السجل البدائي - الفصل 1392

الفصل 1392: إيوس

لم يبدُ أن هناك تغييرات كثيرة في سجله، لكن هذه نظرة سطحية فقط، أما التعمق فيه فسيكشف بسهولة أن التغييرات الداخلية هائلة. أول تلك التغييرات وأكثرها وضوحًا كان بنيته الجسدية والتعيين الجديد الذي مُنح له.

لقد لاحظ روان أن بنيته الجسدية قد وصلت إلى حدها الأقصى وقد وصل إلى حد أقصى ثابت لسماته على الرغم من أنه كان من المفترض أن يكون ذلك مستحيلاً، لم يكن مهمًا أنه يحصل على ملايين نقاط السمات التي يمكنه دفعها إلى لحم الأبعاد، فهناك سقف يمنعه من أن يصبح أقوى بشكل لا نهائي، ومع ذلك، كان هذا الحد هو الذي فرضه على نفسه دون وعي بسبب بعض القيود التي تم وضعها حول الواقع.

لم يكن الأمر كما لو أنه لم يكن هناك خيار أمامه ليصبح أقوى، فقد كان في السابق ثعبان أوروبوروس البدائي وكانت حدوده الجسدية معدومة تقريبًا، ويمكن رؤية ذلك عندما استخدم الصعود وتضخمت سماته إلى رقم سخيف، لاحظ روان أن جسده لا يزال بإمكانه احتواء المزيد من الصفات، كان عليه ببساطة تغيير شكله الجسدي، وبحلول ذلك الوقت لن يكون هناك شيء قادر على إخفاء مقدار القوة التي كان يحملها حول صفاته الجسدية ستبدأ في سحق الوجود من حوله.

كان هناك سبب لعدم استخدامه لثعابين أوروبوروس البدائي الخاص به في القتال بشكل متكرر، على الرغم من أن بنيته الجسدية كانت قوية، إلا أن إحصائيات ثعابينه الجسدية كانت أقوى من إحصائياته الجسدية بعدد لا يحصى من المرات، حيث كان لكل منهم أكثر من عشرة أضعاف سماته، لكن هذا يعني أن وزنهم أصبح ثقيلًا جدًا بالنسبة للواقع، ولم يتمكن من استخدامهم إلا في عوالم الأبعاد الأعلى مثل نجم الهلاك.

إذا تجاوز روان حد اللاوعي الذي فرضه على جسده، فسيُحكم عليه بالعيش في عالم أبعاد أعلى أو العدم، وسيصبح الانتقال من مكان إلى آخر صعبًا للغاية. لذا، كان عليه أن يختار قوةً أخرى تُقيده في مكانٍ ما، أو حرية التجوال، وكان من الواضح أنه اختارها.

ومع ذلك، فإن الحفاظ على اللياقة البدنية التي وصلت إلى حدها الأقصى لم يكن مشكلة بالنسبة لروان، بفضل قدرته على الصعود، كان بإمكانه مضاعفة إحصائياته بحيث لم يعد بحاجة إلى قدر كبير من السمات للقتال فوق مستواه، وعلى الرغم من أن وجود إحصائية أساسية أعلى لإطلاق الصعود كان دائمًا أمرًا رائعًا، إلا أنه كان لديه بالفعل إحصائية أساسية عالية للعمل بها، بحيث كان أي المزيد سيكون عديم الفائدة، على الأقل في معركته الأخيرة.

كان عليه ببساطة أن يأخذ في الاعتبار أنه في المعارك التي خاضها ضد الكيانات ذات الأبعاد الثمانية على دوم ستار، كان ناجحًا فقط لأنهم كانوا يقاتلون بأجسادهم فقط ولم يكن لديهم أيثريوم أو جوهر لإستخدامه، وإذا كان سيواجه كيانًا آخر من البعد الثامن في المستقبل فلن يعوقه مثل هذه العكازات، وفي معارك من هذا المستوى، كان التوقيت أمرًا بالغ الأهمية وكانت السرعة هي كل شيء.

بفضل إحصائية أساسية أعلى، سيكون قادرًا على زيادة قوة الصعود بشكل أسرع إلى مستويات أعلى من شأنها سد الفجوة بينه وبين الخالدين ذوي الأبعاد الأعلى، وحتى جزء من اللحظة قد يكون الفارق بين النصر والهزيمة.

كان لدى روان أدوات أخرى لاستخدامها في المعركة، وقد إشتبه في أنه في المستقبل، قد يكون قادرًا على كسر هذا الحاجز، لكنه لم يتوقع أن يتطور شكله الجسدي عندما حصل على فئته وحل هذه المشكلة بالنسبة له.

لم يكن هذا التطور مجرد أن لحمه قد تحرر الآن من حدود النوى العليا للقوة والرشاقة والدستور، بل كان لا يزال يشعر بها بداخله، حيث كان لا يزال عملاقًا قديمًا، لكن كل تلك القوة كانت ملفوفة داخل حزمة أخرى من القوة تسمى إيوس.

