السجل البدائي - الفصل 1197

الفصل 1197: تسوية اللوحة

في عالم الزمن الذي تلعب به الكائنات ذات الأبعاد العليا، يمكن أن تكون الثانية طويلة كالسنوات، وقد حطم روان في هذه الثواني القصيرة جسد العين، عشرات الآلاف من المرات، وطوال ذلك الوقت، لم تتوقف العين أبدًا عن محاولاتها للتواصل معه، لكن يبدو أن روان أصبح ممسوسًا، محطمًا القشرة الفانية لعين الزمن، مرارًا وتكرارًا، على الرغم من أن هذا الفعل بدا وكأنه يكلفه الكثير، ولكن إذا وجد هناك شيء واحد لم يفتقر إليه روان أبدًا، فهو الطاقة، يمكنه أن يفعل هذا إلى الأبد.

لم تكن أفعاله متهورة، بل كانت تهدف فقط إلى تحقيق أجندته، وبفضل شخصية روان، فقد راجع هذه السلسلة التالية من الأحداث بعناية قبل التصرف فيها. إن روان يفعل ذلك دائمًا إذا أتيحت له فرصة التفكير في أي مسألة، ومن الخطأ دائمًا منحه مزيدًا من الوقت لتصفية ذهنه، لقد ارتكبت عين الزمن خطأً فادحًا.

عندما بدأ في تحطيم جسد العين باستخدام هجوم شيسو القائم على الإرادة كتمهيد، كانت عين الزمن قد فوجئت في البداية قبل أن تنزعج من التدمير المستمر لقوقعتها حيث بدا غضبها يرسم لآلئ الرعد من السماء والفضاء المحيط بدأ يتشوه تحت سخطها غير المعقول، لكن روان عرف أن هذا كله كان تمثيلًا، لأن العين يجب أن تعرف الكثير حول شخصية روان قبل الآن، وستتوقع هذه النتيجة كواحدة من الاتجاهات العديدة التي سيتخذها، بعد كل شيء، كانت تقود روان إلى هذا الطريق.

من المرجح أن تكون عين الزمن قد استخلصت نتائج مختلفة لهذه المواجهة مع روان، والتحدي الذي كان على روان أن يفوز به هو التأكد من أنه يتبع أحد المسارات المحددة التي وضعتها العين دون شك مع ضمان استمراره في خدمة غرضه الخاص.

لقد استخدم معرفته لذاته السابقة كأساس. مع طبعه السابق وجشع سلالة أوروبوروس، لم يكن هناك أي مجال لقبول روان بمثل هذه الصفقة، وعين الزمن تعلم ذلك.

كانت أنيما بدائي الزمن مصدر قوةٍ هائلةٍ لدرجة أن روان لن يتخلى عنها أبدًا، حتى لو وعدته العين بألف نعمة. ومع ذلك، مع عين الزمن، توجد هناك دائمًا أجندةٌ خفيةٌ أخرى، وهذا ما أخّر روان طويلًا لأنه لم يستطع اتخاذ أي خطوةٍ دون معرفة ما تسعى إليه العين حقًا، وقد أطلق أخيرًا خطته الانتقامية عندما وجدها، وقد كانت الإجابة مفاجئةً حقًا.

*****

كان البحث عن الإجابة متجذرًا في استفسار واحد، والسؤال الذي يجب عليه طرحه هو لماذا جائت عين الزمن إلى روان بهذه الصفقة عندما كانت تعلم أنه لن يقبلها أبدًا؟.

على السطح كان الجواب سهلاً بما فيه الكفاية، اعتقد روان أن هناك عدة أسباب، الأول والأكثر وضوحا هو للتلاعب به بأسرار الماضي.

بخلاف أي خالد عادي، كانت لروان صلات جوهرية بالبدائيين والقوى العليا الأخرى، والتي سيبحث عنها معظمهم طوال حياتهم، لكنهم لن يجدوا فيها أي أثر. في الواقع، 99.9999999% من كل الخالدين الأحياء موجود لن تتاح لهم فرصة التطرق إلى القضايا المتعلقة بالبدائيين والعصور القديمة، لكن كل شيء في روان كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بهذه الكيانات الغامضة والقوية.

كان متعطشًا لمعرفة الماضي، لأنه حينها فقط يُمكن حل الألغاز التي تُقلقه، وكشف مسار مستقبله. لقد علمت العين أنه إذا أرادت التأثير على روان، فإن هذه المعرفة الخفية هي خيارها الأمثل.

