السجل البدائي - الفصل 1271
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1271: حد اللانهائية (4)
أدرك روان أنه يمتلك سلاحًا قويًا، لكن هذا السلاح سيكون عديم الفائدة إن لم يُصَب جيدًا ويُستخدَم بفعالية وكفاءة، فسيضيع تفوقه العظيم. لم يكن هناك يقين في الحياة، ولكن إن أضاع هذه الفرصة بإهمال أو خطة غير مدروسة، فلن يرتاح حتى في الموت، وثقل غبائه يخنق جثته.
في كل مرة كان يستخدم هذه القوة، يجب ألا يترك أي أثر خلفه، كل من كان على علم بهذه القوة كان عليه أن يموت في نهاية كل رحلة، لا يهم إذا كانوا أطفاله، لم يستطع روان ترك أي أثر خلفه لأنه لم يكن هناك أحد يمكنه أن يثق به بهذه المعرفة، من بين كل قواه، كان روان يعتقد أن هذه كانت من بين أخطر القوى التي يمتلكها.
حتى المستقبل الذي شهده السجل البدائي لم يكن سوى محاكاة دقيقة للغاية يمكن اعتبارها أقرب ما يمكن إلى رؤية المستقبل، ولكنها لم تكن رؤية حقيقية للمستقبل.
مع وضع هذا في الاعتبار، جهز روان سلاحه القوي، وبحث عن هدفه، واستهدفه، وسيكون هذا الهدف عالمًا أبديًا.
مع كل ما تعلمه عنهم، داخل عالم أبدي قد يكمن الحل لواحدة من أكبر مشاكله، والتي ستكون الصعود إلى البعد الرابع.
في نهاية المطاف، إن لم يبتلع الظلام العظيم، فلا بد أن يأكل شيئًا، وبغض النظر عن مصدر تلك الوجبة، فسيتم اكتشافها. هل يوجد مكان في الواقع يستطيع فيه التهام بُعد رابع ويظل بعيدًا عن تأثير القوى العظمى في الواقع؟
الحل لمشكلته سيكون داخل عالم أبدي، وليس أي عالم أبدي، بل عالم سيكون بمثابة لوحة إطلاقه لمتابعة بقية خططه.
لقد ولدت هذه الفكرة من شيئين رآهما خارج الكون أحدهما الطريق المتجمد، وعرف أن هذا سيكون مرتبطًا بوجهته بسبب العامل الثاني وهي التفرد الثاني، لوحة العالم.
كان لكلّ تفردٍ مالكٌ مُقدّر، يختاره بناءً على إمكانياته. لقد إمتلكت لوحة العالم مالكٌ في يومٍ من الأيام، وقد مات، ورُفِعَت رفاته إلى عالمٍ أبديّ مُتداعٍ.
بمساعدة لوحة العالم، تعلم روان الكثير عن ثينوس والمصير الذي حل به، وفي كل مرة ينظر خارج الكون إلى الطريق المتجمد، كان يرى رؤوس أمه الباكية، والقرار بجعل هذا العالم الأبدي رحلته الأولى للتلاعب بالمستقبل أصبح مؤكدًا.
كان سيبتكر انعكاسه ويرسله إلى عالم ثينوس الأبدي، المعروف الآن للجميع باسم نجم الهلاك.
*****
في اليوم المشؤوم الذي اتخذ فيه روان قراره، ذهب وحيدًا إلى ركنٍ مهجورٍ من الكون، خالٍ من النجوم والحياة، ثم أغمض عينيه وجلس متربعًا. وبدأ يرسم انعكاسه الأول.
كما يشير الاسم، فإن إبتكار انعكاس يعني إبتكار ظل لنفسه، ولأنه كان ظلاً، فقد كان بإمكانه تشكيل شكله بالطريقة التي يريدها، مما يضمن أن الكارثة التي عاشتها عين الزمن في إبتكار انعكاسها لم تؤثر على نفسه.
عندما إبتكرت عين الزمن انعكاساتها، فقد قامت ببساطة بتصميمها على غرار إيروهيم وليس نفسها لأن انعكاس عين البدائي سيكون أقوى بعدد لا يحصى من المرات وسيكون من السهل اكتشافه أيضًا، ولهذا كان روان محظوظًا لأن الانعكاسات التي حاربها لم تكن نسخة طبق الأصل من العين.
