السجل البدائي - الفصل 936

الفصل 936: التقاليد القديمة

شعر روان بموجة نابضة حوله عندما بدأ الفضاء في التحول، وحددت حواسه على الفور أنه تأثير النقل الآني، عزز إدراكه، مما أدى إلى إبطاء معدل الوقت إلى حد الزحف في ذهنه عندما بدأ في التحقيق في المكان الذي سيأخذه إليه النقل الآني.

لقد كان منزعجًا بعض الشيء لأن أحد حاملي الإرادة هنا بدأ للتو في نقلهم عن بعد في اللحظة التي طلب فيها روان تغيير موقعهم وتسائل عما إذا كان ذلك يرجع إلى حقيقة أنه كان من نسل مقدس ويجب الاهتمام بأوامره فجأة، أو أن حامل الإرادة كان متحمسًا للغاية بشأن وظيفته، لكن روان لم يثق في أي شخص غير أطفاله، وأي عمل، مهما كان حميدًا، يجب التحقيق فيه بدقة.

اختلفت اللوحة الآن، لكن المخاطر ظلت على نفس القدر من الأهمية. كان الخطر والموت يحيطان به من كل جانب، ولايزال روان يرغب في رؤية نهاية كل شيء. لم يكن الموت، وخاصةً لأسباب تافهة، ضمن خططه في ذلك الوقت.

مع فتح ألقابه والقدرات الفريدة التي جائت معها، وخاصة واحدا مثل جزار الواقع، يمكنه تتبع مسار النقل الآني حيث تم تعزيز فهمه للفضاء حتى بعد أن كان لقب البدائي خاصته وقوة سلالته قد فعلا ذلك بالفعل.

انكشف اتجاه النقل الآني القادم لبصره مثل طريق متوهج أظهر أن حامل الإرادة أراد أن يأخذه إلى قمة الشجرة العملاقة، على بعد مئات الملايين من الأميال من هنا. حاول ألا يشتت انتباهه بالنمط الفريد الذي استخدمه حامل الإرادة لثني الفضاء، فقد كان مختلفًا عن أي شيء رآه من قبل وقام بسرعة بتخزين العمليات في ذاكرته لتشريحها لاحقًا بينما ركز على وجهة النقل الآني. انتشر إدراك روان بسرعة عبر قمة الشجرة حيث رأى كوخًا بسيطًا إلى حد ما، ومع الأمتعة الشخصية التي يمكنه رؤيتها حول المكان، فمن الواضح أن هذه المنطقة هي المسكن الشخصي لحاملي الإرادة. كانت هناك بعض الحواجز والعوائق الفريدة حول الكوخ التي حجبت بصره، ولكن بفضل لقبه الفريد، يمكنه أن يشق طريقه عبر الحواجز.

جزار الواقع: [يمنح سيطرةً مُعزَّزة على الفضاء وجميع القدرات المتعلقة به. يُمكن إتقان النوايا بسرعة فائقة.]

ملحوظة: [يمكن ترقية الموهبة عن طريق تدمير واستهلاك جميع أشكال الإبداع.]

كان هذا اللقب قويًا، ومع السيادة المعززة على الفضاء التي منحها له، فإنه لم يجعل استكشاف أسرار الفضاء أمرًا سهلاً للغاية لشخص مثله فحسب، بل جعل أيضًا من المستحيل تقريبًا إزاحة روان داخل أي مساحة يحتويها إلا إذا سمح بذلك.

في عالم الميتافيزيقا، أصبح روان كثيفًا للغاية. لو كان ساميا ريشةً في هذا العالم، لكان روان سلسلة جبال. كان الفرق شاسعًا.

إذا قاوم، فإن حاملي الإرادة سوف يفاجأن للغاية عندما يرفض جسده جميع أشكال الحركات المكانية، ولكن في الوقت الحالي، لم ير روان أي سبب للاعتقاد بأنه كان يتجه نحو فخ وسمح للطاقة المكانية بلف جسده، وقمع مئات الحواجز الفطرية حول جسده حتى تتمكن الطاقة المكانية من الوصول إليه.

الشيء الثاني الذي كان عليه فعله لجعل الانتقال الآني ممكنًا هو تعديل وزنه بدرجة كبيرة حتى تتمكن الحركة المكانية من التأثير عليه، نظرًا لوزنه الهائل الذي يزداد مع كل لحظة مع نمو بُعده. فقد أُضيفت كواكب ونجوم جديدة إلى جسده البعدي مع مرور الوقت، مما زاد من وزنه.

يبدو أنه كان يمشي على الأرض ولكن لم يكن هذا هو الحال، فهناك تيار مستمر من التحريك الذهني يحمل وزنه الهائل، ويشتت باستمرار قوة الجاذبية المذهلة من حوله، وإلا فإنه سيكون بمثابة ثقب أسود عملاق يمشي.

