السجل البدائي - الفصل 1306

الفصل 1306: إرادة الأكبر (2)

تذكرت سيدة الظلال بوضوح المحادثة الأخيرة التي أجرتها مع روان حول خططه الكبرى في الصحراء الكبرى، كان المجنون قد نظر إليها وابتسم، وعيناه تتألقان بتوهج جميل من شأنه أن يسحر أي شخص بجماله، ولحظة وجيزة، حتى إيفا اهتزت، ثم أعطاها إجابة بسيطة فقط، كما أظهر لها إحدى إراداته ووصفها.

الإرادة المكتسبة: إرادة الأكبر [المستوى 0 – تفعيل (0/7)

[ لم نكن الوحوش البدائية تخشى لقوتها، بل لإمكاناتها. كانت أجسادهم قوية بما يكفي لتحطيم الخليقة كلها، لكن قوتهم الحقيقية تكمن في إرادة جماعية تُسمى إرادة الأكبر، والتي تزداد قوة مع كل وحش بدائي حي. أنت آخر وحش بدائي حي، وهذه الإرادة خاملة.]

[ دمج قوة وحش بدائي وبُعد متطور أعاد إحياء هذه الإرادة القديمة، لكن ثمة شيئًا مختلفًا فيها. شيءٌ من الهرطقة.]

“ما رأيكِ يا سيدة الظلال… هل يتوقع أحد هذا؟”

*****

وكان السبب الكامل وراء إجراء هذا العمل العظيم داخل الصحراء مرتبطًا بتلك الفقرة الأخيرة، والتي تتحدث عن الطبيعة الهرطوقية لإرادة الأكبر.

في البداية، كان روان في حيرة من أمره بشأن كيفية إحياء إرادة كهذه انقطعت عنها سبل الوصول إلى الأبعاد العليا. لم يعد هناك أي وحش بدائي حي، ولأن الأوروبوروس البدائية هي الوحيد من نوعها، كانت إرادةً عديمة الفائدة تقريبًا.

هل كانت أوروبوروس البدائية محكومًا عليها بامتلاك إرادة لم يتم تنشيطها حتى طوال وجوده؟

طبيعة أوروبوروس البدائية أملت أنه طالما عاشوا واستهلكوا، فإنهم سوف يصبحون أقوى ويعيشون لفترة أطول، وهذا يعني أنهم لا يحتاجون حقًا إلى الإرادة ليصبحوا أقوياء بشكل استثنائي في المستقبل، وعلاوة على ذلك، اندمجت ثعابين أوروبوروس مع محرك الفوضى الخاص به مما يعني أن زرع العوالم ساهم في نموهم، مما يجعل إمكاناتهم التي لا حدود لها بالفعل أكثر رعبًا، لكن روان كان يعتقد أن هناك المزيد من هذه الإرادة التي قابلت العين، وخاصة الجزء الأخير من تلك الجملة التي وصفتها.

لقد تغير شيء ما في هذه الإرادة، وربما كان مسارها نحو المستقبل مختلفًا تمامًا عما توقعه في البداية. فكّر روان في هذا الأمر قليلًا، وجاءه الجواب في الوقت المناسب، ثم تحوّل إلى شيء آخر عندما فكّر في الاحتمالات التي يمكن أن يحملها معه.

كل هذا قاده إلى إعداد جدي، وهو الإعداد الذي قاده إلى هنا.

نظرت إيفا إلى كفها الأيمن والأيسر للمرة الأخيرة، وأغلقت عينيها، وقامت بتنشيط التشكيل الروني،

“فليكن هذا اليوم أول يوم في صعودك… وليرتجف كل الواقع أمام مجيئك!”

لا بد أن ثعابين أوروبوروس البدائية قد سمعتها بينما كانت تزأر، وكان صوتها يمزق هذا البعد.

لم تكن إيفا تعلم إلى متى سيتمكن روان من إبعاد انتباه نيميسيس عن الصحراء الكبرى، لكن كل ثانية قضتها هنا كانت ثمينة.

كان لكل عالم ثلاثي الأبعاد اتصال بالصحراء الكبرى، ولجعل هذه الخطة ناجحة، ضحى روان باتصاله بهذا المكان، لقد مزق حرفيًا جزءًا من لحمه البعدي الذي كان له أعظم اتصال بالصحراء ووضعه هنا ليتم استخدامه كنقطة انطلاق إلى هذا المكان.

كانت هناك فرصة أنه قد لا يستعيد هذه القطعة من نفسه أبدًا، وإذا فشلت هذه الخطة ولم يكن هناك طريقة ليغادر بجائزته، فقد تم تكليف إيفا بالتأكد من تدمير هذه القطعة من لحمه الأبعادي حتى لا يكون هناك أي أثر يربطها به.

أيا كان ما سيحدث، سواء في الواقع خارج الصحراء الكبرى أو داخلها، فإن العواقب ستكون هائلة، وروان قد خطط بالفعل مسبقًا لدفع اللوم بعيدًا عنه بعد كل شيء، فهناك العديد من أكباش الفداء في الواقع، وقد رغب في أن يكون هو الشخص الذي يكسر الصحراء الكبرى.

