السجل البدائي - الفصل 1367
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1367: بدايات جديدة (نهاية المجلد)
حدثت وفاة ثينوس قبل لحظة، لكن لوحة العالم عرفت بوفاته حتى قبل تلك اللحظة. تردد صدى موت الجبار عبر المكان والزمان، مسافرًا إلى المستقبل والماضي. وبفضل ارتباط التفرد به، تردد صدى موته في وعيها على شكل موجات، ولم يكن من الممكن قياس صدمتها للحظة.
تمزقت لوحة العالم إلى نصفين على يد روان، ودُمرت تقريبًا بسبب انفجار الدمار الخالص، ولوحة العالم التي كانت راضية ذات يوم بالبقاء على قيد الحياة بعد روان حتى تتمكن من لم شملهغ مع ثينوس للسيطرة على كل الواقع قد اهتزت إلى جوهرها عندما ضرب موت مضيفها بلا رحمة وعيها.
‘كيف؟ لماذا؟ كان كل شيء يسير حسب الخطة! كان لديه مليون سلالة ودعم أربعة من الجوهر البدائي، كان مضيفي مثاليًا! لو لم يتدخل أحد البدائيين، كيف سقط؟’
انتشر موت ثينوس مثل الأمواج عبر سطح المحيط، وكل موجة متعاقبة تلت ذلك سلمت المزيد من المعلومات إلى لوحة العالم، والأمل الأخير الذي لديها بأن كل هذا قد يكون مجرد حلم سيئ قد تآكل بشدة تحت وابل لا هوادة فيه من صرخات الموت في وعيها.
لقد نبهتها الموجة الأولى إلى موت ثينوس، والموجة الثانية والموجات المتعاقبة التي تلتها كشفت ببطء للوحة العالم مشهد موت ثينوس، على ركبتيه يتوسل لإنهاء عذابه أمام شخصية محاطة بطاقة بدائية هائلة، ولا يمكن فك رموز شكلها بسهولة، لكن لوحة العالم عرفت الحقيقة في لمحة واحدة وصرخت في صدمة وغضب.
جاءت الصرخة نتيجة رؤية مضيفهغ المجيد يتحول إلى مجرد قشرة من هو، مجبرًا على التخلي عن مجده والتوسل للموت أمام عدوه، والصدمة المتمثلة في معرفة أن هذا العدو كان من المفترض أن يكون خالدًا ضعيفًا ينبغي أن يلعب به بسهولة كما فعل مع العديد من الآخرين من قبل، كادت أن تحطم عقل التفرد.
‘ثينوس، لماذا تركتني هكذا؟… كان ينبغي أن تكون بأمان!’
ولإضافة الملح على الجروح الجديدة، لاحظت لوحة العالم أن حالة روان، الذي كان من المفترض أن ينهار رمادًا منذ زمن طويل، تتغير، وأن قوة التدمير التي خمّنت إنها ستمزق روان إربًا تتلاشى تدريجيًا، فأدركت أنها خُدعت. هذا الشيء، لم يعض أكثر مما يستطيع ابتلاعه، ولن يسقط لأنه تجاوز حدود قدراته.
غمر شعورٌ باردٌ بالخجل والرعبُ التفردَ عندما أدركَ أن روان مخلوقٌ سينتصرُ بأيِّ وسيلةٍ ممكنة، وأنه خالدٌ لا ينبغي الاستهانةُ به أبدًا. لقد لعبَ بلوحةِ العالم، وكانَ من الجنون أن تدركَ مدى عمقِ مكائده. ما سبَّبَ أكبرَ ضيقٍ للوحةِ العالم هو أنه مهما فاجأها روان، ظل هناك دائمًا شعورٌ بالراحةِ في وعيها لأنها كانت تعتقدُ أنها لن تفشلَ أبدًا.
كانت مزاياها عظيمة جدًا، والقوة التي يتحكم بها مُضيفها جبارة، ومن المؤكد أنه لا يمكن أن يفشل أبدًا، وقد نظرت إلى روان دائمًا كطفل لا يعرف كل أبعاد الوجود، وكما اتضح، فهي من تم التلاعب بها.
كانت الجاهلة.
جن جنون لوحة العالم، “آآآآه! أيها الرجس، حتى لو كان هذا آخر شيء أفعله، سأقتلك!.”
