السجل البدائي - الفصل 1293

الفصل 1293: القوة المتفجرة (النهاية)

لم يكن لدى روان أي فكرة عن سمات هذا الجبار، ورغم علمه بقوته الفائقة، لم يُعره إهتمامًا كبيرًا. يستطيع الجبار سحقه من حيث المساحة بتقنياته وتعاويذه المتعددة من مستوى الأبعاد الأعلى، لكن لا أحد… يضاهيه في القوة البدنية والتعافي.

شاهد غوثران إنول قوة روان تنفجر من العدم ولم يبدو مندهشًا، حيث كان الحصول على جوهر أعلى بعد تجاوز علامة المائة مليون في سمة فردية شيئًا نادرًا ما كان معروفًا ولكنه كان شيئًا فهمه الجبار لأنه كان لديه العديد من النوى العليا وإحدى قدرات هذه النوى كانت الانفجار بسرعة مع إمكانية زيادة القدرات الإجمالية للفرد.

لقد تم استنزاف هذا العصر من الكمية المذهلة من الجوهر التي غمرت الواقع ذات يوم، وأصبح مسار زراعة النواة صعبًا بشكل لا يصدق، لذلك من المدهش أن هذا الطفل الذي لم يكن من المفترض أن يصل عمره إلى مليون من هالة الزمن من حوله كان قادرًا على زراعة النواة، ومن انفجار القوة من جسده، ليس نواة واحدة فقط، بل نوى متعددة.

كان يتوقع رد فعل كهذا، فمما يعرفه عن روان، أن سليلًا موهوبًا مثله سيكون مغرورًا للغاية، وأفضل طريقة لكسر هذا الغرور ونيل مراده هي إظهار عبثية أي تصرفات سيتخذها. لم يمزق الجبار روان فورًا، بل انتظر ليرى إلى أي مدى سيتفجر هذا الطفل من أعماق قلبه.

كان من غير الحكمة استغلال إمكانات الأنوية بهذه الطريقة، لأن ذلك سيؤدي إلى إلحاق الضرر بها، والتعافي من نواة تالفة عملية طويلة، تستغرق ملايين السنين للتعافي، ولكن في مثل هذه الحالة، لن يتردد أي خالد عن تفجير نواة. هذا أشار إلى الجبار أن روان على الأقل يقترب من حدوده.

كان الموقف البارد لهذا الطفل على الرغم من الاختلافات الشاسعة في قوتهما شيئًا وجده حتى غوثران إنول مثيرًا للأعصاب.

ومع ذلك، لم يكن مهمًا مقدار القوة التي يمكن أن تنمو لدى روان، فلن يتمكن أبدًا من الهروب من قبضته، وسيأخذ غوثران إنول الجوهر الذي يريده من جسده المكسور، بغض النظر عن التكلفة.

تفاجأ روان قليلاً لأن غوثران إنول لم يحاول إيقافه فورًا بجهد أكبر عندما أطلق تقنية الصعود، لكنه أدرك بعد ذلك أن الجبار لا بد أنه ظن أن هذه هي المعركة الأخيرة لذبابة عالقة في شبكة عنكبوت. لا بد أن هذا الجبار إعتقد أنه يفجر أنويته العليا، لكن روان كان يفعل شيئًا أكثر سخافة.

مع وجود العديد من النوى في جسده، كان من المتوقع أن يكون روان قادرًا على الانفجار بقوى مضاعفة، وربما حتى أربعة أضعاف سماته الأساسية الطبيعية، وهو ما كان مصدرًا هائلاً للقوة التي يمكن أن تزيل معظم العقبات التي تواجه أي خالد، وإذا كان هذا ما توقعه غوثران إنول، فسوف يفاجأ بما سيحدث بعد ذلك.

لم يكن روان أحمقًا بما يكفي ليخوض معركة ضد عمالقة وهو يحمل أعواد أسنان. متى سيكفّ هؤلاء الوحوش العجائز عن الاستخفاف به؟ لكنه لم يكن من النوع الذي يرفض الهدية في فم الحصان.

كانت تقنية الصعود الخاصة به تعمل منذ ثانيتين الآن، وتحول الفضاء بأكمله المحيط بروان إلى مجال من الذهب، وكان هذا التحول في الفضاء المحيط مجرد انعكاس للنيران الذهبية التي اندلعت من جسد روان حيث وصلت قوته إلى عشرة أضعاف قاعدته.