كان إيوس يمتلك قوة تسعة. اندمجت تسعة أنوية عليا، قمة الخليقة، في إيوس واحد، مما منحه حرية البدء في ضخّ السمات في جسده مجددًا حتى يضاعف إحصائياته بفعالية، وعندها سيتمكن من معرفة ما إذا كان سيكتسب قوة إيوسين.

وهذا يعني في الأساس أن الوزن الذي كان ينبغي أن يحمله عندما وصل إلى قمة ما يمكن أن يحتويه الواقع قد تم ضغطه في إيوس؛ لم يكن هناك شيء يمنع روان من الدفع من أجل المزيد.

لم يقتصر التغيير على سلالته فحسب، بل تطورت بعض ألقابه، بل اندمج اثنان منها، فأصبحت هي أصله. جميع الألقاب التي تطورت أصبحت نسخًا أقوى، وكان متشوقًا لاختبار قدراتها قريبًا.

*****

من بين مئات ملايين الإشعارات التي كانت تدقّ على وعيه، والتي كانت تتزايد مع تحديث المزيد من الحالات له آنيًا، كانت جميعها مُرمّزة بالألوان، ومن المقرر تلوين حالة طارئة تتطلب حضوره باللون الأحمر. كان هناك إشعار يومض الآن، وأدرك روان أن وقت الانتظار قد انتهى. كان عليه أن يُرتّب منزله.

ومع ذلك، فإنه لم ينس الملاحظة من السجل البدائي له لإكمال صعوده، ولا يزال هناك الكثير من الأشياء التي يتعين عليه القيام بها في هذا الصدد، ولكن كان من الجيد أنه لا يزال بإمكانه إكمال تطوره بينما يؤدي الواجبات التي يحتاج إلى القيام بها.

لقد ناضل من أجل هذه الفرصة التي أتيحت له، وعانى من خسائر فادحة للوصول إلى هذا المنصب؛ وبكل حق، كان ينبغي له أن يحزن، ولكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به.

لمس روان الإشعار الأحمر الوامض في نفس الوقت بينما كان عقله يجوب أبعاده الجديدة، ويحلل صنعه للتو والاختلافات الموجودة فيه، ولم يكن من المستغرب أن يكون هناك الكثير ليكتشفه.

قرر روان المغادرة إلى المكان المضطرب والبقاء ليُعالج التغيرات في بُعده. لم يكن هذا مستحيلاً عليه بفضل جسده البُعدي، وبدا جسده وكأنه يرتجف، وفجأة، أصبحا اثنين منه.

لقد انعكست التغييرات التي طرأت على جسده البعدي أيضًا على روحه البعدية، ومع ذلك، كانت هناك بعض الاختلافات الملحوظة، ولكن لم يحن الوقت بعد للخوض في هذه المخاوف.

لقد مدت روحه الأبعادية كرة متوهجة تجاه روان؛ كانت تحتوي على تريليونات لا حصر لها من أطفاله الذين لا يمكن إرسالهم نحو الحرب وأولئك الذين كانوا نائمين ولم يستيقظوا بعد.

نعم، كانت هناك حرب عظيمة مستمرة في كل أنحاء الواقع، ولم توقفه الأشهر الثمانية من النوم عن الدوران، فناك أحداث لا حصر لها مستمرة، وأطفاله في قلب كل ذلك.

انطلقت روحه البعدية لإطفاء النيران، وبدأ روان يُمعن النظر فيما بناه. قبل أن يخلد إلى النوم، كانت عظامه ذهبية اللون، مليئة بقوة أوروبوروس الأصل، ولحمه أخضر اللون، نبع من حيوية سيراثيس، وكان جلده وجميع الأنسجة الضامة التي تربط بُعده متماسكًا عديمة اللون ومرنة، قادرة على أخذ لون وشكل أي شيء، وكانت بمثابة الغراء الذي يربط بُعده الجديد معًا، وهو كرونومانسر برايم، لكن الآن تغير كل شيء.

لم يعد هناك أي فصل بين سلالاته الثلاثة، لا يوجد غراء يربطهم معًا، لا يوجد تدمير مُطعّم في عظامه وولادة في لحمه، لقد تم دمجهم جميعًا بشكل مثالي كواحد، وما رآه بداخله كان بُعدًا نابضًا بالحياة وكاملًا، لكنه لم يستطع اكتشاف قوة الإنشاء أو التدمير في أي جزء محدد من جسده، حيث يمكن العثور عليهما على قدم المساواة في كل مكان.

كان جسده البُعدي، بدون إشرافه، قاحلاً؛ لم تكن هناك شموس ولا كواكب ولا أي جرم سماوي آخر، مجرد سهل لا نهاية له. لمس إدراك روان الأرض، فكانت ساخنة وباردة في آن واحد، حارقة لدرجة أن حرارة النجم مقارنة تُشبه لهب شمعة صغير، وبرودة لا تُوجد إلا في أعمق أعماق الهاوية العظيمة.

الترجمة : كوكبة