السجل البدائي - الفصل 1447
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1447: النوايا الخاطئة.
“هذا هو أركتوروس، كان لديه… موهبة عظيمة، وهو إبني البكر، مثلك ومثل إلورا، نشأ فانيا، وعلى الرغم من أن ميزة هذا ستكون فرصة تطوير سلالة بنفس قوة سلالتي، إلا أنه يترك ورائه ضعفًا كبيرًا يحتاج إلى تصحيح، ما لم يختار البقاء عالقا إلى الأبد في البعد الخامس، لعبور البعد السادس، سيتعين عليك تحمل جزء من ذاكرة بدائي الحياة، والعقل الذي لا يركز على مسار مفرد سيغرق تحت وطأة كل ذلك.”
وقف أركتوروس أمام شواطئ محيط الذاكرة اللامتناهي، وتزعزعت ثقته بنفسه؛ وقف أمام ضخامة البدائي اللامتناهية، وأدرك أنه لا شيء. نظر إلى السماء للحظة، فشعر وكأن عاصفة تتجمع، ثم خطا إلى المحيط، ولم يعد.
الواقع ضبابي، وبدا أن عدد لا يحصى من المشاهد قد مرت، ووقف رجل آخر أمام روان، كان متميزًا مثل أركتوروس، وربما أكثر من ذلك، ولم يكن خجولًا مع عرض قواه التي هزت الواقع من حوله.
“آه، سيلوس، ذكراه لم تكن بعيدة عني أبدًا، لقد كان مميزًا للغاية، واعتقدت أنه إذا وجد هناك أي شخص يمكنه النجاة من ثقل ذكريات بدائي الحياة دون اختيار مسار، فسيكون هو، ولكن…”
مثل أركتوروس من قبله، رأى سيلوس ضخامة المحنة التي تنتظره، فتعثر، لكن على عكس أركتوروس، بدا وكأنه يتغذى على يأسه، وبدأ حجمه يكبر حتى كبر لدرجة أن روان نفسه لم يستطع رؤية كامل جسده، فتقدم سيلوس خطوةً للأمام، وبدا أن الواقع كله يتردد صداه مع تلك الخطوة، كان هذا عملاقًا حقيقيًا. دخل في بحر الذكريات، ولم يعد أبدًا.
لقد كان هذا هو الأسلوب الذي دخل به عدد لا يحصى من الآخرين إلى المحيط، ذكورًا وإناثًا، وأشكالهم غير واضحة بينما بدأ سِيد يظهر له هذه الذكريات بشكل أسرع وأسرع، ومرت مئات الملايين من الأفراد في ما ينبغي أن يمتد على مدى إطار زمني من العديد من العصور الصغيرة المتعددة.
كان سِيد يبحث عن طفل في الماضي البعيد، ربما يعود إلى فجر العصر البدائي، وبحسب كل المؤشرات، فقد فشل دائمًا، كان مميزًا للغاية وكالأساليب التي يستخدمها غير تقليدية تمامًا، حيث أعطى سلالة بدائية لفاني، ثم جائت هي، إلورا.
رآها روان الآن كما لم يرها من قبل، لم يتغير مظهرها، بل ظلت جميلةً بشكلٍ فاحش، لكن ليس بشكلٍ طفوليّ، بل كامرأةٍ ناضجة، طويلة القامة، فخورة، قوية، ومجيدة، وحتى في ثوبها الأخضر والذهبي الذي جعلها تبدو كملكة، لم يتم إخفاء شجاعتها. كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها روان إلورا محاربةً. لم تعش حياةً منعزلةً على الإطلاق.
آه، إلورا، الابنة الحقيقية لبدائي الحياة، التي تزهر وتذبل كالشمس التي تشرق وتغرب… هل تعلم أنه حتى لو اخترتِ مسارا، فإن فرص نجاتك لن تنقص؟، وهذا ليس ضمانًا لنجاتك، بل يمنحك فرصةً لذلك فحسب، أم ظننت أن إلورا كانت أول من اختار مسارا قبل دخول الذاكرة؟ لم تكن كذلك، لكنها كانت الوحيدة التي نجت من هذه العملية.
رأى روان إلورا واقفة أمام شاطئ هذا المحيط، وقفت هناك لما بدا وكأنه سنوات، وعلى عكس الآخرين الذين سبقوها، لم تخطو ببساطة إلى المحيط، بدلاً من ذلك، استدارت، ووجدت نظرتها روان وسِيد، وللحظات وجيزة لم يكن هناك أي تلميح للاعتراف في عينيها ولكن بعد ذلك رأى روان ما بدأ وكأن ذاكرة المستقبل قد عبرت الامتداد اللامتناهي للزمان والمكان وعرفت إلورا من هو،
“يا بني”، قالت بصوتٍ أعذب من رنين جرسٍ فضيّ رقيق، وقوةٍ هائلةٍ كعاصفةٍ كونية، “الألم في قلبك ثقيل، وسيغرقك حين تدخل هذا المحيط. لا تظنّني قاسيًا وإلا فلن تنجو إن حملت كل هذا الألم معك. إما أن تتقبل الألم وتدعه يُرشد طريقك، أو أن تدعه يرحل؛ لا يمكنك الاختيار بين الاثنين؛ فهذا المسار ليس لنا. هذا ثمن قوتك، وإن كان كراهيتك لي تضمن نجاتك، فهذه مُقايضةٌ عظيمة!”
