السجل البدائي - الفصل 1438

الفصل 1438: صراع الأفكار

قادة بريزم السبعة، وهم جميعًا يمثلون جزئيًا المجالات البدائي، اتخذوا أسماء الألوان لتمثيل البدائيين الذين ارتبطوا بهم. الألوان السبعة هي الأخضر والأحمر والأصفر والأزرق والبرتقالي والأرجواني والأسود.

يمثل اللون الأخضر بدائي الحياة ويرتبط بأرض المعجزات…

يمثل اللون الأحمر بدائي الفوضى، وكان مرتبطًا بأرض الميراث…

يمثل اللون الأصفر بدائي الذاكرة وكان مرتبطًا بالمتاهة الكبرى…

يمثل اللون الأزرق بدائي النور وكان مرتبطًا بالمجال السماوي…

اللون البرتقالي يمثل بدائية الروح…

اللون الأرجواني يمثل بدائي الزمن…

يمثل اللون الأسود بدائي الشيطان وكان مرتبطًا بالهاوية العظيمة …

جميع البدائيين السبعة، المعروفين والمجهولين، كانوا مُمَثلين هنا، والمعرفة العميقة التي امتلكها بريزم عنهم ستُصدم أي شخص على دراية بهذه المنظمة. يعود ذلك إلى أنهم جميعًا كانوا جزءًا من مجالات بدائية وادّعوا تمثيلهم، إلا أن أجندة بريزم كانت لمصلحتهم، وهو ما يتضح من تمثيل قوتين بدائيتين مجهولتين هنا، الزمن والروح.

كان جرين على وشك مواصلة تقريره، لكن الأحمر قاطعه، وعلى الرغم من حقيقة أن أردية وأقنعة قادة المنشور جعلت أصواتهم وأشكالهم يكاد يكون من المستحيل تحديدها، مما منحهم إيقاعًا آليًا وضبابًا بلا شكل، مما جعل كل زعيم يبدو وكأنه غيوم عائمة من الألوان، كان لا يزال هناك شيء ما في صوت الأحمر الذي كان يزعج الحواس بشدة، كان الأمر أشبه بسماع كومة من الورم السرطاني يتحدث،

“يا أخضر، لقد قرأتُ تقريرك بإسهاب، ولكن قبل أن تُمضي قُدمًا في اقتراحك الذي سيُكلّفنا مواردًا أكبر مما أعتقد أننا قادرون على تحمله رغم إخفاقاتك المتكررة، أودّ أن أفهم لماذا يُتوقع منّا التنحي جانبًا ونحن أول من يبدأ عملية المطالبة بالعوالم الدنيا؟ ألم ندفع ما يكفي؟”

ظهر وميض من البرق حول الأخضر لفترة وجيزة قبل أن يختفي، “أحمر، كلماتك تجعلني أعتقد أنك لم تقرأ تقريري، وإذا فعلت ذلك، فأنت تسيء تفسير رسالتي عمدًا، لم أطلب المزيد من الموارد أبدًا، وهذا على الرغم من حقيقة أنني كنت بحاجة إلى أكثر بكثير مما كان بريزم على استعداد لتخصيصه وكنت أسحب من خزائني لتغطية التكلفة، لذا فإن السؤال الحقيقي الذي تحتاج إلى طرحه على نفسك وإخبارنا جميعًا هنا هو موقفك من هذه المشكلة لأن تمرد دماء الفوضى مرتبط بك، أو إلى متى ستختار إنكار الادعاء الذي قدمته أم السم؟”

انبعثت من الأحمر نبضة قوة، “مع أننا ممنوعون من طرح مشاكلنا الشخصية في بريزم، وهذا سببٌ للطرد، سأتغاضى عن هذا الخطأ؛ من الواضح أنكِ تحت ضغطٍ كبير؛ كيف حال ابنكِ؟ سمعتُ أنه يمشي، أم أنه ميت؟ كم من المعلومات تُفقد في فوضى الواقع هذه الأيام.”

بدأت هالة خطيرة تتشكل حول هذه المساحة لكن الأحمر تصرف كما لو أنه لم يلاحظ ذلك، حيث استمر في استجواب الأخضر،

“سأُعجب بمساهمتك يا أخضر، حول كيفية تغيير أول التغييرات الهائلة التي أحدثها بدائيٌّ مُذهل منذ بداية العصر الأسمى! قتل بدائي الفوضى ملايين الأطفال لإشباع غضبه، وبعد مليون عام من الآن، سيقتل المزيد؛ نحن على وشك أن نشهد انقراض دماء الفوضى بأكمله، وتظن أن لديّ طريقةً لتغيير ذلك؟!”

ردّ الأخضر ببرود، وتلاشى شعور الخطر من حولهم وكأنّ فعل الغضب السابق لم يكن سوى سراب، “لو كان لديك وسيلة لإيقاف قرارات أحد البدائيين من التأثير على دماء الفوضى لفعلتَ ذلك، لكن ألا تظن أنني أنا أيضًا غير قادر على إيقاف هذا؟ أم تظن أن جنون دماؤ الفوضى يصيبك وحدك؟ إن المذبحة المجنونة التي يشنّها دماء الفوضى على الأكوان تتسع، فمقابل كل كون ننجمعه، يكونون قد أحرقوا مئة. إننا نصرف مواردنا في قتل دماء الفوضى بدلاً من حصد الأكوان، وهذا أمر لا يمكن أن يستمر.”