داخل بُعده، بدأت القوة المتخمرة التي تتفجر ببطئ تصل بسرعة إلى نقطة حيث أصبحت على وشك الانفجار بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

كانت هذه القوة مُرعبة، فسماته الآن بالمليارات! ومع ذلك، ظلّ الجبار يُمسك به بقوة.

مع أن الصدمة في قلب غوثران إنول قد بلغت ذروتها، إلا أن هذا المستوى من القوة هو شيئ لا يزال بإمكانه التحكم فيه، ثم مرت ثانية أخرى، وتضاعفت القوة في جسد روان بشكل غير متوقع إلى عشرين ضعفًا من سماته الأساسية. سُمع صوت طقطقة قوي عبر بُعده بأكمله كاد أن يجعل غوثران إنول ينتفض، وتسللت لمحة خطر إلى وعي الجبار، ففي هذه اللحظة، أصبح النمو الخطي للقوة في جسد روان مروعا. ثلاثون ضعفًا من إحصائياته الأساسية…

خمسين مرة…

بلغ بُعد روان الحيّ حدوده فانفجر نورًا. لم يعد جسده قادرًا على تحمّل هذه القوة.

*******

عندما اختفى الجوهر البدائي من بين يدي روان، كادت عين الزمن أن تصاب بالجنون، وعندما استولى غوثران إنول على روان، نفخ القليل من الهواء البارد في عقلها ثم تراجعت خطوة إلى الوراء وحللت هذا الأمر بطريقة باردة إلى حد ما.

في هذه المرحلة، التهور لن يكون في صالحها.

كل ما فعله ذلك المزعج روان كان دائمًا متعمدًا، ولم تكن أفعاله متهورة أبدًا، حتى عندما بدا الأمر كذلك، يوجد هناك عدد قليل من الأفراد الذين عرفتهم كانوا باردين جدًا.

بفضل فهمها لروان، لم يكن هذا الرجس ليُظهر علنًا قدرته على جمع الجوهر البدائي أمامهما ثم يجعله يختفي إذا لم يكن هناك سبب وجيه لفعل مثل هذا الشيء.

عند مراقبة الأساليب التي استخدمها روان لجمع الجوهر البدائي من الخراب المتجمد، لاحظت عين الزمن أن روان قد أكمل هذه العملية بوعيه وحده، مما يعني أن كل شيء قد اكتمل مسبقًا وهز ببساطة يقلب المفتاح، وهذا يعني أنه لم يكن هناك سبب يجعله يحتفظ بالكتب قريبة منه في البداية.

بفضل قوة وعي روان، يستطيع إكمال هذه العملية بسهولة حتى لو كانت الكتب على الجانب الآخر من نجم الهلاك، أو حتى في مجال بعد آخر.

لماذا اختار روان، المخلوق الذي يفضل العمل في الظلام، أن يعرض مثل هذه القدرة المذهلة علانية أمام أعدائه؟

لعلّ السبب الأكثر ترجيحًا لذلك هو لفت انتباههما إليه وإبقائهما متشبثين به.

تجمد قلب عين الزمن عندما أدركت أن روان كان يستخدم نفسه طُعمًا، إنه يكسب الوقت، ولكن لماذا؟.

مرّ إدراك عين الزمن بروان، الذي كان تحت سيطرة غوثران إنول، وبدأ يتوهج.

لامس إدراكها جميع أنحاء المملكة، ووصل إلى آخر مجموعة كانت مهملة طوال هذه المدة تحت تأثير تشتيتات روان، وصرخت عين الزمن في وجه غوثران إنول:

“انسى هذا الوغد، الجوهر يكمن في…”

“بووم!”

كل ما كانت عين الزمن ستقوله غرق في انفجار ذهبيّ تموج عبر البُعد. تسببت القوة الجامحة في تحطيم المكان والزمان عبر تريليونات السنين الضوئية، وفي إدراك عين الزمن التي دُفعت ملايين الأميال إلى الوراء بفعل هذا الانفجار، طارت أجسام متعددة بجانبها، ولاحظ أن تلك الأجسام هي رؤوس غوثران إنول الصارخة.

ولكن عين الزمن لم تكن تركز على كل ذلك، بل كان إدراكها ثابتًا بشكل دائم على جسد ثينوس الذي بدأ يشفى.

الترجمة : كوكبة