السجل البدائي - الفصل 1186

الفصل 1186: الخطة ب

استهلكت الأعاصير هالة روان الصاعدة بشراهة، واستمر تطورها المرعب، لكنها لم تكن الوحيدة التي أحرزت تقدمًا، فقد وصل جوهر روان الصاعد إلى حافة الاكتمال عندما عجز عن ذلك – لم يكن هناك سبيل للمضي قدمًا. لم يستطع جسده الصاعد الوصول إلى دان الأول باستخدام إرادة الزمن.

اهتزت روح روان من الغضب وانفجرت صرخة غضب من روحه أسكتت عواء المحنة المتطورة، وانفتحت عينا روحه، ونظر حوله في غضب وأمسك بالمعادن التي برزت في جميع أنحاء جسده،

“قطعة معدنية مثيرة للشفقة بلا حياة!”

مع هدير الغضب، سحب ذراعيه إلى أسفل، كل يد تحمل نصف الخيوط المعدنية بالكامل داخل جسده الصاعد وبينما كان يسحب الهيكل بأكمله أصدر صرخة معدنية عالية مثل تنين مصنوع من المعدن يتعرض للتعذيب حتى الموت.

كان جسده الصاعد قادرًا على تحمل قدر كبير من القوة المبذولة من الخارج والداخل، لكن غضب روان لم يكن يعرف حدودًا، وتحت قوته، بدأ جسده ينهار إلى الداخل.

من بين كل توقعاته، كان هذا واحدًا منها، ولكن نظرًا لوجود عدد قليل من الطرق للتعامل معه، فقد كان يأمل ألا يتحقق.

كان هناك سبب لعدم حصول روان على سلالة الزمن لفترة طويلة على الرغم من أن سجله البدائي قادر على حصاد سلالات الدم التي تتزامن مع جميع تجارب حياته، وكما تعلم بعد اكتساب الروح، فإن سلالة الزمن تتطلب روحًا، وروحًا قوية إلى حد ما قبل أن تتمكن من تجليها.

كان هذا سلالة مباشرة من البدائيين، غير ملوثة بأيدي الزمن القاسية، وكان كما لو كان الجيل الأول من نسل البدائيين.

اكتساب هذه السلالة بروحه يعني أن الزمن لم يكن مُصممًا أساسًا ليُسيطر عليه أي كائن فاني. نظريًا، كان جسد الصاعد قريبًا بما يكفي من الأرواح لقبول إرادة الزمن، لكن روان خاب أمله بجسده المعدني الذي لم يكن يحمل أي أثر لجسد الروح الذي يشبه جسد الصاعد العادي.

في البداية، كان يعتقد أنه ربما مع ارتباطه بالصعود، فإن جسده المعدني سيكون قادرًا على سد الفجوة بين الروح وإرادته، لكنه لا يزال أقل من ذلك.

لقد عادت طبيعة روان لتعيق حركته، فروحه كانت أقوى بكثير، واضطر جسده الصاعد للتضحية بجزء منه لاحتواء قوته الروحية. لعن جسده لم يكن منصفًا له، فقد اختار ببساطة الشرّ الأقل، ولو لم تكن إرادة الزمن مُقيّدة، لتمكن من النمو إلى مستوى دان الأول.

كان غضبه نابعًا من روحه، ولأن روان لم يعد يرغب في كبت مشاعره والعيش كآلة، عبّر عن غضبه. لو فشلت خططه، لكان لديه أساسٌ مُرضٍ لاستحضار الجزء الأخير من وعيه، ولكن إن لم يكن الأمر كذلك… فعليه أن يختار الخطة البديلة… لم يحب روان الخطة البديلة، حتى بالنسبة له، إنها مُتهورة للغاية.

ومع ذلك، لم يكن من النوع الذي يتردد بعد اتخاذ القرار، فقد وقع نظره على سامين الكارثة المتطورة وابتسم، فقد وجد منفذًا لإحباطه.