كذلك، إبتكرت العين الانعكاسات لغرض حمل ثقل وجودها، لكن السبب الذي جعل روان يبتكر انعكاساته هو السماح له برؤية المستقبل، لذلك لم يستطع التقتصير في ابتكاره واستخدام نسخة أقل، فعليه أن يستخدم بعده بأكمله كإطار للعملية.
كانت عملية إنشاء الانعكاس بمثابة رحلة في اكتشاف الذات الداخلية بطريقة لن يشرع فيها سوى عدد قليل من الناس.
إذا أصبحت إنعكاساته كيانات ملموسة بأفكار خاصة بها مطابقة تمامًا لأفكاره، فعلى روان أن يفهم نفسه بعمق. لا حاجة لأي حيلة في قلبه أو إنكار لطبيعته، وإلا فإن الإنعكاس الذي سيولد سيكون منحرفًا، وسيصبح الغرض من وجوده بلا قيمة، لأن روان لن يثق بإنعكاس لا يطابق عقليته تمامًا ليتبع الخطط التي يحتاجها ويتخذ القرارات الصائبة التي سيتخذها روان حتمًا عندما يحين وقتها.
جلس روان في هذا المكان قرونًا وهو يُعيد اكتشاف ذاته. كانت هذه عمليةً لا يُمكن التعجيل بها، حتى بعقله الذي تجاوز حدود المجرة، فإن أعماق كيانه شاسعة، وكان استنباط كل جانب منها أمرًا شاقًا.
عندما ظن أنه انتهى، وأصبح كل شيء عن نفسه معروفًا، اختار روان تكرار هذه العملية، وفعل ذلك ثلاث مرات أخرى حتى تأكد من أنه حصل على كل شيء عن نفسه.
وبدون تردد، عندما علم أنه قد ذهب إلى أبعد من ذلك لتلبية جميع الشروط اللازمة، بدأ في إبتكار انعكاسه الأول.
قام روان بتعديل حالته إلى الذروة، ثم بدأ يهتف باللغة غير المعروفة للبدائيين.
كانت الكلمات هي المسار الأقرب للاتصال بالواقع، واللغة المستخدمة مهمة، حيث أن درجة السيطرة على الواقع مرتبطة بنوع اللغة المستخدمة، وتعد لغة البدائيين أقرب ما يمكن إلى لغة الواقع.
لا ينبغي أن تخرج الكلمات من حناجر أي كائن، بل على العكس، فرغم أن روان بدا وكأنه يتكلم بفمه، إلا أن الصوت قد إنبعث من جسده كله. كأن كل خلية من جسده تُنشد.
انبثقت من جسده موجة خفيفة غيّرت الواقع من حوله. غيّرت هذه الموجة محيطه بطريقة جعلته يتخذ شكل مرآة، وفجأة أحاطت بروان ملايين الانعكاسات لنفسه في كل اتجاه.
جلسوا جميعًا متربعين كما فعل، لقد بدوا مثله تماما باستثناء تفصيل غريب، كانوا جميعًا يحدقون به بعيون لم تكن سوى بركة من الظلام. واصل روان الترنيم، وفجأةً بدأت ملايين الانعكاسات التي تحدق به بالترنيم معه، وتضخمت أصوات اللغة البدائية القوية أصلًا لدرجة أنها تجاوزت الكلمات وأصبحت شيئًا بدائيًا، لحنًا عميقًا رتيبًا يُعيد إلى الأذهان بداية كل شيء.
وفجأة، صرخ أحد الانعكاسات عندما انفجر الضوء من عينيه وفمه وانهار إلى لا شيء، وسرعان ما استمر هذا الاتجاه.
كان روان يقلم الانعكاسات، لإنشاء واحد من شأنه أن يخدم احتياجاته، إنها منافسة للبقاء على قيد الحياة، ولن يتبقى في النهاية سوى الأفضل لتولي عباءة انعكاسه.