سيطر شعورٌ واضحٌ بالرعب على كل الفضاء المحيط بروان، إذ بدأت لوحة العالم عمليةَ تدميرٍ ذاتيٍّ قد تُدمّر الواقعَ كلَّه إن لم تُوقَف. بدا الوجودُ كله وكأنه يتردد صداه مع نفحةِ الدمارِ الخارجةِ من لوحة العالم، وبدأت ألوانُ الواقعِ تتحوّلُ إلى شيءٍ مجهولٍ وشرير.
كانت يدا روان المدمرتان التي تحمل لوحة العالم تُجبر على الانفصال ببطئ، ويبدو أن هذا قد أيقظ وعيه حيث خرجت عيناه الذهبيتان الناريتان من إطاره الهيكلي المحترق، وتحولت جمجمته المشتعلة ببطء نحو لوحة العالم، جائت كلمة واحدة منه وهو يراقب الحالة الحالية للتفرد،
“مخزي.”
انطلق ضوء أبيض مزرق ساطع من يدي روان وأحاط بلوحة العالم، كانت قوى نور الأسطرلاب التي خدمت روان منذ بداية رحلته ونمت معه حتى هذه النقطة عندما أصبح خالدًا من البعد الخامس قوية للغاية، ولن تكون مشكلة بالنسبة له أن ينقل عدة أكوان في وقت واحد إذا أراد ذلك، لكن لوحة العالم في جنونها قاتلت ضد أسطرلاب روان، مصممة على إنهائه إلى جانب وجودها.
تمزق الواقع بسبب اصطدام إرادة لوحة العالم التي تُبقيها ثابتة بقوة ختم هائلة، وإسطرلاب روان القادر على تحريك أي شيء في الوجود، وتمزق قرص إيروفا الأخير، الذي بقي صامدًا حتى آخر أنفاسه، إلى جانب كل خالد حيّ عليه. أمام قوة هذين الاثنين، كأنهما مجرد نمل.
كان صوت روان العميق يتردد داخل دوامة الدمار،
“لقد سقط بطلكِ، وردّكِ على هذه النكسة هو قتل نفسكِ. كيف لي أن أجدكِ جديرة بأن تكون عدوتي؟ لقد لعبتٓ لعبة القوة، وخسرتِ، عليكِ أن تحاولي تضميد جراحكِ والعودة أقوى، لكن عقلكِ محطم. لقد خيّبتِ ظني.”
هدر لوح العالم، “قل ما شئت، لكن مصيرك قد حُسم. أيها الرجس، لم أعد أستهين بك وسأقتلك، حتى لو أنني مت، لن ينقذك شيء!”
سخر روان – وكان هذا تعبيرًا مرعبًا على وجهه الذي لم يكن سوى جمجمة ملتهبة، ومع ذلك كانت عظامه لا تزال تتحرك كما لو أنها مصنوعة من اللحم،
“لقد رحل السيد، ومع ذلك لا يزال الكلب يجرؤ على عضّ كعبيّ. لم تعودي جديرة بهزيمتي. إن سقطتُ، فلن تكوني أنتِ من يُسقطني.”
خلف روان، انفتح الواقع، وبرزت روحه البعدية، واقترب من هيكله العظمي المشتعل، وغمرته. فاض لحمه فوق عظامه المحترقة، وفي لمح البصر، استعاد روان عافيته، وحل محله عملاق ذهبي جميل، بشعر أسود يتدفق كالفراغ العميق، وشفتيه حمراوين كالخطيئة، وعينيه تتوهجان كالنجوم.
لقد صنع مظهره تنافرًا غريبًا حيث كان اللحم بالداخل والروح بالخارج، ومع ذلك بسبب صلابة روح روان البعدية، اصبح من غير الممكن تمييزها تقريبًا عن لحمه.
لقد أشرق ضوء الأسطرلاب الذي كان يغطي لوحة العالم بشكل غير متوقع عندما أضافت الروح البعدية قوتها إلى جسده البعدي، وأصبح أكثر إشراقًا بخمس مرات حتى بدا الأمر كما لو أن روان كان يحمل شمسًا زرقاء بين يديه، ومع صرخة مليئة بالغضب والكراهية، تم إرسال لوحة العالم إلىخ أعماق العدم، وبفضل القوة التي أحاطها بها روان، سيستغرق الأمر قدرًا كبيرًا للغاية من القوة لتفريق ضوء الأسطرلاب.
*****
عندما تم نفي لوحة العالم إلى العدم منذ عصور صغيرة عديدة بواسطة بدائي الشيطان، فقد استغرق الأمر العديد من العصور الصغيرة حتى تعود، في الواقع، مات ثينوس خلال العصر البدائي، ولكن لم تكن التفرد قادرة على العودة إلا حتى العصر الأسمى.
