السجل البدائي - الفصل 1240

الفصل 1240: معركة الجنون.

كان النداء المألوف مشابها لليد التي كانت تبحث في جسده في الماضي وقد جاء من دوامة ضخمة يخرج منها طريق أرجواني متزايد اللون.

أمام الطريق وللدفاع عنه كانت إحدى المعارك الأشد ضراوة في الصراع الدائر.

كان السبب في ذلك هو أنه بينما كانت قوى الكارثة وبالتالي قوى الجليد غير المعروفة التي قرر ديلوس تسميتها رجال العقرب تتقاتل ضد بعضها البعض، كانت القوتان مجتمعتين تهاجمان هذه الشريحة الأخيرة، ومن بين المقاتلين الثلاثة هنا، كان عددهم هو الأقل، لكن القوة التي امتلكوها كانت مذهلة.

للحظة، نسي حتى النداء من الدوامة أو هالة الصعود الهائلة والشديدة التي يشعر بها من ذلك الطريق، والسحر الغريب شبه المغري للتوهج الأرجواني المنتشر الذي يغطيه، بينما ركز على القوة التي تمارسها المجموعة الأخيرة. على الرغم من أن هذه كانت معركة عمالقة، إلا أن هذه المجموعة الأخيرة التي تشبه الرجال المصنوعين من الذهب المحترق بدت ضئيلة للغاية على الرغم من أن طولهم بلغ آلاف الأقدام.

كان لأصغر سامين الكارثة مخالب يمكن أن تمتد لعشرات الآلاف من الأقدام، وتلك المخلوقات المصنوعة من الفضة والجليد الأزرق لها ارتفاعات تُقاس بالأميال، ويمكنها تمزيق سامين الكارثة الأصغر كما لو كانوا يمزقون الدمى المحشوة.

كانت ناك ثعابين تدور حول أجساد العمالقة الذهبيين، وبعضه يحمل عدة ثعابين تقذف كرات من النيران الذهبي من أفواهها. لم تبدُ هذه النيران قويةً للوهلة الأولى، لكنها تنطلق في الهواء، وكل ما تلمسه كان يمضغ حتى تنفد طاقته.

شيء مثل هذا على الرغم من خطورته لا ينبغي أن يكون مؤثرًا إلى هذا الحد، ولكن هذا مع الأخذ في الاعتبار عملاقًا ذهبيًا واحدًا فقط، ومع ذلك، تغيرت هذه الصورة عندما أدرك أن هناك ملياري عملاق ذهبي على هذا الطريق في تشكيل معركة.

عندما أطلقت جميع ثعابينهم هجوماتهم من أفواههم، كان الأمر كما لو أن بحرًا من اللهب الذهبي يرتفع من الأرض إلى السماء، ويسافر بسرعة الضوء وعندما واجه عائقًا في المقدمة، ذاب ببساطة عبر أميال من الأجساد، سواء كانوا من الكوارث أو المخلوقات الفضية.

نظرًا لحقيقة أنهم كانوا محاطين من ثلاث جهات، أصبح على الثعابين تبديل مسار الهجوم لتغطية المناطق الثلاث المحيطة، ومن التوقيعات السمعية التي يمكن لشمس الصعود ديلوس استخلاصها من هذه الثعابين، لازالت طاقاتهم بعيدة كل البعد عن النفاد.

ومع ذلك، لم يكن هذا ما لفت انتباهه أكثر في هؤلاء العمالقة الذهبيين، كانت الثعابين ببساطة واحدة من قواهم، وبغض النظر عن مدى قوتها، ضد المد والجزر الذي لا نهاية له من الجثث المتدحرجة، لم تتمكن من صد المهاجمين، ربما إذا كانوا يقاتلون سامين الكارثة وحدها، فسيكون بإمكان الثعابين أن تبقيهم في وضع حرج، لكن القوى الفضية الأخرى يمكن أن تطلق أيضًا قوة غريبةخخاصة بها، وقد هلك شمس الصعود تريلمول للتو تحت هذا القصف.

بنفس الشدة التي أطلقت لذبح شمس الصعود، اخترق عدد لا يحصى من الصواعق الفضية الفضاء، وعلى الرغم من أن بحر اللهب الذهبي أذاب جزءًا منه، إلا أن ما مر كان كافيًا لتدمير صفوف هؤلاء العمالقة الذهبيين، لكن مجال قوة غامضًا غطى تشكيلهم بالكامل سينشأ دائمًا للحماية ضد الصواعق.

بفضل فهم شمس الصعود ديلوس للتلاعب بالطاقة، استطاع أن يرى أن مجال القوة هذا كان ينبعث من أجساد كل عملاق ذهبي، وقد وجدوا طريقة لربط تلك القوة معًا عبر عددهم بالكامل، مما أدى إلى تعزيز هذا المجال إلى الحد الذي يمكنه من صد الضربات التي مزقت شمس الصعود حتى الموت.

