السجل البدائي - الفصل 1174

الفصل 1174: انكماش المحيط

لكل طريق نهاية، وكان روان يعلم أنه سيصل إلى هذا الطريق إذا استمر في استغلال خيوطه. كان هذا لغزًا استمر لعقود طويلة، ومن يدري كم من العصور الكبرى؟ لم يكن بإمكانه ببساطة معرفة كل شيء في فترة زمنية قصيرة.

أدرك روان أنه لا يستطيع الحصول على الإجابات التي يريدها بمجرد النظر إلى نسخة البلورة، فدخل إلى ورشة الحدادة وبدأ بفحص بلورة الأثيريوم نفسها، واكتشف أن حواسه الروحية لا تستطيع اختراق غلاف البلورة، لذا لم يستطع تحديد مصادر الطاقة الثلاثة المتجولة داخلها. كان بحاجة إلى عينيه، وجسده البُعدي، وبئر المعرفة لفهم الواقع من منظور مختلف، بينما تتعامل حواسه الروحية معه من منظور آخر. كان على روان ببساطة الاكتفاء بما لديه الآن، ووضع فرضية سريعة قبل التركيز على أمور أخرى ملحة.

إذا كانت فرضيته صحيحة، فهذا يعني أن اللون الأخضر هو الشكل الثالث للهالة، وهو اللون الذي لم يختلط مع اللونين الموجودين بكثرة داخل نجم الهلاك.

أدرك روان أنه بحاجة إلى معرفة ماهية هذه الهالة الخضراء قبل فوات الأوان لأنه كان يعلم أن هناك طرفًا ثالثًا في هذا الصراع، والذي اختار دائمًا البقاء في الظل، وكان أفضل شيء يمكنه فعله هو فهم قواه قبل أن يعرف أنه رأى اللوحة بأكملها.

‘لا وقت لديّ للتفكير في المجهول، عليّ فقط المضي قدمًا. سيتكشف كل شيء مع الظمن. همم، يا زمن، من المضحك أنك تجري في عروقي. الآن، لنرَ إلى أي مدى أستطيع دفعك.’

بينما كان يضغط على الأثيريوم داخل الحدادة الجوفاء، أشرقت عينا روان الروحيتان عندما بدأت الأقراص الموجودة بداخلهما والتي تمثل سلالة الزمن الخاصة به تهتز بشكل خفي، ولحظة وجيزة، تساءل عما إذا كان سيكون قادرًا على شيء من هذا القبيل لأنه لم يكن مجرد مسألة تعقيد، بل مسألة قوة.

كان الأثيريوم أقوى من أن يُستغل كما ينوي، خاصةً أنه كان متأكدًا من قوة بلورة الأثيريوم التي صنعها للتو. خلال عملية التكرير، وجدت هناك لحظات عديدة بإمكانه فيها التوقف وتخيل نسخة أقل قوة من الأثيريوم، لكنه لاحظ أنه لا يزال قادرًا على صب المزيد من المحيط في الشرارة التي كان يشعلها، واستمر في هذه العملية حتى صنع شيئًا مذهلًا بحق.

تسائل روان عما إذا كان البدائيون يستخدمون الأثيريوم كمصدر للطاقة، وإذا فعلوا ذلك، فكيف تقارن وحدة الأثيريوم التي صقلها بوحداتهم؟

متجاهلاً أي شعور بالنقص في رأسه، تحركت أول قرص في عينيه، وتضاعفت وحدة الأثيريوم التي كان يحملها في يده. ابتسم، هذه القوة سخيفة، وبدأ يعشقها.

ارتجفت روح روان، وصدرت صرخة مدوية من الحدادة الجوفاء كما لو كانت قطعة معدنية تتعرض لضغط هائل. استغرق ثانيةً ليحلل الأضرار التي لحقت بغرفته، وهز رأسه بانزعاج وقلق. كان الضرر جسيمًا، لكنه استطاع تحمّله… كان عليه ذلك.

تحرك القرص الثاني في عينيه وأصبحت بلورتي الأثيريوم أربعة، وبدأ جسد روحه في الوميض مثل مصباح كهربائي معيب وقبل أن يتسنى له الوقت للتفكير في الأمر لفترة طويلة، قام بتحريك القرص الثالث وأصبحت وحدات الأثيريوم الأربعة على الفور ثمانية!

