السجل البدائي - الفصل 944
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 944: المودة غير المعقولة.
لم يكن من السهل إجبار كائن مثل إلورا على النطق، لكن التحول الشديد في تصرفات روان كاد أن يُصيبها بصدمة. قبل لحظة، لم تكن هناك نية قتل حقيقية في ضرباته، لكن بدا الأمر كأنه يعاقبها تقريبًا.
لفترة، ساد الصمت، لكن ضحكة الرجل العجوز الصاخبة كسرت الصمت، “كم مرّ من الوقت منذ أن رأيتكِ يا ابنتي المندهشة؟ أتعلمين عندما أيقظتبني من نومي الطويل، ظننتُ أن الواقع لا يكشف شيئًا لنظري، و… هاهاها، شعركِ، شعركِ المثالي، تبدين كالهامستر، هاهاها…”
التفت إليه إلورا بغضب، لكن الرجل العجوز رفع يده في حركة إستسلام، واختفى مرحه على الفور وحمل صوته نبرة من الجلال، كما لو أن مشاعره لم تكن سوى أداة، سمح لنفسه أن يشعر بها حقًا، لكنه إستطاع بسهولة وضعها جانبًا، جعلت هذه الملاحظة عيون روان تضئء، إن هناك شيء هنا ليتعلمه،
“لقد نسيتِ شيئًا أساسيًا في غضبكِ يا ابنتي،” لم يجذب صوت الرجل العجوز الناعم انتباه روان فحسب، بل جذب أيضًا انتباه إلورا، التي عبست وانتظرت منه أن يكمل، “وقد كشف لك ابنك ذلك، فهو لا يزال فانيا، لقد كنا مخطئين كلينا!”
“مخطئين؟!” لفتت هذه الكلمة انتباه إلورا، فمن النادر أن يعترف هذا الرجل العجوز بأي تقصير، لابد أن ما رأه في روان ثمين لدرجة أنه كان مستعدًا لتجاهل غروره والتحدث معها بصراحة. إن هذا مفاجئ، على أقل تقدير.
لاحظ أنه كان يحظى باهتمامها الكامل، فتابع: “في السابق، كنت أعتقد أنه كان مجرد أحد الوحوش العادية عديمة القلب التي تملأ الواقع، كل فكرة في قلبه هي فقط من أجل السعي وراء السلطة، وهو أحد الآثار الجانبية لاكتساب قوة هائلة كشاب، لكننا كنا مخطئين، لقد كان فقط يحمي جوهره الهش بدرع من البرد والأشواك”.
رمش روان، ‘أوه، لكنني أعتقد أنني مجرد وحش عادي بلا قلب لا يعرف شيئًا سوى السعي الجشع وراء السلطة الشخصية، فلماذا تفكر في أي شيء آخر؟! يبدو أن مهاجمة إلورا جلبت فائدة إضافية.’ رفع جزء صغير من وعي روان قبضته بحماس مبالغ فيه. كان مستعدًا لخلع قناعه ككائن روحي أمام أعين هاذين اللذان يستطيعان قرائة مشاعره العميقة عندما لاحظ أنهما يستطيعان رؤية السمات التي تأتي من عدم امتلاكه روحًا.
ومع ذلك، فإن حقيقة أنه كان بلا روح لم تكن شيئًا معروفًا لهما وكانت بسهولة آخر شيء يمكن لأي شخص تخمينه، ولقد أدى هذا إلى سوء فهم مفاجئ، فقد نسي روان أن المشاعر الصعبة التي أظهرها يمكن إدراكها بطريقة مختلفة عندما يتم النظر إليها من وجهة نظر مختلفة.
قد يشير ذلك إلى أن الشخص كان متلاعبًا محترفًا يلعب بكل من حوله، وأن عواطفه متقلبة ومتغيرة مثل الريح، أو قد يكون علامة على عقل مرهق يحاول إيجاد طريقة للبقاء فوق الأمواج.
لو كان لا يزال فانيا في نظر الجميع ويمتلك روحًا فانية، فمهما بلغت قوته، ستُسيطر عليه أحداثٌ مُعينة. يمكن إعتبار هذا وصفًا دقيقًا لروان الذي تجسد في الكون قبل ألف عام.
