السجل البدائي - الفصل 1263

الفصل 1263: إبادة الروح

ابتسم روان، الذي بالكاد استطاع الوقوف، عندما شعر فجأة بالموت قادمًا، ثني إصبعه في مخالب، ودفعت أنصال الكروبيم الستة من الأرض حيث وضعها وعبروا أنفسهم أمامه، انحنى ساقيه إلى الجانب عندما بدأ في تغيير الوضع، كان يجب أن يكون قادرًا على تفادي ما كان قادمًا، ولكن بشكل غير متوقع، أصبح عقله فارغًا وتعثر،

“بووم!”

لقد ضربت قوة هائلة الكروبيم الستة بقوة هائلة لدرجة أنه على الرغم من قوتهم، أصبحت الأنصال منحنية ودفعت للخلف في صدر روان.

لم يكن جسده غير المستقر وسادة جيدة وتم دفعه إلى الخلف، واختفى جسده عمليًا بقوة الاصطدام، حيث ترك وراءه دربًا من الدم واللحم المتناثر لآلاف الأميال، وبعد لحظة، حدث انفجار هائل آخر عندما ضرب جسده وورمتونج على حافة هذه المساحة، على بعد عشرات الآلاف من الأميال.

في موقع الاصطدام، اندلعت موجة صدمة هائلة حطمت الفضاء المحيط، تاركة شقوقًا لأميال سرعان ما شُفيت، لكن الشقوق تسببت في صراخ كابوسي وظهور أضواء غريبة أفسدت هذا الواقع قبل أن تغلق، وارتجفت وورمتونج في المسافة تحت ضغط الحفاظ على هذه المساحة.

أصبح عقل روان فارغًا للحظة، حيث أدى التأثير المذهل إلى تشويش وعيه، وهو ما لا ينبغي أن يكون ممكنًا بالنسبة لروان بسبب العدد الكبير من أعمدة الوعي التي كان يمتلكها، لكن تأثيرات النسيان ارتفعت فجأة إلى ارتفاع لا يصدق، وإذا لم يكن مخطئًا، فإن هذا العالم في نوبة من الجنون كان يساعد حراس البدائيين على حجب حواسه، وكان هذا هو السبب الوحيد الذي جعله لا يرى التراكم الهائل للقوة التي كادت أن تسحقه.

اتضح أن الحراس البدائيين قد استخدموا أكثر من تقنية نهائية واحدة في اللحظات السابقة، وتلك التي اعترضا شاروبيم الندم، هي ببساطة التعويذة على السطح والتي كانت جبل الروح، والأخرى التي بالكاد استطاع روان منعها تسمى سحق الروح، وإذا كان جبل الروح هو تعويذة منطقة تأثير، فإن سحق الروح هن تعويذة إستهداف.

في حالته الأولية، صُمم سحق الروح لسحق أرواح الخالدين من الأبعاد العليا، والآن تحول إلى قوة ساحقة تستهدف الجسد. ومع ازدياد قوة حراس البدائيين مئة ضعف، أصبحت هذه القوة الساحقة شيئًا يصعب على روان تحمله.

كاد جسد روان أن يُسحق على جدران وورمتونغ، ودمه الأحمر يتدفق كالنهر، كأن جسده قد نسي خلوده الأصيل، واعتُبر هذا الجرح قاتلاً. لم يستطع حتى التنفس وهو يكافح.

كان صدره محطمًا وحتى لو كان هذا هو الحال، فلا ينبغي أن يكون لديه سبب للتنفس، بعد كل شيء، لم يتنفس أي هواء لمدة مليار عام تقريبًا، لكن دمه البشري بدا وكأنه خدع حواس روان ونسي أنه لا يحتاج إلى هذا الضعف الخاص للجسد.

كان هجوم هذا العالم باستخدام النسيان أكثر خطورة على روان من تعاويذ حراس البدائيين.

لقد كان إحساسًا غريبًا بالنسبة لروان أن يقاوم نداء النسيان بينما كان يكافح لاستدعاء حواسه حتى مع نسيانه كيفية القيام بشيء كهذا، كان يعلم أنه من المهم للغاية أن يثير دفاعاته لكن عقله كان ضبابيًا، والتفكير كان صعبًا، أليس من الأسهل أن ينسى كل شيء؟

رغم كل هذا، حتى عندما كان بالكاد يستطيع تحريك جسده، ظل روان يُثني أصابعه، واندفعت أنصال الكروبيم التي استقامت من الضربة الأخيرة إلى أعلى ورسمت علامة الصليب أمامه، بينما ضربت موجة أخرى من سحق الروح روان، الذي كان جسده لا يزال مضغوطًا على جدران وورمتونغ. “بووم!”

كان رد فعله الغريزي هو ما منعه من الموت مجددًا، إذ ضُغط عليه حتى أصبح شبه مستوٍ. انفجر دمه انفجارًا من لحمه، واندفعت في الهواء لمئات الأميال، وبينما سقطت على الأرض، لمعت كنجوم حمراء، كل قطرة منها كانت أثقل من كوكب، في لحظة، بدا الأمر كما لو أن السماء تمطر شهبًا حمراء في الفضاء كله.

