السجل البدائي - الفصل 1252

الفصل 1252: الطعم الفاخر

كان لدى روان القدرة على دفع القدرة المنحرفة على زرع العوالم للحصول على الإحصائيات إلى درجة جنونية، ولكن في هذه المرحلة، لم يكن قد زرع سوى جزء بسيط من العوالم في أبعاده، وأصبحت تلك العوالم جنة زراعة لأولئك المحظوظين الذين يمكنهم العثور عليها، كان بُعده شاسعًا، وبالنسبة للمغامرين بين أطفاله، يوجد هناك دائمًا مفاجآت لا نهاية لها في انتظارهم.

لقد بلغ أقصى قوة يمكنه اكتسابها من خلال توزيع العوالم، لدرجة أنه امتلك ملايين نقاط الإحصائيات المخصصة، ولم يتمكن من توزيعها. تجاوز روان حد توزيع الإحصائيات الذي يمكنه اكتسابه كبعد ثالث.

إذا كان بإمكانه أن يصبح بعدًا رابعًا حيًا، فسوف يتمكن من نشر وزن زيادة نقاط إحصائياته عبر الزمن، وبهذه الطريقة الذكية، سوف يزيد بسرعة من عتبة قوته.

لقد وصل إلى حد المئة مليون في بنيته الجسدية قبل القوة أو الرشاقة، وفي ذلك الوقت وُلدت نواة داخل بُعده. كانت ضخمة، تنبض بحيوية لا حدود لها، ولديها القدرة على إنتاج الجوهر إذا ما أُدخلت إليها الطاقة. إمتلكت النواة القدرة على تغذية بُعده، وإثرائه بجوهر الحياة.

كان هذا شيئًا مذهلاً لأي خالد يرغب في اتباع مسار زراعة نواته، لكن المشكلة هي أن عددًا قليلًا جدًا من الخالدين سيكونون قادرين على دفع إحصائية واحدة للوصول إلى علامة المائة مليون.

لم يكن معروفًا ما إذا كانت هذه النواة العليا معروفة للآخرين، حيث من شأنها أن تهز أسس ثقافة الزراعة في كل الواقع، ولكن بالنسبة لروان، كانت هذه الفائدة مجرد شعرة واحدة على جسم جمل أكبر من الجبل.

لم يكن يفتقر إلى الحيوية أو يحتاج إلى التغذية من أي قوى خارجية، وكان سلالة اوروبورس الخاصة به أكثر من كافية لهذه المهمة.

سرعان ما اكتسب روان نواة القوة ونواة الرشاقة، وقد جلبتا أيضًا فائدتهما التي من شأنها أن تزيد من قوته وسرعته إلى مستويات مذهلة.

مع ذلك، لم تتوقف سمات روان عن النمو، وسرعان ما تجاوزت بنيته الجسدية مئتي مليون نقطة، وفي ذلك الوقت، هزّ ظهور نواة دستورية ثانٍ بُعده. لم يكن يعلم احتمالية الحصول على نواة إحصائية واحد، لكن لا بد أنه نادر، وبالتالي فإن احتمالية الحصول على تواة ثانية ستكون أصعب بكثير أو أقل احتمالًا.

كان من المفترض أن تصبح زراعة النواة أكثر صعوبة كلما أصبحت أقوى، ولكن إذا كانت مثل هذه القاعدة تشرف على الواقع، فإن وجود روان يحتقر هذه القاعدة، لأن إحصائياته استمرت في التزايد واستمر في اكتساب المزيد من الأنوية، وفي الوقت الحالي كان لديه خمسة أنوية في المرونة والقوة، وسبعة في الدستور.

فتح سجله البدائي، فعرف أن اسمها “النواة العليا القديمة النجمية”. تسائل روان بتردد: ماذا سيحدث عندما يصل إلى مليار نقطة لكل إحصائية؟ هل سيتغير شيء ما؟

لم يكن بإمكانه سوى وضع هذه الفكرة بعيدًا في الوقت الحالي، في انتظار اليوم الذي يصل فيه إلى الحالة الرابعة الأبعاد، حيث ستتخذ قواه التي وصلت إلى مستوى لا يمكن فهمه خطوة أخرى إلى الأمام، وهذا سيكون بالكاد كافيًا للبقاء على قيد الحياة لما سيأتي إذا تم اكتشافه من قبل نيميسيس قبل أن يكون مستعدًا.

لقد عبر روان أميالاً لا حصر لها حتى وصل إلى الموضع الذي يريده، ثم مع إشارة من يده، بدأ برج الجشع الضخم في الانكماش، وأصبح حجمه الذي يتحدى المعنى صغيرًا للغاية وانزلق إلى عينه اليمنى حيث أخذ مكان تلاميذه.

إن إلقاء نظرة أقرب على برج الجشع سوف يكشف أنه على الرغم من أنه يحتوي على ثمانية عشر مستوى، إلا أن كل مستوى منه مصنوع من ثلاثة وثلاثين مستوى أصغر!

