السجل البدائي - الفصل 1443

الفصل 1443: اختبار إلورا

كان فرع إلورا على شجرة الحياة، سواء عن طريق الصدفة أو التصميم، يقع مباشرة فوق فرع الإلدار، وعلى غرار فرع إلدار أدناه كان يعج بعدد لا حصر له من الأوراق، كل منها يحمل واقعًا مختلفًا، وتساءل روان بقوة سلالة والدته وكل الوقت الموجود، ما الذي تمكنت من إنجازه على فرع كامل من شجرة الحياة.

مع الكشف الذي حصل عليه سِيد عن قوى والدته، كان بإمكانه أن يتخيل تقريبًا ما يمكن أن تكون قادرة عليه، واحتمال وجود مثل هذه القوة في يديها أمرًا مثيرًا للقلق.

استطاع روان أن يلقي نظرة خاطفة على ما هي قادرة على فعله بهذه القوة، وكانت مذهلة، من اللمحات الصغيرة التي يمكنه التقاطها، توجد هناك مليارات المدن ممتدة عبر أبعاد متعددة، كل منها شاسعة، لكنها متصلة بشكل لا ينفصم، مجمعات صناعية ضخمة متعددة بحجم الأكوان تنتج منتجات غير معروفة، حقول لا نهاية لها مليئة بالجيوش والصراعات والمنافسة والحياة والموت، كل شيئ موجود هنا، وأمام مثل هذه الأعماق والتفاصيل التي بالكاد يمكن لعقله أن يحيط بكل ما يراه منها، شعر روان أن سِيد ربما قلل حتى من شأن أعماق قوة إلورا لأن ازدهار فرعها على شجرة الحياة كان مساويًا تقريبًا لازدهار فرع إلدار بأكمله، مما يعني أنها كانت بمفردها قوية مثل جميع القوى العظمى في أرض المعجزات تقريبًا، ووفقًا لسِيد فإن جميع القوى الكبرى لديها غالبية حصتها في فرع إلدار.

هل هذا هو معنى أن تكون من نسل دمعة من بدائي؟ بدأ روان يفهم كيف يمكن لوجوده أن يهز أرض المعجزات حتى قبل أن يتمكن من إظهار ما هو قادر عليه.

من ما استطاع روان استنتاجه، لن يكون من السهل إدارة فرع على شجرة الحياة، عندما يمكن تشبيه كل فرع بالوجود بأكمله، حتى بالنسبة للقدماء، فإن مثل هذه المهمة من المرجح أن تستنزف الكثير من الموارد منهم وتتطلب الكثير من الوقت الذي عرفه روان أنه باستثناء تجمعهم معًا لتجميع مواردهم في فرع واحد، فإن معظمهم لن يكون لديهم أي وسيلة للتنافس مع إلورا.

‘شجرة الخيال… هنا ظننتُ أن طاقة روحي هي مفتاحٌ لموارد لا حصر لها، وهنا، ماذا عليها أن تفعل لاكتساب القوة؟’ فكّر مليًا. ‘لم أتخيل يومًا أن يأتي يومٌ أحسد فيه قدرات شخصٍ آخر.’

شددت يد سِيد على كتف روان وهبطا نحو فرع إلورا بسرعة قديم اكتشف روان أنها لا تزال أسرع بعدة مرات من أقصى سرعته، ولم يكن يعرف حتى ما إذا كان سِيد لا يزال يتراجع، ومع ذلك، فقد فهم أنه خلال أوقات المعركة، توجد هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على السرعة لأنه يمكنه ببساطة جعل المساحة كثيفة جدًا لخصمه بحيث تكون الحركة معركة بحد ذاتها.

كان روان يدرك أن تصوره لقوى القديماء قد يكون مشوهًا بعض الشيء بسبب لقائاته معهم، لكنه متأكد من أنه مع ما هو على وشك أن يشهده داخل أرض المعجزات، سيكون من الجيد له أن يبدأ في الخوف من القديم مرة أخرى، ومع ذلك، فإن هذا الخوف لن يمنعه من التصرف عندما يحين الوقت، إنه يحتاج فقط إلى توخي الحذر بشأن قراراته في المستقبل.

وفي الوقت نفسه، إنه من الممتع مراقبة كيف تحرك سِيد عبر المكان والزمان بجزء من وعيه، بينما كانت الأجزاء الأخرى تفكر بشراسة فيما عليه مواجهته أمامه.

لقد مرا بأبعاد لا حصر لها على شجرة حياة إلورا، متجهين نحو قلب الفرع الأقرب إلى الجذع، وحتى مع سرعة سِيد، استغرق الأمر اثنتي عشرة ساعة قبل أن يبدأوا في الاقتراب من قلب هذا الفرع والورقة الأعظم الوحيدة عليه.

لا بد أن إلورا وجدت طريقة لدمج أوراق متعددة، فخلقت فضاءً بُعديًا هائلًا يفوق حجم أي ورقة هنا بعشرة أضعاف. في هذا البعد الهائل، لم يكن هناك سوى هيكل مركزي واحد، وهو تمثال ضخم مصنوع من الخشب.

