السجل البدائي - الفصل 1261

الفصل 1261: صراع التعويذات

إن عملية جذب الحراس البدائيين هنا حرمتهم من أسلحتهم ومزاياهم الموجودة في الصحراء الكبرى، حيث لم يكن لنيران إرادتهم وأرواحهم أي تأثيرات قمعية على روان، ومع تزايد الوفيات التي كانوا يعانون منها، أصبح الملاذ الوحيد لديهم هو الذهاب إلى الخارج.

بغض النظر عن مقدار الضرر الذي قد يتعرضون له إذا فعلوا مثل هذا الشيء، فإنه لا يزال نتيجة مقبولة لأنهم سوف يتعافون ببطء إذا نجوا، وأي محاولة للتراجع لن تؤدي إلا إلى انقراضهم.

في بداية هذه المعركة، أدرك الحراس البدائيون بسرعة أن الهجمات القائمة على الروح لن تنجح ضد وحش بلا روح مثل روان، وكل هجوم كانوا يستخدمونه منذ ذلك الحين كان ماديًا بطبيعته.

كانت شفرات الروح الضخمة التي استُحضِرت تُحوِّل ببساطة قوة تطهير إرادتهم الروحي إلى قوة ملموسة قادرة على تمزيق الكون بسهولة. لم يكن هناك فقدان كبير في القوة بعد هذا التحول، بل كانوا ببساطة يتحولون من شفرات تقطع الروح إلى شفرات تقطع الجسد.

كانت هذه الشفرات الروحية تحمل أيضًا خصائص فريدة لتطهير الأرواح، وهي إرادتها التي تحولت إلى تطهير الجسد. أي شيء تُجرحه هذه الشفرات لن يلتئم أبدًا. لا يهم إن دُمرت المنطقة المصابة ثم نمت مجددًا، كندبة محفورة في الواقع، فسيظل هذا الجرح مفتوحًا.

لقد سمحت أنماط الحركة الخارقة للطبيعة لروان له بالهروب من الموت بسبب هجماتهم، ومع ذلك، كان هجوم رووان الأخير هو الذي عزز القرارات التي كان حراس البدائيون يختارون اتخاذها حاليًا.

لقد كان الهجوم الهائل الذي أطلقه قد قطع ثلث عددهم، وأدرك الحراس البدائيون أنه بغض النظر عن مدى خطورة خصمهم، فإن هذه المساحة كانت صغيرة، وإذا كان بإمكانه تفادي ضربة مركزة، فلن يتمكن من التهرب من ضربة من شأنها أن تشغل المساحة بأكملها.

مع وضع كل ذلك في الاعتبار، اتُّخذ قرار جماعي بإغراق الفضاء بأكمله بسيوف الروح، مُمزِّقًا كل ما في الداخل، وللوصول إلى شيء كهذا بهذا الحجم، كان لا بدَّ أن تحترق أرواحهم وإرادتهم، لكن هذا كان ثمنًا كانوا على استعداد لدفعه. انتفخت أجساد الحُرَّاس الأوائل، وانتفخت أرديتهم تحت وطأة القوى الهائلة التي انفجرت منها، ووصلت إلى آفاقٍ لا تُصدَّق، ومع ذلك ما زالت تزداد قوةً كلحظةٍ واحدةٍ تمتد إلى الأبد، وتوهج الحُرَّاس الأوائل الباقون كالشموس.

إذا أحرق الخالد العادي روحه، فقد تنفجر بقوة أكبر بخمس مرات، لكن الحارس البدائي يفهم الروح أكثر من معظم الناس، وإرادته وروحه الخاصة جعلت انفجار القوة من حرقها أكثر فعالية، حيث وصل إلى ما يقرب من مائة مرة من إنتاج الطاقة!

باعتبارها حركة محظورة من قبل الحراس البدائيين، فإن هذا من شأنه أن يصدم أي شخص يشهده حيث يرى خصمه يصبح فجأة أقوى بمئة مرة.

فوقهم، اهتز هذا الواقع المنفصل بواسطة لسان الدودة، حيث ظهرت تريليونات من شفرات الروح، كل منها يقاس بالأميال، وأصبح انبعاث إرادتهم المحترقة قويًا جدًا لدرجة أن الفضاء بأكمله تحول إلى اللون الأصفر باستثناء زاوية صغيرة منه حيث بقي روان والتي كانت مليئة بسواد شفراته الستة.

باستخدام الكروبيم، كان لدى روان إمكانية الوصول إلى جميع تعاويذهم الفريدة، ومن بينهم تعويذة واحدة لفتت انتباهه بشكل خاص، وكان هذا ما استدعاه، وقام بتوجيه هذه القوة إلى ندم الكروبيم.

استخدام تعاويذ الكروبيم، على عكس نورانييه لأقل شأنًا، يعني أنه يستخدم إرادتهم. كان هجومه السابق ذو التأثير المحدود من كروبيم الحكم، والآن هو يستخدم الندم. لكلٍّ منهم تخصصه، وقواهم لا تُستهان بها.

هتف روان في قلبه،

“أنتِ نورٌ مُظلم، وظلالُ النهاية. بناركِ الستيجية كدليلٍ، أحضِري الندمَ إلى سهري.”

