السجل البدائي - الفصل 1289

الفصل 1289: بريزم

كان المعدل المذهل الذي تمكن كل عضو في بريزم من تعزيز جوهره أحد أعظم نقاط البيع لكونك عضوًا في هذه المنظمة، حيث أن إحدى السمات المميزة لأعضاء بريزم هي أجسادهم القوية بشكل غريب.

كانت هناك أيضًا العديد من الاستخدامات المخفية لقوة الحياة هذه، لكن تلك الأسرار كانت محفوظة بإحكام من قبل أعضاء النظام الأعلى في بريزم.

كان البعد الداخلي لألغورث يشبه مدينة تم تصميمها داخل أحلام خالد مجنون، حيث جمعت بين الجمال والنظام والفوضى بكميات متفاوتة لولادة محيط فريد من نوعه يشبه المتاهة، ولأن هياكلها الداخلية كانت تتحرك دائمًا، كان من الصعب التنقل فيها.

ستختفي مدن بأكملها فجأةً في الفضاء لتظهر بعد ملايين السنين في السماء أو تحت الأرض، وهذا أقل قدر من الفوضى التي يمكن العثور عليها هنا. داخل هذه القلعة، كانت هناك آثار كاملة لقوى تركها البدائيون، وطريقهم إلى السلطة مكشوفًا بالكامل داخل جدرانها، لكن التحدي هو العثور على تلك الآثار، ثم فهمها.

إذا فُقد أي شخص داخل القلعة، حتى لو كان خالدًا من بُعد أعلى، فمن المؤكد أنه لن يغادر هذا المكان أبدًا. منذ تأسيس بريزم، لم يُعثر على أي شخص فُقد داخل القلعة. لا يزال سحر مسار كل بدائي موجود محبوس داخل هذا البعد يجذب العديد من أعضاء بريزم إلى مصير مجهول، حيث لا يزال الكثيرون يختارون المغامرة في المجهول بحثًا عن هذه المسارات السامية.

لم تكن هناك سوى أماكن محدودة داخل ألغورث خالية من فوضى ألغورث، وكانت هذه الأماكن عزيزة على بريزم وأدارتها بعناية. تميزت جميع هذه الأماكن بخصائصها الفريدة، وأصبحت مصدر قوة بريزم.

في إحدى تلك المناطق المركزية، جلست سبع شخصيات حول كرة منشورية متوهجة، جميعهم أعضاء في بريزم، وهم أعلى مستوياته، لقد إرتدوا أردية سوداء تحجب ملامحهم، لكن موجة القوة المنبعثة من أجسادهم لا يمكن إخفاؤها، كان هؤلاء جميعًا خالدين أقوياء من أبعاد أعلى من شأنهم أن يتسببوا في اهتزاز الواقع كلما تحركوا.

ومن خلال التنفس المنبعث من أجسادهم، من الواضح أن كل واحدة من الشخصيات السبعة تمثل سلالة بدائية.

كانت هذه المساحة التي سكنوها أشبه بقاعة فخمة، نُقش عليها نقش بديع لوحش مجنح مُمزّق إربًا، ولم يكن داخلها مصنوعًا من لحم ودم وعظام، بل من الطوب والخشب والمعادن. وسيكشف تحليل دقيق لهذا الوحش أن جزءًا من أحشائه الداخلية يُطابق هذه القلعة.

في هذه المرحلة، كانت أنظار جميع أعضاء بريزم السبعة مثبتة على الكرة المنشورية التي تكشف عن الكارثة الحالية التي تجتاح الواقع، وهي التدمير المستمر للخراب المتجمد.

“يا غرين، كل أعضاء بريزم يهنئونكِ. لقد حققتِ ما لم يتوقعه أحد، ولأنك راهنت بحياتكِ ومنصبكِ على هذا الأمر الذي كان من المفترض أن يكون مستحيلاً، إلا أنتِ إعتبرتيه ممكناً، يمكننا أن نكون أول من يستفيد من هذا الحدث. جميع موارد بريزم في متناولكِ… اجعلي هذا العصر عصراً يحكمه بريزم.”

******

هزت صدى انهيار الخراب المتجمد كل الواقع، ووصلت حتى إلى نجم الهلاك الذي تم إبعاده خارج الزمكان الحقيقي.

بدت الاهتزازات وكأنها لا نهاية لها، لأن الخراب المتجمد هو أحد أكبر الهياكل الموجودة، ويمتد عبر الظلام العظيم بالكامل، ولا يمكن تخيل حجمه.

