السجل البدائي - الفصل 1449

الفصل 1449: الإغماء

كان لدى روان بضع لحظات قبل أن تدفع إلورا شفرة عبر جمجمته لإجراء تغييرات على بنيته الجسدية، وإلا فلن يكون قادرًا على إخفاء انفجار القوة الذي سينفجر من جسده.

إذا فشل، فإنه لم يكن واثقًا من سلالات أصوله المعطلة وفئته لتكون قادرة على القتال ضد اثنين من القدامى الأقوياء مثل سِيد وإلورا بينما لا يزال داخل مركز قوتهما، وهو مجال بدائي غريب، والذي، كما علم الآن، هو جسد بدائي.

لم يخف سِيد نواياه بشأن التسبب له بألم كبير وعندما شعر روان بقوة دم كين في يدي إلورا، عرف ما سيأتي بعد ذلك، فقد رأى هذه القوة تعمل مرتين، المرة الأولى التي لاحظها هي عندما كان الملك السامي غولغوث يحول أجزاء من وعيه إلى لحم، والثانية هي عندما استخدم كين هذه القوة لتحويل الجسد الأثيري لشاماران، مانحًا إياها لحمًا ودمًا حتى يتمكن من استهلاكها، ومع ذلك، فإن ما شعر به في كلتا المرتين لم يكن شيئًا أمام القوة النقية التي كانت تندلع من قطرة الدم في يد إلورا.

لم تكن لديه ميزة الوقت المُحسّن لوضع خطة، لأن إدراك سِيد وإلورا قد يفوق إدراكه هو، ولم تكن لديه سوى لحظات قليلة للتصرف قبل أن ينهار كل شيء. كانت اللحظات القليلة الماضية فوضى عارمة، فقد فاجأه سِيد، لكن كان لديه وقت كافٍ منذ ذلك الحين ليبدأ في وضع استراتيجية.

كان روان يجري عمليات محاكاة مختلفة في رأسه على العديد من الأساليب التي يمكن أن يستخدمها سِيد لإجباره على السير في طريق اختياره، ومن بينها، كان الأسوأ هو فساد جسده، وليس لأن روان كان خائفًا من حدوث مثل هذا الشيء، بل كان العكس.

لم يكن جسده قابلاً للفساد بأي نوع من الطاقة وهو مصنوع حرفيًا من جوهر الخلق والدمار الخالص، والسبب الوحيد وراء تقييده بهذه الرونية الخضراء هو سماحه بذلك. لم يكن قد فكّ شفرة اللغة المعقدة التي استُخدمت في خلقها بعد، لكنه كان يكشف أسرارها ببطء. لم يخشَ أن تمس هذه القوة أرضه الأصلية أو سلالته، لأنهم كانوا جزءًا من جسده، ولكنهم منفصلون عنه أيضًا، وسيتطلب منه السماح لأي شيء أو أي شخص بالدخول إلى أرضه الأصلية.

لقد كان هنا مع جسده الأبعادي الأصلي، وإذا كانت إلورا ستستخدم قوة كين ضده، فهذا يعني أنهما يريدان إضعاف جسده المادي، مما سيجعله فانيا، وبالتالي كسر الدفاعات التي إمتلكها على روحه.

أدرك روان أن طريقة تعامل الخالدين مع الحزن أو أي موقف آخر في حياتهم تختلف عن الفانين، وليس فقط لأن الخالدين يعيشون إلى الأبد، ولأن التعلق بمن حولهم يصبح أصعب تدريجيًا عندما يتلاشى كل شيء، حتى الحجر، في حياتهم الأبدية، بل أيضًا لأن أرواحهم وأجسادهم مختلفة، وأن مشاعرهم العميقة مكتومة، مما يُمكّنهم من قتل مليارات الكائنات الحية دون الشعور بأي ندم. وقد استكشف روان هذا الاختلاف ذات مرة وهو فاني، إذ أجرى تجارب على أرواح السامين والفانين.

من ناحية أخرى، قد ينتهي الأمر بالإنسان الفاني إلى فوضى عارمة إذا قتل شخصًا واحدًا، حيث تتعذب عقولهم وأرواحهم تحت وطأة إنهاء حياة الآخرين.

بأفعاله وأوامره المباشرة، قتل روان، في حياته الخالدة القصيرة، تريليونات لا حصر لها، وإذا أضاف كل الأرواح التي كان يجمعها من مصادر مختلفة على مر السنين، فإن كل ذلك يشكل ثقلاً مخيفًا لا يمكن لأي عقول فانية أو خالدة أن تتحمله.

كانت قوة كين هي القدرة على تنقية أي شيء بالقوة وتحويله إلى لحم فاني، وكانت سيطرته على الجسد شيئًا لا يستطيع سوى القليل من الناس التنافس معه، ومن المنطقي أن روان الذي كان في مستوى البعد الخامس ليس لديه الحق في القتال ضد تأثير شخص قديم مثل كين، لكن بنيته الجسدية الفريدة من شأنها أن تخون مدى اختلافه عن الجميع.

