السجل البدائي - الفصل 1473

الفصل 1473: الفاني ضد الخالد

عند النظر إلى الوراء مع ميزة البصيرة والذاكرة القوية إلى حد ما، بدا الأمر مجنونًا تقريبًا لأن روان لم ير الاتصال الذي كان يحدق في وجهه منذ البداية.

كان النصل غير المرئية التي تم دفعها عبر جمجمته ملكًا للظلام، ولم يكن من الممكن أن يستخدمه إلا هو، في كل مرة حاول فيها روان لمسه، كانت يداه تمر عبر السلاح كما لو أنه غير موجود، وهكذا مع كل ما كان عليه التعامل معه، وضع روان هذه المسألة خارج ذهنه، لكن شيئًا ما قد تغير عندما هاجم الظلام شخصيًا عندما كانا داخل كرة اللحم.

تذكر سقوطه على أكتاف سامي الأرض ودفع شفرة فيرين عبر عموده الفقري، مع كل حدث في تلك اللحظة، فشل في إدراك أن وزن النصل على جبهته قد زاد بشكل طفيف.

لقد كان فرقًا طفيفًا، لكنه الفرق الذي فاته عقله الفاني، وقد أدركه روان الآن من خلال تعزيز قوة الذاكرة التي أعطيت له من قبل الأرواح التي خلفه.

سيصبح هذا النصل صلبًا عندما يكون قريبًا من الظلام، وهذا يعني أنه يمتلك سلاحا يمكنه استخدامه لقتل هذا الرجس الذي كان على بعد خطوة واحدة من السمو.

كان البشر دائمًا ضعفاء، لم تكن لديهم مخالب أو أنياب أو فسيولوجيا معززة لمحاربة التهديدات الخطيرة، لكن كان لديهم إمكانية الوصول إلى الأسلحة، ولم يكن روان قادرًا على قتل كائن خارق للطبيعة بدون سلاح قادر بما يكفي للقيام بذلك.

إن آخر سهم أطلق من قوس الرامي لم يدمر كرة اللحم ويحرر الظلام تقريبًا من محنته فحسب، بل ألحق أيضًا أضرارًا بالغة بسامي الأرض، وعلى الرغم من أنه لا يزال قويًا، لم يتبق أي لحم على جسده، فقد احترق كل شيء تحت تلك الشعلة المطهرة.

كان يقف أمام روان هيكل عظمي يبلغ طوله خمسة عشر قدمًا مشتعلًا بالنار المحمرّة، وكانت الذراع اليمنى قد اختفت، ولم يتبق في اليسرى سوى إصبعين، وكان هناك ثقب كبير في صدره، إلى جانب العديد من الأضلاع التي اختفت، وما تبقى من عظام الجذع كانت كلها مكسورة مع عدة قطع مفقودة.

كانت الجمجمة تتدلى بشكل غير صحيح من الرقبة حيث امتدت عدة شقوق كادت أن تقسم العمود الفقري إلى قطع من مؤخرة العنق إلى عظم الذنب، وبالفعل كان من المفترض أن ينهار هذا الهيكل العظمي، لكن القوة التي يحتويها لا تزال تحرق الهواء، وعلى الرغم من إصاباته، لا يزال الظلام يقدم الشكل الذي لا يقهر للسامي الذي كان بجل منذ ملايين السنين.

بدون وجود الجوهر أو الأثير في جسده، لكان أي ساني أرض قد سقط، فالضرر الذي لحق به كان جسيمًا للغاية. ومع ذلك، وقف الظلام، وعيناه فارغتان تنظران إلى روان بحسدٍ شديد، حتى أن الهواء بينهما تموج وارتجف كما لو كان يهرب من رؤية هذا النصف سامي. رفع الظلام يده اليسرى ببطء، وأشار إلى روان، ولم يكن في صوته أي ضعف، بل بدا وكأنه مستمتع قليلًا.

“يا ماجوت، أنت سبب ألمي، أسلحتهم وتقنياتهم كلها منك، جديرة بالثناء لكنها بلا جدوى. أرى أنك جلبت الساقطين خلفك، هذا جيد، فليشهدوا جميعًا صعودي وليعلموا أن عقابهم سيكون أبديًا في عهدي!”

لم يستجب روان لهذا الشيء المجنون، لم تكن هناك حاجة لذلك، لقد كان قد ذهب بعيدًا بالفعل، كان هذا الكائن مجرد انعكاس لمن تعتقد عقول الفانين أن روان يكونه، وهكذا، تم تحريفه إلى أقصى حد، أمام شيء مثل هذا، كان أفضل مسار للعمل هو حسنًا، العمل.

لم يكن بحاجة إلى إصدار أي أوامر للذكريات خلفه، حيث دفعه انفجار هائل نحو الظلام الذي سقط فكه العظمي، على الأرجح معلنًا قدوم صرخة، في مثل هذه المنطقة المفتوحة دون أي عائق، تلك الصرخة من شأنها أن تمزق روان إلى أشلاء.

“هذا يكفي،” هدر روان بينما أرسلت إشارة من يده طوفانًا من الجماجم متجهًا نحو رأس الظلام، اندفعوا عبر روان، أسرع مما كان يندفع نحو هدفه، وعلى طول الطريق جعل روان كل جمجمة تتقلص حتى أصبحت بحجم ذرة من الغبار، وحشرهم في كرة صارخة غطت رأس الظلام، وكان عددهم بالمئات من الآلاف.

رأى روان كرة الجماجم المحيطة برأس الظلام تتوسع، على وشك الانفجار تحت ضغط احتواء صوت الظلام، لكن روان لم يتوقف عن إرسال المزيد من الجماجم إلى الكرة لتقويتها، وفي جزء من اللحظة التي اعتاد فيها عبور المسافة بينه وبين الظلام، كان لديه بالفعل ملايين الجماجم التي تغطي رأسه، لكنه لم يتوقع أن تدوم، كانت الجماجم قوية، لكن روان إفتقر إلى الإرادة أو الأثير أو الجوهر اللازمين لتوجيه قوتهم بشكل صحيح، وكان بالكاد يستخدمهم كعلف خالد، ومع ذلك، لم يكن الأمر مهمًا، كان يحتاجهم فقط لشراء الوقت، وكان الآن قريبًا من سامي الأرض حيث تم تأكيد فرضيته.

شعر برأسه ينخفض قليلاً وبدون آلام الجسد الفاني الجريح التي تشتت انتباهه، كان بإمكانه أن يشعر بالألم يتدفق عبر رأسه عندما تجمدت شفرة الظلام في جمجمته.

لم يحاول روان التفكير في الأمر، فقط قام بشحن جمجمته بأقصى قدر ممكن من قوى الشفاء التي استطاع استخلاصها من الذكريات، وبحركة سلسة واحدة، سحب النصل من جمجمته.

أصبحت رؤيته فارغة للحظة عندما غمرت طعم قوي من الحمضيات فمه، وكادت عضلاته تنهار لكنه كان مدعومًا بالذكريات خلفه وسرعان ما شُفي الجرح من خلال جمجمته واستقر جسد روان على بعد أقدام قليلة من الظلام، وبنفس الحركة التي استخدمها لسحب السيف من رأسه، استمر في ذلك القطع، حيث قطع النصل ركبتي الظلام.

الترجمة : كوكبة