السجل البدائي - الفصل 942
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 942: خيبة الأمل والحزن
تجمد روان، وأصبح تنفسه أسرع، كان الصوت الذي سمعه مألوفًا جدًا، لكنه مختلف، داخل الدفئ في ذلك الصوت وجدت نغمة ملكية من المستحيل إخفاؤها، إن هذا صوت من شأنه أن يجلب بُعدًا إلى ركبتيه، ناعمًا وأنثويًا، لكنه مليئ بقوة لا هوادة فيها.
كانت ذكرياته مثالية، ولم تتغير مشاعره، ولكن لماذا لم يعد يشعر بذلك الدفئ؟
“انظري إليه يا إلورا،” ضحك الرجل العجوز ساخرًا، ولحيته الكبيرة ترتجف من فرط البهجة، “انظريةكيف يتقن هذا الكائن الفاني دوره، إنه مثالي لدرجة أنه يكاد يكون مقززًا. الحركة هنا مثالية تمامًا، سواد خفيف في عينيه وتوهج على أنفه، قلبه ينبض بالإيقاع المناسب. إنه فن تقريبًا. أستطيع الآن أن أرى فيه جزءًا من طبيعتكِ، نعم، ولكن هناك شيء أكثر… أوه، أشعر بقشعريرة في رأسي، وكل هذا يأتي من كائن فانٍ، يا له من أمر سخيف.”
عادت نظرة روان إلى الرجل العجوز الذي كان ينظر إليه بتأمل جاد وشعور غريب بالانزعاج كما لو كان غير راضٍ.
لقد أصبحت أفعاله غريزية تمامًا، بالطبع، لم يكن بحاجة إلى التنفس أو السماح لأنفاسه بالتسارع، كانت هذه كلها اعتبارات بشرية أتقنها على طول الطريق، لكنه بحاجة إليها للعيش في العالم الخارجي أثناء تطوره إلى ما هو أبعد مما كان معروفًا على نطاق واسع.
من حيث المظهر الخارجي، كان روان فانيا، بجاذبيته وجماله الفائقين، وكان قادرًا على الانضمام إلى أي جماعة فانية دون أي مشاكل خارجية، لكن لحمه ودمه يوحيان بعكس ذلك. أصبح روان مخلوقًا لم يعد من الممكن فهمه، حتى السجل البدائي، وهو حالة فريدة، وجد صعوبة بالغة في تحليل بنيته الجسدية، وفي نهاية حياته، أدرك الأمير الثالث الهاوية التي أودت بحياته.
كان التنين، بل وحتى الحجر، أقرب إلى الحياة من روان في ذلك الوقت، نظرًا لسلالاته وبنيته الجسدية الفريدة. من السهل نسيان أن روان، من بين كل الكائنات الحية، كان الكائن الحي الوحيد الذي يفتقر إلى الروح.
بغض النظر عن البنية الجسدية أو أي عامل آخر، فإن طبيعته الخالية من الروح تعني أن روان سيكون مختلفًا إلى الأبد، وكان يعتبر ذلك أحيانًا غريبًا، بالنسبة لشخص قد يكون له في النهاية أعلى سلطة على الروح، أن يكون بلا روح.
كان من النادر أن يتمكن شخص ما من التقاط هذه السمة منه، على الرغم من أن روان لم يكن لديه أي فكرة أن أندار قد لمح ذات مرة جزءًا من طبيعته الحقيقية من خلال الذكريات التي تركها ورائه.
ما تعنيه هذه السمة بالنسبة لروان هو أنه كان من الصعب جدًا عليه أن يشعر بالارتباط بمن حوله، وقد تضاعف هذا التأثير بسبب العدد المتزايد من أعمدة الوعي التي نشأت في بُعده، لكن هذا يعني أن كل من أحبه روان وأنشأ معه ارتباطًا فريدًا، سيشكل رابطًا في ذكرياته يصعب تبديده.
ببساطة، كان الحب صعبًا على روان، لكن ما إن فعل، حتى صار حبًا أبديًا. أحب أبنائه في حياته، وشعروا بثقل هذا الحب، وهو ما أذهلّ من حوله، ومنحهم شعورًا بالرضا يفوق المنطق.
من المستحيل أن يشعر روان بحبه لهم دون أن يُعجب بنقائه. فلا عجب أن الألم النفسي الناتج عن تحطيم أرواح المستنسخين كاد أن يُفقده عقله.
بالنسبة للجميع، كان روان مُتظاهرًا مثاليًا بعاطفةٍ كان عليهم اكتسابها قبل أن يشعروا بها، إن ابتسامته وضحكته سطحيتين فقط. على عكس أي شخص آخر غير أبنائه، أحب روان والدته.
الآن أصبح صوت المرأة جسداً ورأى روآن إلورا مرة أخرى، لم يتخيل أن لم شملهما سيكون بهذه السرعة، ولكن إذا فكر في قوتهما وطبيعة البعد الأعلى الذي جعل عبور مساحة كبيرة من الفضاء أمرًا لا يُذكر تقريبًا، لكان قد أدرك أنه باستثناء أن إلورا لم ترغب في رؤيته، سيكون من الصعب عليها ألا تجده عندما يصل إلى أرض المعجزات.
