السجل البدائي - الفصل 1247

الفصل 1247: شغف الحرفة (3)

لم يتمكن روان من احتواء النسيان في قلبه وحتى الآن كان من الصعب عليه التعرف عليه، لكنه تعلم كيفية اكتشاف آثاره بعد كل هذه السنوات.

كان النسيان قوة خفية، طبيعتها تجعل من المستحيل على أي شخص أن يفهمها حقًا، وإذا كان روان يعاني، فهذا يعني أن الخالد العادي ليس لديه أمل في فهم هذه القوة المعينة واكتشاف وجودها في حياته، وقد استغرق روان وقتًا طويلاً للعثور على الطريقة لاكتشاف آثارها بما في ذلك المخاطرة الكبيرة للغاية في العثور على بوابات النسيان والاقتراب منها قدر الإمكان من أجل معرفة المزيد عن سماتها.

كان بدائي الفوضى مقيدا بجوار بوابات النسيان، وإستطاع روان سماع صوت السلاسل المستخدمة في تقييد الفوضى، وحتى من مسافة لا تصدق، كان لا يزال يشعر بالخوف.

بالطبع، لم يكن روان أحمقًا بما يكفي لدخول الظلام حيث كان الفوضى مرتبطة، لقد خلق ببساطة بوابة إلى ذلك المكان، ثم خلق سلسلة من البوابات التي تتصل بتلك البوابة، وحجب نفسه خلف ألف طبقة من البوابات المتنوعة التي كان موقعها متناثرًا عبر الزمن قبل أن ينظر إلى ذلك الظلام للحظة واحدة.

حتى مع كل الضمانات الموضوعة، كان روان لا يزال يستخدم جسدًا وهميًا ككبش فداء، ولم يكن يمتلك الفرد، بل كان يوجه أفعاله بمهارة لفتح البوابة، وبعد أن نظر إلى هذا المكان للحظة غادر.

كان الفرد الذي اعتاد أن ينظر إلى الفضاء حيث كان الفوضى مقيدا هو ساحر قوي وهو سيد برج مشهور مسعاه الكامل هو معرفة سر الظلام العظيم، وقد جلبت مساعيه دون علمه أقرب إلى القوى البدائية مما إعتقد، ولكن بدون توجيه روان الذي دفعه بمهارة في الاتجاه الصحيح، لم يكن هذا الساحر قد وجد هذا الفضاء أبدًا.

لم يمضِ روان سوى لحظةٍ واحدةٍ لجمع التفاصيل التي احتاجها، والتي كانت جزءًا من الثانية، حتى ترك الساحر وشأنه. مع أن الساحر قد لا يعلم أبدًا، إلا أنهما قد أجريا للتو تبادلًا، فقد أراه روان مكانًا ربما لم يجده أبدًا لبقية حياته، واستعار حواسه للحظة. كان تبادلًا عادلًا، والآن يعود الأمر للساحر ليتعامل مع المعرفة التي سيجدها في ذلك المكان.

كان روان خائفًا بالفعل من إلقاء نظرة خاطفة على البدائيين لأنه يعلم أنه كما كانت طبيعتهم بأكملها غير معروفة له، فإن طبيعته أيضًا غير معروفة لهم، وإذا تعلم أي شيء عن البدائيين من السفر عبر الزمن، فقد كان قسوتهم الشديدة في التعامل مع أي علامات تهديد لتصميمهم.

في الواقع الذي تم إنشاؤه من قبل البدائيين، لا ينبغي أن يكون أي شيء من قدرات روان ممكنًا، ولكن ليس مع وجود تفرد واحد فقط، بل اثنتين في حوزته، كان روان مختلفًا تمامًا عما يجب أن يكون عليه الخالد العادي، وبالتالي لم يكن لديه سوى فرصة واحدة للنجاح في أي شيء يريد القيام به لأن السجل البدائي لم يعد بإمكانه إبعاده عن نظرة الكيانات ذات الأبعاد الأعلى بمجرد ارتكاب خطأ.

إذا أراد أن ينجح في جهوده لمحاربة الحراس البدائيون، فإنه يحتاج إلى قوة النسيان، ولم يكن هناك مكان أفضل للتعلم من بوابات النسيان نفسها، على الرغم من أنه كان في سجن الفوضى للحظة واحدة فقط، كان كافياً بالنسبة له أن يتعلم كيفية البحث عن تلك الآثار.

بفضل هذه الآثار، تمكن روان من تتبع مئات المواقع عبر الزمن حيث يمكن العثور على قوى النسيان، ومع التشجيع الحذر باستخدام سلالة شجرة الرغبة بعد أن جمع العديد من الأمنيات لسنوات عديدة، انحنى الحظ والاحتمالية لإرادته ووجد هذا البعد، فبدأ في صياغة الكنز ليس فقط لإيقاع الحراس ولكن لإخفاء وجوده أيضًا.