كان هناك صمت داخل الحدادة الجوفاء لفترة قصيرة، الهدوء الذي يسبق العاصفة، كان الأمر كما لو كانت الغرفة غير مصدقة أنه كان جريئًا جدًا ليس فقط في تكرار العملية ثلاث مرات ولكن أيضًا في زيادة الحمل الذي سيتحمله، دون أي تعزيز آخر، أصدر الحدادة الجوفاء أنينًا عاليًا وبدأ في التحطم إلى قطع، تلك القطع تتفكك أكثر حتى لم يتبق شيء.

بدأت روح روان تتمزق، لكنه لم يُبالِ كثيرًا. كان يتعافى بالفعل من آثار تمدد روحه إلى ما يتجاوز حدودها، ورغم الألم غير المبرر الذي كان يعانيه، لم يكن الأمر شيئًا أمام وحدات الأثيريوم الثمانية التي كان يحملها بين يديه.

لقد جمع كل القوة الكامنة في الكون سابقًا، ولم تستطع هذه القوة ملء ولو جزء ضئيل من القوة الموجودة داخل إحدى بلورات الأثيريوم التي كان يحملها. خلال المعركة الكونية، عندما وجّه الأمير الثالث صواعق الأثيريوم نحوه، زعزعت استقراره بشدة، لكنه أدرك الآن أن هذه الصواعق لا تُقارن إلا بشرارات تنطلق من لهب هائل. وبين يديه القوة الحقيقية، وكانت أقوى بكثير مما يمكن أن يحلم به الأمير الثالث.

سيتم إعادة بناء الحدادة الجوفاء المحطم بمجرد شفاء روحه بالكامل، لكنه كان يعلم أنه حتى لو أصبح معافيًا تمامًا، فلن يتمكن ببساطة من مضاعفة وحدات الأثيريوم الخاصة به إلى ستة عشر، لأن الحمل سيكون ثقيلًا جدًا على روحه.

ربما تكون روحه قوية للغاية، لكن مثل هذا العبء كان من الأفضل أن يتحمله جسده البعدي، لأن روحه كانت مناسبة لنوع مختلف من المهام، وليس لإنشاء الأثيريوم، وإذا لم يكن هناك تدفق لا نهاية له من طاقة الروح التي يتم توجيهها باستمرار إلى روحه، لكان قد استغرق عشرات الملايين من السنين للشفاء من الأضرار التي لحقت به.

وبالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أنه كان يعلم أن الأعداء الذين سيواجههم في المستقبل سيكونون أقوياء، إلا أنه اعتقد أن الوحدات الثماني من الأثيريوم يجب أن تكون كافية لهذه المعركة القادمة.

لم يكن يعلم كم من الوقت يستغرق كائن من أبعاد أعلى لإنشاء وحدة واحدة من الأثيريوم، لكنه كان يعلم أن هذا يجب أن يستغرق وقتًا طويلاً، ومن مسامير الأثيريوم التي يحملها الأمير الثالث، يجب أن تكون هناك مستويات مختلفة لمعالجة الأثيريوم، وهذه البلورة المفردة التي يحملها يجب أن تكون من بين أشكال الذروة للأثيريوم.

من خلال لمس البلورات، أصبح على دراية بالطرق المختلفة التي يمكنه استخدامها في التحكم في بلورة الأثيريوم هذه، في هذا الشكل كانت مجرد قوة محتملة يمكن تشكيلها إذا كانت إرادة المستخدم قوية بما فيه الكفاية.

في تلك اللحظة لم يكن على دراية بقدراته الفريدة حتى أطلقها، ولكن لأن بلورة الأثيريوم هذه كانت مرتبطة بالهالة، استنتج روان أنها يجب أن تكون مرتبطة بالروح، وإذا كانت هذه هي الحالة، فإن هذا من شأنه أن يجعل بلورة الأثيريوم هذه واحدة من أكثر البلورات قيمة في كل الواقع.

تمامًا مثل الأثير، كانت هناك أشكال مختلفة من الأثيريوم، ولكل منها نقاط قوتها ونقاط ضعفها.

لم يكن على علم بذلك، ولكن في جميع أنحاء نجم الهلاك، انكمش المحيط اللامتناهي بمقدار ضئيل للغاية عندما صنع بلورات الأثيريوم الثمانية – المادة الخام لهذه العملية كان لا بد أن تأتي من مكان ما – لقد كان جزءًا صغيرًا جدًا لدرجة أن حتى الشموس في السماء لن تلاحظ، ولكن شخصًا ما لاحظ، وضاقت أعينه المتعددة في شك.

الترجمة : كوكبة