السجل البدائي - الفصل 1378

الفصل 1378: الحصول على فئة (1)

قد يكون هناك اضطرابٌ كبيرٌ يُصيب الوجودَ برمّته، لكن في الوقت الحالي، لم يكن الأمرُ يُقلق روان، فقد نام نومًا عميقًا من التعافي. في الماضي، ظنّ روان أنه وصل إلى مرحلةٍ لم يعد فيها بحاجةٍ للنوم، أو حتى قادرًا على النوم حتى لو أراد، لكنه في ذلك الوقت لم يكن يتوقّع أنواع المعارك التي سيخوضها، أو الثمن الذي ستُكلّفه جسده وروحه.

في نومه، أصبح من الشائع أن تحترق بقع من جلده، كاشفةً عن عظام محترقة وعضلات متفجرة تحتها، قبل أن يغطيها اللحم المتجدد من جديد. لكن حتى هذا التغيير لم يدم طويلًا، إذ بدأت النيران تحت جلده تخمد ببطء، بينما كانت تُخمد داخل عظامه. حتى في نومه، كان لحم روان يصارع للسيطرة على نيران الدمار التي تُدمره.

على الأقل على السطح، كان هذا هو تفسير الواقع لما يحدث له، ولكن الحقيقة كانت أغرب بكثير.

حتى لو استطاع تحمّل هذه النيران، فلن يستطيع أبناؤه في داخله ذلك، وقد قمع النيران داخل جسده حيث بدأت تختلط بجوهره. كانت هذه العملية مدمرة بالطبع، لكنه في الوقت الحالي، سيطر على نيران الدمار الخالص.

لم يكن معروفًا كم من الوقت مر، لكن النيران التي اندلعت من هيكله العظمي تم قمعها تمامًا ولم تعد هناك أي اشتعالات أخرى.

فتحت عيون روان.

كان بإمكانه أن يشعر بستة أنفاس باردة من التاج على رأسه، وابتسم، كانت ثعابين أوروبوروس البدائية متعبة، قد لا يبدو أنهم يفعلون الكثير، لكن غالبية ما يمكن لروان إنجازه كان بسبب وجودهم الصامت الذي مكنه من تجاوز ما يجب أن يكون قادرًا عليه في هذه المرحلة.

كان بإمكان روان أن يدرك أنه كان نائماً لمدة ثمانية أشهر، في غمضة عين، وفي تلك الفترة، اختفى الألم الشديد والتعب الذي كان يؤرق روحه، وتلاشت الآثار المنهكة من المعركة إلى الحد الذي لم تعد تعيق أداءه وعملية تفكيره، وهو أمر جيد، لأن الوقت كان ثمينًا، خاصة مع الحالة الحالية للواقع.

ربما يكون الوقت الذي مر قصيرًا بشكل لا يصدق، ولكن في مثل هذه الفترة المتقلبة، فإن العديد من الأحداث العظيمة التي من شأنها أن تغير مسار التاريخ سوف تحدث بسرعة أكبر مما يمكن اعتباره طبيعيًا، ولن يتفاجأ بأن الواقع الذي عرفه عندما كان نائمًا، أصبح الآن شيئًا مختلفًا تمامًا.

كان يشعر بالفعل بإشعارات لا تُحصى من الترتيبات التي اتخذها تضغط على وعيه، لكنه نحّى جانبًا في الوقت الحالي. كان لديه بالفعل أفراد أكفاء قادرون على حماية حصنه لفترة كافية ليتمكن من التعامل مع صعوده. وصل روان الآن إلى مرحلة لم يعد فيها وجوده ضروريًا للتعامل مع الأمور الصغيرة، فقد كبرت جيوشه، وأصبح من الممكن نشر إرادته في الواقع، ولن يُستدعى إلا في أوقات الحاجة الماسة، ومن خلال الإشعارات الوفيرة، كان هناك حاجة إليه في أماكن كثيرة.

كان جسده يتأرجح على العرش وكأنه انعكاس على بحيرة صافية اضطربت للتو بسبب موجة عابرة.

ما حدث للتو هو أن روان أعاد روحه البعدية إلى جسده البعدي، كما كان من المفترض أن يكون دائمًا. بفضل قوى روحه البعدية، استطاع بسهولة التبديل بين هاتين الحالتين دون أن يعاني من أي آثار جانبية، وفي هذه المرحلة، كانت روحه البعدية أقوى من جسده، ولكن كان هناك توازن معين كان عليه الحفاظ عليه ليتبع تطوره النمط الصحيح.

كان لحمه الأبعادي بحاجة إلى الشفاء بشكل صحيح حتى يتمكن من العودة إلى ذروته، وإذا أتيحت له الفرصة بعد أن انتهى من فرز قواه، فإن روان سوف يرتقي على الفور إلى مستويات أبعاد أعلى.

مع هذا التحول في أحوال جسده، لم يطرأ أي تغيير يُذكر على مظهره الخارجي. لم يعد جسده حطامًا ملتهبًا، باستثناء يديه اللتين لم تعودا، بل حلّت محلهما كرتان مشتعلتان بألوان يكاد يكون من المستحيل تحديدها، إذ بدت وكأنها تبتلع كل ما يقترب منها، حتى إدراكه الخارق للطبيعة قد استُنزف في هاتين الكرتين.

