السجل البدائي - الفصل 1286

الفصل 1286: الابن الصالح

في المرة الأولى التي دخل فيها انعكاس روان إلى الخراب المتجمد وسجل أغاني حوريات البحر، كان دائمًا يمنع نفسه من إنهائها لأنه علم غريزيًا أن هذا من شأنه أن يسبب عواقب مدمرة في الواقع، مما يؤدي إلى تغييرات لا يستطيع توقعها أو التعامل معها.

في ذلك الوقت لم يكن لدى الإنعكاس أي فهم حقيقي لطبيعة الواقع خارج الكون ولم يكن قادرًا على تحمل العواقب إذا أكمل هذا الفعل.

كانت هذه الغريزة التي سمحت للانعكاس بإيقاف تسجيله هي المعرفة التي فهمها روان حيث تم مشاركتها معه من خلال لوحة العالم لكنه حجب هذه المعرفة عن انعكاسه عمدًا لأنه علم أنه إذا فهم انعكاسه العواقب، فسوف يدمر الكاتب ببساطة ولن يضعه أبدًا داخل بُعده.

الحقيقة حول هذه الكلمات الأخيرة بسيطة، كانت آخر قطرة من الجوهر البدائي المتبقي في أجساد حوريات البحر، واستكمالها من شأنه أن يولد ممرًا إلى نجم الهلاك حيث سيتم سحب آخر جوهر بدائي موجود داخل رؤوسهن إلى جسد ابنهن لبدء قيامته.

كان الجوهر البدائي داخل رؤوس حوريات البحر هو ما حافظ على الخراب المتجمد الذي هو أعظم اتصال بين الأكوان ذات الأبعاد الثلاثة الدنيا والظلام العظيم، وبالتالي إذا تم كسره، فإن الظلام العظيم بأكمله سوف يقع في حالة من الفوضى، مما يعني أن الواقع في مجمله سوف يتأثر.

كان روان على وشك تغيير الواقع إلى الأبد بتسجيله المجموعات الأخيرة من الكلمات على هذه الصفحة.

في اللحظة التي بدأت فيها المجموعات الأولى من الكلمات بالظهور على الصفحات الأخيرة، انفتحت عيون حوريات البحر الستة في الخراب المتجمد وأضائت باللون الأزرق الغاضب، وانتهت صرخاتهن التي سمعت لأزمنة لا حصر لها منذ بداية العصر الأسمى، وحدث شيء أكثر رعباً، بدئن في الضحك.

أسفلهن، على الخراب المتجمد، بدأ يظهر عدد لا يحصى من الشقوق الصغيرة.

هذا التغيير، الذي حدث مباشرةً بعد صرخة نجم الهلاك، كان دليلاً آخر على حدوث أمرٍ بالغ التأثير. إذا لم يتمكن أولئك الذين لم يستطيعوا الوصول إلى نجم الهلاك بسبب بُعد المسافة، فقد وصلت المشكلة إلى عتبة دارهم لأن الخراب المتجمد الذي يعبر الظلام العظيم ويؤدي إلى كل كونٍ ذي أبعادٍ أعلى بدأ يهتز.

كان من المستحيل وصف الضجة التي أحدثها هذا. ربما أقرب وصف لها كان عندما بدأت الحرب البدائية، لكن هذه الحرب أسوأ، لأن الحرب الأولى كانت متوقعة، لكن اهتزاز الخراب المتجمد بالكامل حتى النخاع كان تغييرًا لم يتوقعه أحد.

كل خالد داخل الكون يمكنه إدراك التغييرات التي تحدث خارجه، وكل خالد خارج الكون توقف عن أي أنشطة كان يقوم بها ونظر إلى الخراب المتجمد.

انتهت الحروب، وتوقفت المنافسة بين المجالات، حيث بدا الواقع وكأنه يحبس أنفاسه أمام الخراب المتجمد المهتز وضحكات حوريات البحر.

في قلوب الخالدين، في كل مكان، كان هناك سحر ورعب. لم يحدث في الواقع منذ نهاية العصر البدائي مثل هذه التغييرات العظيمة.

من ثلاث نقاط في الفضاء عبر أجزاء مختلفة من الواقع، انفجر ثلاثة خالدين من الزمكان في نفس الوقت تقريبًا،

العجوز سيِد، كاين، وشاماران. كانت مظاهرهم متهالكة، فقد ضربتهم عاصفة زمنية، ولولا قوتهم، لضاعوا في الزمان والمكان إلى الأبد.

لم يكونوا قد بدأوا حتى في استيعاب ما يحدث مع نجم الهلاك عندما بدأت عيون حوريات البحر الستة فوق نجم الهلاك في التوهج، وبدأ الخراب المتجمد يهتز.

