السجل البدائي - الفصل 1183

الفصل 1183: المحنة

لمدة ستة أيام استمرت الشيكة في صناعة محيطها من النيران، وفي اليوم السابع، فتحت عينيها وأغلقت العيون الموجودة على تاجها.

صدى صوت روان الهادئ في رأسها، “أنت ستبدئين محنتي”.

ومن عمودها الفقري ارتفع طرف منفصل، كان على شكل ساقيها العنكبوتيتين السابقتين، وكانت نهايتها حادة مثل الشفرة التي يمكنها قطع الفضاء.

ارتفع ذلك الفرع، وبدأت الشيكة تُنشد، وكان صوتها خافتًا كالهمس، ثم يرتفع عاليًا كالعاصفة. كلما ارتفع صوتها، كان فرع العنكبوت الحاد ينزل ويقطع، قاطعًا أحد الفرعين اللذين كانت الشيكة تستخدمهما في طقوسها.

الأطراف الجبارة التي واصلت حركاتها الغامضة رغم انفصالها عن جسدها، سقطت في بحر من النار مع دويّ هائل، وسرعان ما غاصت عميقًا تحتها. فجأةً، انطلقت صرخات من الأطراف بعد برهة، كما لو كانت تعاني من آلام شديدة، قبل أن تصمت.

بدأت المزيد من الأطراف تسقط في محيط من النيران حيث لم تتوقف الشيكة عن الهتاف، ومع صرخة هددت بتحطيم الفضاء من حولهم لأميال، تم الانتهاء من الطقوس، وتم قطع آخر زوج من أطرافها، والتي كانت الأيدي الأساسية التي كانت لديها، وتركها بدون أيدي وستظل هذه الحالة من الوجود حتى تكمل المحنة.

عندما سقط هذا الطرف، لم يتصرف مثل الآخرين، بدلاً من ذلك أصدر زئيرًا أثار محيط اللهب أدناه وعندما اصطدم بسطح محيط اللهب، اختفى المحيط بأكمله وتولى جيش مكانه.

كان الجيش مختلفًا عن أي جيش آخر في هذه المملكة. اتخذوا شكل سامين الكوارث البشرية، وبدلًا من الأذرع، لديهم مخالب، وأقدامهم متصلة بمخلوقات ضخمة تشبه التنانين، ليس لها قشور بل كيتين، ومن شقوق دروعهم، كانت ألسنة اللهب الحمراء تسري عبر أجسادهم كالحمم البركانية.

وكان عددهم بالملايين.

انحنت الشيكة التي كانت بلا يدين، ولكنها كانت تمتلك كل مجد ملكة فيل، خصرها حتى شعرت وكأنها تنحني، وجسدها الضخم يغطي السماء ورأسها الكبير الذي كان يبلغ عرضه ميلًا على الأقل توقف على بعد بضع مئات من الأقدام من الجيش في الأسفل.

في داخلها صلت قائلة: ‘يا أبي، اغفر لي ما سأفعله، أنا لست أهلاً، ولكن في خدمتك، سأكسر عظامي وأتجرد من لحمي… هذا أقل ما يمكنني فعله لتشويه جسدك الأعلى’.

أمامكم قوةٌ تريد تحدي أعلى قمم السماوات وأعمق أعماق الجحيم. إنها… ترددت الشيكة قليلًا قبل أن تشد على أسنانها حتى نزفت، “… لا تستحق!”

‘يا أبي، سامحني على تقصيري، فكما تنزف، أنزف أنا أيضًا. فمع كل قطرة تُراق من جسدك، سأنزف مليون قطرة أخرى…’

“اذهبوا واضربوه بلا رحمة أو تردد، وأعلموه بالحماقة التي حصدها من خلال تحدي العروش والقوى التي لا يستطيع فهمها.”

“أنا خاطئة… اغفر لي.”

اتجهت نظراتها نحو جسد روان الصاعد وسقطت دموع الدم من عينيها وكل عيني على تاجها،

“عاقبوا المغتصب!”

“عاقبني أبي!”

كانت جيوش سامين الكارثة صامتة حتى وهم يهاجمون، كان لديهم كل مظاهر الحياة، لكنهم كانوا أمواتًا وكانت القوة التي يمتلكها كل منهم مروعة لا تساوي شيئًا مع صعود دان الأول، لقد كسرت جبالهم الفضاء، وأحرقت لعابهم الفضاء المحيط بها إلى رماد.

لقد أحاطوا بالمسامير الذهبية في تشكيل غريب خلق خيوطًا من الظلام تربطهم جميعًا.

بدأ هذا الخيط من الظلام يهتز ويتوهج، ودفع كل سَّامِيّ كارثة جواده، وفتحت تنانين الكارثة التي كانوا يركبونها أفواهها وخرج البرق الأحمر.

اهتز الفضاء ثم صرخ عندما تدفقت ملايين الصواعق الكارثية ذات القدرة على تدمير الأكوان من التنانين واصطدمت بالمسامير الذهبية، وكادت عينا الشيكة أن تخرجا من رأسها في حالة من الذعر.

وعلى الرغم من تجميد الوقت، إلا أن الصوت الذي خرج من هذا كان كارثيا، ولحظة كانت الأضواء الحمراء التي خرجت من هذه الحركة ساطعة للغاية لدرجة أنه لم يكن من الممكن رؤية أي شيء سوى اللون الأحمر لفترة من الوقت.

عندما خفت الضوء، ظهر جسد روان الصاعد وكان نظيفًا تمامًا، ولا يوجد حتى خدش واحد يفسد سطحه.