كان برج الجشع السابق يحتوي بالكاد على سبعة مستويات، وفي البداية، اعتقدت شعلة الروح أن روان قد أجرى معجزة بتحويل برج من ثمانية عشر مستوى إلى كنز على مستوى المصدر، لكنها الآن رأت أن بصرها كان صغيرًا جدًا، وقد قلل من تقدير صعوبة إنشاء كنز على مستوى المصدر.

لقد دفع مستوى واحد في هذا البرج حدود ما اعتقدت هذه الروح أنها تفهمه حول صناعة الكنوز، والمحنة التي رفضها روان في الماضي كما لو كانت لا شيء يجب أن تكون مرعبة حقًا لأن الروح لم تستطع تخيل عدد المواد التي ستدخل في إنشاء هذا البرج.

من المؤكد أن رحلة روان خارج الزمن مليئة بالحكايات العظيمة التي قد يستغرق سردها إلى الأبد تقريبًا.

كانت الصرخات الصادرة من المحنة في فم روان تتلاشى، وكأن روان ومع كل حركة مضغ يقوم بها يسحب مصدر القوة من المحنة ويوجهه نحو كنز مستوى المصدر الذي ابتكره للتو والذي يستيقظ بسرعة.

بعد استعادة برج الجشع، بدأ هذا البُعد الهائل يتبدد تدريجيًا. لم يُحافظ على وجوده إلا بقوة البرج، وعندما يختفي، سيختفي هذا المكان تدريجيًا في التاريخ، ويجذبه نيميسيس إلى الصحراء الكبرى ليختفي نهائيًا.

أدرك روان أن هذا البعد لن يختفي على الفور، بل من المرجح أن يستغرق الأمر سنوات حتى يحدث ذلك، وهو أمر جيد لأن روان كان في الموقع المركزي لهذا البعد، مما يجعل هذا المكان هو الأخير الذي يختفي عندما يتبدد هذا البعد، وهو ما ينبغي أن يمنحه الوقت الكافي لإنهاء المعركة مع الحراس البدائيين.

كان جوهر النسيان لا يزال غنيًا في هذا البعد وسيساعده في حجب نظرة نيميسيس لفترة كافية.

استحوذ روان على الواقع بجانبه، وضغط عليه بقوة، فصنع كرسيًا ضخمًا جلس عليه، وظهرت على عموده الفقري علامات ارتياح. كانت إحصائياته الحالية مُزرية، فقد انخفضت إلى ما يقارب واحدًا بالمائة من قوته الكلية.

كان روان يسحب نفسه من بُعده بينما يكبح جماح تجديده مما أدى إلى وصوله إلى هذه الحالة، ومع ذلك، فقد وجد الأمر غريبًا أنه بغض النظر عن مدى ضعفه، فإن إحصائياته عبر الزمن لن تنخفض أبدًا إلى ما بعد هذه العلامة؛ 11،110،110.

سرعان ما أدرك أن هذه هي إحصائيته الأساسية. إنه عند الصفر، فامتلاكه إحدى عشر مليون نقطة إحصائية لكل من سماته الرئيسية الثلاث، يُعتبر الآن أدنى نقطة لدى روان.

آخر مرة دقق فيها، حتى الإمبراطور السامي سيرقص فرحًا إذا وصلت أيٌّ من إحصائياته الفردية إلى مليون. أعلى نقطة سيصل إليها معظم الخالدين في حياتهم لن تتجاوز المليون، لكن أدنى نقطة له ستكون فوق أحد عشر مليونًا، ومع ذلك لم تكن كافية تقريبًا لتحريك جسده.

جلس روان وشاهد كنز المستوى المصدر في يده اليمنى يكتمل بشكل متزايد، وشكله يتغير بشكل فوضوي، ويصل ببطء إلى حالته النهائية، رفع يده اليسرى، وعلى راحة يده الضخمة التي كانت أكبر من قارة، ظهر وميض خافت مثل ضوء النجوم، وبدأ في التكاثر.

“سامحوني على هذا، ولكن أعدكم بحياتي أنني لن أسمح لأي منهم بلمسكم.”

أدار يده ببطء والتي لا تزال مليئة بضوء النجوم وبدأت تتساقط بالقرب من قدميه، وكانت ألوانها تتألق مثل النجوم التي تم إنشاؤها حديثًا.

شد روان فكيه بانزعاج، لكنه استمر في أفعاله. أدركت شعلة الروح سريعًا أن ما كان يسقط من كفه هو أصل الروح!

مع العلم بمدى تقدير روان لحياة أطفاله، كان من المدهش أنه سيستخدم أصول أرواحهم كطعم، ولكن بعد ذلك أدركت شعلة الروح أنه لا يوجد شيء آخر من شأنه جذب الحراس البدائيين إلى هنا.

الترجمة : كوكبة