بدا كين وشاماران في حيرة من أمرهما، لم يكن هناك ما يمكن أن يعدهما لهذا التغيير، باستثناء الرجل العجوز سِيد الذي كان يبتسم كالمجنون،

“يا ابني الصالح… يا ابني الصالح… لقد استحققت الدوائر التسع العليا عشر مرات! هاهاها…”

******

رقص وعي روان عبر الكتب الستة، التي كانت تتألق بضوء أزرق ساطع، مما جعلها تبدو وكأنها ست شموس زرقاء ضخمة. بدت أضواؤها شديدة السطوع لدرجة أنها أخفت الكتب الثلاثة الأخرى، حيث بدأ روان يُكمل أيضًا الصفحات الأخيرة.

لقد كان على دراية بالتغييرات التي ستؤثر على الواقع في هذه اللحظة، وحتى الجبار، وعين الزمن، توقفا وحدقا بذهول في ما كان يحدث خارج نجم الهلاك.

وبينما كان وعيه يشتعل، بدأ عقله يفكر فيما يهدف إلى تحقيقه من خلال اتخاذ هذه الخطوة الجريئة. بالطبع، كان كل شيء من أجل السلطة، لكن لا يمكن لأحد الاستفادة من هذه السلطة إن لم يفهمها.

كان هناك جانبان لمسارات القوة؛ الأثير والجوهر، أو النواة والأراضي، وهناك العديد من الأسماء لهم.

داخل الكون المادي وخارجه يوجد هناك مصدر طاقة سائد يُعرف باسم الأثير، ويعتمد تركيزه على العديد من العوامل، حيث كان المساهم الأكبر في كمية الأثير في مساحة معينة هو المستوى البعدي لتلك المساحة. يمكن للخالدين، وخاصة أولئك الذين في البعد الأعلى، إنتاج الأثير بشكل سلبي بعد أن تتحول أجسادهم إلى حالتهم الخالدة الحالية بكميات محدودة، وإذا عاش الخالد في منطقة خالية من الأثير، فبعد فترة من الوقت سيبدأ وجوده في تحويل المنطقة مع إطلاق الأثير من جسده، لكن المنتجين الحقيقيين للأثير كانوا الأبعاد نفسها، حيث لا يمكن لأي خالد أن يولد جزءًا من الأثير الذي ينتجه أي بُعد. باستثناء حالات خاصة، كان الكون ثلاثي الأبعاد قادرًا على إنتاج أثير أكثر من الخالد في البعد الخامس، وحتى الخالد في البعد السادس سيكافح لإنتاج كمية من الأثير مثل الكون الأدنى.

كان هذا أحد الأسباب التي جعلت الكائنات ذات الأبعاد الأعلى نادرًا ما تترك عوالم الأبعاد الأعلى التي سكنتها لأنها بحاجة إلى التركيز العالي من الأثير في محيطها لتشغيل الكثير من قدراتها، ومحاولة العيش فقط بالكمية السلبية من الأثير التي تولدها أجسادهم كانت طريقة غير فعالة للغاية للعيش وفقًا لمعايير الخالدين.

كان الأثير هو حجر الأساس لمعظم الأحداث الخارقة للطبيعة في الواقع، حيث أن القدرة على إدراك الأثير والتلاعب به واستهلاكه هي الخطوة الأولى للوصول إلى حالة أعلى من الوجود.

بالطبع، يمكن تصنيف الأثير من حيث القوة، حيث أن الأثير الناتج عن البعد البدائي كان أكثر قوة حتى في التركيزات الأصغر من تلك الناتجة عن أي بُعد عشوائي ينتجه حامل العالم.

فوق الأثير كان الأثيريوم، قوة مُخصصة خصيصًا لحكام الواقع الحقيقيين. حيث كانت أول وأسهل طريقة لاكتساب تلك القوة هي أن تصبح خالدًا من البعد السابع، وعندها فقط سيتمكن الخالد من البدء بصقل الأثيريوم.

في هذا الوقت لم يكن هناك شكل أعلى من القوة معروفًا.

الجانب الآخر من القوة كان الجوهر، وهذا وُلد من الجسد. من أدنى الفانين إلى أعلى الخالدين، كان لدى الجميع إمكانية الوصول إلى الجوهر بكميات وجودة متفاوتة، وهو ما أملى القوة الجسدية لأجسادهم. يوجد هناك ثلاثة أنواع من الجوهر، فهناك الجوهر الخالص، والذي كان متاحًا لجميع المخلوقات، الفانين والخالدين وحتى الخالدين من الأبعاد الأعلى. غالبًا ما يشير الخالدون من الأبعاد الأعلى بشكل مهين إلى الخالدين الأقل الذين لم يبلغوا قوة الإرادة على أنهم فانون، لأنه في النهاية فإن عمرهم، بغض النظر عن مدته، كان له حد ما ما لم ينضموا إلى مجال أبعاد أعلى ودمجوا أرواحهم مع هذا المجال.

الترجمة : كوكبة

——

الكاتب يسوق امها حرفيا، المعلومات ذي مفروض نعرفها من زمن طويل جدا جدا جدا مش الآن