“الموت…” بالكاد استطاع روان أن يهمس بعقله الذي أصبح فارغًا تقريبًا، “إنه يأتي…”

“بووم!”

“بووم!”

“بووم!”

ضربت أمواج تلو الأخرى من سحق الروح روان، وأصبح جسده محطمًا إلى ما لا نهاية، وهناك، وراء حافة الموت، أصبحت نظراته واضحة، وتوقفت الرياح.

لقد دفع البعد ثمنًا باهظًا لإرباك إدراك روان من أجل إبقائه في مكانه بينما قام الحراس البدائيين بتمزيقه إلى قطع.

لإبقائه منخفضًا، تسارع معدل تبدد البعد، وعندما توقفت الرياح، أصبح غانيم برايم تاريخًا، وفي اللحظة التي انتهى فيها تأثيره، فتحت عينا روان وبدأ عقله يعمل بأقصى طاقته مرة أخرى، ورأى أن الحراس البدائيين الذين تبقوا بالكاد يبلغ عددهم ألفًا، لكنهم كانوا الأقوى.

مع أن ثبات سلالتهم وضع إمكاناتهم عند مستوى البُعد الخامس، إلا أن ذلك لا يعني أن جميع حراس البدائيين قد بلغوا البُعد الخامس. فمعظمهم توقف عند مستوى البُعد الرابع، ونخبة منهم فقط هم من استطاعوا بلوغ أقصى حدود سلالتهم، وهم من نجوا.

خاض الحراس معركة طويلة، ضامنين نجاة أقوى أعضائهم من المعركة في ذروتها، ليتمكنوا من إنهائها في الوقت المناسب. كان الخطر غير مسبوق، لكن انتصارهم ظل مضمونًا.

خرجت صرخة عالية ومدوية من أجساد الحراس البدائيين بينما كانوا يستعدون لموجة أخرى من الهجوم كانت أقوى من سحق الروح.

لم يكن مهمًا أن روان بدا وكأنه قد مات، فقد كان عنيدًا جدًا لدرجة أنه لم يستطع النجاة، فموت ملايين الحراس يعني أنهم لن يتوقفوا حتى لا يبقى من روان شيء، وحتى حينها سيظلون يحرقون هذا الواقع لملايين السنين ليضمنوا عدم بقاء حتى هالته. كان هذا أسوأ كائن صادفوه طوال وجودهم، ليس الأقوى، بل الأكثر خطرا.

بدأ شبح ضخم مثل مزيج من رجل وغراب في التشكل خلف الحراس البدائيين، حيث انطلقت موجة جديدة من الطاقة من تشكيلتهم، فتمكنت من الأرض وهزت هذه الفضاء.

لم يكن هناك أي مجال لتحرك روان، لكنه فعل. اندفعت ألسنة اللهب السوداء من الكروبيم وغلفت جسده، وعند هذه النقطة، أصبح جسده مصنوعًا من اللهب أكثر منه من اللحم، ودفع نفسه حتى وقف.

انطلق انفجار آخر من الحراس البدائيين وكاد أن يُدفع إلى الأرض، وعرف أنه إذا سقط فلن يتمكن من الوقوف مرة أخرى، واستعد بينما تأوه من الألم.

تنهد روان، على الرغم من أن كل شيء سار وفقًا لخططه، وأنه أضعف الحراس البدائيين بينما سمح لهم بقتله، إلا أن هذا لا يزال يجعله منزعجًا.

لقد وضع خطتين، الأولى منهما أن الحراس البدائيين سيكونون هم من يقتلونه لأن نهاية هذا اليوم محددة بالفعل وهذا يعني أنه يجب أن يموت، وإذا لم يكن على أيدي الحراس البدائيين، فسيكون بيده.

يجب أن يكون روان سعيدًا، حتى مع مساعدة الكروبيم والسان الدودة، فهو لا يزال يقاتل في وضع غير مؤات، وحقيقة أنه كان قادرًا على القضاء على أكثر من تسعة وتسعين بالمائة من جميع الحراس البدائيين الموجودين عندما يكون في مثل هذه الحالة تعتبر بالفعل إنجازًا كبيرًا، لكن كان هناك شيء بداخله لم يسمح له بالنزول حتى عندما لم يكن لديه ما يقدمه.

أصبحت تعويذة الحراس البدائيين كاملة – إبادة الروح.

سقطت نظراتهم الغاضبة على روان، حتى وهو أعمى، فقد رآهم وابتسم، ثم بدا جسده يرتجف وظهرت ثلاثة أذرع إضافية، وكانوا يحملون ثلاثة سيوف كروبيم أخرى، وهم يرددون تعويذة، أصدرت الأيدي الثلاثة حركة رمي، مما أدى إلى اختفاء السيوف. وعندما ظهروا مرة أخرى كانوا أمام الحراس البدائيين، وقبل أن يتمكنوا من الدفاع، اخترقت السيوف الثلاثة صفوفهم، وطعنت المئات منهم وإنطلقت من خلفهم دون أن تفقد أي زخم. اختفى جسد روان، وظهر بجانب السيوف الثلاثة، وحملها، والآن هو خلف تشكيلتهم.

لقد حدث كل هذا في لحظة واحدة تقريبًا.

الترجمة : كوكبة