كان حامل الإرادة يحاول نقل فرد واحد دون أن يعلم أن روان كان بُعدًا، حتى لو فعل كل شيء بشكل صحيح ولم يقاوم النقل الآني، فإن وزنه سيجعل نقل كتلته عبر الفضاء عملا عبثيا تقريبًا.

في هذه اللحظة القصيرة، كان على روان أن يقمع ما يقرب من 99.99999999999999999% من وزنه، وقد فوجئ بانفجار الانزعاج في قلبه عندما فعل ذلك، وقد جاء الإنزعاج ثعابين أوروبوروس.

أحد أسباب كسلهم هو أن ثعابينه كانت تحمل بُعده بأكمله، إن صح التعبير. كانت هذه فائدة غير متوقعة لدمج سلالته مع جسده البعدي.

كان ثعبان أوروبوروس قوة تدميرية، وحشيته وجنونه لا حدود لهما تقريبًا. مع أن أوروبوروس البدائي مختلف، لكن طبيعته لا تزال بدائية وغير مروضة. لو لم يكن لدى روان جسدٌ بعدي، لكان من شبه المستحيل عليه البقاء ألف عام على الطريق المتجمد لأن سلالته القوية ستثور، رغبةً منها في التهام أعدائها القدماء، البدائيين، ومحاربتهم.

إنها ستدفعه إلى السعي وراء السلطة دون توقف، وفي هذه اللحظة من المرجح أن يكون في خضم المعركة، يلتهم كونًا بعد كون، لكن الثقل الشديد لبعد روان كان بمثابة سلاسل على سلالته، وقضى الثعابين معظم وقتهم في ذهول، يتكيفون مع ضغوط حمل البعد.

إذا لم يطور روان قوته إلى الأمام، ويزيد من حجمه البعدي ومستواه، فمع مرور الوقت، ستكون الثعابين قوية بما يكفي لحمل وزنه بسهولة، ثم ستنشأ الرغبات وسيصبح هائجا يلتهم الأكوان.

عاد الثلاثة إلى الظهور أمام الكوخ أعلى الشجرة الضخمة، وتمكن روان من رؤية العالم يتكشف أمامه، ولم يشتت انتباهه بهذا المنظر بل ركز على تصرفات حاملي الإرادة.

أدت موجة من يد إلى إخراج كراسي مريحة وطاولات عليها نبيذ ساخن وكرة خضراء كبيرة تحوم على بعد بضع بوصات فوق الطاولة، في مركزها بالضبط، نظر روان إلى هذه الكرة العائمة في دهشة قبل أن ينظر حوله.

كان طول غصن واحد من هذه الشجرة يبلغ ميلاً، وكان سميكًا لدرجة أنه كان بإمكانه دعم جبل حتى بدون إضافة أي من خصائصه الأكثر خصوصية.

بمجرد أن وطأت قدماه الأوراق، ظهر نمط متوهج ضخم حول قدميه، كان معقدًا للغاية، وامتد لأكثر من ألف قدم. لاحظ روان أيضًا ظهور هذا النمط حول أقدام حاملي الوصايا، لكن أقدامهم كانت أبسط وأصغر بكثير.

ومع ظهور هذا النمط حوله كنوع من التأكيد النهائي، انحنى حاملا الإرادة بعمق،

“أهلاً بك أيها السليل المُقدّس في مسكننا المتواضع، آمل أن تكون منفتحاً على الأشياء الصغيرة التي نقدمها. على حدود المملكة، نحن مُلتزمان بحياة متواضعة وبسيطة، لأن واجبنا يُعطي معنىً للوجود.”

أدرك روان نبرة الفخر الكامنة في تلك الكلمات، فأومأ برأسه، “إن العيش في بساطة أمرٌ أُقدّره، حين يستطيع المرء أن يتمتع بكل ما في الحياة من متع، ثم يختار التركيز على الضروريات فقط، إنه مسارٌ أخشى ألا يسلكه كثيرٌ من الخالدين. إن ما وصلتما إليه من ارتفاعاتٍ عظيمةٍ دليلٌ على مثابرتكما.”

بدا كلاهما مسرورين بكلماته، فإبتسم روان وهو يجلس، ويتناول رشفة كبيرة من النبيذ المعروض، يبدو أن بعض التقاليد كانت متعددة الأكوان، ربما لسبب وجيه، حيث تذكر روان الرؤية التي رآها على بوابة مصفوفة الروح الخاصة به، التي أظهرت وفاة بدائي الزمن والشر.

الترجمة : كوكبة