السجل البدائي - الفصل 1474
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1474: رسم البرق
كما هو الحال في كل لحظة خاض فيها معركة، كان روان تحليليًا، لم يكن بإمكانه أن يصبح دقيقًا كما هو في جسده الخالد، لكنه لازال قادرًا على الاقتراب بدرجة كافية من هذا الجسد الفاني.
كان طول عدوه مشكلة وإحتاج إلى قطعه إلى الحجم المناسب، أول ضربة لروان بالنصل فصلت الظلام إلى نصفين من الركبتين، كان النصل حادا للغاية وقطع العظام بشكل نظيف لدرجة أن سامي الأرض لم يبدو حتى على علم بالقطع ولم يتحرك.
عادةً ما كان هذا هو الوقت المناسب لروان ليسحق عدوه بركلة واسعة، لكن هذه الحركة لن تؤدي إلا إلى سحق ساقيه على أعمدة الصلبة التي هي عظام سامي الأرض، ولذلك اتخذ هذا الإجراء تحديدًا لعلمه أن الظلام لن يتوقع مثل هذه الحركة، ونجح. سحق روان الظلام بركلته، لكن ساقيه كانتا مغلفتين بوسادة كبيرة من الجماجم، مما خفف من الصدمة وعزز قوته، وبدلاً من سحق ساقيه إلى عجينة، كسر ببساطة عظامًا كانت تلتئم بسرعة، لكن هذه الركلة أرسلت الأطراف السفلية لسامي الأرض في المسافة.
انحنى جسد الظلام وبدأ في السقوط، ووجه روان النصل نحو كتلته الهابطة، ومن منطقة العانة حتى جمجمته أشرق ضوء أحمر من النصل المار بشكل ساطع.
لقد بذل روان قوة على النصل عندما انطلق من الأرض، ومثل شفرة ساخنة عبر كومة من الثلج، قام بتقسيم الظلام إلى نصفين بشفرته.
سقط نصفا الظلام على ركبتيهما، وفتح فم السامي في مفاجأة، ورغم أنه انفصل إلى نصفين، إلا أن إرادته لا تزال مشتعلة حيث بدا أن شعلة حمراء اشتعلت في وسط تجويفي العين الفارغين داخل جمجمته المنفصلة.
لقد أخذه هجوم روان في الهواء لبضعة أقدام وبينما كان ينزل، قام بتأرجح النصل في شق عريض، تاركًا وراءه أثرًا أحمر جعل الأمر يبدو وكأن نصف القمر قد تم رسمه في الهواء، مزقت هذه الحركة كلا نصفي رقبة الظلام، لكن أقدام روان لم تلمس الأرض.
حتى عندما قام بتلك التأرجحة، كانت اليد اليسرى للظلام قد انطلقت إلى الأمام، خالية من معظم قوته، لكنها كانت لا تزال كافية لطعن روان في صدره، وإيقاف حركته في حركة وحشية واحدة.
يبدو أن كل هذا قد حدث على مدى فترة طويلة من الزمن، ولكن لم تمر ثانية واحدة حتى انتهى اشتباكهم العنيف.
انطلقت موجة صدمة هائلة من موقع الاشتباك، وعندما هدأت ظهرت صورة غريبة للغاية.
على الرغم من تقطيعه إلى ستة أجزاء، رفضت أجزاء جسد الظلام أن تسقط على الأرض، كانت جميع أجزاء جسده تطفو في الهواء، كانت إرادته المجنونة قوية جدًا لدرجة أنها تحدت الموت نفسه، تحول نصف جمجمته المبتسمة التي اسودت بسبب النيران والمليئة بالشقوق والحفر نحو روان الذي كان يلهث لالتقاط أنفاسه وهو مصاب في اليد اليسرى للظلام،
“ماذا حققتَ بنضالك؟” قال الظلام، “لا شيء يُذكر، صعودي قادمٌ لا محالة. هل نسيتَ أنني أتحدى الموت أيضًا؟”
خلف الظلام، انقطعت آخر القيود التي تربطه بالفناء، وبدا العالم وكأنه أصبح ساكنًا قبل أن تنفجر العاصفة في الأعلى فجأة في الحجم، ونشأت عواصف رعدية هائلة من العدم، تنمو وتتوسع كقوة خالدة نزلت من السماء محمولة على صاعقة برق.
لقد أخطأ روان في تقدير الإرادة المطلقة للظلام، من الناحية الفنية ضربة واحدة فقط كانت كافية لقطع ما تبقى من قوة حياته، ولم يقم روان بضربة واحدة، لقد وجه عدة ضربات قاتلة من المفترض أن تقتل سامي الأرض هذا مائة مرة.
لم يكن هناك شيء يبقي هذا النصف سامي على قيد الحياة، كان من المفترض أن يتضرر وعيه وإرادته بشدة بسبب هذا النصل حتى لو كان لا يزال على قيد الحياة، حتى أن فعل التفكير كان من المستحيل، ومع ذلك كان هنا، مخترقًا على ذراعه، لحظة من الموت وانتصار عدوه أمامه.
في تلك اللحظة، انتاب فم روان لنظرة أعدائه إليه. لا بد أنهم رأوه مُنهَكًا ومُهزومًا، وقد بلغ حالةً أشبه بالحياة منه بالموت، وما زال يملك القدرة على القتال.
أليس هو من قال أنه إذا لم يتمكن أي شيء من قتله بضربة واحدة فإن ذلك الهجوم سيكون عديم الفائدة لأنه سوف يتعافى دائمًا؟
الآن بعد أن رأى هذه الكلمات ملقاة أمام وجهه، لم يكن لديه الطاقة حتى ليكره نفسه، همس ببساطة، كانت رئتيه ممزقة للغاية بحيث لا يستطيع التحدث بصوت عالٍ، نظر إليه الظلام للحظة ونظر إلى الأعلى، كان التوهج الأحمر داخل جمجمته يلمع بينما فتح نفسه لنزول الخلود الذي يحمله البرق عندما يضرب، سيصبح الظلام خالدًا وسيصبح روان رمادًا.
نزل البرق، متألقًا بمثل هذا الضوء العظيم الذي كان من الممكن رؤيته في جميع أنحاء القارة، وزأر الظلام لاستقباله، وهمس روان مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان صوته أعلى، وقال: “ضربة واحدة”.
في إدراكه، بدا العالم وكأنه يتباطأ، حيث استخرج عقله آخر ما تبقى من القوة المتلاشية لأفكاره بينما كان ينادي على الجماجم خلفه بكل حشودها،
“تعالوا.”
مثل المد الأحمر الذي يبلغ ارتفاعه ميلاً، تدفقت مليارات الجماجم على روان والظلام، ودفنتهم تحت غطاء من اللون الأحمر امتد لأميال، لكن البرق النازل من السماء مزق الجماجم مثل لا شيء، ونزل نحو هدفه وصرخ الظلام ضاحكًا،
“لا فائدة منه، لا شيء يستطيع إيقاف هبوطه. سأرتقي!”
أصبح صوت روان ثابتًا وقويًا وهو يزأر،
“لم أحاول إيقافه.”
ضرب البرق موقعهما وانفجر مثل ألف رأس نووي في وقت واحد، مما أدى إلى إنشاء سحابة عيش الغراب امتدت لألف ميل وتشتت العاصفة لعشرات الآلاف، استغرق الأمر بعض الوقت حتى هدأت وعندما حدث ذلك، لم يتبق سوى روان واقفا وبقايا الظلام كانت ملقاة عند قدميه، تتفتت إلى رماد، في يده اليمنى أصبح النصل الأحمر للظلام مغطى بالبرق.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.