السجل البدائي - الفصل 1246

الفصل 1246: شغف الحرفة (2)

كان لا بد أن يكون روان هو الشخص الذي يشجع نمو الوعي داخل حرفته لأن وجوده وحده يعد عادةً بمثابة نقمة على هذه الوعي الناشئ.

من المعروف عمومًا أن الخالدين في مستوى البعد الرابع يستخدمون كنوزًا من فئة “نهاية العالم”. وقد أُطلق على هذه الفئة اسم “نهاية العالم” نظرًا لقدراتها التدميرية المحتملة التي قد تُدمر الكون بأكمله مع مرور الوقت.

لم يكن مهمًا حتى ما كانت الكنز قادرة على فعله في المقام الأول، فالخالد الماهر الذي يفهم كل جانب من جوانب كنزه من هذه الدرجة يمكنه استخدام وزنه لسحق الواقع الموجود داخل الكون، لا شيء داخل الكون المادي يمكن أن يقف ضد هذه القوة، وحتى خارج الكون، فإن هذا الوزن من شأنه أن يثبت الخالد، وبالتالي في معركة مع خالد آخر، فإن أي محاولة لاستخدام التلاعب بالوقت ضد حامل كنز من درجة نهاية العالم يجب أن تقاتل ليس فقط ضد مقاومة الخالد ولكن أيضًا ضد كنزهم.

كل خالد اكتسب الإرادة وبالتالي التحكم في الوقت، وكان لديه القدرة على حمل وزن هذه الكنوز سوف يبحث عنها بكل ما لديه لأنها كانت الخطوة التالية في تطور قواهم.

كان روان واحدًا من الخالدين القلائل الموجودين الذين لم يكن لديهم كنز ليكون حجر الأساس لقواهم، حيث كان سلالته قوية للغاية، ولكن لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لمعظمهم، وكان البحث عن الكنوز القوية التي يمكن أن تدعم رحلة زراعة الخالد مهمًا للغاية.

من ناحية أخرى، لم يكن يهتم بالكنوز، وكان فقط تلك التي تتناسب مع احتياجاته المحددة هي التي كان يزرعها ويعتز بها.

ظهر قطع غامض آخر على أصابعه التي كانت تنسج هذا الكنز ولم يتوقف روان بالكاد، كان يعلم أن هذا القطع هو علامة على الرفض من هذا البعد، ومن المدهش أن ما يتلقاه هو مجرد قطع طفيف.

على الرغم من أنه لوضع تلك الجروح في المنظور الصحيح، مع حجمه الحالي، يمكن لإصبع واحد من أصابعه أن يحمل عشرات المجرات، وكانت هذه الجروح الطفيفة المزعومة عبارة عن جروح من شأنها أن تمزق المجرات، إلا أن روان لا يزال يعتبرها طفيفة نسبيًا، لأن الانتقام من العالم يمكن أن يكون أسوأ بمليون مرة.

إن تعلم خداع الأبعاد مهارةً لا يستهين بها روان أبدًا. فمع تنوع الدفاعات التي يمكن أن يصمد بها العالم ضد المتطفلين، لم يدرك أحدٌ منهم قط أن جوهر العالم نفسه يمكن أن يكون له حياةٌ خاصة به.

*****

عادت شعلة الروح إلى نسج الكنز، مستخدمةً إياه لترسيخ الذكرى في الاتجاه الذي أرادت أن تتبعه. كان الأمر صعبًا للغاية لأن عقل روان غني جدًا، لدرجة أن مسارًا بسيطًا في عملياته العقلية قد يحملك إلى رحلة أخرى قد تستمر لملايين السنين. لم يكن لديها ذلك الوقت، أرادت أن ترى هذه المعركة.

عادت إلى مسار الذاكرة مع الاتجاه الذي يمكن أن يسلكه الكنز لينمو. الخالد في مستوى البعد الرابع، الذي يمتلك كنزًا من مستوى نهاية العالم، يتمتع بميزة على غيره من نفس المستوى. وحسب الخالد، قد تكون هذه الميزة طفيفة أو هائلة، لكنها عادةً ما تكون غير هائلة. كان هناك عباقرة يتمتعون بفهم قوي وسلالات عريقة، ولم يحتاجوا إلى كنوز لسد أي ثغرات في دفاعهم أو هجومهم، وإستطاعوا محاربة كنوز من مستوى نهاية العالم.

كان من الصعب صناعة كنوز من درجة نهاية العالم، لكنها لم تكن نادرة، وسيكون الخالد من البعد الرابع الذي يتمتع بعمر لا نهائي تقريبًا قادرًا بمرور الوقت على الوصول إلى كنوز متعددة على هذا المستوى لتعويض أي من أوجه القصور لديه.