مع مرور الوقت، كان من المفترض أن يضعف الهتاف، لأن عدد الانعكاسات إنخفض من ملايين إلى آلاف، لكنه اتجه في الاتجاه المعاكس، وأصبح أعمق وأقوى. بلغت القوة في هذا الفضاء الشبيه بالمرآة مستوياتٍ هائلة، واستمرت في الارتفاع.
كان روان يبتكر انعكاسًا لا مثيل له، انعكاسًا أعظم بكثير من اي مما فعلته عين الزمن، وكانت التكلفة في الجوهر والأثير غير قابلة للحساب، فهناك ما يكفي من الجوهر الذي تم سكبه في هذه العملية لإضائة مائة كون، لكن روان استمر في سكب المزيد، وحتى مع خصائص التجديد الهرطقية لبُعده مع معدل الوقت المتسارع بداخله، بدأ وجهه يصبح شاحبًا.
كان صوت روان ثابتًا رغم ذلك، مع أن الضغط تحته كان كبيرًا، فمهما تكون التجارب التي تمر بها الانعكاسات في هذه المساحة الشبيهة بالمرآة، فهو يختبرها بطريقة أكثر عمقًا، لأنه لم يترك أي شيء للصدفة وكان يشارك كل حواس الانعكاسات، بما في ذلك تلك التي فشلت.
لو كان هناك أي انعكاس واعد، واعد ولكنه لن ينجو من العملية، فقد يختار إنقاذه. لطالما آمن روان بأن الإبداع أحيانًا يكون أقوى من القوة المُطلقة.
استمرت عملية الإبتكار لعقود من الزمن، لقد كان ظل روان ضخمًا حقًا، فحتى مع ما يمكن اعتباره مصدرًا لا نهائيًا تقريبًا للطاقة، فقد احتاج إلى كل هذا الوقت لإنشاء انعكاس يستحق اسمه.
وأخيرًا، لم يتبق سوى واحد، وهو نسخة طبق الأصل من روان، باستثناء العيون التي لم تكن سوى نافذة على الفراغ.
راقب روان انعكاسه للحظة وجيزة، وظهرت نظرة فضول طفيفة في عينيه، كان متعبًا ومنهكًا بطريقة لم يعتقد أنها ممكنة، لكنه لازال يدرك أن الأمر لم ينته بعد.
لقد قطع فقط ما يقرب من نصف الطريق إلى هدفه.
على عكس عين الزمن، فقد إبتكر انعكاسًا كاملاً، ولكن على غرار عين الزمن، كان عليه أن يتخذ خطوة أخرى للأمام ويحرر ذكريات هذا الانعكاس، ليحتفظ بالأشياء التي يحتاجها بداخله مع إزالة كل أسراره العميقة التي لا يمكن أن ترى النور أبدًا.
من حسن الحظ أن جوهر وعيه كان قويًا جدًا لدرجة أنه على الرغم من كل هذا التعديل لذكريات الانعكاس، فإن جوهر هويته لم يتغير أبدًا.
لم يتوقف روان عن ترديد الترانيم طوال هذا الوقت، فأحضر يده اليمنى ببطء وأشار، فانبثق الانعكاس الأخير من الفضاء وجلس أمامه مباشرة. بنفس اليد التي أشار بها، اخترق روان رأس الانعكاس، وغرقت يده بسهولة عبر الجلد والعظم كما لو أنها تغوص في بركة ماء.
بدأ روان في اختيار الذكريات من الانعكاس بينما بدأ في تجريد وحجب القدرات المختلفة الموجودة داخله، حيث يمكن أن يؤدي الوصول إليها إلى تحفيز تذكر ذكريات معينة يمكن أن تتعارض مع التوجيهات التي سيقدمها روان لهذا الإنعكاس.
وبينما كانت هذه العملية مستمرة، بدأ روان يشعر بقلق متزايد، وعرف هناك شيء على وشك الحدوث، فرفع مستوى يقظته دون أن يظهر أي علامة على أنه إنتبه لشيئ.
وفجأة وجد روان نفسه في الصحراء.
كان التغيير جذريًا دون أي علامات تحذيرية، ولم يتوقف روان عن أفعاله وكأنه لم يكن على دراية بأنه قد تم نقله للتو إلى مكان آخر.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.