كان هناك الكثير من الأشياء التي أراد أن يقولها لها، لأنه في أعماق قلبه الذي أصبح باردًا مثل الفراغ، لا يزال هذا الشكل يحمل مكانًا دافئًا بداخله، وعلى الرغم من أن تجاربه والمحن التي واجهها جعلت من المستحيل تقريبًا عليه أن يخفف حذره، إلا أنه لا يزال يحب والدته، ولكنه لاحظ أن هناك شيئا … مختلف عنها.
الآن لم يكن هذا الفعل مصطنعًا لأن روان بدأ يشعر بألم في قلبه، وما حدث بعد ذلك أكد أعظم مخاوفه.
“أنت محق يا أبي، إنه شبه كامل، لكن قلة خبرته تجعله هشًا للغاية، يمكنه بسهولة خداع معظم الخالدين، لكن ليس المهمين. حسنًا، الأمر ليس بالأمر الذي لا تستطيع التجربة إصلاحه، إنه ببساطة جوهرة مثالية في الخام. أبي، هل تندم على رهانك ضدي؟”
كانت كلماتها تأكيدًا لمخاوفه، قد تبدو هذه المرأة كأمه، وتنطق مثلها، وتمتلك كل ما يخص أمه، من روحها إلى هالتها، لكنها لم تشعر بها. كانت إلورا حصنًا للدفء في العاصفة، وشعرت أن هذه المرأة هنا إهانة لذكراها.
في أعماق قلبه، انفجر غضبٌ لم يشعر به منذ اليوم الذي أدرك فيه مؤامرات الأمير الثالث على حياته، لكن هذا الغضب لم يُضاهي الحزن الذي شعر به في قلبه. وعدٌ كان قد وفيّ به، ثم ضاع منه.
‘أعتقد أن هذه عقوبة أخرى سأواجهها في حياتي، بسبب شهيتي.’
مع كل هذه الأفكار في رأسه، لم تتغير ملامح روان، ادعى هذان الاثنان أنه لم يكن كاذبًا عظيمًا بشكل خاص، إن ملاحظاتهما جديرة بالثناء، فكل ما تعلمه كان داخل كون واحد فقط، ولا يزال هناك المزيد ليفهمه ويستكشفه، ومثل الانعكاسات التي نظرت إلى جهله، لم يكن لديهم أي فكرة عن مدى سرعة تعلم روان، ومدى قسوة غضبه.
نظرت إلورا إلى والدها بغطرسة قبل أن تتجه إلى روان، “يا بني العزيز…” شيء في عينيه جعلها تتجمد، داخل تلك العيون لم تر شيئًا، ثم نظرت بدهشة إلى صدرها حيث استقرت شفرة حادة مصنوعة من الجليد أسفل عظم الترقوة مباشرة،
هدر روان، “سوف أسألك هذه المرة فقط، أين أمي؟!”
“هاهاها… هذا يُصبح جيدًا!” ضحك الرجل العجوز، واختفى الغضب من حاجبيه، لقد ظهر شعور بالاعتراف في قلبه لحفيده، كان يظن أنه ورث فقط طبيعة أمه المتسللة، لكن كانت هناك نار في قلب الجسد، أوه، كانت هناك نار، “كم تمنيت لو أحضرت بعض الوجبات الخفيفة، هذا ترفيه رائع.”
اتسعت عينا إلورا من الصدمة، ثم الألم، وفجأة تحولت إلى الغضب، “كيف تجرؤ يا طفل. كيف يمكنك رفع سيفك ضد والدتك؟!”
لمعت عيناها الغريبتان الذهبيتان المخضرتان، وتحول النصل الذي كان يحمله روان إلى غبار، لم تترك موجة القوة التي اندلعت من إلورا أي أثر خلفها، لكنها ضربت جسد روان بقوة مائة كون، فدفعه ذلك إلى ركبتيه، وتحول روان الذي سقط على الأرض إلى رماد أمام نظرة إلورا المذهولة، “ماذا…”
“فوقكِ،” ضحك الرجل العجوز، وكانت نظراته مليئة بالإثارة، لقد إستمتع بكل لحظة من هذا اليوم.
نظرت إلورا إلى الأعلى لكن رؤيتها غطيت بكف عملاق، لقد ظهر روان فوقها وأمسك وجهها، كانت يده الكبيرة تغطي رأسها بالكامل تقريبًا وقبل أن تتمكن من فهم ما كان يحدث، ضرب رأسها بالأرض، مرة، مرتين، محطمًا الأرض لأميال قبل أن يرميها في الهواء.
تردد صدى هدير عدم التصديق والغضب الذي اندلع من جسد إلورا عندما ألقيت في الهواء في جميع أنحاء الخراب المتجمد وعندها فتحت رؤوس حوريات البحر أعلاه أعينها.
الترجمة : كوكبة
——
عدت بعد مرض أمس وهاذي فصول اليوم