ردّ الأحمر قائلًا: “هل تطلب موارد أكثر لقتل دماء الفوضى أسرع مما تقتلهم بالفعل؟”

“إن كان هذا هو المطلوب، فالجواب نعم، لكنك تعلم أن دماء الفوضى لم تعد سوى جزء صغير من المشكلة. جبابرة، سامين، خلايا حشرات أرخرون، جيوش سماوية، كيانات من أبعاد إضافية، مخلوقات قديمة مُبعثة… وهذا ما نراه ظاهريًا، مشاكل أخرى لا تُحصى تلوح في الأفق، وأنا المسؤول عن جعل بريزم ينتصر، قل لي يا أحمر، هل أحتاج إلى المزيد من الموارد أم لا؟!”

“كفى شجارًا،” صاح الأحمر، “إن كنت تعتقد أن هذا فوضى، فعليّ أن أخبرك أنه مع انتشار السماويين في العوالم السفلية لإخماد الحروب المشتعلة وبعض التطورات الجديدة الجارية، فإن أبواب الهاوية العظيمة على وشك أن تُفتح.”

“اعتقدت أنه يمكنك تأخير هذه العملية لمدة عشرة آلاف عام أخرى، يا أسود” رد صوت الأرجواني المرتجف على الأخبار من الأسود، ولفت انتباه الجميع إلى ما قاله الأسود للتو، حتى الأخضر والأحمر أصبحا يركزان على الأسود،

“حسنًا، الأمور تتغير بسرعة أكبر بكثير من المتوقع في الواقع أعلاه؛ لماذا تعتقد أن ما يكمن تحت الأرض مختلف؟ تتعرض خلايا لوردات الشياطين للهجوم بسبب عودة العديد منهم من الموت، وقد ظهرت سلالات ذابلة، مما يعني أن القوى الشيطانية تُنتج بأعداد هائلة لدرجة أن المعارك التي لا تنتهي لا تستطيع القضاء عليها بالسرعة الكافية، الهاوية تنزف، لكن المزيد والمزيد من اللحم يُضاف إلى الكومة. امتلأت أحشاء الجحيم، وستغمر الشياطين قريبًا كل الواقع. يمكنني كبح جماح هذا لعقد من الزمان، لا أكثر؛ هذا وحده سيؤدي إلى موت نصف قواتي، وهذا أقصى ما أستطيع فعله، وإذا لم أفعل أكثر من ذلك، فسأُسقط من منصبي، ولن يكون لبريزم أي سيطرة على الهاوية العظيمة.”

طرق البرتقالي الهواء بجانبهم، وتردد صدى الصوت في أرجاء المكان، “إذن هذا خيارنا الواضح، علينا أن نعطيك المزيد من الموارد، إذا انفتحت الهاوية العظيمة فلن يكون لدينا شيء، فتطهير الواقع من دنسها سيستغرق ملايين السنين، وعندما ينتهي لن يكون هناك شيء سوى الرماد.”

هز الأخضر رأسه نافيًا، “إذا خصصنا الموارد للأسود، فسيُعيق أي تقدم نحرزه في الاستيلاء على المزيد من العوالم الدنيا.”

“ما الفائدة من العوالم الدنيا عندما يكون كل شيء رمادًا؟” رد الأحمر.

الأصفر، الذي كان صامتًا طوال هذه المدة، تحدث قائلًا: “إذن، لن نحاول السيطرة عليها بعد الآن، بل سنحصدها ببساطة، كما نفعل مع دماء الفوضى، نأخذ أكبر عدد ممكن من الأرواح قبل أن ينهار كل شيء. إذا ظهرت الهاوية، فسينهار الواقع بأكمله، وسيستغرق الأمر حقبة صغيرة أخرى لولادة أول أكوان جديدة، وعشرين حقبة صغيرة أخرى على الأقل قبل أن تبدأ الحياة في التكاثر بأعداد كافية. لم يعد بإمكاننا الادعاء بأننا مسيطرون على هذا الوضع، فقد انكسر الواقع أسرع مما كنا نتصور، والآن حان الوقت لتقليص خسائرنا وتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب قبل أن يتحول كل شيء إلى رماد.” ساد الصمت لبرهة قبل أن يتحدث الأزرق قائلًا: “إذن، هل نحن جميعًا متفقون؟ لم نعد نستولي على الأكوان، بل سنحصدها للأرواح.”

كان هناك صوت جماعي للاتفاق،

“إذا كان الأمر كذلك،” تابع الأصفر، “فأوصي بتخصيص المزيد من الموارد للأسود، فكلما زاد عدد السنوات التي يشتريها لنا، زادت المحاصيل. علينا أن نبدأ بالتقدم نحو أجزاء أعمق من العوالم الدنيا، في أماكن كانت تُعتبر بعيدة جدًا عن سيطرتنا، لأننا هنا للحصاد، لا للرعاية.”

“حسنًا، قد يكون هذا الخيار الأمثل على أرض الواقع. في أعماق الظلام العظيم، توجد أكوان كثيرة، ومعظمها تحت سيطرة قوى أصغر؛ يمكننا تحقيق نجاح كبير هناك.”

“حسنًا، إذا اتفقنا جميعًا، فلننتقل إلى الجزء التالي من جدول الأعمال، وهو الجزء الذي أعتقد أنه أكثر أهمية بالنسبة لبريزم…” تحدث الأصفر ببطء، “لقد سمعت أن نوكتيس قد عاد.”

الترجمة : كوكبة