ركز روان على الكرتين التوأم المتصلتين الآن بجذع يديه، وجلس هناك لساعات قبل أن تبدأ الكرتان بالدوران ببطء، وبينما كانتا تفعلان ذلك، استطالتا واتسعتا وقبل فترة طويلة، كان قد خلق يدين ملتهبتين متصلتين بهذا المعصم.

لقد استغرق الأمر بعض الوقت لكنه قام بقبضته ببطء، كانت صعوبة التحكم في الدمار الخالص حتى أثناء ارتباطه بلحمه الأبعادي صعبة، ولكن إذا كان على حق، فإن ما جاء بعد ذلك يمكن أن يساعده في تخفيف هذا الوضع إلى حد كبير لأن روان كان سيقبل فئته أخيرًا.

لقد كان هذا متوقعًا منذ وقت طويل، لكن روان كان يعلم أنه باعتباره الأساس لارتفاعه، كان يحتاج إلى أن يتجاوز أعظم خيالاته، إذا كان ذلك ممكنًا.

كان من المفترض أن تُبسط فئة قدراته، فتدمج جميع أجزاء قواه المتفرقة التي بدت متناثرة بشكل عشوائي، وتُجمّعها في كيان واحد. كان هذا الفرق بين قوة إصبع واحد وقوة قبضة مغلقة.

في البداية، قد يبدو أن الفئة تحد من أسلوبه في القتال، لكن روان كان يعلم أنه في مستواه الحالي، قد يكون هذا هو ما يحتاجه تمامًا لأنه في مواقف معينة، قد تمنحه الفئة المزيج المثالي من التنوع والقوة.

بالإضافة إلى أن السمة كانت قدرةً فريدةً بفضل تفرده، فقد كانت شيئًا يُميّزه عن غيره من الخالدين، مُعطيًا إياه أداةً إضافيةً لا يُشاركه فيها أحدٌ آخر في الواقع. ارتبط نجاحه بشكلٍ كبيرٍ بجسده وروحه البُعديين اللذين لا يُمكن لأيٍّ من أعدائه تقليدهما، وستُصبح الصفّ إضافةً جديدةً أخرى إلى هذه القائمة المجيدة.

من بين حشود الإشعارات التي تشبه ملايين اليراعات التي تدور في وعيه، كانت هناك سلسلة من الإشعارات الفريدة التي برزت من بين كل البقية، وكانت تحترق بلون أسود محمر لامع، وجذبت انتباهه مثل العث إلى اللهب، كانت دعوة السجل البدائي مميزة.

كان روان سيستدعي التفرد إلى كفه ويقلب صفحاته ببطء كما اعتاد، لكن في الوقت الحالي، سيكتفي باستخدام وعيه وحده. بعد أن أدرك أن قوة التدمير من الأشياء القليلة القادرة على تدمير التفرد، أصبح حذرًا من لمساته.

وعندما اتصل بالإشعار الوامض الأول من السجل البدائي، غمرت حواسه موجة من الصور والأصوات التي نسجت معًا في لغة فريدة من نوعها للتفرد، وجاءه فهم رسالتها بتفاصيل صارخة.

[لقد تم استيفاء المتطلبات للحصول على الفئة…]

[سيتم اختيار الفئات بناءً على تصرفات المضيف. ستُستخدم الألقاب، والسلالات، والمآثر، والإرادات كأساس للفئة الفريدة التي سيتم إنشاؤها للمضيف من قائمة جميع الفئات المتاحة في السجل البدائي.]

الرجاء تحديد فئتك:

الأثير دومينا…

#تم اكتشاف شذوذ# تم تجاوز متطلبات الحصول على فئة… جاري إعادة الحساب…

#خطأ#

[ الفئات المتوفرة داخل السجل البدائي لا تتطابق مع قوة المضيف.]

#خطأ#

إعادة الحساب….

#خطأ#

إعادة الحساب….

#خطأ#

إعادة الحساب…

#خطأ#

إعادة الحساب…

…

شاهد روان بشيء من الإحباط في قلبه بينما بدا أن السجل البدائي قد تعثر على حواجز الطرق من أجل الحصول على فئة لروان، ولم يستطع إلقاء اللوم على التفرد لصعوبة مثل هذه العملية.

أدرك روان منذ زمن طويل أن أفعاله، حتى بين الكاسرين الذين يمتلكون تفردات، لم تكن طبيعية. ألقابه وإرادته وإنجازاته، على سبيل المثال، لم يكتفِ بإتقان الدوائر العليا، بل ابتكر نسخًا متعددة منها، والعديد غيرها، كانت شيئًا تجاوز مستواه بكثير، مُلامسًا جوهر الوجود. ومع إضافة جسده وروحه البعديين، واندماجه مع قوة التدمير الخالص، تسائل كيف يُمكن لأي فئة في الوجود أن تُحدد قدراته.

الترجمة : كوكبة

——

روان راح يصير غلتش اكثر….