السجل البدائي - الفصل 1321
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1321: رمية النرد النهائية (2)
ساعدته القدرة على قراءة ذاكرة الأرواح التي استهلكها في تجميع التفاصيل الصغيرة التي فاتته حول نجم الهلاك والتي عززت تاريخ هذا العالم ولوحة العالم التي أعطته أسس خططه.
كانت التفردات قوية للغاية، لكن قوتها الحقيقية لم تكن في استعراضها المباشر للقوة الذي يهز الواقع كالبدائيين، بل في قدرتها الشاذة على ثني قواعد الواقع وجعل المستحيل ممكنًا. قد لا يمتلكون القدرات المباشرة لتشكيل الواقع كالبدائيين، لكنهم امتلكوا قدرات لا يستطيع حتى البدائيون السيطرة عليها.
كانت لوحة العالم عبارة عن تفرد يمكن أن يحقق أشياء كثيرة، لكنها لم تستطع عكس الضرر الذي أحدثه البدائيين، ولم تكن تمتلك القوة لتغيير الحكم الذي اتخذوه بشكل مباشر، ولم تستطع إعادة سيدها إلى الحياة أو تغيير مصيره، ومع ذلك لم تستطع التخلي عنه، لأنه سواء عن طريق الصدفة أو الاختيار القاسي من قبل البدائيين، فإن قوة حياة ثينوس لم تُدمر بالكامل، وهذا يعني أنه تم ربط لوحة العالم بسيد هو جثة لبقية الوجود.
ظلت ذكريات ثينوس في قبضة النسيان، قد لا يتمكن الآخرون من الشعور بتلك الذكريات، لكن التفرد إستطاعت، فقد بقي جزء من وعيه في رؤوس أمهاته، وكان هذا من بين أعظم أسرار ثينوس.
إن أمهات ثينوس، أو حوريات البحر الستة كما أطلق عليهن بقية الواقع، لم يكنّ كائنات حية حقيقية، بل تشكلن من العدم لغرض صريح وهو ولادته، ولو نجحن، لكان من الممكن ببساطة أن يتوقفن عن الوجود.
بمعنى ما، كانت حوريات البحر الستة بمثابة امتداد لجسد ثينوس، لكنها كانت تمتلك فرديتها، ولم يكن لديه أي سيطرة عليها.
لقد عانت التفرد من ندائات الألم التي لا تنتهي من مالكها حتى ولدت بذرة خطة في ذهنها، وبدأت في استخدام قواها للبحث عن الأبطال والعباقرة من جميع أنحاء الواقع، وإغرائهم بالفوائد وإحضارهم إلى نجم الهلاك ليجدوا حلاً لإحياء ثينوس، بالطبع، لم يعرفوا أن هذا كان هدفها.
وعدتهم لوحة العالم بفرصة أن يصبحوا أسيادها، فخدعتهم بهذه الطريقة، وهؤلاء الخالدون، الذين أغرتهم فرصة امتلاك التفرد، عملوا بكل ما لديهم لإنشاء طريقة لإحياء هذا الجبار الميت.
بهذه الاستراتيجية، جمعت لوحة العالم مواهب لا تُحصى، ووُلدت خطة شاملة لإحياء صاحبها وأُكملت. بعد سنوات لا تُحصى، استقر كل شيء، وبدأت “التفرد” أعمالها العظيمة، عائدةً إلى “نجم الهلاك”.
كانت الخطوة الأولى لبدء قيامة صاحبها هي استنزاف ثينوس من الفساد الذي سكن جسده.
عندما بدأت هذه التفرد في إنشاء حاملي العالم، كان هناك ثمن تطلبه لوحة العالم عندما أعطت قوة تجذير الأبعاد إلى العدم إلى الخالد، وهو أنه في حالة وفاته، ستكون قادرة على امتلاك هذا البعد إذا أرادت.
رأى معظم الخالدين هذا الأمر على أنه تبادل عظيم، فإذا ماتوا، بصرف النظر عن أحفادهم الذين قد يعتزون بهم أو لا يعتزون بهم لمواصلة إرثهم، فإن أبعادهم لم تكن شيئًا يهتمون به، وحتى بعد كل هذا الوقت، كان حدثًا نادرًا أن نستولي لوحةخ العالم على بُعد حاملي العالم الميت، وبالتالي فإن هذه الحالة كانت تُرى في الغالب على أنها غير مهمة.
لم يكن هذا حتى بتجاهل حقيقة أنه إذا مات حامل العالم، فإن بعده عادة ما يدمر في هذه العملية، وبالتالي لم يكن من المتوقع أن تستفيد لوحة العالم كثيرًا من هذه العملية.
لكن هذا لم يكن صحيحًا، لأن لوحة العالم كانت شديدة الحذر في جمع الأبعاد، فلم تكن تأخذ سوى بُعدين أو ثلاثة في كل عصر، ولأنها أسهمت بآلاف الأبعاد في كل عصر في الواقع، فإن هذا العدد القليل من الأبعاد المفقودة لم يُلفت الانتباه. كذلك، جمعت لوحة العالم الأبعاد التي دُمرت خلال المعارك، واستخدمت قوتها الفريدة لإحياء قوة الحياة في تلك الأبعاد.