كان الرجل في ذلك الوقت مرتبكًا، تم دفعه إلى جسد طفل يحمل كتابًا عاقلًا داخل جسده، مليئًا بسلالات مخيفة وموقف فوضوي يحدث في كل مكان حوله، لم يكن الخيار الوحيد لروان في تلك اللحظة شيئا سوى الكذب، والتظاهر أصبح طريقته في الحياة، لذا إعتمد أشكال تنكرية مختلفة لمساعدته أثناء مناورته عبر عالم أصبح مجنونًا.
مهما بلغت قوة عقله، فقد تحطم روان، جنون عالم مليئ بالسامين والوحوش الحقيقية، حوّله إلى وحش لم يكن ليتصور أبدًا أنه سيتحول إليه. يبدو أن القدر فاجأ الرجل العجوز، فظن أن روان هنا يعاني من انهيار عقلي.
عندما هاجم إلورا، وهي كائن أقوى منه بعدة مرات، كانت هذه إشارة أن وجهه الذي تم بناؤه بعناية لكائن قادر على كل شيء كان يتصدع.
تنهد روان في داخله، ‘في النهاية، يبدو أن السماح لضعف قلبي بالتحكم في أفعالي كان الخطوة الصحيحة، من أخدع؟ حتى لو اتضح أن إلورا بدائية، لكنت هاجمتها. أنا وحش بلا روح، لكن عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي أحبها، فأنا غير منطقي. لا يهمني إن كانت هذه إلورا، فهي ليست إلورا خاصتي، ولهذا السبب، أنا آسف يا أمي، لكن عليكِ أن تتغيري من أجلي. لا ينبغي لأحد غيركِ أن يرتدي هذا الجسد.’
في تلك اللحظة التي سبقت استحضاره سيف الجليد ووضعه على صدرها، وجدت هناك فترة وجيزة كان فيها عقله فارغًا، خاليًا من أي شيء سوى الغضب والحزن. كاد أن يستدعي مدمره، لكن عقله البارد تدخل بشراسة. فلو استل مدمره، فأحدهما سيهلك اليوم، وربما لم تكن إلورا.
اندهش روان من مدى ما قد يصل إليه من أجل من لمسوا قلبه المتجمد، ولم يكترث، لولا العقلانية الباردة في عقله التي ستجعله يعذب نفسه وينتظر اللحظة المناسبة، لكان يقاتل الآن. توقفت إلورا تفكر، وكأنها تُصغي بعمق إلى كلمات الرجل العجوز: “إذا كنت لا تُصدقيني، فلماذا لا تسألينه، فهو بجانبكِ. أو… كما تعلمين، قد أكون مخطئًا وأن طفلكِ قضية خاسرة، لكن هذه المرة، من الغريب أنني لا أعتقد ذلك.” ابتسم الرجل العجوز.
التفتت نحو روان الذي كان يقف بشكل محرج، نظرت في عينيه وعلى الرغم من أن رموشه الطويلة حجبت نوافذ الروح تلك، إلا أنها كانت تستطيع قراءة الألم والحزن بداخلها بوضوح، وهو أمر غريب، فقد تم تكليف ظلها بصنع سلاح، لكنها تسائلت لماذا أصبحت ناجحة جدًا في إنشاء مثل هذه الرابطة، وهو شيء لا يمكن تزويره بسهولة، كيف يمكن للروابط الفانية التي تربطهما أن تصبح قوية إلى هذا الحد؟
كان لا بد من التحقيق في هذا الأمر، بمجرد عودتها سوف تقوم بالتحقيق في تلك الظل بشكل شامل، ولكن في الوقت الحالي، إنها تفضل سماع الإجابة منه، فغضبها لا يزال ساخنًا، واعتمادًا على إجاباته سوف يُجبر على دفع الثمن.
كانت إلورا كائنًا يبجل من قبل عدد لا يحصى من الأكوان وفي أرض المعجزات، يعتبر وجودها بحد ذاته يحمل ثقلًا كبيرًا، فمن المستحيل تقريبًا الوصول إليها بشكل طبيعي، وبعد العصور العديدة، ازداد نفوذها وهيبتها، وجميع البذور التي زرعتها على مر العصور، لقد تطلعت أن يكون روان اكثر بذرة واعدة، لكن الأمور يمكن أن تتغير في أي وقت، فقد عاشت طويلًا بما يكفي لمعرفة هذا.
“لماذا تهاجمني، روميون؟”
لم يتردد روان في الرد، “لأن هذا ما كنتِ تريدينه”.
الترجمة : كوكبة