السجل البدائي - الفصل 1351
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1351: اشهد مجده (النهاية)
كان هناك مليار تقنية في عقل الانعكاس، ومليار طريقة لاستخدام قوته بشكل فعال، ومليار طريقة لإطلاق الدمار على أعدائه، ولكن كما أدرك روان بعد فترة طويلة، في معركة قاتلت فيها كواحد ضد العديد، فإن وجود شكل ثابت كان ببساطة عائقًا أمام تدفق المعركة.
بقي الانعكاس في مكانه بينما اندفع التريليون نحوه، وكان زخمهم عظيمًا لدرجة أن المكان والزمان تحطما، ككائن من البعد الثامن، كان أعداؤه موجودين فقط بين نظرائه، أما بالنسبة للبقية… فكانوا جميعًا نملًا.
باستخدام جوهره وحده، وصل عبر الزمان والمكان، وجمع مصائىر كل الخالدين الذين كانوا أقل من المستوى الثامن الأبعاد، وأقدراهم، ووقتهم يتدفق نحوه، وعلى الرغم من أن بقية الخالدين من البعد الثامن قاتلوا ضده، إلا أنهم كانوا بطيئين بعض الشيء، وقد انتزع بالفعل ما لا يقل عن أربعين في المائة من أهدافه، ثم أحرقهم.
انبثقت النيران من إرادة الخلود خاصته التي وصلت إلى مستوى البعد الثامن، ومهما كانت دفاعاتهم، فليس الجميع يستطيع أن يكون مثل روان الذي إمتلك الف طريقة دفاع والف طريقة قيامة. احترقوا… ماتوا، وبدت مملكة نجم الهلاك من بعيد كنجمة مصنوعة من لهب أخضر.
كانت معركته الحقيقية ضد الخالدين من البعد الثامن هنا، ولم يكن قادرًا على التعامل معهم بسهولة كما فعل مع البقية، ناهيك عن أنه، كخالد جديد على هذا المستوى، توجد هناك جوانب مختلفة في استخدام قوى المكان والزمان والذاكرة والقدر لم يفهمها تمامًا. كان عليه فقط أن ينجو طويلًا بما يكفي ليتعلم من أعدائه، فالمعركة معلمٌ عظيمٌ لمن كان بارعًا في التعلم منها.
حطمه الصدام مع الخالدين من البعد الثامن، فتحطم جسده وتبدد جوهره في الريح، لكن إرادته كانت خالدة. انتشل نفسه من الموت، وحمل رمحًا مزق عقله مع كل حركة، قاتل الخالد، ومات، مرارًا وتكرارًا… وتكرارًا… وتكرارًا… وتكرارًا…
حتى أصبح آخر الخالدين. سحب الرمح من صدر سماوي ذي مليون جناح ومليون عين، وترنح على ركبتيه، يتنفس بصعوبة، وقد استُنزفت كل قطرة من قوته، لدرجة أن الجروح الهائلة التي ملأت جسده لم تكن تلتئم بسرعة، ومع ذلك، كانت عيناه تتوهجان بقوة إرادة تتحدى كل معنى.
استخدم الرمح كعكاز للوقوف على قدميه، وضغط عليه، فسال دمه على طول أعمدته وسقط من النصل، وعندما لامس الأرض انفجرت مثل بركان ثائر، كان الدم المتساقط نتيجة تطهير جسده من التأثير المفسد لأولئك الذين حاربهم،
“ماذا تنتظر…استدعي التالي.”
استجاب الحافة النازفة لطلبه، وارتفع صوت همهمة ثم انفجر، وعاد كل ما قتله.
صرخ الانعكاس “تعالوا إلي!”
******
مرت ألف موجة وسحب الانعكاس الرمح من جسد زعيم الشياطين، كان هذا الزعيم الشيطاني مزعجًا للغاية في المعركة بسبب الأسلحة التي حملها، زوج من أسلحة الخطيئة التي يمكن أن تصمد أمام قوة رمحه.
في هذا الوقت لم يكن لدى الحافة النازفة أي قدرات باستثناء حقيقة أنه كان ثقيلًا وحادًا، قبل أن يكمل عبئ تطهير عار بدائي الشيطان، لم يكن لديه أي وصول إلى قوة هذا السلاح، والانعكاس، على الرغم من علمه أن هذا الرمح كان عبئًا عليه في المعركة، لم يتوقف عن استخدامه للقتال.
لقد مات مرات لا تحصى، وأعادته إرادته من الموت مرات لا تحصى، وفي البداية كان استخدام هذا الرمح صعبًا، حيث مزق وعيه، مما جعل من المستحيل عليه تكوين أفكار بسرعة كافية للرد على تحديات المعركة، لكنه لم يمنعه من مواصلة سعيه الأعمى لاستخدام هذا السلاح.
