السجل البدائي - الفصل 1457

الفصل 1457: لا يزال متردداً

لم يتراجع سِيد عن هذه الكلمات، لقد لعبوا هذه اللعبة ألف مرة، هو والإلدار، بدلاً من ذلك انفجر في ضحك مبتهج، مدركًا أنه كان لديه دائمًا ميزة عليهم بسبب الأشياء التي كان على استعداد للقيام بها، مقيدين بالتقاليد وقواهم القديمة، أصبح الإلدار راضين وكان من السهل عليه الاستفادة من هذه الحقيقة، تحدث سِيد، وكانت كلماته مثيرة للجدل بشكل خاص،

“عليكَ اختيار كلماتك بحكمة يا يوسف، فنحن جميعًا نعلم أنه ما دمتُ أُقدم كل الأدوار المهمة، فستظلون بحاجة إليّ، لذا عليكَ أن تهتم بنفسك أكثر يا يوسف، لا تُعطني فكرة المجيئ إلى الإلدار، فصدقني، سأتي إلى منصبك، على عكسكم جميعًا، فأنا لا أخفي نواياي، وطريقي ثابت لا يتزعزع، وحقيقة أنك تُضيع الكثير من الوقت بكلمات فارغة تُزعجني بشدة وأنت تعلم أن رأيي لا يتغير. هذا حفيدي، وطريقه سيكون طريق الأباطرة، وإن فشل، فموته ليس إلا دليلًا على أنه لم يكن جديرًا بمساري. هذا العبئ يقع على عاتقه وحده.”

“آه، مثير للاهتمام،” ابتسم يوسف، “في كل سيناريو تنتصر فيه، لا يوجد أي خطر عليك سوى الوقت، والوقت الذي لديك لا ينضب، سيكون من المثير للاهتمام ما يفكر به في كل هذا، حفيدك، أشعر بالهواء من حوله، يا سِيد، إنه يغلي بالكراهية، لا ينبغي أن يكون هذا باختياره، أليس كذلك؟ لهذا السبب فقط، إذا نجا، سأحب أن أقدم له كل الدعم الذي يرغب فيه، بعيدًا عن يديك البائستين.”

ضاقت عينا سِيد، “تدخلك هو فقط من أجل التقاليد، لا تخرج عن حدودك يا يوسف، وإلا سأتسبب في مذبحة عظيمة لأحفادك.”

سخر يوسف، “أحفادي؟ لديّ الكثير، ولديك واحد فقط. لا أرى سيناريو أكون فيه أنا الوحيد الخائف. هل هذا ما وصلت إليه الآن، تهديد نسلِي؟”

كان الجو يزداد حرارة ببطء قبل أن تتقدم إلورا للأمام، وتقف أمام سِيد والإلدار، وانحنت برشاقة،

“أعتذر عن كلام والدي؛ فرغم فظاظته، إلا أنه حسن النية، وأخشى أن إصراره على العزلة قد أضعف بعض مهاراته الاجتماعية. لسنا هنا للخلاف، بل لنقدم للإلدار موردًا قويًا، سلاحًا يمكن استخدامه ضد جميع أعدائنا، هذه فرصة للارتقاء بجميع فروعنا إلى ذروة هذا العصر الأسمى، ولكل ما فعلناه هنا مبرراته. بما في ذلك إدراج هذه القوة البغيضة بالقرب من ذكرى سلفنا، كما ترون، ابني ليس مجرد كاسر، بل هو سيد دائرة عليا، ولشخص مثله، يحتاج إلى إعفائات خاصة، فقد يكون… عنيدًا.”

ساد الصمت لبعض الوقت عند تلك القنبلة التي أسقطتها إلورا للتو، وتقدمت إيلدارا أخرى من الستة، كانت هذه القديمة أنثى بشعر طويل بشكل خاص بدا وكأنه يخترق أبعادًا متعددة، على الرغم من جمال الإلدار، كان من الصعب أحيانًا على أولئك الذين ليسوا من عرقهم معرفة الفرق بين الذكر والأنثى، لكن صوتها كان ناعمًا بشكل خاص، مثل نسيم هادئ،

“لشخصٍ موهوبٍ مثل ابنكِ، إلورا، لا بدّ أنكِ وجدتِ مبررًا لاستخدامه خياراتٍ أقل خطورة. قد يأتي سليلٌ كهذا مرةً واحدةً في عصرٍ رئيسي، وموته سيكون هدرًا. لا نصر هنا، بل هدرٌ كبير، ونحن نحزن عليه، بطريقتنا الخاصة، ولا يزال من الممكن إيقاف هذا الجنون.”

“زيراك، كلماتكِ مرحب بها،” هزت إلورا رأسها، “ولكن، في هذه المسألة، نرى الأمور بشكل مختلف، وذلك لأنه موهوب للغاية لدرجة أن أفضل ما يمكن تقديمه هو أقل ما يمكننا فعله من أجله، بغض النظر عن مدى خطورة ذلك عليه، سامحوا كلمات والدي لأنه يكافح أيضًا مع هذا القرار، إذا نجا ابني، فهو لا يحتاج إلى أن يُمنح مجالًا، يمكنه المطالبة به عندما يصبح واحدًا من القدماء، مع هذه التضحية، آمل أن تمنحوا جميعًا الإذن لغمره في ذاكرة الحياة”.

