السجل البدائي - الفصل 1204

الفصل 1204: إكمال الكسوريات الرونية

كانت علاقته بهذه السلالة من أغرب العلاقات. وُلِدت قبل تناسخه، وتنتمي إلى الشكل الأول لروان كورانيس، وهي المفتاح الأخير الذي فتح السجل البدائي لحظة ولادته، وبعد ولادته، كانت هذه السلالة هي التي عبرت الزمن لإحيائه، وتسائل إن كانت قد فعلت الشيء نفسه مرة أخرى.

“أملي”، كررها مرة أخرى، ولمست روحه لحاء الشجرة الخشن قبل أن يُدخله في كسورية الرون. أضائت هذه الكسورية الرون الرابعة، وبدأ الصندوق يتحول، فلم يتغير حجمه، بل شكله.

ما خرج من هذا التحول كان كرة، ومع الأضواء المتوهجة منها، والتي تنافس نجمًا مشتعلًا، أصدرت نبضة ثابتة من القوة أرسلت موجات صدمة في جميع أنحاء الفضاء العقلي.

‘حسنًا، هذا هو المكان الذي تصبح فيه الأمور غريبة،’ تمتم روان لنفسه، ومد يده إلى روحه واستخرج جزءًا من سلالة الزمن وأخرجه.

خارج روحه، اتخذت سلالة الزمن شكلها الأصلي وأشرقت باللون القرمزي كما لو أن روان قطع قطعة من شمس حمراء، هذا اللون أصبح أعمق، وأصبح أكثر ثراءً حيث أطلقت سلالة الدم انفجارًا من القوة التي اتخذت أشكالًا خارجية مختلفة مرتبطة بالزمن، وكان أبرزها الساعة الرملية الضخمة.

“لَا شَيْءَ يَفُوقُ الزَّمَنَ!”.

لقد لفت هذا الشكل انتباهه لأنه لم يكن من بين تلك التي كان يراها عادةً داخل روحه، والتي كانت في الغالب تروسًا ومعدات مثل الأجزاء الداخلية للساعة، وتساءل عما إذا كان ذلك لأنه رأى أن مصدر الزمن في سلالة الدم يتمتع بنفس الميزة التي جعلته يقلدها عندما كانت الطبيعة الحقيقية لقوى الوقت لديه هي هذه الساعة الرملية.

انقطع تفكيره عندما أضاف سلالة الزمن إلى الرون الخامس الكسري، فأضاء الكرة، وبدأت تدور. بدأ النبض الذي كانت تُصدره يكتسب حدةً حادةً شقّت جذورها في الفضاء الذهني المكوّن من بلورات زرقاء ضخمة، أصلب من الماس بملايين المرات.

لقد مزقت هذه النبضة الأرض، وألقت جزيئات زرقاء في الهواء لمئات الأميال، وكان على روان أن يبدأ في تحويل كمية صغيرة من الطاقة للشفاء وتعزيز مساحته العقلية قبل أن تتضرر بشكل لا يمكن إصلاحه.

توقف للحظة، وحالته العقلية في حالة من الفوضى وهو يحاول ألا يتسائل كيف عرف روان الماضي أنه سيحصل على سلالة الزمن، وبالتالي الروح لأنه لاحظ بالفعل أن الكسورية الرونية السادسة تحتاج منه وضع جوهر روحه فيها.

حاول روان ألا يفكر في الأمر طويلًا وهو يقطع جزءًا من روحه، كان على شكل نهر مشتعل من لهب أبيض. انفصلت روحه عن سلالة الزمن وجسده الصاعد، وعادت إلى بياضها، وتألقت كنجمة. قطع روان، باستخفاف، ما يكفي من جوهر الروح ليُغذي كامل روح الكون طوال دورة حياته، وكان هذا واحدًا بالمائة فقط من جوهر روحه بالكامل.

“كَيْفَ نَمَتْ…”

قال هذا، ثم دفع جوهر روحه إلى الكسوري الروني السادس، وتماسك، متوقعًا تحولًا جذريًا آخر.

لم يخيب أمله.

كانت الكرة تدور بسرعة ثابتة، ولكن عندما أضاف جوهر روحه، زادت السرعة إلى درجة محمومة وصوت طنين مثل الهارمونيوم نشأ من الكرة الدوارة التي استمرت في زيادة شدتها حتى اتخذ الصوت شكلًا، وتقطيعه إلى واقع مثل شرائح طويلة نظيفة في أعقابه والتي عالجها روان بسرعة باستخدام طاقة روحه.

