة إلى تلك العكاز.
لم يكن بإمكان عقله استيعاب كل ما يمر به، فالمعلومات كثيرة جدًا، وجزء منها يملأ الواقع حتى يفيض، لكن روح روان استطاعت التقاط لقطات من اللانهاية، وبينما بدأ يلتقط هذه المعلومات دون أن يحاول استيعابها، قد يجعله ذلك عاجزًا عن الفهم لمئات السنين، بينما يسعى للفهم، قام ببساطة بتركها تتسرب إلى وعيه، على أمل أن يدمج بين كل القطع العشوائية التي يجمعها، وبمعجزة، نال التنوير.
كان مثل ذلك الرجل الأعمى الذي لم يرَ فيلًا من قبل، وفقط لمس أجزاء مختلفة منه دون أن يعرف شكل كل شيء بالكامل، لكن التنوير وضع فجأة صورة لتلك الأجزاء المتناثرة من الفيل معًا، وحتى دون أن يرى فيلًا من قبل، كان قادرًا على فهم ملامحه بدقة. ومع ذلك، فإن الصورة التي أظهرها له التنوير كانت قاتمة، ومع ذلك، فهم روان أنه ربما يكون قد اكتشف للتو أحد أعظم الأسرار في الوجود كله، وحتى بالنسبة له، لازال من الصعب تصديق ما اكتشفه للتو.
باعتباره منشئا وبُعدًا حيًا، كان لدى روان إمكانية الوصول إلى العديد من التفاصيل حول الوجود وجميع القوى المترابطة داخله، وفي اللحظة التي خطا فيها إلى البعد الرابع من الزمن، أصبح تلقائيًا كيانًا خامس الأبعاد من الزمكان.
لقد إفتخر بأنه يعرف كل شيء عن الواقع إلى مستوى معين، كونه هو ذلك الواقع، ومع ذلك، فقد اكتشف أن ما يعرفه كان مجرد جانب واحد من الواقع!
كان الزمان والمكان والذاكرة مرتبطين بطريقة عميقة للغاية، لكنه ظل يطبق قواه على جانب واحد فقط منها ويتجاهل الباقي، بالنسبة للخالدين الآخرين تعتبر هذه هي الخطوة الصحيحة، لم تكن هناك طريقة يمكنهم من خلالها الوصول إلى المزيد، كان الأمر أشبه بإخبار نملة بالسير في الفضاء، لكن هذه القاعدة لم تكن له.
عندما كان ينسخ الدوائر العليا، كان قد حير من أجزاء كثيرة منها، ولم يكن قادرًا على فهمها بالكامل، بدون قوى سلالاته العليا وإرادته التي مكنته من تحقيق معجزات أعلى بكثير من مستواه البعدي، لن يكون قادرًا أبدًا على تحقيق جزء بسيط مما كان قادرًا عليه، وكان روان يفهم السبب أخيرًا.
لا يرى البدائي فرقًا بين الماضي والحاضر والمستقبل، بل كان بإمكانه أن يعيش كل هذه اللحظات في آنٍ واحد. كانت الحياة والموت بلا معنى بالنسبة له، والوجود والعدم وجهين لعملة واحدة، ومع ذلك، ظلّ مُقيّدًا بهذه القواعد، لأن ما عرفه لم يكن…
لقد حاول روان الوصول إلى هذه المعرفة ولكنه لم يتمكن من الحصول عليها بالكامل، يوجد هناك الكثير مما عليه استيعابه، ولكن ما توصل إليه للتو كان مهمًا… مهمًا للغاية.
البدائيون هم…. سجناء!
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.