السجل البدائي - الفصل 1455

الفصل 1455: أخبار غريبة

لاحظ روان زعيم هذه المجموعة المكونة من سبعة أشخاص، والذي بدأ كمحارب قديم أشيب نجا من العديد من المعارك، وكان الأقوى بينهم جميعًا، مما جعل روان يقدر أنه قوته تساوي نصف قوته الخاصة، وهو ما كان مثيرًا للإعجاب عندما اكتشف أنه لم يكن هناك الكثير من الأثير يتدفق عبر جسده، بسبب تقدمه في السن ومضاعفات أخرى، كان ينمو ببطء ويضعف.

في جزء من عقله، كان مفتونًا بعملية شيخوخة البشر، إذ كان يشاهد خلاياهم تموت وتُستبدل، لكن في كل مرة كان الاستبدال أضعف قليلًا، وشيئًا فشيئًا كانت أيام مجد البشر تتلاشى. أما بالنسبة للخالدين، فكانت العملية معاكسة تقريبًا، فمع التقدم في السن تأتي القوة.

تنهد روان، وسحب عقله بعيدًا عن هذه الأفكار غير الضرورية، “أنتم جميعًا، تطاردون الظلام؟ أمر مثير للإعجاب، ولكن معظم الناس يتفقون على أن هذا طريق إلى الخراب.”

ابتسم زعيم السبعة بحزن، “ومع ذلك، هذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه حتى النهاية، فلا يبقى لنا هنا سوى الموت والجنون، وإذا كانت آخر خطوات حياتنا هي غرس خناجرنا في قلب ذلك المجنون، فسيكون الأمر يستحق العناء. لكن السؤال بسيط: من أنت، وكيف يُعقل أنك ما زلت حيًا بعد أن ترك الظلام سيفه في رأسك؟ ربما تطارده مثلنا، أم أنك ظله المتروك؟”

“هناك الكثير من الأسئلة، معظمها غير ذات صلة بالموضوع المطروح،” أجاب روان وهو يرفع حاجبيه، مندهشًا من أن معرفة الظلال معروفة للفانين، “اعلم أنني بالفعل أطارد المخلوق المجنون الذي أمامنا، ولكن بالنسبة لبقية أسئلتك، لا يمكنني الإجابة عليها، لأنني أيضًا لا أعرف حقيقة أصلي في هذا المكان، اعتبرني سيفًا إضافيًا لهذه المغامرة.”

“يا لهع من مغامرة!” ضحك الساحر فجأة، “سنموت جميعا، وأنت تسميها مغامرة. حسنًا، إنه جثة أخرى، مجرد كونك قويًا لا يُحدث فرقًا هنا. أكره النظرة في عينيك، لا يوجد فيها سوى الفضول، إن كنتَ حقًا غريبًا عن هذا العالم فلا تسخر من معاناتنا.” أدار روان رأسه جانبًا وهو يراقب هذا الساحر، بدا شابًا، لكن شعره أبيض، كان على الأرجح يُبقي نفسه بعد انتهاء عمره الافتراضي باستخدام الأثير، وتوجد هناك نظرة مُخيفة في عينيه تُشير إلى أن هذا الرجل على وشك الانهيار، انطلقت شرارات خافتة من عينيه الحمراوين دون سيطرة، وكان روان متأكدًا من أن وجود رفاقه فقط هو ما يجعله يتمسك بأصغر ذرة إنسانية متبقية فيه، في مثل هذه المواقف، يكون الانتحار راحة، وهكذا تحدث روان إليه ببطء، وصل صوته إلى الآخرين، وكان هدوء نبرته كافيًا لإجبارهم جميعًا على الإنصات، “أعتزم مطاردة الظلام، ونعم، أنوي قتله، هل هناك احتمال لذلك؟ قد أفشل، نعم، من المرجح أن أموت دون أن أحقق ما يمكن اعتباره بالكاد مصدر إزعاج للظلام، ولكن هل هناك احتمال، مهما كان ضئيلاً، أن أنجح؟” توقف روان، تاركًا كلماته تستقر في أذهان هؤلاء المحاربين ويتصاعد التوتر.

“نعم، هناك واحد. إنه ضئيل، والفرصة زائلة، ولكن هناك طريقٌ أمامنا يؤدي إلى رأس الظلام”.

“أنتم محقون، أنا دخيل، لكنني أعرف الفرق بين الصواب والخطأ، وقتل ذلك الشيء محنةٌ كبيرةٌ لي كما هو لكم جميعًا. ينبع تهوري من حقيقة أنني تقبّلتُ موتي، ولذلك كل ما أركز عليه هو أن أكون قادرًا على القتل بأقصى فعاليةٍ ممكنة، أي شيءٍ أقل من هذه الحالة الذهنية سيؤدي إلى الفشل.”

لقد تجمدوا جميعًا في مكانهم، وكانت الرامية الأنثى هي التي تقدمت للأمام، “هل تقول الحقيقة، أم أن هذه كذبة أكثر تفصيلاً من ذلك السامي المجنون للعب بقلوبنا قبل أن يقضي علينا”.

نظر روان في عينيها، “هذه ليست مزحة، يمكننا قتله، وكلما زاد الوقت الذي نقف فيه هنا نتحدث، كلما قلت هذه الفرصة.”