مع استمرار الانهيار، ازداد ضحك حوريات البحر حدة. كان ضحكة نصر، ضحكة انتظار لا نهاية له أثمرت أخيرًا، وفي فرحهن، جنّ جنونهن.

ومع وصول الخراب المتجمد إلى ذروة انهياره، انفجر منه ضباب أزرق ضخم وبدأ يتدفق نحو رؤوس حوريات البحر.

دخل الضباب الأزرق من خلال أعينهن وعندما وصل إلى مركز رؤوسهم كانت تنتظره دوامة زرقاء على شكل كتاب وتدفق الضباب إلى الدوامة.

على نجم الهلاك، انفجر إشعاع الكتب الستة بشكل أكبر وبدأ جسد روان بالكامل مغطى تقريبًا بالتوهج.

تجمدت عين الزمن وغوثران إنول من الصدمة، وكانت هذه الصدمة أوضح في قلب عين الزمن، فكلما ظنت أنها عرفت حدود خطة روان، كان هذا المسخ يخطو بها خطوة أبعد. كيف لهذا الطفل أن يستوعب وطأة الدمار الذي ألحقه بالواقع؟ على الرغم من ألم إبعاد نيميسيس، انفجرت عين الزمن ضاحكةً.

“هههههه يا روان، قلتَ إن القوة قد أصابت رأسي، لكن هذا الكلام ينطبق عليك أكثر من أي شخص آخر في الواقع! هل لديك أدنى فكرة عن حجم العاصفة التي ستضرب رأسك بسبب هذا الفعل؟ حتى لو كان لديّ ألف شجاعة إضافية، لما تخيلتُ أن أفعل ولو جزءًا صغيرًا مما فعلتَه للتو. لا أريد قتلك، كل ما أحتاجه هو أن أطوي يدي وأشاهدك تُمزق إربًا وتُعذب طوال حياتك! هههههه…”

تنهد غوثران إنول وأطلق بعض من رؤوسه صافرة تقدير وهم ينظرون إلى شكل روان المغطى بنور الكتب الستة،

“عندما ندبت عين الزمن المخاطر التي تُشكّلها، ظننتُ بصدق أن شظية البدائي المُحطّم قد جُنت، إما بسبب عصورٍ لا نهاية لها من التحطيم أو استنفاد كل ذرة من جوهره البدائي التي كانت تحتويها، لكنني الآن أعتقد أنها قلّلت من شأنك. الآن لا أعرف هل أقاتلك أم أهرب منك قدر الإمكان.”

“حسنًا، في هذه الحالة، لن أهرب لو كنت مكانك”، قال روان، “الجزء الأفضل لم يأت بعد، وإذا غادرت، فسوف تندم على ذلك طوال حياتك”.

“أوه، لماذا هذا؟”

“أعلم أنه مرّ وقت طويل يا غوثران إنول، ولكن هل نسيتَ رائحة الجوهر التي كانت تسري في عروقك؟ ما الذي تظن أنني أستدعيه من الخراب المتجمد؟”

إرتعشت مئات العيون للجبار،

“أنت تكذب، لا توجد طريقة لاستخلاص الجوهر الذي تم إنفاقه بالفعل، وسوف يتبع مساره المرسوم إلى الأبد.”

ضحك روان، “ما الفائدة من كل هذه العيون إذا كنت لا تزال تختار البقاء أعمى؟”

توقف الجبار ونظر إلى الواقع الخارجي وشعر بعناية بالقوة المتراكمة داخل الكتب الستة حول روان وأصبح صامتًا،

“إذا كانت هذه هي الحقيقة، إذا كان بإمكانك استخراج الجوهر البدائي الذي تم إطلاقه بالفعل، فلماذا تسمح لي بالبقاء بجانبك، وأنا أشكل تهديدًا معروفًا لتصميمك؟.”

أمال روان رأسه إلى الجانب وهو ينظر إلى العملاق، وبدا أن كلماته ترددت مرتين أثناء حديثه،

“يجب أن تعلم الآن أنني لست عدوك، وأنت لست عدوي أيضًا. ربما جُلبت إلى هنا بتدبير من الآخرين، لكن ذلك لم يكن يومًا رغبتي. أنا معروف بالعطاء، وأريد أن أشاركك هذه القوة التي أجمعها. أعرف مخاطر الجشع المفرط. فهل ستشارك في هذه النعمة؟”.

الترجمة : كوكبة