السجل البدائي - الفصل 1218

الفصل 1218: الكراهية وراء القبر

من السهم المتبدد في يد روان جاء تأوه منخفض، وضحكة مكتومة بشكل غير متوقع استمرت في النمو حتى تحولت إلى ضحك كامل، ثم خرج صوت عين الزمن منه، وبدا الصوت الذي استخدمته مألوفًا جدًا، لدرجة أنه جعل روان يعج ببرودة الغضب الذي يمكن أن يحرق الكون من خلال روحه.

“هل كل شيء يسير على نحو خاطئ معي؟ يا صغيري، أنت مخطئ تمامًا، وحان الوقت لتتعلم، دعني أعلمك مجددًا ألا تستهين بعدوك.”

لقد عانت عيون العالم أعلاه التي كانت تطلق صاعقة المحنة الأحمر المدمرة من إطلاق مثل هذه الطاقات دون تراجع، في البداية كانت العيون الأربع الضخمة في السماء خضراء، ثم تحولت إلى اللون الأحمر قبل أن تهدر بقوة من الغضب، وانهارت العيون الأربع، لم يعد من الممكن السيطرة على الدمار، فقط توجيهه، وحتى قناته، بغض النظر عن مدى متانتها، سوف تنهار حتما.

لم يكن روان ينظر حتى إلى السماء، بل كان كل انتباهه منصبًا على الفوهة الهائلة التي خلّفتها انفجارات برق المحنة التي لا تنتهي. ملأ الظلام وبقايا البرق الأحمر الفوهة، ثم صفق أحدهم داخل دوامة الدمار تلك، واختفت الفوضى.

تراجع روان خطوة إلى الوراء، لم يستطع مساعدة نفسه، داخل تلك الحفرة، كانت إلورا تبتسم له،

“هَلْ كُنْتَ تَعْتَقِدُ أَنَّكَ لَنْ تَرَانِي مَرَّةً أُخْرَى يَا فَتَى؟”

من خلف إلورا، صدر صوت عدوه الأكثر كرهًا، وجائت يد من خلف والدته المبتسمة ولفّت نفسها حول حلقها، أغمضت عينيها وابتسمت، وانحنت برأسها كما لو كانت تستريح على اليد الملفوفة حول حلقها.

ظهرت شخصية مصنوعة من الظلام خلفها، وفي البداية، كان الشيء الوحيد الذي يمكن لروان رؤيته هو أسنان حادة لامعة مثل أسنان التمساح والتي سرعان ما تحولت إلى وجه يشبه وجهه بنسبة تسعين بالمائة عندما ابتسم له الأمير الثالث، قبل أن يعبس برفق،

“أَوهْ، لَا تَقْلَقْ بِشَأْنِ الْعَيْنِ، إِنَّهَا مَصْدُومَةٌ قَلِيلًا مِنْ الْعَالَمِ، وَلَدَيْنَا وَقْتٌ لِلدَّرْدَشَةِ قَبْلَ أَنْ تُهَاجِمَنِي مُجَدَّدًا. لَقَدْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ يَا فَتَى، هَلْ مَا زِلْتَ تُطَارِدُ هَذَا السِّبَاقَ الشَّرِسَ لِلسُّلْطَةِ؟ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ إِنَّنِي أَشْعُرُ بِخَيْبَةِ أَمَلِ بَعْضَ الشَّيْءْ. جَمِيعُنَا نُرِيدُ أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ، وَسَيَكُونُ مِنْ الْمُؤْسِفِ أَنْ يَظَلَّ الْعَدُوُّ الَّذِي يَسْتَطِيعُ قَتْلِي ضَعِيفًا.”

طوال هذا الوقت بينما يستمر في الحديث، كان يلف يده حول إلورا وبضربة شرسة لفها حتى سحق عمودها الفقري إلى مسحوق، مزقها إلى نصفين، وفصل النصف العلوي من جذعها عن خصرها والنصف السفلي منها، ووضعها على الجانب مثل الضرب، ومن الغريب أنها كانت لا تزال تبتسم.

بدأت عيون العالم تظهر من جديد فوق رؤوسيهما، كانوا يدركون أن عملهم لم يكتمل، وفي غضبهم، ما سيأتي سيكون أسوأ مائة مرة.

“إذن أنت على استعداد للعب مثل هذه الألعاب السخيفة بينما موتك قادم؟” أشار روان،

ابتسم الأمير الثالث وقال: “هَيَّا يَا فَتَى، يَجِبُ أَنْ تَعْرِفَنِي بِشَكْلٍ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا”.

“نعم،” عبس روان، “أنا أعرفك.” نظر إلى السماء إلى مئات العيون التي تم إنشاؤها، “ماذا ستفعل بهذا العالم؟.”

ضرب الأمير الثالث عنقه، وضحك بصوت عالٍ، “أَنْتَ تَعْرِفُنِي…” ثم رفع نصف جذع إلورا النازف إلى السماء، “… لَا شَيَءَ جَيِدْ.”

تحول وجه إلورا الجميل المبتسم فجأة إلى وجه عجوزة مرعبة، يبدو أنها تقدمت في السن ألف عام في ثانية واحدة ثم فتحت عينيها وصرخت.

من عينيها وفمها خرج ضوء أبيض ساطع سافر إلى السحاب، واخترق العتبة التي تفصل العوالم الدنيا عن العوالم العليا، ووصل إلى أعلى السماء حيث لامس مئات العيون المفتوحة، وإلى دهشة روان، بدت عيون العالم وكأنها أصبحت نعسانة وكافحت لفتح نفسها دون جدوى.

