السجل البدائي - الفصل 1467

الفصل 1467: هز الوجود كله (2)

المعرفة التي اكتسبها عن الكاسرين، حتى الكمية الصغيرة التي جمعها كانت صادمة بشكل لا يصدق، فمحتواها يضايقه بشأن الحقائق التي من شأنها أن تصدم كل الواقع إذا تم الكشف عنها، ولاكن القاضي لازال حكيماً بما يكفي لفهم أنه لا ينبغي له أن يتجاوز حدوده، والتركيز فقط على أهدافه إجباري وإذا تم جره إلى ألغاز أخرى من الماضي فسوف يضيع في الجنون.

دخلت دفعة صغيرة أخرى من المعرفة إلى ذهنه جنبًا إلى جنب مع الكمية اللانهائية من المعرفة التي تملأ روحه وكان محظوظًا لأنها تتعلق بكاسر، عبس القاضي، أحس أن هذه المعلومات عن الكاسر أكثر إزعاجًا من معظمها، وانجذب إلى رؤية عظيمة عذبت عقله عندما رأى شيئًا جديدًا ورهيبًا وأصبح وعيه فاسدًا تقريبًا لولا النور المطهر القوي الذي غمر روحه، أيا ما تكون الذكرى التي دخلها فقد تجاوزت مستوى لقديم ودخلت مستوى البدائيين أو شيء غريب بنفس القدر،

“بووم!!! بووم!!! بووم!!!!”

كان المشهد الذي رآه حربًا، بين رجل واحد وما بدا وكأنه أغرب واقع رآه في حياته، وهذه المعركة تهز الوجود… كله. لو ان هذا يحدث في الحاضر، لتأثر كل عالم، من أدنى العوالم إلى أسمى السماوات.

“بووم!!!بووم!!!”

لقد تم تحريف الواقع بأكمله إلى ساحة معركة كابوسية مليئة بالمخلوقات والقوى التي لم يستطع التعرف عليها، كانت أشكالهم غريبة للغاية وكانت القوة التي يمتلكونها غريبة جدًا لدرجة أن عقل القاضي أصبح فارغًا تقريبًا، كان يسكب باستمرار كميات هائلة من الضوء السامي لإبقائه عاقلًا ومع ذلك لم يكن ذلك كافيًا تقريبًا، كان على وشك الجنون.

ومع ذلك، ما كان يشهده كان مذهلاً وأي بقايا من التشتيت في ذهن القاضي طار في وجه هذا المشهد عندما أدرك أنه كان يشهد العصر النادر قبل العصر البدائي، لكنه لم يره أبدًا بهذه التفاصيل المذهلة.

على الرغم من أن القاضي كان يعلم أن هناك عصورًا أخرى قبل العصر البدائي، إلا أنه لم يكن يعرف عددهم أو التأثير الإجمالي الذي كان لهم على الواقع، بالنسبة لمعظم الخالدين في العصر الحالي، كان العصر البدائي ضخمًا جدًا في الطريقة التي غير بها وجهة نظر الواقع لدرجة أنهم نسوا أن هناك عصرًا قبل العصر البدائي.

كما لا يمكن إنكار أن البدائيين قد تأكدوا من محو كل معرفة من العصر السابق من الوجود، وبالكاد تمكن القاضي من العثور على أجزاء من تلك العصور السابقة حتى عندما بحث في أظلم أطراف الواقع، ومعظمها لا يمكن العثور عليه إلا في العدم، وحتى في ذلك الوقت ما استطاع جمعه هو مجرد أجزاء مربكة ولغات لا معنى لها ورسومات تُظهر مخلوقات أعطته كوابيس، وهو قديم.

كان لدى القاضي العديد من الأجساد وجميعهم أقوياء للغاية، وإذا كان بإمكانه العثور على شظايا فقط، فقد كان متأكدًا من أن الآخرين لن يدركوا حتى أن عصرًا سابقًا قبل العصر البدائي موجودًا، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها رؤية لذلك العصر بهذه الجودة المذهلة.

لم يستطع تمييز أي شيء عن القوى المُطلقة في هذه المعركة التي تُنهي الواقع، كل ما استطاع استنتاجه منها هو أن الرجل الوحيد الذي يُقاتل الحشد كان كاسرًا، وأن الواقع في ذلك الوقت لم يكن كما كان في العصر البدائي أو حتى هذا العصر الأسمى، بل كان… حيًا، وهذه أسهل طريقة لوصفه. كان يسمعه يصرخ ويضحك ويبكي، وشعر بأنه مُخطئ تمامًا.

يبدو أن الواقع نفسه يولد فظائع لا تعد ولا تحصى، كيانات هائلة بلا وجه سافرت عبر ما يشبه النجوم ولكنها مصنوعة من لحم ودم، كائنات لحمية ملتوية تم دمج أجسادها مع مجسات وعظام خشنة، وحوش مصنوعة من الضوء المكسور والوقت النازف، الجنون أصبح لحمًا.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الجنون، كان الرجل الذي حاربوه أسوأ، بدا جسده ينزف الظلام، مثل الوشم الذي يعود إلى الحياة، ويمتد عبر عدد لا يحصى من العوالم ويمزق خصومه بأعداد كبيرة، أصبح كل شيء ممزقًا وبكى الواقع، وبغض النظر عن مدى خطورة إصابته وهم يتكدسون عليه بأعداد تقدس الخيال، تتغذى وشومه على أعدائه وقد تم شفاؤه، وبدا أنه على الرغم من أن هذه المعركة ستستغرق إلى الأبد، فإن الكاسر سيكون قريبًا هو الذي سيخرج منتصراً، بدا الأمر حتميًا تقريبًا.

بدا الأمر وكأن التوازن قد تم التوصل إليه، ثم توقف الكاسر وبإشارة منه، حطم السماء أعلاه، ومن السماوات المحطمة، خرجت كيانات متعددة ضخمة بشكل لا يمكن تصوره وقوية بلا شك، وأكثر غرابة من هذا الواقع ومخلوقاته، من خلال الشقوق، ووقفوا جميعًا خلف الكاسر.

قالوا “أبشر، قُد الطريق”

انتهت الذاكرة وتركت للمحكم أسئلة أكثر من الإجابات، وفتح نفسه للمزيد، مصمماً على اكتشاف الحقيقة.

كان غارقًا في ذاكرة أخرى، لم تكن هذه الذاكرة عميقة مثل السابقة لأنها أظهرت له تفردًا غير معروف مصنوعًا من ما يشبه الرمال الفضية عندما بدأت نوبات الأفكار والعواطف غير المتوقعة تتسلل إلى فضائه العقلي ولم يعد بإمكانه الحفاظ على حالة ذهنه للتعمق في الماضي.

تنهد القاضي بانزعاج، وبدأ يتخلص ببطء من ضخامة الذكريات التي أمامه. كانت هناك ألغاز كثيرة هنا، يمكنها أن تجيب على أسئلة كثيرة تراوده عن الماضي، لكن عليه أولًا أن يفهم سبب الاضطرابات في ذهنه.

انفتح على تجسيداته الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء الواقع، وسعى إلى معرفة سبب التشتيت.

عندما حبس نفسه لهذه المهمة الهامة وأوضح أنه لا يريد أن يتم إزعاجه إلا إذا أصبح الواقع كله في خطر، كان قد مر عامان فقط وقد تم بالفعل إزعاجه؟

في البداية، كان مرتبكًا بعض الشيء عند رؤية تجسيداته التي كانت تُعرض عليه، لكن ارتباكه لم يدم طويلًا قبل أن يمحى بالصدمة.

الترجمة : كوكبة