أي خالد آخر سوف يضع الرمح جانبًا ويقاتل بالأسلحة التي ستستغل قواه بشكل أكبر، لكن الانعكاس اعتقد أنه إذا فعل مثل هذا الشيء، على الرغم من أنه سوف يمتلك الرمح في النهاية، فلن يصبح سيده.
لقد اتعبه الحافة النازفة أكثر مما أتعبه القتال ضد الأعداء القادمين إليه، وكانت المعركة الحقيقية بينه وبين هذا السلاح.
لقد انتهت هذه الموجة، وأطلق الانعكاس صوتًا: “استدعاء الموجة التالية”.
*****
لقد مرت عشرة آلاف موجة ولم يعد بحاجة إلى أن يطلب من الرمح إحياء منافسيه، حيث فهم السلاح البدائي أنه لن يتوقف حتى يتم ذلك.
كان هناك شيئ ثابت داخل عقل الانعكاس، الكلمات من أبيه التي كانت تندمج ببطء في إرادته، مما يجعلها مركز طبيعته الخالدة،
“إن ما أشتاق إليه ليس القوة في النهاية، بل السعي ورائها.”
اندمجت هذه الكلمات في جوهره، لم يكن ما يتوق إليه هو الجائزة في نهاية هذا التحدي، بل المعركة. كان الرمح أثقل من الكون، لكنه أداره بيد واحدة، وكاد يرقص، عيناه تتوهجان، والضوء يلون الجيوش التي ثارت عليه.
“تعال إلي!”
*****
لقد مرت مائة ألف موجة والآن أصبح صامتًا، لم يكن يعرف كم من الوقت كان يقاتل، لكنه عرف أنه يبدوا كأنه فعل ذلك للأبد، مليارات، وربما حتى تريليونات السنين قد مرت، لكن المعركة كانت كل ما يعرفه…
“إنها ليست المكافأة… بل المعركة هي التي أشتاق إليها!”
******
بعد ثلاثمائة ألف موجة، أصبح عقله خامًا، لم يكن هناك شيء… لا ضوء في نهاية النفق، لا نهاية لحزنه، لم يكن هناك سوى المعركة… المعركة فقط… المعركة فقط… المعركة فقط…
كان رمحه يحترق باللون الأحمر بينما يعوي عبر ساحة المعركة، ونجم الهلاك يتوهج باللون الأخضر مع لهيب إرادة الخلود.
*****
سبعمائة ألف موجة في وقت لاحق.
لم يكن الانعكاس يعلم أن حركته بالرمح وطريقة قتاله قد تحولتا إلى شيءٍ سيُذهِل حتى روان. كانت حركته بسيطةً لكنها مُرعبةٌ في قوتها، فكل حركةٍ منه أنهت حياةً على نطاقٍ مُقاسٍ بدءًا من المليارات، ولا بد أن عيناه كانتا باهتتين بعد قتالٍ استمرّ لما كان من المفترض أن يكون عصورًا صغيرةً عديدة، وقتٍ كافٍ لتُصبح النجوم غبارًا مراتٍ عديدة، وهي لا تزال مُشرقةً…
“لا يوجد سوى المعركة.”
لقد مات مرات عديدة، ولكن ببطئ ومع مرور الأمواج، بدأ عدد المرات التي كان يموت فيها ينخفض، عرف رمحه أعدائه، فرقص في حقل لا نهاية له من الموت، ساحرًا مثل الشبح، وقاتلًا مثل النصل.
******
تسعمائة وتسعة وتسعين ألف موجة قد مرت الآن.
حدّق الانعكاس في آخر أصدقائه المقربين. لم يعد يسميهم أعداءً أو مقاتلين، بل أصدقاء، كيف لا، وقد عرفهم معرفةً تفوق معرفة أي شخصٍ آخر في الوجود؟
في البداية، تحول الانفصال البارد في عيون أصدقائه إلى إحباط، ثم حسد، ثم كراهية عميقة، وانهالت أسلحتهم عليه في موجة لا نهاية لها من المفترض أن تغرقه مليار مرة، لكنه كان دائمًا يجد طريقة للخروج منتصراً، باستخدام رمحه وحده.
لم يكن يعلم متى حدث ذلك لأول مرة، لكنه بدأ يرى ضوء التعرف في عيون الكيانات من البعد الثامن يبدأ في التغير، على الرغم من أنهم أُعيدوا إلى الحياة مرارًا وتكرارًا مع مسح ذكرياتهم، كان هؤلاء خالدين من البعد الثامن، ولا يمكن ببساطة مسح ذكرياتهم، فقد تذكروه جميعًا، وكرموه بعد أن ماتوا بين يديه مرارًا وتكرارًا.
لم يكن هناك كراهية في عيون أصدقائه لفترة طويلة، فقط الإثارة، والاحترام العميق، والتبجيل.
لأول مرة منذ سنوات لا حصر لها، تحدث إلى آخر أصدقائه،
“تعال إلي.”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.