السجل البدائي - الفصل 1458

الفصل 1458: داخل كرة اللحم

كان بروان والمحاربون السبعة على بُعد ثلاثة أميال من الأرض، واقفين على كرة ضخمة من اللحم تُمثّل محنة الظلام. أحاطت بهم غيوم عاصفة بينما كان البرق يتلوى حولهم، عرف روان أن هذه علامة على اقتراب المحنة، سواءً أكانت خيرًا أم شرًا، لم يكن معروفًا. لكن الهواء بدأ يغلي بقوة وإمكانات هائلة مع ازدياد سحابة العاصفة، جالبةً معها هبات عاتية من الرياح والأمطار ذات مذاق مر. كانت النهاية آتية، وبينما انتشر الظلام في جميع أنحاء القارة المتصدعة، لم يكن سوى ضوء البرق المنبعث مصدرًا للإضاءة.

كان الوصول إلى هنا بسهولة بفضل أفعال الساحر الذي صنع منصات جليدية في الهواء، وعلى عكس البقية الذين كانوا يشاهدون المنظر من الجو وهم يستريحون، يستعدون للدفعة الأخيرة، انهار الساحر على الأرض سقطةً هزيلةً، غير مبالٍ بأن جسده يكاد يغرق في كتلة اللحم وهو يلهث لالتقاط أنفاسه. لقد حالفهم الحظ بالوصول إلى هذا الارتفاع قبل أن تشتد العاصفة، وإلا لكان ذلك مستحيلاً مع ازدياد قوة الرياح التي كانت تحمل الجثث وتقذفها أميالاً في الهواء.

“عمل جيد يا فالجوس”، قال له روان، “لقد وصلتنا إلى هنا في الوقت المناسب!”

“تباً لك،” قال وهو يلهث، “لم يكن عليك أن تضغط عليّ بهذه القوة، أشعر وكأنني أموت.”

“لا يزال لديك طاقة للتحدث، هذا يعني أنني ضغطتك إلى أقصى حدودك لا أكثر. استرح؛ بعد دقيقتين، سنهاجم. هذا هو مسرح الاختبار الحقيقي.”

“يا وغد،” همس فالجوس وبدأ يمارس تمارين التنفس، دون أن يكلف نفسه عناء بصق المطر المرير الذي يدخل فمه. بهذا القرب من الظلام، منع روان أي نوع من السحر، لأن أي حركة غريبة للأثير ستنبه فريسته، لم يكترث إن كانت العاصفة المتنامية قادرة على إخفاء شيء كهذا. بالنسبة للفانين الذين يصطادون كائناً شبه خالد، كل ميزة تُحسب. من على بعد مئات الأمتار من كرة اللحم، استخدم روان قوته لحمل كل من رفاقه باستخدام سلسلة من القفزات الضخمة التي اختبرت حدود عضلاته ومفاصله، والآن كان يرتدي درعًا وباستثناء رأسه الذي كان مكشوفًا، كان باقي جسده مغطى بالمعادن، ليس أن هذا سيحدث فرقًا كبيرًا إذا أصيب بأي تقنية من تقنيات الظلام، ولكن حتى أدنى حافة يمكن أن تحدد الفرق بين النصر والهزيمة.

كان السحر الوحيد الذي سمح به هو على كاتم الصوت الذي يغطيهم، وبما أن روان لم يكن لديه خوذة، فقد بدا الأمر كما لو أن لديه أذنان رقيقتان تخرجان من رأسه، مما حطم صورته كمحارب قوي تمامًا.

لقد اختبر روان اللحم للتأكد من أنه مستقر بما يكفي للوقوف عليه وليس خطيرًا من خلال رمي الجسم عليه، واكتشف أنه يجب عليهم تجنب المناطق التي تفرز الحمض الأصفر، ومع ذلك، لاحظ أن اللحم تحت أقدامهم كان قاسيًا بشكل مثير للسخرية، وسيكون من الصعب جدًا عليهم قطعه، وعندما نظر حوله رأى أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى الجزء الداخلي من اللحم كانت من خلال الثقوب التي تفرز الحمض.

أعطى لغة الإشارة للفريق، ورأى أنهم يسبون داخليًا، لم ينتظر روان حتى يتخذوا قرارهم، نظر حوله بحثًا عن المكان الذي يحتوي على أفضل مساحة يمكن أن تناسب جسده، وحدد وقت إطلاق الحمض الذي اكتشف أنه سكب بعنف أكثر عندما كان الظلام يصرخ، وسار، وانتظر التوقيت المناسب، ونظر إلى الوراء مرة واحدة فقط وابتسم لفريقه وقفز إلى الجرح في الجسد حيث تم قبل لحظة قذف كمية كبيرة من الحمض الذي كان من الممكن أن يذيبه حتى العظام.