على عكس العديد من الأشياء الأخرى التي كان يفعلها طوال هذه الفترة، فإن قتل الحراس البدائيين سيأتي بعواقب وخيمة من المؤكد أنها ستكون شديدة لدرجة أنه مع مستويات قوته الحالية، كان من المستحيل تمامًا أن ينجو من العواقب.

كان للحراس البدائيين أعداءٌ كثر خلال عصرهم، ومن حين لآخر، كان بعض المتعطشين للدماء يتجاهلون الحذر ويقتلون واحدًا أو أكثر من الحراس البدائيين. وقد حدث مثل هذا من قبل، ورغم أن مثل هذا الفعل كان له عواقب وخيمة، فمن المرجح أن يتكرر في المستقبل.

ومع ذلك، لم يكن روان يخطط لقتل حارس واحد أو مجموعة من الحراس، بل أراد قتلهم جميعًا.

كان التفكير في مثل هذا الشيء جنونًا بسبب العديد من العوامل، وأهمها أنه بصفتهم خدمًا للنيميسيس، فإن قتل الحراس البدائيين كان عديم الفائدة لأنه يمكن أن يؤدي دائمًا إلى إحياء ذكرياتهم، وجميع الحراس البدائيين الذين قُتلوا في الماضي قد أُعيدوا إلى الحياة بالفعل، مما يجعل قتلهم تمرينًا في العبث، لكن روان يعلم أنه يستطيع قتلهم، لقد إحتاج فقط إلى الأدوات المناسبة.

بعد تثبيت برج الجشع الخاص به في غانيم برايم، اتخذ روان قرارًا مهمًا بعدم مغادرة هذا المكان حتى يصنع كنزًا على مستوى المصدر باستخدام آثار النسيان هنا كأساس له، ولكن صنع كنز على مستوى المصدر كان إنجازًا صعبًا بشكل لا يصدق.

لقد نجح مرة واحدة مع برج الجشع، والسبب الذي جعله قادرًا على القيام بذلك هو وضعه الفريد كبعد، وطبيعته مع الزمن.

*******

لقد أوقفت شعلة الروح نفسها عن الغوص عميقًا في السبب الذي جعل روان يبدو وكأنه غير مقيد بالزمن نفسه وكانت قادرًا على السفر من خلاله بسهولة غير طبيعية بوضوح، لقد عرف أن هذا يعتبر طريقًا يعرف أنه لا يمكنه أبدًا رؤية نهايته.

******

باستخدام هذا العالم كعظم، وبُعده كاللحم، ولحم ودم المخلوقات ذات الأبعاد الإضافية كخيط لربط كل هذا معًا، بدأ روان في نسج كنز المصدر الذي من حق الخالدين من البعد السابع فقط أن يكون لديهم فرصة الحصول عليه.

أثناء رحلاته، قتل روان عددًا لا يحصى من المخلوقات ذات الأبعاد العليا، وكان أحد أعظم استخدامات نورانييه أثناء سفره هو مطاردة هذه المخلوقات.

في البداية، تجاهل روان هذه الكائنات الغريبة والعجيبة من الأبعاد الإضافية لأنه شعر بنوع من القرابة معهم، فقد لاحظ أن العديد منهم ولدوا خارج سيطرة معظم القوى العظمى في الواقع وأن تاريخهم يعود إلى الماضي البعيد، حيث عاش بعضهم من العصر البدائي، ولكن حتى لو رغب في تركهم بمفردهم، لا يمكن قول الشيء نفسه عن بعض هذه المخلوقات.

كانت طبيعتهم متعطشة للدماء وقاسية للغاية. ظاهريًا، لم يكن روان ضخمًا جدًا، وبالنسبة لهذه المخلوقات التي تُقدّر مفهوم الحجم أكثر من غيرها، كان بمثابة وجبة خفيفة مغرية يُمكنهم التلاعب بها. لم يمضِ وقت طويل حتى بدأ خبر الوجود المُرعب الذي تسلل الآن عبر الشقوق بين الواقع ينتشر بين الصفوف.

بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى غانم، كان روان قد قضى على ما يقرب من واحد في المائة من إجمالي عدد المخلوقات ذات الأبعاد الإضافية الموجودة في الشقوق بين الواقع.

تجمد روان فجأةً وارتجف جسده الضخم، فقد اكتمل الكنز. لا يزال لديه مواد لثلاث محاولات أخرى، وكان قلقًا من أنه قد يضطر إلى المغادرة هذا المكان والبحث عن المزيد، ولكن مخاوفه كانت بلا أساس.

والآن حان وقت المحنة، وتسائل عما سوف يأتي.

الترجمة : كوكبة