أدرك روان أنه لا يستطيع أن يعادل قوة نفي البدائي، لكن نفي لوحة العالم لمدة عصر واحد على الأكثر أو بضعة مليارات من السنين على الأقل هو شيئ يستطيع فعله، وسوف يمنحه ذلك وقتًا أكثر من كافٍ للنمو إلى الحد الذي لن يهتم فيه بعد الآن بتهديد هذه التفرد عندما تعود.
كان بإمكانه ببساطة ألا يفعل شيئًا ويسمح للتفرد بقتل نفسها ولحمه الأبعادي إلى جانبه، لكن هذا سيكون أمرًا محفوفًا بالمخاطر للغاية.
إن فقدان جسده البعدي سيكون مؤلمًا، لكنه إمتلك روحه البعدية ولن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، ربما بضعة دهور حتى يتمكن من إعادة إنشاء جسده البعدي مرة أخرى، وهذه العملية ستستغرق كل هذا الوقت فقط لأن الطبيعة المدمرة لزوال التفرد سيكون من الصعب للغاية تطهيرها من جوهره وأثيره.
سيكون هذا ثمنًا زهيدًا مقابل موته، ولكن ما كان روان قلقًا بشأنه حقًا هو التأثير الذي سيخلفه موت لوحة العالم على الواقع بأكمله.
لم يكن من السهل الاستهانة بالشعور الذي انتاب روان عندما كادت لوحة العالم أن تدمر نفسها، وكأن الواقع كله على وشك الانفجار معها. ادعى البدائيون أنهم إبتكروا العصر الأسمى، لكن العديد من أسس هذا العصر صاغتها قوى لوحة العالم التي منحت الخالدين لقب حاملي العالم، مما جعل هذا العصر أكثر ازدهارًا مما ينبغي أن يكون.
في مسائل النفوذ، كانت لوحة العالم متفوقة بشكل كبير على السجل البدائي، لكن روان اعتقد أن هذه التفرد قد سلكت طريقًا خاطئًا في تطورها، إذ وزعت قواها على الناس بدلًا من تركيزها كلها على مضيفها كما كان متوقعًا. ومع ذلك، لا يمكن إلقاء اللوم في ذلك عليها وحدها، فقد أرغمها القدر على نشر نفوذها لإنقاذ ثينوس.
لولا وجود لوحة العالم، لما وُجدت إلا العوالم البدائية، ولما وُجدت أبعادٌ متناثرة حول ما يُعرف بالواقع. فإذا ماتت لوحة العالم، فما مصير كل بُعدٍ موجود؟
كان لا يزال لدى روان خططٌ كثيرةٌ عليه تنفيذها في المستقبل، ولم يكن تدمير الواقع ضمن أجندته. لذا عليه تأجيل قتل لوحة العالم، فعمله لم ينتهِ، ورحلته قد بدأت للتو.
ولكن أولا…
أشرقت عيناه بشدة عندما ظهرت صورة الساعة الرملية بداخلها، ونظرًا للدمار الذي غطى هذه المملكة الجميلة التي كانت تسمى إيروفا، ابتسم روان،
“”لَا أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ ظُهُورِي مَصْحُوبًا بِسَفْكِ دِمَاءٍ لَا نِهَايَةَ لَهُ.”
في عينيه، انقلبت الساعة الرملية.
[ نهاية المجلد الخامس : “حد اللانهائية” ]
[ المجلد القادم بعنوان : “رثاء البدائيين” ]
الترجمة : كوكبة
——
وبعد اقل من شهر بكم يوم المجلد الخامس إنتهى أخيرا.
أطول مجلد لحد الآن واكثرهم جنونا، من لقاء روان وإلورا إلى حصوله على دوائر العليا إلى دخول نجم الهلاك لموته على يد إنعكاسه بيريون إلى صنعه للشيكة ومباركي الدم لحربه ضد عين الزمن لكشف أنه مجرد إنعكاس.. إلخ كل ذي الأحداث وما بعدها ما أقدر اوصفها غير انها الذروة حرفيا. بالتأكيد ذا افضل مجلد في الرواية لحد الآن ولاكن لازال امامنا الكثير والكثير لحد ما نوصل للكاتب هيه هيه الآن باخذ إستراحة يوم واحد وارجع بعدها في يوم الأحد بإذن الله بالمجلد السادس فإنتظروا.
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.