ومع ذلك، هذا مجرد السطح، لفهم السبب الحقيقي وراء هذه المهزلة، كان على روان أن يذهب أعمق، والسبب الرئيسي الذي جعله يشعر بأن العين إختارت القيام بهذه الخطوة بسيط، فقد عرفت أن روان لا يستطيع الوصول إلى أنيما البدائي في هذا الوقت!

كل أخبرت به روان كان به إدراك لهاذا العامل المهم. بل كان يُخطط لزرع بذرة شك في عقله، ستتفاقم هذه البذرة، وعندما لا يبقى أمام روان خيار سوى الاستسلام، سيستغلها، وستكون الشروط التي سيفرضها عليه أقسى بعشر مرات.

طوال هذا الوقت كان روان يبحث عن طريقة للوصول إلى المكان الذي رأى فيه الأنيما، ولكن دون جدوى، ثم خطر بباله أن هذه الأنيما هي على الأرجح مصدر سلالة الزمن الذي تركه ورائه.

أدرك روان أن هذا صحيح، لأنه كان متأكدًا من أنه إلى جانب الفوضى، وربما أي قوة عليا مجهولة لم يصادفها، لا أحد يعرف عن مصادر الدم أكثر منه. وباعتباره بُعدًا حيًا، فقد احتوى أيضًا على مصادر الدم، وبالنسبة للزمن، فقد أصبح مصدر سلالة دمه خامدًا دون أي أحفاد يغذونه.

تذكر أن حالة الأنيما كانت مريعة، وفي البداية، لم يستطع معرفة سبب ذلك، على الرغم من حقيقة أن بدائي الزمن لم يكن موجودًا، يجب أن تستمر الأنيما إلى الأبد دون أي علامة على الضرر بمرور الوقت، لكن الحقيقة هي أنه لم يكن ينظر إلى أنيما، ولكن إلى مصدر سلالة الزمن!.

كان هذان مفهومان مختلفان تمامًا، وإذا كان روان السابق هو الذي تعرفه عين الزمن، فلن يدرك أبدًا أن ما ينظر إليه كان مصدر سلالة دم لأن كل تجاربه ستخبره أنه أنيما، حتى أنه خُدع لفترة من الزمن حتى أخذ الوقت الكافي لمعرفة الحقيقة وراء الأكاذيب.

لقد تأكدت عين الزمن من أنها أشارت إلى مصدر سلالة الدم باعتباره أنيما، وهذا من شأنه أن يعزز هذه الفكرة الخاطئة في تفكير روان.

مع وضع كل هذا في الاعتبار، إذا لم يتحول روان إلى كائن يمكنه معرفة الفرق بين مصدر سلالة الدم والأنيما، فإن العين ستكشف أنه لا يستطيع العثور على الأنيما لأنها ستتوقع أن يحاول روان معرفة موقع الأنيما، وكان هذا هو سبب ممطالتها وتأخيرها، كانت تنتظر ارتفاع إحباط روان، لأنه لم يكن هناك أنيما، وهي تعلم أن طريقة تحديد موقع الأنيما كانت مختلفة عن طريقة تحديد موقع مصدر سلالة الدم، ولكن من الواضح أن روان لا ينبغي أن يعرف هذا الفرق.

ماذا كانت تتوقع روان أن سيفعل عندما لم يتمكن من العثور على الأنيما؟، حسنًا، أول شيء تعتمد عليه هو الغضب، لكنه لاكنها تعرف أن روان ذكي جدا بحيث لا يتأثر بالغضب، ومعرفة مدى عقلانية روان، فإن الخيار التالي له سيكون القتال من أجل المزيد من الفوائد حيث سيحتاج إلى سؤال العين عن طريقة الوصول إلى الأنيما، وقد توقع روان أن تستخدم العين الفرصة للمساومة على صفقة أكثر ملائمة.

وبعد اتباع هذه العملية الفكرية، كان الاتجاه الوحيد الذي يمكن لروان اتخاذه هو زيادة أوراق التفاوض الخاصة به حتى لا تفشل هذه المفاوضات.

شعرت عين الزمن أن كل شيء يسير في الاتجاه الذي تريده. إكتشف روان سرًا عظيمًا سيفيده، لكنه لسبب ما لم يستطع الوصول إليه، وشغفه بالسلطة هو الوقود الذي سيدفعه إلى مزيد من الفخاخ التي تُنصبها له العين.

المشكلة في هذه الخطة هي أن روان قد استطاع على قرائة عقل العين.

الترجمة : كوكبة