لم يكن العمالقة الذهبيون يعتمدون على مجال قوتهم للرد، حيث لم يكن ديلوس متأكدًا مما كان ينظر إليه، لكن بدا الأمر كما لو أن هؤلاء العمالقة الذهبيين كانوا يسحقون شيئًا أخضر في راحة أيديهم، ولحظة جنونية ظن أنهم يشبهون العشب، لكن هذا بالتأكيد لا يمكن أن يكون الحال لأن تأثيرات أي شيء كانوا يطلقونه كانت مقنعة للغاية.

يمكن أن تؤدي النيران الذهبية إلى تعطيل ساحة المعركة، لكن ما أبقى العمالقة الذهبيين حقًا في القتال هو الظاهرة الغريبة وغير المتوقعة والطاقة التي يمكنهم إطلاقها.

ظهرت كل أنواع الطاقات الأولية من الهواء، في تركيبات لا ينبغي أن يكون لها أي معنى ولكنها قادرة بطريقة أو بأخرى على العمل في وئام لتعطيل تدفق مهاجميها.

سوف يجد سامي الكارثة المهاجم فجأة مخالبه المتخبطة مغلفة بالجليد وستصبح أفواهه العشرة آلاف مليئة بالتفاح الأخضر الملتقط الذي تم سحقه تحت نظرة السامي المذهولة إلى سم قوي من شأنه أن يذيب السامي الساقط من الداخل إلى الخارج.

تظهر متاهات مصنوعة من البرق والظلام يبلغ قطرها مئات الأميال من الهواء حول الجيوش المهاجمة، مما يربكهم، ويوجههم إلى نقاط الاختناق حيث يمكن للنيران الذهبية القضاء عليهم في دفعات…

ظهرت أشباح من جميع الأشكال والأحجام في ساحة المعركة والتي جذبت قوة هجمات المهاجمين، مما أدى إلى إرباكهم وإرسالهم في مطاردة أوز برية …

لقد تحول الواقع حول ساحة المعركة، ولم تكن هذه أشباحًا بل تغييرات حقيقية، مثل الجدران الضخمة التي يبلغ ارتفاعها أميالًا، والمدن المصنوعة من النار الخضراء، والأكثر انتشارًا في هذا الجنون من الإبتكار الذي لا نهاية له كانت أسلحة الحرب.

سيوفٌ بطول آلاف الأقدام، بدت وكأنها تنبض بالحياة، سقطت على جيوش الكوارث الصارخة ورجال العقارب الفضيين الهامس. لم يُسبب أحدها ضررًا يُذكر، لكن عددًا لا يُحصى من هذه الأسلحة ظهر من العدم.

ما لم يكن يعرفه شمس الصعود ديلوس هو أن ما كان يلاحظه كان مجرد غيض من فيض عندما يتعلق الأمر بقوى الإبتكار التي أطلقها العمالقة الذهبيون، التي دافع عنها الطفل السامي، وأعطاها الضائع التوجيهات، كانت المعركة الحقيقية تدور داخل أجساد هذه المخلوقات.

لقد أخذ الضائع صفحة من كتاب روان عندما ولد من جديد في هذا العالم وأدرك أنهم لا يستطيعون إطلاق ما يكفي من القوة النارية لتدمير الحشد اللامتناهي من الأعداء في طريقهم، ولكن إذا تمكنوا من إيجاد طرق لإعاقتهم من الداخل، فسوف يفوزون في هذه المعركة لأن مهتهم لم تكن تدمير الجيوش هنا، بل شراء الوقت لإكمال الطريق حتى يتمكن جسد روان الحقيقي من دخول هذا العالم.

داخل أجساد أعدائهم، تم إنشاء تعاويذ صغيرة ودمى بالتريليونات، وكانت وظيفتها ببساطة التسبب في تغييرات طفيفة في الأجساد التي يسكنونها، سواء كان ذلك تعمي مضيفهم للحظة أو حتى التسبب في ارتعاشهم أو تشنجهم.

في هذه المعركة، استطاع الضائع أن ينسق بشكل مثالي بين كل المليارات من هؤلاء العمالقة الذهبيين، ويتأكد من أنه عندما تسوء الفرصة بسبب تلك الانحرافات التي تم إنشاؤها داخل أجساد أعدائهم، فإنهم كانوا هناك للاستفادة منها.

كانت هذه المعركة مستمرة منذ أسابيع في هذه المرحلة، وأصبح الجسر مكتملًا إلى حد ما، ويمكن للضائع أن يشعر ببطء بأن تيار المعركة يتحول لصالحهم.

بالنسبة لصاعد الشمس ديلوس، كان الأمر أكثر من اللازم، فوضى في كل مكان، ومع ذلك بدا أن العمالقة الذهبيين كانوا جميعًا متزامنين، وحركاتهم سلسة مثل الفضة، حيث أطلقوا العنان لجميع أشكال الخيال في الحقل، ولفترة من الوقت كان أصغر حزب يكبح جماح مد وجزر لا نهاية له من الأجساد.

ولكن حتى الأعمى استطاع أن يرى أنهم لا يستطيعون الصمود لفترة طويلة.

الترجمة : كوكبة