لم يكن هناك سوى شيء واحد يمكنه فعله لمنع كشف غطائه، وبدون تردد، تابع روان الخطة.

لقد منحته فئته قوة جديدة تسمى إيوس، وباستخدامها تمكن روان من قمع بنيته الجسدية التي وصلت إلى ذروة مستويات الأنوية العليا، وإذا دفع نحو الأعلى، فإن الوجود نفسه سيبدأ في الانهيار من حوله، كان روان متأكدًا من وجود كائنات قديمة أخرى لديها إحصائيات جسدية أعلى منه، لكن لديهم شكلًا أكثر كثافة من الطاقة والإرادة التي يستخدمونها لقمع تلك القوة إذا أرادوا المشي في الواقع، وإلا فإنهم سيبقون عادةً داخل أبعادهم لأن التحرك ببساطة سيكلف الكثير من الطاقة للحفاظ على الواقع آمنًا.

كان روان متأكدًا من أن أحد أعظم الأسباب التي جعلت البدائيين يختارون النوم هو أن وجودهم أصبح الآن قويًا للغاية لدرجة أن أيًا منهم يدخل هذا العصر دون كتم قواه بالكامل سينهي ببساطة كل الوجود.

كان إيوس قادرًا على ضغط جميع القدرات الجسدية لروان في كرة مضغوطة، تاركًا لحمه خاليًا من كل تلك القوة، جاهزًا لإعادة التعبئة مرة أخرى إلى ذروة الواقع، وإذا كان بحاجة إلى استدعاء قوته مرة أخرى، فكل ما عليه فعله هو إطلاق العنان لإيوس الذي يحتوي على كل قوته.

كان روان يخطط لترقية بنيته الجسدية إلى الذروة مرة أخرى ثم استخدام إيوس ثانية لابتلاعها، ولأنه كان من السهل عليه اكتساب السمات فقد خطط لمواصلة ترقية إحصائياته ثم تخزينها داخل إيوس حتى يصل إلى حدود عدد إيوس التي يمكنه تخزينها بداخله، وفي ذلك الوقت، تساءل ما هي قوته الجسدية إذا قرر إطلاق العنان لكل إيوس لديه، هل سيكون قادرًا على سحق الوجود بأكمله إذا حرك إصبعًا واحدًا؟

إذا كان هناك أي شيء قادر على الحفاظ على أسراره، فلا بد أن يكون هذا الشيء هو إيوس؛ كانت إرادة الحقيقة تكافح من أجل إبقاء الواقع من حوله معتدلاً، ولم تستطع التعامل مع خداع قوة مثل قوة كين.

كان من الصعب تفعيل قوة فئته بدون الشكل الجديد من الطاقة التي من المفترض أن تمنحه إياها أرض أصله، لكن جزءًا من وعيه عمل على هذه المشكلة والآن يمكنه تفعيل القليل من قوته بسرعة إلى حد ما إذا كانت الضرورة تملي ذلك.

عندما فتح إيوس الثاني، شعر بخيوط قوته تمتد عبر جسده بالكامل، محاولةً العثور على سمات لتخزينها، وبعد أن أزالت إحصائيات روان الأساسية، والتي كانت مائة ألف نقطة لكل سمة من سماته، بدأت في الحفر بشكل أعمق، لأن روان أرادها أن تستهلك المزيد، ليس فقط سماته، ولكن أساسيات جسده.

تردد إيوس للحظة، وكسمكة قرش جشعة تشم الدم، انقضّ على لحم روان البُعدي وبدأ يلتهمه، وفي تلك اللحظة غرزت إلورا النصل في جسد روان. مهما يكون الألم الذي سيُسببه هذا النصل، وكان مؤلمًا للغاية، لم يكن شيئًا أمام الألم الناتج عن التهام إيوس لجسده البُعدي، فصرخ روان، لأن قوة كين قد التصقت بجسده الضعيف، وزادت من ألم التهام إيوس له.

تحول شعره الأخضر إلى أحمر كالدم، وكذلك عيناه. تجمد جسد روان في مكانه، لكن ارتعاشات دقيقة نبضت في جميع أنحاء جسده، وأصبحت صرخاته حادة لدرجة أنه كسر فكيه على قيود سِيد بينما كان جسده يجهد بحثًا عن أي منفذ لتخفيف ألمه.

للحظة، وصل روان إلى عتبة ألم لم يبلغها قط في حياته، وعندما ظن أنه لا يمكن أن يزداد سوءًا، ازداد. انقضّ عليه الحزن وكل المشاعر السلبية التي كبتها طوال هذه الفترة، ليس فقط لموت مايف بل لموت كثيرين غيرها، كموجة عاتية، وتحطم عقله.

سيطر السواد على رؤيته، وكانت آخر فكرة في رأسه هي المفاجأة، ‘هل أنا على وشك الإغماء؟ … لا، يا إرادة، أنا بحاجة إلى الحفاظ على …’

الترجمة : كوكبة