قبل لحظة من سقوطه في الظلام، نظر إلى هذه العاصفة المتنامية وملأ شعور بالقلق قلبه ولم يستطع تحديد مصدره، بطريقة أو بأخرى شعر أن هذه العاصفة كانت جزءًا من المحنة، لكنها بدأت وكأنها كانت تتضخم إلى ما هو أبعد مما كان ينبغي أن تكون.

كان هناك خطأ ما.

أغمض روان عينيه، كان يشعر بحواف درعه وهي تحترق بينما غطت السحابة التآكلية جسده، لكنه إنزلق إلى أسفل هذا الممر بسهولة إلى حد ما وكان هذا كل ما يهم، بناءً على سمعه، كان يجب أن يكون قادرًا على المرور قبل أن تتدفق الموجة التالية من الحمض منه، ولكن إذا كان مخطئًا، فسوف يموت داخل هذا الوريد الحمضي للمحنة.

لقد قفز إلى الجرح ليعطي نفسه المزيد من الزخم، إلى جانب وزنه بعد ارتداء أثقل درع بين مجموعتهم الذي كان يزن ما يقرب من طنين، كان توقيته صحيحًا وحطم الغشاء أدناه دون أي عوائق تقريبًا وبعد ذلك لم يعد يشعر بالضيق وكان في سقوط حر، انفتحت جميع حواسه، ورأى ما كان تحته وكل ما حوله، واتخذ روان قرارًا بسرعة.

لم يكن الجزء الداخلي من الكرة اللحمية كبيرًا، محيطه بضع مئات من الأمتار، وكان تحته بركة كبيرة من الحمض، ومع ذلك، كانت هناك أعمدة لحمية ضخمة بالعشرات في جميع أنحاء هذه المنطقة، وتوقف روان عن سقوطه من خلال التمسك بأحدها، والانزلاق إلى أسفل لبضعة أقدام قبل أن يتوقف عن السقوط.

اخترقت يده المُغطاة بالقفاز جسده بصعوبة نسبية، ولكن بما أن أطراف القفاز كانت حادة كالشفرة، فقد استطاع بسهولة تحمل هذا الجهد. سمع صرخات ذعر من فوقه بينما شق رفاقه السبعة طريقهم عبر الممر اللحمي. أبطأ الغشاء اللحمي أعلاه سقوطهم، لكنه سرعان ما أدرك أنه باستثناء الحارس، الذي سيتمكن من التعافي بسرعة والإمساك بعمود لحمي، لن يتمكن البقية من النجاة.

دفع ضد عموده الذي كان متكسرًا تحت لمسته، ثم اندفع للأمام بينما كان يرمي بخمس شفرات قصيرة.

امتدت النصول في الهواء وتحولت إلى رماح، كل منها اخترق أعمدة مختلفة، ظهر بعضها تحت أقدام المحاربين الساقطين، الذين كانت رشاقتهم قوية بما يكفي للوقوف عليها، بينما انزلق البعض الآخر بين فجوات دروعهم، مما أدى إلى تثبيتهم على الأعمدة الأقرب إليهم، وبالنسبة للشخص الأخير، الساحر فالجوس، أمسكه روان مثل أميرة، بينما أطلق شفرة أخرى ممتدة من قدميه لإمساكهما بالعمود، راقبًا وجه فالجوس الذي أصبح شاحبًا من الخوف، ابتسم روان وامتلأت عينا الساحر بغضب عندما رأى وجهه الذي لم يكن هادئًا فحسب، بل كان يحمل أيضًا نوعًا من الإثارة غير المعروفة وهو يدفع نفسه بعيدًا عن يد روان، ووجد نفسه متمركزًا على العمود اللحمي.

منحهم الوقت للتأقلم مع وضعهم الحالي، بحثت نظرة روان عن هدفهم، ولم يكن من الصعب العثور عليه، لأنه كان قريبًا من الساحر، كان روان قادرًا على مساعدته في الاستعداد لما سيأتي،

“آآآآآآآآآآآآآ…”

كان هدير سامي الأرض مثل قنبلة صوتية تنفجر، وداخل مثل هذه المساحة المغلقة، وعلى الرغم من كل الاستعدادات، اتضح أنه لم يكن كافياً، فقد حملت قوة الظلام ثقلاً ضربهم ضد الأعمدة اللحمية حيث انفجرت بركة الحمض أدناه مثل البركان وتحت الطوفان والفوضى، لا يزال بإمكان روان سماع صراخ رفاقه، بما في ذلك الاثنين اللذين كانا يسقطان من عمودهما نحو بركة الحمض أدناه.

حتى قبل أن يصلا إليها، كانت سيول الحمض المتفجر قد حولتهما بالفعل إلى طين متصاعد.

الترجمة : كوكبة