بمرور الوقت، تمكنت لوحة العالم من جمع الكثير من الأبعاد، أكثر بكثير مما يمكن لأي شخص أن يتوقعه، وجلبتهم جميعًا إلى نجم الهلاك.
بفضل ارتباطها مع ثينوس، تمكنت لوحة العالم من الوصول إلى أي فترة من ماضيها، وهي قدرة يصعب تصديق نجاحها لخالد من البعد الثامن بمجال قوي مثل نجم الهلاك، وبالتالي باستخدام جميع الأبعاد المجمعة، قدمت لوحة العالم الحياة إلى نجم الهلاك، في فترة مناسبة بما فيه الكفاية في الماضي.
مع تدفق سكان العديد من الأبعاد إلى هذا العالم الميت، بدأت طاقته المصدرية التي أستنفذت منذ فترة طويلة في الارتفاع، وبعد فترة قصيرة ازدهرت الحياة في جميع أنحاء نجم الهلاك، وأصبح مليئا بالازدهار والنعمة، لأن لوحة العالم رعت بعناية سكان هذه الأبعاد، ومع الحجم اللانهائي تقريبًا لنجم الهلاك، أطلقت تريليونات الأرواح على هذا المكان اسم إيدين.
بالنسبة للعديد من الذين ولدوا بعد ملايين السنين من بدء هذه العملية، كان نجم الهلاك هو الواقع الوحيد الذي عرفوه، ومع قوى العديد من الأبعاد المكدسة في عالم مغلق، ارتفعت قوة نجم الهلاك إلى شيئ غير مسبوق.
في ذروة هذا الازدهار عندما ولد العديد من الكيانات في البعد السابع وكانوا يسعون إلى مغادرة هذا القفص المجيد لسير في مسارات الأبعاد الأعلى، تم منعهم من القيام بذلك بواسطة التفرد.
على الرغم من أن لوحة العالم قد أزالت بعناية المعرفة وبعض التقنيات من نجم الهلاك للتأكد من أن جميع الخالدين من الأبعاد العليا هنا لن يحققوا أبدًا جزءًا بسيطًا من إمكاناتهم، إلا أن البعض ما زالوا يتذكرون الشكل الحقيقي للواقع في العديد من الأبعاد التي نهبتها لوحة العالم وسعوا إلى الهروب من هذا القفص.
أدركوا أن قواهم مبنية على أسس واهية، وأنهم لا يستطيعون تحقيق كامل إمكاناتهم، وأن الأقوياء منهم لا يطمئنون أبدًا وهم يشعرون جميعًا بالخطر الزاحف منذ زمن طويل، وكأن مملكتهم بأكملها تنقلب عليهم. والهواء نفسه بدأ يكرههم.
لم يكن لديهم الكثير من الوقت للتخطيط لهروبهم، لأنه في تلك اللحظة ضربت لوحة العالم.
بمساعدة العديد من العباقرة الذين أغوتهم في الماضي، فقد صنعت تشكيلًا عظيمًا ربط كل قوة الحياة لكل ساكن في هذا العالم بجثة ثينوس، وكان هذا التشكيل مميزًا لأنه محفور على أرواحهم.
أدى تفعيل هذا التشكيل إلى هلاك كل الفانين تقريبًا في العالم، حيث اجتاح مرض عظيم الأرض مما أدى إلى سواد الدماء وتعفن العظام.
تدفقت تريليونات الأرواح إلى جسد ثينوس الميت، وأصبحت محاصرة بداخله، مما منح جثته لمحة من الدفئ، في مقابل هذا الدفئ، قام ثينوس بإخراج الظلام الفاسد الذي أصاب جسده، إلى جانب عدد كبير من الأرواح التي ابتلعها، هذا الظلام الذي اندمج مع الأرواح أصبح مصدر الكوارث.
نزلت الكوارث على عالم نجم الهلاك وقاتل السكان ضدها، في البداية نجحوا في صدها، ولكن مثل المد الذي لا نهاية له، عادت الكوارث، أقوى بشكل متزايد.
منذ تلك اللحظة تم إنشاء حلقة مفرغة حيث تدفقت أرواح الموتى الذين قتلهم الكوارث إلى جسد ثينوس، وتم إخراجهم في شكل كوارث جديدة، حتى الكوارث التي هلكت عادت أرواحها إلى ثينوس حيث ولدت من جديد.
باستخدام هذه الطريقة القاسية، استخدمت لوحة العالم أرواح الموتى لتطهير جسد ثينوس من فساده.
استمر هذا الحدث المروع لفترة طويلة حتى ضاعت كل حياة على سطح نجم الهلاك، سواء كانت فانية أو خالدة، وغرق العالم في الصمت لملايين السنين، ثم في يوم كأي يوم آخر، ظهر أول انفجار للضوء من جسد ثينوس.
من ذلك الوهج النوري، استطاعت بعض الأرواح التي كانت داخل جثته الفرار دون أن تفسدها وصمات الظلام، إذ أحرق النور الظلام.
وصلت هذه الأرواح إلى سطح العالم، ووُلدت سلالة جديدة، وظهر الفانون من جديد على سطح نجم الهلاك.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.