من مسافة بعيدة، اعتقد روان أن الشكل الذي اتخذته الموجات الصوتية يشبه أجنحة نورانية ترفرف.

“الدَّوْرُ الثَّانِي يُنِيرُ الْعَقْلَ… الرُّوحُ تَهْرُبُ مِنْ قُيُودِهَا.”

كان روان يتوقع الصوت لكنه ما زال يهزه إلى الصميم، فلم يستطع إلا أن يسأل نفسه لماذا يتحدث بلغة البدائيين، وهي لغة لم يتعلمها إلا عندما رأى رؤية الزمن والنور والشيطان داخل ذاكرة سلالته.

بالطبع، كان لدى روان عدة فرضيات، كل واحدة منها أكثر جنونًا من الأخرى، لكنه اعتقد أن السبب الأكثر ترجيحًا لذلك هو أنه يجب أن يكون قد وجد طريقة للارتباط بماضيه ومشاركة المعرفة مع ذاته السابقة في اللحظة التي اكتسب فيها سلالة الزمن، والسبب في عدم قدرته على تذكر القيام بمثل هذا الشيء هو الذكريات المفقودة المتبقية في الجزء الأخير من لحمه البعدي.

بدت النظرية مجنونة على الورق، ولكن بعد التفكير فيها لفترة من الوقت، رأى أنها قابلة للتطبيق، ربما ليس للآخرين، لكنه يمتلك سلالة حقيقية للزمن وسلالة اوروبوروس الخاصة به التي كان لها تأثير دراماتيكي إلى حد ما على الزمن عندما تم إقرانها به يمكن أن تؤدي إلى كل أنواع التغييرات غير المعروفة.

لقد لفت انتباهه الدوران المتزايد للكرة وبدا الأمر كما لو أنه وصل إلى نقطة تحول، وفجأة اشتعلت الكرة بصوت عالٍ كاد أن يكسر مساحته العقلية إلى نصفين، والحرارة التي أصدرتها حولت مساحته العقلية إلى رماد، وفقط الشفاء المحموم لها بواسطة روان أبقاها في حالة توازن.

بدأ ببطء في الحفاظ على السيطرة واستعادة مساحته العقلية بما يتناسب مع الدمار الناجم عن موجات الحرارة ثم تجاوزها، وقبل فترة طويلة، تمكنت مساحاته العقلية على الرغم من كونها تحت الحرارة الشديدة من الحفاظ على حالة نقية.

لقد فتح ستة من الكسوريات التسعة، تاركًا ثلاثة أخرى لم تُفتح. كان روان يعلم مسبقًا ما ستكون عليه الثلاثة الأخيرة، وهذا ما عزز في ذهنه فكرة أنه كان قادرًا على إرسال رسالة إلى الماضي بسلالة الزمن خاصته، وإلا فكيف كان ليعرف أنه سيتمكن من الوصول إلى هذه التيارات التسعة المختلفة تمامًا من الطاقة بعد مليون عام؟

كان هناك الكثير من الأشياء المثيرة للريبة حول إقامته ووصوله إلى هذا العالم، لكن روان كان مصمماً على معرفة الحقيقة بطريقة أو بأخرى.

كان الحصول على الكسورية السابعة أمرًا سهلاً، فقد سحب من فضائه العقلي كومة كبيرة من الأرض الزرقاء، وأحضرها إلى الكسورية الرونية السابعة بعد امتصاصها وإضاءتها، بدأ دوران الكرة في التباطؤ، وبعد فترة قصيرة توقفت وبدأت تهتز بطريقة غريبة.

بدأ الأمر كما لو أن هناك قوتين مرعبتين تؤثران عليها حتى تتمكن من الدوران في اتجاهين متعاكسين في نفس الوقت، وهذا أدى بطبيعة الحال إلى إبطائها وتوقفها، وجاء الاهتزاز الغريب من قوتين تتقاتلان ضد بعضهما البعض.

كان الكسور الروني السابع هو طاقة الصعود. راقب روان الكرة المهاجرة برهة، ولما لم يرَ أي تغيير، هز كتفيه واستدعى طاقة روحه، وفي لمح البصر حوّلها إلى هالة كارثة خالصة.

لقد قامت هذه، الهالة بتنشيط الكسورية الرونية الثامنة وزاد الاهتزاز من الكرة إلى الحد الذي أصبح فيه سطح الكرة غير واضح، ثم أخرج روان القطعة الأخيرة من اللغز لإكمال الكسور الرونية، وهي قطعة من الأثيريوم تم حصادها من المحيط اللامتناهي.

الترجمة : كوكبة

——

روان الماضي كان مدبر لكل شيئ حرفيا