السجل البدائي - الفصل 1472

الفصل 1472: النصل

ما كان يفعله في هذه اللحظة لا ينبغي أن يكون ممكنًا، فقد اعتاد روان على القيام بأشياء لا يمكن للآخرين تصورها، لكن هذا الأمر بدا له غريبًا للغاية، وقرر ترك كيفية تمكنه من تحقيق ذلك لعقله الخالد.

تأمل في المستقبل.

حتى وهو لا يزال في جسد فاني، فقد عبر خطوة حيث يمكنه الآن لمس ذكرياته واستخدامها، ولأنه كان بُعدًا حيًا، فإن ذكرياته تحمل ثقلًا كان غير واقعي تقريبًا.

كان بإمكانه تبرير لمس ذكرياته، فهو في النهاية بداخلها، لكن التحكم بها كان أمرًا مختلفًا. كيف استطاع… كالصخرة في رأسه، جاءه الجواب، فرمش روان مندهشًا وكاد يضحك بصوت عالٍ من غبائه، لم يكن يتحكم بها – هذه الذكريات، هذا ما يفعله الخالد، لا، كانت تساعده لأنها كلها جزء منه. لم يكن بحاجة للتحكم بها، بل كانت تمنحه قوتها ليستخدمها.

تقبُّل جوانبه الفانية يعني تقبُّل جميع الأرواح التي كانت في ذاكرته كجزءٍ أساسيٍّ منه، وليس مجرد قاضٍ بلا وجه سيواجهه في نهاية طريقه. كان هناك وقتٌ رأى فيه روان الفانين كذلك، لكن الآن عليه أن يُقرَّ بهم.

“آه، إذن هذا هو كل ما يدور حوله الأمر”، تنهد.

سقط جسده في الجماجم، ونزفت كل قوة سقوطه كما لو لم يكن هناك شيء، وعندما لامست قدماه الأرض، هبط بخفة كبلع. رأى روان جراحه تلتئم، وعينه تنمو من جديد، وعظامه تلتئم، وعندما استقام ظهره وهو يقف، اكتشف خلفه، ممتدًا كعباءة لمئات الأميال، بحرًا من الجماجم.

كان صوت روان همسًا سافر عبر القارة بأكملها، ووصل إلى أعماقها، وسافر إلى السماء حتى لامس عينيه الخالدتين الفارغتين أعلاه،

“ذكرياتي مليئة بالمجازر وسفك الدماء، لكنني لا أنكر أفعالي، ولا أنساها، وسأكرم من سقطوا. لقد شهدت محنتكم، وأُقرّ بصمودكم، ولن أسلب قوتكم، بل أنتم جميعًا جزء مني. أساس ذاكرتي.”

لقد تحطم الصمت الذي أعقب كلماته بسبب انفجار هائل حدث أمامه، وكأن الشمس قد انفجرت، وأغلق روان عينيه بهدوء حتى يتلاشى وميض الضوء قبل أن يفتحهما مرة أخرى.

“بووم!!!”

هبطت كرة اللحم أمامه، وكان من المفترض أن يقذفه الانفجار بعيدًا عن قدميه، لكن ساقي روان كانتا ثابتتين على الأرض على الرغم من أن الأرض ارتجفت وارتجفت، سرعان ما استقر كل شيء عندما انطلقت صرخة عظيمة من مركز الانفجار الذي أطلق موجة صدمة دمرت النيران وخطى الشكل البغيض للظلام من خلالها.

لقد كان سامي الأرض في اللحظات الأخيرة من حياته، لكنه كان قريبًا جدًا من النصر، وكان الدخول إلى المرحلة الخالدة أمامه مباشرة.

لم يكن هناك سوى حبل واحد يضخ السم التآكلي مرتبطًا بجسده، وكان هذا هو الحبل الأخير الذي يربطه بالفناء، وكان يتفكك، وينهار إلى رماد تحت قوة لهب يوي، تردد روان لأنه حدد ازدواجية ما كان يحدث هنا.

كان سامي الأرض هذا، الظلام، هو أيضًا، لكنه تمثيل له كما رآه عدد لا يحصى من الفانين الذين ذبحهم، وبغض النظر عن مدى التواء وتحيز رؤيتهم له، لا يمكن إنكار وجود عنصر من الحقيقة في ما رأوه منه.

في نظرهم كان قوة الجشع والفساد، كائن لم يكن راضيا بإنهاء حياتهم بل تغذى على أرواحهم أيضا، كان جوعًا لا يشبع أبدًا، والبرد في الخارج في الليل يضرب بقوة ليسمح له بالدخول حتى يمكن انتزاع كل قطرة أخيرة من الدفئ من منازلهم.

كان بإمكان روان أن يرى كل هذا في الظلام، لكن بإمكانه أيضًا أن يرى الصراع ومدى محاولته للتغيير، لم يكن هناك سبب لقيام الظلام برعاية الحياة الفانية مرارًا وتكرارًا لملايين السنين، إذا لم يكن هناك جزء منه غير مرتبط بهم.

ومع ذلك، فإن الجوع للتقدم هو شيء لا يستطيع سوى عدد قليل من الفانين أن يفهموه، وهذا الجوع يمكن أن يفسد حتى أقوى الإرادات.

كان هناك طريق، طريق طويل يعد بكل ما قد يرغب فيه القلب إذا استطاع الوصول إلى نهايته، لكن هذا الطريق لم يكن للضعفاء، وكل خطوة يتم اتخاذها عليه كانت مثل السفر إلى السماء.

إن التضحيات اللازمة ليس فقط للسير على هذا الطريق، بل أيضًا لرؤيته حتى النهاية، تتطلب شكلاً من أشكال الهوس والعناد الذي لا يمكن تصوره.

لقد رأى روان السامي كما لم يستطع أي شخص آخر رؤيته، لقد رأى الهوس والرغبة في السلطة، وأقر بذلك أيضًا، لكنه لاحظ أيضًا أنه على طول الطريق، فقد سامي الأرض هدفه، وأصبح قلبه ضعيفًا.

لو أنه ذبح هؤلاء الفانين مرة واحدة وعاش في صمت لملايين السنين القادمة، فلن يكون لدى روان أي مشاكل معه، بدلاً من ذلك، بدأ يعاني من إخفاقاته، وركز غضبه على العاجزين.

لم يكن هذا هو، بل كان مجرد نسخة منحرفة منه، وروان لن يسمح لهذا الشيء أن يمس الخلود، فهو لا يستحق ذلك.

لقد تماسكت أفكاره حول هذا القرار وحملها ثقل الذاكرة، وبدأ عقله الفاني في التمدد، ولم يتمكن من الوصول إلى قوة ذاته السابقة، ولكن كان ذلك كافياً لمسح الضباب عن فكر روان وأظهر له الرابط الوحيد الذي كان يفتقده.

النصل في جمجمته، أدرك أخيرا كيفية سحبه.

الترجمة : كوكبة