كان هذا هو المسار الطبيعي للخالدين، فلم يكن بإمكان الجميع أن يكونوا بلا حدود مثل روان. كانت الخطوة التالية بعد مستوى نهاية العالم هي مستوى السيادة، وهذه نقطة تحول لم يستطع عدد لا يُحصى من الخالدين تجاوزها.

لقد إستخدم الخالدون من البعد الخامس والسادس والسابع كنوزًا من مستوى السيادة. كانت هذه الكنوز قد بلغا ذروة التلاعب بالزمان والمكان، وصنعها بالغ الصعوبة، إذ تتطلب عادةً موارد بُعد أعلى كامل لصنع كنوز من هذا المستوى.

يمكن اعتبار كنز من هذا النوع أبديًا، ويمكن إلقاء ظله على الزمان والمكان، مما يمنح مستخدمه ضمانًا بالخلود تقريبًا.

في مستويات القتال العليا، أصبح الزمان والمكان أدواتٍ للمعركة، والماضي سلاحًا لإيذاء الخالدين. وبالمثل، تمكّن انعكاس روان من تقييد الصاعد العظيم ذي البعد السادس، مثل شيسو. لو كان لدى شيسو كنزٌ من فئة السيادة، لكان من المستحيل تمامًا على الانعكاس القيام بهذه الحركة.

يمكن للخالد الذي يمتلك هذا الكنز أن يسحق الآخرين من نفس المستوى تمامًا وسيكون قادرًا على الهروب من أولئك من المستويات الأعلى اعتمادًا على طبيعة الكنز نفسه.

على الرغم من أن الكنوز من مستوى السيادة كانت مخصصة في الأصل للاستخدام من قبل الخالدين من البعد الخامس، إلا أن ذلك لم يمنع الخالدين من الأبعاد الأعلى من جمع كنوز متعددة من درجة السيادة واستخدامها كنقطة ارتكاز لتقنياتهم.

سبب هذا هو أن المستوى التالي من الكنوز كان نادرًا جدًا وقيمًا للغاية، لدرجة أن القليل جدًا منها موجود في كل الواقع، ونظرًا لصعوبة صناعتها بشكل جنوني ومعدل الفشل المرتفع في صناعة هذا المستوى من الكنوز، تم إنشاء فئة جديدة لتلك الكنوز التي فشلت في الوصول إلى هذا المستوى وتم اعتبارها كنزًا على مستوى المصدر الأولي.

كانت كنوز مستوى المصدر الأولي محاولات فاشلة لإنشاء كنوز بمستوى المصدر. ونظرًا لصعوبة إنشاء كنوز بمستوى المصدر، فشل معظم الحرفيين عمدًا، وصنعوا المصدر الأولي بدلًا منه.

لا يمكن القول بأن هذه الكنوز أعظم من كنز مستوى السيادة بالضرورة، لكن لديها القدرة على تسخير قوى الأبعاد التي يمكن أن تتناسب مع مسار الخالد.

السبب وراء أن هذه الكنوز كانت مرغوبة جدًا هو أنها يمكن أن تسلط الضوء على مسار إلى بُعد أعلى، مما يجعل من الأسهل على الخالد الوصول إلى مصدر مساره.

ولم يكن هذا يقلل من أهم سمة لهذا الكنوز، وهي أنه نظرًا لأنها كانت مسارات كامل تقريبًا بحد ذاته، ثم يمكنها أن يحمل وزنها الخاص.

بعبارات أبسط، حتى الفانين يمكنهم استخدام كنز مستوى المصدر الأولي!

لا يمكن لخالد البعد الرابع أن يحمل كنزًا من الدرجة السيادة، لأن وزنه من شأنه أن يحطم أساسه إلى لا شيء.

ما كان يفعله روان في بُعد غانيم هو صنع سلاح بمستوى المصدر، ولهذا كان بحاجة إلى مصدر، وهو هذا البُعد الميت الذي ينتمي إلى الجبار الطيفي. كان هذا هو الفرق الكبير بين كنز بمستوى المصدر والكنوز التي تحته.

في حين أنه من الممكن صنع كنوز أخرى ذات رتبة أقل من مواد موجودة في الواقع، فإن كنز مستوى المصدر يجب أن يُصنع من مواد البعد نفسه.

كان غانيم مميزًا جدًا بالنسبة لروان، ليس لأنه كان بقايا جبار قوي – بعد الحرب البدائية، كان هناك عدد لا يحصى من الأبعاد المتحللة مثل هذا إذا كنت تعرف أين تبحث – لا، كان هذا البعد مهمًا بسبب السم المخفي الذي تم استخدامه لقتل الجبار الطيفي.

السم هو ما إحتاج روان لحصاده، وكان اسمه النسيان.

الترجمة : كوكبة