“هل لأنه يمر بمرحلة تحول؟” تكلم زعيم السبعة همسًا تقريبًا، فنظر إليه روان بدهشة، ثم شمّ بغضب من النظرة التي تلقاها منه. “كوننا فانين لا يعني أننا أغبياء، فبعد شهر من الصراخ المتواصل، يجب أن نكون قادرين على فك رموز بعض الحقائق.”

ابتسم روان وقال “لا، لقد فوجئت فقط بأن الأمر استغرق منك وقتًا طويلاً لمعرفة هذه الحقيقة البسيطة”

سمع الساحر يهمس تحت أنفاسه، “الوغد، كيف يمكنه أن يظل يصنع النكات” وابتسم روان في الداخل، إذا كان هذا الساحر غاضبًا منه، فهذا يعني أنه لم يكن يركز على الظلام، وكان ذلك جيدًا لأن روان سيحتاج إليهم، دون الوصول إلى الأثير، فسيتعين عليه أن يستخدم كل حليف ممكن.

كانوا منشغلين بتأمل كلماته، لكن روان لم يمنحهم الوقت الكافي ليعتادوا على وجوده، فالوقت كان موردًا ينفد منهم. “إذن، ماذا سيكون؟ هل أنتم جميعًا معي، أم أخوض هذه المعركة وحدي؟” في لحظة، سيطر على ديناميكيات هذه المجموعة الداخلية، وكان تأثيره عليهم أسهل من أن تُوصف بالكلمات.

التفت القائد حوله إلى زملائه، باستثناء الساحر الذي تمتم قائلًا: “لا نعرف اسمه حتى”. وافق الجميع على كلماته، وتقدم القائد مصافحًا بيديه المغطاتتين بالقفازات.

“ثم سنير نحن الثمانية.”

دوى الرعد بينما أظلمت السماء، تحت صرخات سَّامِيّ الأرض المجنون بينما صافح روان زعيمه،

“سنفعل.”

“اسمي فيرين”،

تردد روان للحظة قبل أن يقول، “أركتوروس. دعنا نذهب لقتل سامي.”

******

الحالة الواقعية الحالية حيث اختفى الطريق المتجمد وسادت الفوضى في جميع أنحاء الوجود، عندما تم تدمير أكوان وأبعاد لا حصر لها في كل لحظة ووصلت رثاء الساقطين إلى أعلى السماوات، لم تبدو مهمة لسكان أرض المعجزات.

كمجال بدائي، كان فرعان فقط من شجرتهم أكبر من الوجود كله، ولهم الحق في النظر بازدراء إلى أي خالد آخر في الواقع لأنهم داخل مجالهم، كانوا غير قابلين للمساس، حتى لو سقطت أعلى السماوات، فإن الفروع الثقيلة لوالدهم البدائي ستحميهم. في فرع الإلدار، نظر معظم الخالدين هنا إلى كل الواقع ورأوا الحروب كمصدر هائل للترفيه، وبدأت العديد من المنازل تحت مسارات مختلفة لم تغادر أرض المعجزات منذ فجر العصر البدائي في الظهور على أرض الواقع، مدركين أن طريق النهب قد أصبح مفتوحًا، وأن أكوانًا وأبعادًا لا حصر لها كانت جاهزة للاستيلاء عليها.

على الأرجح في المستقبل القريب، سوف يفرض القدماء من كل مجال بدائي سلطتهم على الواقع لإنهاء الهمجية التي كانت تجتاح كل الوجود، ولكن في الوقت الحالي، يبدو أنهم جميعًا يغضون الطرف عن ذلك، فقد تم تحقيق الأرباح وأُبقيت الشفاه مغلقة، مما أدى إلى زيادة تحفيز ذرية المجالات البدائية لمغادرة أراضيهم المجيدة لغزو الواقع عندما حان وقت قطفه، ومن يدري متى ستأتي فرصة كهذه.

ومع ذلك، بين أعلى مستويات أرض المعجزات، كانت هناك أخبار غريبة تنتشر، لفتت انتباه الأقوياء، الذين سمعوا أن سليلًا مشهورًا قد عاد، وهو مسؤول عن تدمير الطريق المتجمد، وبدلًا من الاحتفال به، كان يتعرض للتعذيب، ويبدو أن موته هو النتيجة الوحيدة في انتظاره.

لقد انتشر هذا الخبر في أعلى مستويات أرض المعجزات، وفي البداية، تم اعتباره كذبة، ولكن عند استدعاء سِيد إلى الإلدار، وأبغلهم أنه يريد الوصول إلى ذاكرة بدائي الحياة من أجل صعود حفيده، بدأت هذه الشائعة تكتسب ظلًا من الحقيقة، لأن شهرة سِيد معروفة، وهو قديم قوي له سليل واحد فقط أصبح أيضًا قديمًا، كانوا جميعًا يعرفون ثقل الدم المرتبط به، وفهموا أن مصير أحفاده كان دائمًا قاتمًا، بغض النظر عن مدى قوتهم أو موهبتهم فقد كانوا محكوم عليهم بالموت.

الترجمة : كوكبة