أطلق الأمير الثالث رقبة إلورا وعلقها في الهواء، لم يتوقف تيار الضوء الخارج من عينيها وفمها، لكن يبدو أن الضغط الناتج عن كبح جماح العالم بأكمله كان يسبب ضررًا لجسدها لأنه بدأ يتقلص بسرعة، ولكن في الإطار الزمني الذي تعمل به هذه الكائنات، فقد تبقى عيون العالم مغلقة بشكل دائم.

لمس جبهته بإصبعه السبابة، فتحرك اللحم تحت إصبعه وانفصل، كاشفًا عن الشكل الحقيقي لعين الزمن التي كانت على شكل مكعب، ومن الانبعاثات الصادرة من العين، بدا أنها نعسانة أيضًا.

“”هَلْ تَعْلَمُ لِمَاذَا خَسِرْتُ أَمَامَكَ، وَلِمَاذَا تَتْبَعُ هَذِهِ الْبَقَايَا عَدِيمَةُ الْفَائِدَةِ مِنْ الْجَسَدِ الْبُدَائِيِّ طَرِيقِي الْفَاسِدْ؟ لَيْسَ لِأَنَّنِي اسْتَهَنْتُ بِكَ، لَا لَا لَا، فِي النِّهَايَةِ تَوَقَّفْتُ عَنْ ذَلِكَ الْفِعْلِ الْأَحْمَقِ، سَبَبُ خَسَارَتِيَ أَمَامَكَ هُوَ أَنَّ لَدَيْكَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرٍ فَرِيدَةً تُحَوِّلُ الْقَذَارَةَ إِلَى ذَهَبٍ. هَلْ تَشُكُّ بِي؟ انْظُرْ إِلَى دِيمُوقْلِيسْ الْأَحْمَقِ فِي السَّمَاءِ، وَقَدْ سَحَقَتْهُ قُوَّةُ الْأَحْلَامِ.”

أمال روان رأسه إلى الجانب ونظر بعيدًا عن الأمير الثالث إلى العيون المغلقة في الأعلى والتي كانت تهتز بتردد إيقاعي كما لو كانت في نوم عميق، تفاجأ روان بأن عين الزمن قادرة على إطلاق العنان للقوة التي يمكن أن تتحكم في عالم قوي مثل نجم الهلاك، ولكن عندما تذكر أن إرادة هذا العالم كانت مكسورة من قبل البدائيين، يمكنه أن يفهم كيف ان عين الزمن قادرة على التلاعب بها،

“لا أذكر أن الأحلام كانت جزءًا من القوة التي تتحكم بها،” سأل روان الأمير الثالث.

“لَيْسَتْ كَذَلِكَ،” ابتسم الأمير الثالث، “وَمَعَ ذَلِكَ، لَا أَذْكُرُ أَنَّ خِدَاعَ عَالِمٍ كَانَ مِنْ بَيْنِ الْمَهَارَاتِ الْمَوْجُودَةِ فِي سُلَالَةِ الزَّمَنِ، وَلَاكِنَّكَ يُمْكِنُكَ تَحْقِيقُ شَيْءٍ كَهَذَا بِسُهُولَةٍ. عِنْدَمَا لَفَظْتُ أَنْفَاسِي الْأَخِيرَةَ، ظَلَلْتُ أُفَكِّرُ، كُلُّ مَا تُحَقِّقُهُ مُسْتَحِيلٌ، وَمَعَ ذَلِكَ، هَا أَنْتَ ذَا، تَفْعَلُ الشَّيْءَ نَفْسَهُ مِرَارًا وَتَكْرَارًا. كَانَتْ عَيْنُ الزَّمَنِ مُتَغَطْرِسَةً، لَمْ تَسْتَمِعْ إِلَيَّ عِنْدَمَا قُلْتُ لَهَا إِنَّهُ لِلْفَوْزِ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مِثْلَكَ، وَالْآنَ تَعَلَّمْتُ دَرْسًا قَاسِيًا.”

نظر الأمير الثالث إلى الأعلى إلى العينين المغلقتين وابتسم، “لَقَدْ نَامَتْ عَيْنُ الزَّمِنِ لِأَبْدِيَاتٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَفِي كُلِّ تِلْكَ الْأَوْقَاتِ كَانَتْ تَحْلُمُ، بِالطَّبْعِ النَّوْمُ يَجْلِبُ أَيْضًا الْكَوَابِيسَ، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ بِإِمْكَانِهَا أَنْ تَحْلُمَ طَوَالَ ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَمَنْ أَكْثَرَ مِنْهَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ أَنْ تَحْلُمَ؟”.

لمس عين الزمن على جبهته فأضائت بوهج أرجواني عندما عاد إليها الوعي،

“أَنَا مَيِّتٌ يَا رَوَانُ، لَكِنَّنِي تَعَلَّمْتُ مِنْكَ مَا يَكْفِي. لَقَدْ قَتَلْتَنِي، وَلَكِنْ حَتَّى وَأَنَا جُثَّةٌ، فَإِنَّ كَرَاهِيَتِي لَكَ كَافِيَةٌ لِدَفْعِ حِجَابِ الْمَوْتْ، وَإِحْبَاطِ أَيٍّ مِنْ خُطَطِكَ. لِذَا يَا بُنَيَّ …”

خرج صوت الأمير الثالث من العين الأرجوانية ذات الزوايا الأربع في جبهته، “… هَلْ تَفْتَقِدُنِي؟”.

الترجمة : كوكبة

——

الأمير الثالث ما اتوقع أحد فكر أنه ربما يرجع مرة ثانية ولاكن ها هو رجع، أيضا تشكيل الكلمات ذا ما يستخدم كثيرا إلا لما اشوف ان الحدث جدا مهم