*****

توقفت تيارات هالة الصعود التي كانت تغذي سامين الكارثة، لكنهم جميعًا تلقوا ما يكفي لإكمال تطورهم. توقفت الأعاصير الهادرة المحيطة بهم، وكُشف عن مائة سَّامِيّ جديد من سامين الكارثة، وكانت أشكالهم غير متوقعة. لقد تشكلوا من ملايين سامين الكارثة المندمجة تحت هالة الصعود النقية لروان، وكان الشكل الذي اتخذوه في البداية يشبه الملائكة. ومع ذلك، فإن نظرة فاحصة ستكشف أن الأجنحة خلف سامين الكارثة هذه كانت مصنوعة من العظام، وأن وجوههم لم تحتوي على شيء سوى العيون، التي تجمعت عن كثب معًا وكأنها تحدق في جدار من النقاط. كانوا جميعًا يحملون مناجل كبيرة مصنوعة من العظام ويبلغ طولهم مئات الأقدام بينما كانت عضلاتهم ثقيلة، فقد قطعوا مشهدًا مرعبًا، ولكن ما كان أكثر إزعاجًا كان يحدث لجسد روان أدناه.

بدأ جسده الضخم المصنوع من المعدن في الانكماش، مصحوبًا بأصوات أنين عالية، وهو أمر متوقع حيث أن الهيكل الذي كان طويلًا بشكل لا يصدق، ملايين الأميال في الواقع قد تقلص بسرعة إلى مئات الأميال، كل هذا كان تحت غضب روان غير الأرضي.

من بعيد كان الأمر كما لو أن المحنة تدخل مرحلة جديدة غريبة حيث كان كلا الطرفين يتطوران للوصول إلى مستوى جديد، لكن روان فقط كان يعلم أن هذه المحنة قد انتهت بالنسبة له، وكان هنا فقط لالتقاط القطع.

تحت أعين السماء المتجمدة، صوت مليء بالغضب يتردد من كومة المعدن المتقلصة،

“ماذا تنتظرون من محنتي؟ غايتكم تنتظركم. لا تدعني أتأخر…” لم يكن معروفًا إن كان سامين الكارثة قد فهموا كل الرسائل الخفية التي وضعها روان في تلك العبارة، لكنهم سمعوا نبرة صوته، فأشعلت غضبهم، فهاجموه بغضب شديد في قلوبهم بينما كانت أسلحتهم تحترق بلهيب أحمر.

بقوتهم الحالية، كان كلٌّ من سامين الكارثة يُضاهي قوة مجموع أعدادهم مجتمعةً في بداية هذه المحنة. انهالت أسلحتهم كالصاعقة، وبدأ جسد روان الصاعد يذوب تحت وطأة وابلهم.

من علوه الشاهق، استمر جسده الصاعد في الانكماش تحت وطأة هجمات سامين الكارثة المتواصلة. كادت الشيكة أن تفقد عقلها من هذا التطور، فقد سمعت هدير غضب أبيها، لقد شلّها الصوت، فلم تستطع الحركة حتى لو أرادت، ولا حتى إيقاف السامين التي صنعتها عن الهجوم. حتى لو أن جزء منها يعلم أن كل شيء لا يزال يقع تحت مخططات الأب، فقد كان أصعب مشهد رأته في حياتها أن ترى جسده المجيد ينهار إلى هذه الحالة.

لقد تحول جسد روان الصاعد من حالته المجيدة إلى كومة من المعدن المنصهر، ثم من فجوة طفيفة في الكومة الحمراء المتصاعدة كانت عين ذهبية تنظر إلى سامين الكارثة بمثل هذا الغضب الذي كان من الصعب على العقل الفاني أن يفهمه وفجأة اختفت كومة المعدن، لا لم تختف… لازال هناك أثر من المعدن الذهبي معلقًا في السماء كما لو أن كومة المعدن قد هربت.

كانت عيون سامين الكارثة تتطلع حولها في حيرة، ولكن بعد ذلك أطلق أحدهم صرخة غريبة بدت وكأنها ضحك ممزوج بالألم.

وبالانسجام، التفت جميع سامين الكارثة لينظروا إلى زميلهم الذي أصدر الصوت واكتشفوا أنه كان الآن ساكنًا وصامتًا بشكل غريب، ثم أمام أنظارهم بدأ جسده يتفكك إلى قطع صغيرة، لا شيء أصغر من الذرة، كان الأمر كما لو تم وضعه على كتلة تقطيع وتقطيعه مليار تريليون مرة، وهو شعور لا ينبغي أن يكون بعيدًا عن الحقيقة.

الترجمة : كوكبة