اندهش سِيد والإلدار من كلام إلورا، إذ تخلت عن فرصة حصول ابنها على فرع إن نجا، مما يعتبر عمليًا خسارةً للطفل، لكن بدا هذا ثمنًا مناسبًا لدفعه بسبب غطرسة سِيد. كان الأمر مربحًا للجميع، لأنه لو نجا روان ولو بفرصة ضئيلة، لما منحوا فرعًا كاملًا لخالدٍ من البعد السادس، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى توسيع قاعدة قوة هذين القديمين المهيمنين أصلًا.

نظر الإلدار إلى بعضهم البعض، ناقلين رسائل خفية بينهم، وأخيرًا، كانت زيراك هي من تحدث،

“على الرغم من مدى صعوبة طلباتكِ يا إلورا، إلا أن ابنكِ قد حطم الطريق المتجمد وجلب إحدى نبوئات صعودنا، ويجب أن يكون المجال هو مكافأته، ولكنكِ تطلبين منا منحه حق الوصول إلى الجوهر البدائي داخل الذاكرة من أجل صعوده إلى مستوى البعد السادس، لقد قررنا الموافقة على هذا، ولكننا لا نزال نعتقد أنه يستحق المزيد من المكافأة، وبالتالي إذا وصل إلى عالم البعد السابع، فسيكون الأول في تاريخنا الذي يطالب بفرع على هذا المستوى.”

انحنت إلورا، “هذا مقبول”.

*****

وقف سِيد وإلورا جانبًا، يراقبان روان وهو يُكافح، وعيناه مُغمضتان والألم واضح على وجهه. “كل شيء يسير وفقًا للخطة،” أرسل سِيد أفكاره إلى إلورا، “ومع ذلك، أود أن أعرف سبب حرمانكِ روميون من السيادة. لا تُخبريني أنكِ تغاربن من موهبته وتسعين لقمع نموه. لماذا تُفرطين في هذه الميزة العظيمة؟”

ابتسمت إلورا قائلةً: “كلماتك لاذعة يا أبي، لكن لديك طريقة في تربيته، وأنا كذلك. لا أغار من موهبته، فلا داعي لذلك، فهو ابني في النهاية. روميون طفلٌ مُبدع، وأظن أن أمرًا كارثيًا سيحدث لاحقًا، فرفضه للملكية نيابةً عنه كان لتقييد أيدي الإلدار، مهما كان ما سيحدث، فلن يستطيعوا التراجع عنه. لقد أعلنوا كلمتهم بالفعل. علاوةً على ذلك، هذا خطأك أيضًا، فأنت تُثير عداوتهم كثيرًا يا أبي، ولإغاظتك، كانوا سيؤخرون دخول روميون إلى الذاكرة، أنا ببساطة أُنظف فوضاك.”

“همم، إذن في هذه المسألة سأثق بحكمكِ، لقد تم نقل إرثه إلى المستوى البعد السابع، وبالتالي لن يمر الكثير من الوقت قبل أن يحصل عليه، لو عرفوا فقط مدى سرعة زراعته، لما اتخذوا هذا القرار، من سيصدق أنه يمكن أن يصبح خالد من البعد الخامس، في ألف عام فقط.”

ساد الصمت لبرهة قبل أن تتكلم إلورا: “هل نفعل الصواب تجاهه؟ لديه إمكانيات هائلة، ربما كان عليه أن يسلك طريقًا أقل خطورة.”

لمعت عينا سِيد بالغضب وأمسك بروان من رقبته وبدأ في السير نحو الذاكرة، مما جعل إلورا تلهث من المفاجأة وكذلك الإلدار، لم يكن حاشيتهم الذين تركوهم وراءهم على دراية كاملة بما كان يحدث، لكنهم عرفوا أن روان كان لا يزال في حالة من الضعف وأن تقريبه من ذاكرة بدائي الحياة لم يكن سوى انتحار.

انفجر يوسف ضاحكًا، “لقد أصيب بالجنون أخيرًا، لا تسمحوا له بتلويث ذكرى والدنا بتلك الطاقة البغيضة، بمجرد أن يموت هذا الطفل، أخرجوه من الذاكرة”.

“أبي، ماذا تفعل؟” صرخت إلورا، ومضة من الغضب الشديد تمر وجهها.

تنهد سِيد بانزعاج عندما رأى تلك النظرة في عينيها قبل أن يوجه إليها فكرة: “تظنين أنني ضغطت على هذا الشاب، لكنني ما زلت أشك في أنه يتردد، وهذه المعرفة تُحبطني بلا نهاية. لماذا أعتقد أنه مهما حاولتُ إقناعه، فإنه لا يزال يتلاعب بهم؟ ألا ترين، حتى النهاية، لم يُحاول حتى إظهار إرادته اللعينة!”

عبست إلورا وقالت “أيها الرجل العجوز، أنت تذهب بعيدًا جدًا.”

توقف سِيد وكأنه يفكر قبل أن يتنهد، “ربما، أعتقد أنني سأكتشف ما إذا كانت حدوده تكمن هنا.” ثم ألقى روان في ذاكرة بدائي الحياة، مع شفرة كين التي تقمع جسده إلى جسد فاني.

الترجمة : كوكبة