زأرت تنانين الكارثة بغضب، وفتحت أفواهها على مصراعيها، وبدلاً من إطلاق الصواعق في الحال، هاجمتها حتى بدأت أجسادها تتوهج وارتفع الدخان من أجسادها، حيث بدأت قطع منها تتكسر تحت الضغط الشديد الذي كانت تضع أجسادها تحته.

اهتز الفضاء مرة أخرى عندما بدأ سامين الكوارث الذين حملوهم في استخراج الأسلحة من داخل أجسادهم، الرماح، والشفرات، والأقواس، والسهام… كلها مصنوعة من العظام وتحتوي على قوى مرعبة.

“اضربوه!!!”

لقد طغى هدير ملكة الكارثة على صواعق البرق التي أطلقها تنانين الكارثة وهذه المرة لم يكن وميضًا في السماء، بل كان وابلًا مستمرًا خلق هديرًا استمر في الارتفاع حتى وصل إلى مستوى لم يكن من المفترض أن يصل إليه الصوت أبدًا، وهذا الزئير الشرير تجاوز هذا المستوى واستمر في الارتفاع.

لقد اهتز مجال الزمن المتجمد لروان إلى الصميم وعندما خافت الشيكة من أنه على وشك الانهيار، تم تعزيز تأثير الزمن المتجمد عدة مرات وتوجهت إلى جسد الصاعد للخالق بصدمة.

لا شيء يجب أن ينجو من هذا القصف، وخاصة جسد الصاعد للخالق الذي لم يصل حتى إلى دان الأول، لكنها لا تزال لا تفهم كيف تعمل قواه أو ما إذا كان ذلك سيكون منطقيًا لها أو لأي شخص آخر في هذا الشأن.

أشرق توهج عينيها النازفتين، وأخرج سامين الكوارث، الذين كانوا يمتطون تنانينهم ويطلقون صواعق البرق باستمرار، أسلحتهم وبدأوا هجماتهم.

استدعت أسلحتهم قوى الخيط الذي يربطهم جميعًا، وعندما قاموا بتأرجحه، أظهر الخيط نسخة عملاقة من أسلحتهم وأرسلها نحو

الجسم الصاعد من روان.

“بوووم!!!”

تم الكشف عن موجات صدمة شديدة انتقلت ببطء من نقطة الاصطدام، ومع إطلاق سامين الكارثة موجة أخرى من الهجمات، اصطدمت قوة ضرباتهم بموجات الصدمة المتفجرة ودفعتها نحو جسد روان، مما خلق تأثيرًا أكثر رعبًا، وقد خلق هذا التأثير موجة صدمة أكبر، لكن الموجة الجديدة من الهجمات من سامين الكارثة قمعت هذه الموجة الصدمية أيضًا، واستخدمتها كسلاح ضد روان.

مثل المعدن الموضوع تحت المسبك، والذي يتم طرقه بواسطة حداد ضخم، سقط جسد روان الصاعد بالكامل تحت المحنة التي من شأنها أن تدمر الكون إلى رماد.

استمر هذا المحنة على هذا النحو لساعات، ولم يكن معروفًا متى ستنتهي.

على الرغم من مدى قوة جسده الصاعد، إلا أنه لم يتم إنشاؤه أبدًا للوقوف في وجه إساءة من هذا النوع، وظهر الشق الأول.

عند ملاحظة الشقوق التي بدأت تظهر تحت قصفهم، بدأ سامين الكارثة في الهتاف، كانت أصواتهم عالية ولاكن صامتة، وهو تنافر سمعي يمكن أن يدفع المرء إلى الجنون كلما استمع إليه لفترة أطول.

أثارت أصواتهم تغييرات في الخيط الذي يربطهم جميعًا، حيث امتد ولف حول تنانين الكارثة، مما أدى إلى تمزيق دروعهم وتسبب في تدفق دمائهم النارية في رسم السماء.

لم تسقط الدماء وتغطي الخيوط المحيطة بسامين الكارثة، مما تسبب في غرق هذه السامين في النيران، ورفع محنة روان إلى مستوى جديد مرعب.

مع هدير حزين عندما أطلقوا آخر الصواعق في أجسادهم وقدموا دمائهم النارية للسامين التي يحملونها، انهار التنانين إلى رماد سقط نحو جسد الصاعد روان وعندما سقطوا تحولوا إلى حشرات صغيرة بحجم الجراد واندفعوا إلى الشقوق الصغيرة التي كانت تغطي الآن السنبلة الذهبية.

أول الحشرات التي وصلت إلى الشق انهارت في العدم حيث كانت هناك قوة غير مرئية تخرج من جسد روان تحتوي على قوة لا يمكن فهمها، لأنها تتجاوز نطاق هذه الكوارث.

ولكن الشيء الوحيد الذي كان لدى هؤلاء الجراد هو الأعداد، وبموجب قوانين السماء في هذا العالم، كانت أعدادهم لا نهائية.

لقد اجتاحوا الشقوق، واختفى عدد كبير منهم قبل أن يتمكنوا من الاقتراب منها، لكن

سيلاحظ المراقب الفطن أنهم مع كل لحظة يمرون يقتربون من الشقوق. ورغم كل إمكانات روان، إلا أن قوانين المحنة كانت تُنهكه.

طوال هذه الفترة، لم تتوقف السامين المشتعلة عن الهجوم بأسلحتها، وأصبحت هجماتها مشحونة بنيران الكارثة حيث اشتعلت أيضًا الأشباح الضخمة للأسلحة التي كانوا يحملونها، وهبطت نزولها ضد موجات الصدمة الناشئة مما تسبب في اشتعالها أيضًا.

الترجمة : كوكبة