أصبح الواقع ضبابيا وعاد روان إلى جسده، لا يزال مقيدًا بقيود سِيد، وكان يتطلع لرؤية إلورا وسِيد، واقفين جنبًا إلى جنب، ونظرتهما تتجه نحوه وهز روان رأسه داخليًا، يجب أن تكون هذه أعظم حالة من النوايا غير المتوافقة التي رآها على الإطلاق.
كل هذه المشكلة، تصرفات سِيد لن تكون شيئا إذا استطاع رؤية حجم روح روان البعدية اللعينة، أو حقيقة أن سلالته قد تجاوزت سلالة البدائيين، أو على الأقل كانت مساوية لهم ولكن لم تعد على نفس الموجة.
كان هنا فقط لأنه أدرك أنه على الرغم من عدم انتمائه للواء البدائي، لا تزال هناك أوجه تشابه بين نظام قوته ونظامهم، وحقيقة أنه لا يزال يسير على سلم الأبعاد، وهو نظام أنشأه البدائيون تعني أنه لا يزال مرتبطًا بهم. كانت غرائزه تُخبره أنه بحاجة إلى شيء ما قبل اتخاذ الخطوات التالية، وإلا سيندم على قراره بتفعيل سلالة أصوله، وقد قادته هذه الغريزة إلى هنا، لكنه الآن عالق تحت وطأة الجهل، ودفعت مايف ثمن ذلك.
كان سِيد وإلورا يعتقدان أنه كاسر، خالد موهوب عليهما رعايته حتى يكون سلاحهما الأعظم، ومع مرور الوقت، سوف ينضج ليصبح مساويًا لهما.
ما لم يفهماه هو أنه لم يعد يضع القدماء في عينيه، على الرغم من أنهم أقوى منه، لكن إمكاناتهم محددة، ولا يمكنهم أبدًا أن يصبحوا بدائيين، فمليار سِيد لا يساوي بدائيًا واحدًا، وكان روان يهدف إلى محاربة العديد من البدائيين في المستقبل، فلم تكن مخاوفهم شيئًا بالنسبة له.
هل كان جهلهما مبررًا لأفعالهما؟ ربما، لكن الحقيقة أنهمل كانا محاصرين في أمان قوتهما ومكانتهما في العالم لدرجة أنهما لم يخشيا غضبه، وإلا فلماذا يختبرانه هكذا؟
إذا لم يكن مخطئًا، فيجب أن يكون سِيد وإلورا في قمة ما يطمح إليه القديم، وفي الوجود يجب أن يكون هناك عدد قليل للغاية من القدماء الذين هم أقوى منهما، وكانا يتوقعان أن يكون روان ببساطة مساويًا لهما في المستقبل وبالتالي فإن أي مظالم لديه ضدهما يمكن حلها بسهولة.
‘عندما أحرق شجرة الحياة، يجب أن يكون ذلك أمام أنظار سِيد، فهو يتمتع بذاكرة قوية، وسيُخفف من وطأة هذه اللحظة ما دمت أسمح له بذلك، لكن هذه ليست المشكلة الآن، كيف يُمكنني إقناعهما بأنني أستطيع السير في كلا المسارين دون أن أجعلهما يرتكبان أخطاءً جسيمة بحقي؟ أعتقد أنني سأضطر إلى التظاهر، واختيار مسار واحد للخروج من هذه الورطة!’
تنهد سِيد، وكأنه يقرأ أفكاره، وقال: “لقد فعلت هذا ملايين المرات، روميون؛ لا يمكنك التظاهر بذلك”.
اتسعت عينا روان من المفاجأة وضحك سِيد،
“أعرف تمامًا ما تفكر فيه، فقد رأيته مرات عديدة من قبل. الآن، أنت تفكر أنه بإرادتك الغريبة تلك، يمكنك التظاهر حقًا بأنك سلكت مسارا، وأعترف، مع أن ذلك يؤلمني، أنك ستكون على حق، وسأنخدع بذلك، ولكن هناك شيء لم أره لك عن ذاكرة بدائي الحياة، أو على الأقل لم أشرحه بالتفصيل، ولو كنتَ فطنًا، لسمعتَ والدتك تُخبرك بالسر.”
توقف سِيد كأنه يتذوق الكلمات التي سيقولها بعد ذلك: “لذكرياتك وزن، وستصبح عبئًا على روحك لحظة دخولك ذلك المحيط، وإن لم يكن لديك مسار واحد يشق هذا العبئ كالسيف، ستغرق ولن تعود أبدًا. عادةً، لمن لم يحسم أمره، تظهر عاصفة فوق المحيط، وحتى لو كذبت عليّ الآن، فإن العاصفة ستكشف الحقيقة، ولكن بحلول ذلك الوقت، سيكون الأوان قد فات. ستفشل، وستضيع إمكاناتك اللامحدودة.”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.