عندما بدأت الخطة، كانت إيفا تقوم بالفعل بصنع القوقعة، وثعابين أوروبوروس البدائية دمرت القوقعة التي أخفتها بنفسها خلال المليون عام الماضية، سواء نجحوا أو فشلوا، فإن هذه المخلوقات لن تكون مخفية بعد الآن.

*****

في المكان فوق الصحراء الكبرى اختفى أندار وستاف حيث عملوا سابقا دوامة، تموج الفضاء وظهر شبح ضخم لسيدة الظلال فوق الصحراء، واجتاحت نظراتها الصحراء جميعا.

لقد جعل وجودها ضوء آلاف الشمس في الأعلى خافتًا، ورفعت راحتيها بصمت إلى الأعلى، قبل أن تتمتم بعبارة غير معروفة وهي تضغط بيدها اليمنى على الرمال ويدها اليسرى على الشمس في الأعلى.

لفترة من الوقت كان هناك سكون ثم من راحة يدها اليسرى التي واجهت السماء، ظهرت أجنحة سوداء ضخمة تنمو منها مخالب، رمزًا لملتهم ضوء أندار، ومن يدها اليسرى التي واجهت الأرض، ظهر جسد ستاف ولكنه مكبرًا مليار مرة حتى أصبح طولها مئات الأميال، وشعرها الأبيض الطويل مثل سحابة عاصفة انجرفت خلفها.

اختفت سيدة الظلال مع الرياح، وتحول جسدها إلى واقع آخر عندما بدأت أجنحة مفترس الضوء الخاص بأندار في الانتشار والارتفاع، ووصل ظلامه إلى آلاف الشمس في السماء حيث شرب كل الضوء والحرارة من كل شيء، وتحته تأوهت ستاف عندما كان وزن حمل التشكيل المسؤول عن هذا الفعل يدفعها إلى ركبتيها.

بدأت الأرض تتحول إلى جليد ينتشر على مدى أميال بسرعة مذهلة.

كان ظهر ستاف ينحني ولكنها هدرت وتمسكت به لأطول فترة ممكنة قبل أن تتنهد وتضحك بصوت ضعيف، عندما خطرت في ذهنها فكرة، “في وضعي، كم من الوقت كان سيصمد؟”

تنهدت وهي تخرج عصاها وتدورها قبل أن تصطدم بأحد طرفيها بالرمال المتجمدة.

كان طول العصا حوالي تسعة أقدام في شكلها الأساسي، لكنها الآن أصبحت بطول مئات الأميال، ولم يكن شكلها مختلفًا كثيرًا عما كانت عليه قبل مليون عام، والفرق الأساسي الوحيد الآن هو أنها لم تعد تتمتع بلمعان المعدن، وبدلاً من ذلك، بدا أنها منحوتة من الخشب، وبدلاً من تسع دوائر من الأحرف الرونية المتوهجة، أصبح هناك الآن سبعة وعشرون دائرة، وقد تم تطعيمها على العصا مثل حلقة النمو على شجرة.

لقد حصلت على تسعة حلقات أخرى عندما أصبحت خالدة من البعد الرابع، وتسع حلقات أخرى عندما أصبحت خالدة من البعد الخامس.

عندما ضربت العصا على الرمال، بدأت في الاستقامة، مستخدمة العصا كدعم، وبعد فترة وجيزة كانت واقفة طويلة، وعبئ حمل ليس فقط قطعة من بُعد روان، ولكن أيضًا ثعابين أوروبوروس البدائية والتشكيل الروني العظيم الذي كان وزنه ينمو باستمرار مع انتشار أجنحة أندار على نطاق أوسع، كل ذلك وقع على كتفها، لكنها وقفت طويلا، ولم يكن هناك أي تلميح للنضال على جسدها، حيث أن جسدها يمتص كل القوى التي المرسولة عليه.

كان لدى ستاف موهبة تمكنها من توجيه جميع أشكال الطاقة بشكل مثالي، وهذا هو السبب في أنها قادرة على حمل كل هذه الأوزان التي تعد أثقل من أكوان متعددة على كتفيها وحدها، فهي ببساطة تقوم بتوجيهها إلى عصاها، وعندما يحين الوقت المناسب، يمكنها إطلاق العنان لهم جميعًا.

على عصاها، كانت الحلقة تلو الحلقة تضيئ، وبينما تلاحظ معدل التقدم، تومض الدهشة في عينيها، فعلى الرغم من أنها هي التي تحمل كل هذا الوزن، إلا أنه كان لا يزال من المدهش رؤية تمثيل مرئي لما تحمله.

وبينما غطى الظلام الصحراء، أصبح وزن التشكيل غير طبيعي إلى حد الجنون، لكن ربما كانت ستاف هي الخالدة في البعد الخامس الوحيدة في كل الواقع التي يمكنها التعامل مع كل هذا الوزن بهذه الطريقة.

عندما نظرت إلى أندار، عرفت أنها لا تحتاج إلى التحدث لأنه من التشكيل الذي يربط بينهما، كان يعرف بالفعل كل ما تعرفه، لكنها مع ذلك همست،

“أستطيع أن أحتفظ بكل هذا لمدة ثلاث ثوانٍ، ومن الأفضل أن تنتهي من مهمتك بحلول ذلك الوقت وإلا فإن كل هذا سوف يحدث.”

الترجمة : كوكبة