انطلقت ألسنة اللهب السوداء من الشفرات الستة التي كان يحملها، لم تنبعث منها أي حرارة ولكنها كانت أبرد من الفراغ، دارت حول روان مثل إعصار لبرهة وجيزة قبل أن ضربتنفجر في موجة اجتاحت نحو شفرات الروح التي أطلقها في هذه اللحظة الحراس البدائيون.

كان روان في مركز التشكيل، ومع اندلاع اللهب الأسود من جسده في مد متواصل، وصفراء شفرات الروح مثل تريليون شمس ساقطة عليه، بدا هذا الواقع وكأنه يتجمد، حتى هجماتهم بدت وكأنها تتجمد في مكانها، لكن هذا كان ببساطة خدعة من الضوء حيث كانت حياتهم تسافر بسرعة كبيرة، حتى الواقع لم يستطع اللحاق بها.

لا شك أن هذا الصدام من شأنه أن يهز الخليقة كلها، إلا أنه لم يفعل.

لم تصطدم النيران المظلمة بشفرات الروح، بدلاً من ذلك، مزقتها شفرات الروح بسهولة، وعلى الرغم من أن النيران المظلمة لم تتشتت واستمرت نحو الحراس، إلا أن شفرات الروح لم تعوق على الإطلاق، وسقطت على روان مثل حكم من أعلى السماوات.

قام روان بتقويم ظهره وأمسك بشفرات الكروبيم بقوة أكبر، “آه، هذا يمكن أن يقتلني،”

في إدراكه، كانت شفرات الروح بطيئة وسريعة، ملفوفة بالزمان والمكان، وتجاوزت سرعتها كل القيود المعروفة، وفي حالته الحالية، حتى رشاقته لم تستطع أن تمنحه إدراكًا كافيًا لفهم حركة هذه الشفرات، لكن كان لديه ست عيون أقوى يمكنها الرؤية في عالم الزمن، وأغلقت الفجوة بشكل جيد بما يكفي ليكون قادرًا على الرد.

تحركت أيادي روان الستة، وشفرةٌ تشقّها، وتحرفها وتعكسها، بينما كان يتحول إلى درويشٍ يدور. لو أُبطِئت أفعاله إلى أقصى حد، لكان قد انكشف أمرٌ لا يُصدق. سيظهر ذلك جسدًا يغمره وهجٌ أصفر، بستة أذرع، يقطع ملايين شفرات الروح في كل لحظة.

كانت حركاته دقيقةً للغاية، كآلةٍ مُدَهَّنة، ومع ذلك فإنها تتدفق من موضعٍ لآخر بجمالٍ أخاذ، كأنها رقصة. قدماه تُصدران حركاتٍ دقيقةً صغيرةً وضعته في أفضل وضعيةٍ لمواجهة ما يهبط نحوه، وكان عنف الاصطدام شديدًا لدرجة أن جسده بدا وكأنه مُغطى بشمسٍ مُتفجرة، تنبض وتُطلق ومضاتٍ من الضوء قويةً جدًا، لدرجة أنها وصمت الواقع.

كان صوت روان وهو يقاوم شفرات الروح مرتفعًا جدًا لدرجة أنه حمل قوة مزقت الأرض وأفسحت المجال للصراخ في ألم حيث بدأت الشقوق العالية في الواقع في الظهور.

كان روان يضحك، وتحول ضحكه إلى سعال حاد، لكن هذا لم يوقف حركته. جعله السعال يبصق كمية كبيرة من الدم، وبدا أن هذا الفعل كان القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ بدأت جروح قاسية تنفجر في جميع أنحاء جسده، وخاصةً أذرعه الستة التي تمزق لحمها حتى العظم.

كانت مهاراته كافية لصد هذا الهجوم، لكن جسده كان ضعيفًا جدًا بحيث لم يتمكن من متابعة قدراته، وأخيرًا، ارتكب خطأ، فقد ارتدت إحدى ذراعيه بمليون شفرة روحية، وتتجه إلى الجانب لتقطيع مليون آخر عندما تسببت عشرات الملايين من الكسور الدقيقة في عظام ذلك الذراع في اهتزاز الطرف بطريقة غير محسوسة تقريبًا، ولكن في عالم هذه المعركة، فإن أي تغييرات، مهما كانت طفيفة، يمكن أن تؤدي إلى عواقب مدمرة.

لقد أخطأ في قطع جميع شفرات الروح واضطر إلى تعديل مواقفه بسرعة، ولكن هذه كانت معركة خاضت عبر الزمن، حيث تم أخذ كل حركة في الاعتبار حتى قبل إطلاق شفرات الروح من قبل الحراس البدائيين، وتم التنبؤ بكل تغيير ومواجهته مليون مرة قبل اتخاذ الخطوة الأولى. كشفت قسوة روان عن نفسها عندما بدأ يتلقى ضربات على أجزاء من جسده لن تجعل قدراته القتالية أقل من المستويات المقبولة، وفي لحظة قصيرة امتلأ جسده بحفر ضخمة حيث تم تفجير لحمه، وكاد يفقد موطئه، وحفر ساقيه في الأرض بينما كان يتم دفعه للخلف بواسطة وابل لا نهاية له.

لم يعد يصد شفرات الروح، بل ركز ببساطة على الدفاع والبقاء، وعندما بدا الأمر كما لو أن الأبدية ولكن لحظة واحدة قد مرت للتو، انتهى القصف ووقف روان شامخًا، فقط لينهار على ركبتيه في اللحظة التالية.

الترجمة : كوكبة