عندما رأى روان التمثال تذكر تقريبًا تمثال الحرية من حياته السابقة، لكن هذا التمثال كان مبالغًا فيه للغاية في الحجم؛ كان لأنثى، من الواضح أنها إلورا، وكان حجمها هائلاً لدرجة أنه يمكن أن يكون أكبر هيكل خشبي وتمثال رآه روان على الإطلاق.

كانت يدا التمثال مرفوعتين حتى خصرها وتحومان على راحتي التمثال عالمان عظيمان يتوهجان مثل الأحجار الكريمة الزمردية، ويبدو أنهما مليئان بكمية لا نهاية لها من قوة الحياة، انطلق بصر روان نحو العالم على راحة اليد اليسرى والذي كان بحجم الكون الهائل حيث كان بإمكانه رؤية إلورا واقفة ومنتظرة وبجانبها كانت مايف، التي كان بصرها يركز نحو موقعه لأنها كانت تشعر به ولكن بسبب المسافة بينهما لم تستطع رؤيته بعد.

تجعد أنف روان، وهو يشم دماء مايف، قبل أن يصبح منشئا خسوفا لم يكن من الممكن أن يحدث مثل هذا الشيء، ولكن بعد ألقابه المتعددة التي رفعت من قدرته التدميرية والافتراسية إلى ما هو أبعد من كل المنطق السليم، أصبح قادرًا على اكتشاف جميع أشكال الصراعات تقريبًا وعندما يتعلق الأمر بمايف، إحدى الأيدي الدافئة الأولى التي عرفها ليس فقط كروان، ولكن أيضًا روميون، أثار هذا شهوته للدماء وسلالة دمه الأصلية التي تم التحكم فيها من خلال إرادته كادت أن تنفجر خارج جسده، لتصبح مكتملة تمامًا، لكن قلبه أصبح باردًا عندما عرف أن هذه هي خطة والدته، أرادت منه أن يفقد السيطرة.

كان منع نفسه من تفعيل سلالاته بالكامل أمرًا صعبًا بما فيه الكفاية؛ إذا أضاف هذا الغضب المزدهر الذي ملأ حواسه، فقد يزعزع استقرار خططه.

عندما التقى إلورا لأول مرة، كان غاضبًا للغاية، وإن لازال مسيطرًا عليه بعض الشيء، لكن ذلك لم يمنعه من مهاجمتها بشراسة حتى كشفت عن قوتها الكاملة مما أجبره على التراجع، في ذلك الوقت كان يعتقد أنه كان ذكيًا بعض الشيء لتجنب غضبها، لكنه الآن رأى أن أفعاله لم تكن سوى مزحة أمامها. لم تكن إلورا خالدة من البعد الخامس، بل قديمة، وكان السبب الوحيد لنجاته في تلك المرحلة هي أن سِيد كان فضوليًا بشأن وضعه ككاسر ورغب في استخدامه كسلاح ضد قوى بدائية أخرى لن يتمكن حتى القدماء من التأثير عليها، لقد كان مجرد أداة في أيدي هذين الاثنين، والآن لم يتغير شيء، باستثناء أنه أصبح أقوى مما توقع أي منهما، لذلك تطوع سِيد بمزيد من المعلومات حول الوضع، مما منحه ما يسمى بالخيار ولكنه لم ينس أيضًا تذكير روان بأنه سيقتله على الفور إذا خالف رغباته.

لم يكن روان يدرك تمامًا قوى الواقع، وكان يدفع ثمن أخطائه؛ فوضعه الحالي نابع من جهله، وهو وضع لم يكن أمامه خيار سوى تحمله. ومع ذلك، مهما ندم على وضعه، كان يعلم أن هناك فرصة سانحة له للنهوض.

تنهد روان، فنظر إليه سِيد بفضول، “أوه، يمكنك أن تكتشف ما حدث هنا منذ زمن، مع أنك لا تستطيع الرؤية عبر المجال الزمني لهذا البُعد، آه، سأبذل كل ما في وسعي لأعرف ما يدور في ذهنك الآن يا بني.” قال روان: “كنت أفكر في شيء قلته لي قبل فترة ليست طويلة، قلت إن الأشياء كلما تغيرت، بقيت على حالها، على المدى البعيد، لا شيء يتغير أبدًا.”

“هممم، أنا متأكد أنني لم أُصِغ الأمر بهذه الطريقة تمامًا، لكنني أفهم وجهة نظرك، فاختبارك الحقيقي الأول على وشك أن يبدأ. في المرة الأولى التي رأيتها فيها، كنتَ شبه مسعور كالحيوان، جاهلًا بعمق الواقع، والآن بعد ألف عام ومستويات أبعاد أخرى، كم تغيّرتَ؟ ماذا كنتَ ستفعل يا روان، عندما تُعذّب والدتك ممتلكاتك؟”

الترجمة : كوكبة