السجل البدائي - الفصل 1169

الفصل 1169: تغيير التاريخ

اعتقد روان أنه رغم عيوب شيسو الكثيرة، إلا أنه كان حاسمًا عندما حان الوقت. لم يكن اتخاذ القرار سهلًا، ومع أن النتيجة واضحة، وهي أن شيسو سيضطر في النهاية إلى الاستسلام للخالد، إلا أن القليلين سيدركون ذلك سريعًا ويتخذون قرارًا.

“هممم… اختيار جيد”، نقر الخالد بأصابعه واختفى شيسو ليظهر مرة أخرى بجانبه، نقرة أخرى من أصابعه جمعت الكراهية الناتجة عن موت جميع الفانين في هذه المملكة ودفعها داخل الكرة في بطن شيسو، وتوقف قليلاً لينظر إلى الكراهية التي تجمعت بالفعل داخل شيسو.

مع إشارة من يده، اختفى شيسو، وأُرسل إلى مكان غير معروف، ثم دفع الرمح إلى أسفل الجبل مرة أخرى، مدركًا أن وقته على المستوى الفاني كان قصيرًا وسرعان ما سيتم حظره من قبل أطراف أخرى، وهذه المرة لم يكن هناك حاجز أمام انعكاس هذا السلاح البدائي.

تحطم جبل الحداد قبل أن ينطلق من قاعدته انفجار ناري، أشبه ببركان هائل عرضه آلاف الأميال. هزّ الانفجار المملكة بأكملها، ومن بين أنقاضه، برزت أول سامين الكارثة، من رحم الظلام الدامس في أعماق الأرض، ومن العدد الهائل من القتلى في أنحاء المملكة.

لقد تم إنشاء الممالك لقمع الظلام في الأرض، لكن الخالد كسروا التوازن، مما أعطى شموس الكارثة مصدرًا للقوة تم الاحتفاظ به خارج حدودهم منذ بداية صراعهم.

في السماء، خفت سطوع شموس الصعود. انبعث زئيرٌ هائل من السماء والأرض، جعل الخالد يرتجف وكاد يُشتت وعي روان، لكن روحه استطاعت تحمّل صدمة هذا المستوى، وحافظ على نفسه سالمًا.

نظر الخالد إلى كل هؤلاء ثم اختفى، ولكن لفترة وجيزة بدا وكأنه ينظر إلى مكان روان بما يشبه الشك، ثم غادر.

لم يستغرق الأمر وقتا طويلا لتبدأ التغييرات العظيمة في الحدوث، حيث بدأت شموس الصعود في الأعلى فجأة في التألق بتوهج أبيض غاضب اجتاح العالم، مما أدى إلى حرق حشد سامين الكارثة التي خرجت من الأرض إلى رماد، مما جعل الناجين يفرون تحت الأرض.

تم تشكيل الرماد المتبقي من رحيلهم واستخدامه كقاعدة لإنشاء مجموعات أخرى من الفانين الذين سيسكنون الأرض، ولكن هذا كان مجرد بداية للتغييرات.

انغمس روان في أفكاره للحظة، تاركًا الأحداث التالية تتوالى. كانت لديه فكرة تقريبية عما سيحدث لاحقًا، ولم يُعرها اهتمامًا يُذكر.

في النهاية، أصبح متأكدًا من أن الخالد قد اكتشف وجوده، لكن لم يكن معروفًا إن كان يعلم من هو حقًا. لم يكن روان متأكدًا، لكن هذا عاملٌ عليه توخي الحذر بشأنه مستقبلًا.

كان تكهنه بشأن السلاح البدائي صحيحًا. في ذلك الوقت، كان بيريون أكثر تحكمًا به، وهذه الأحداث، أو أحداث أخرى مشابهة، كفيلة بكسر قبضته، وعدم قدرته على استخدام قوته، بل كان يستخدمه كرمح حاد فقط. إن روان محظوظ لأنه لم يصادف هذه النسخة من بيريون عند دخوله نجم الهلاك، وإلا لما نجا من هجوم السلاح.

ربما كانت الصرخة الأخيرة التي ترددت في السماء والأرض قد حيرت الآخرين، لكن روان أدرك أنها كانت إرادة هذا العالم.

إن تدهور الصاعدين كما اعتقد روان لم يكن طبيعياً، وعلى الرغم من أن وجوده ربما كان من شأنه أن يزعزع استقرار هذا العالم أكثر، إلا أن هناك شخصًا آخر بدأ يفعل ذلك قبل وقت طويل منه، والأمر المحزن في كل هذا هو أن هذا الشخص كان من المفترض أن يكون منقذ الصاعدين، بدلاً من ذلك، هو الشخص الذي بدا أنه غير قادر على الانتظار حتى يسقطوا.

انتهت الأحداث التي أتى من أجلها، ولكن قبل أن يتمكن من المغادرة، يجب عليه أن يبدأ بجعل شيسو يدفع ثمن تهديده لأطفاله. ربما يكون الصاعد قد ارتكب أفعالًا أكثر بشاعة في حياته، لكن روان عاش في بيت من زجاج ولم يرمِ الحجارة. كان هذا الانتقام لإيذائه أطفاله في المقام الأول.

فتح روان عينيه على مصراعيها، وبدأت الأقراص في الدوران للخلف، وظهر شيسو مرة أخرى داخل مكتبته، شاب شاحب ومريض، ولكن هذه المرة، لن تسير الأحداث كما خطط لها، وسمح روان لروح شيسو أن تفهم حقًا ما كان على وشك الحدوث بعد ذلك ولم يسكت صرخات الخوف من الصاعد.

غير مهتم بحالة جسد شيسو الفاني، لأن روان ظل دائمًا ينعشه بالحيوية، فقد توغل بشكل أعمق في ذاكرة شيسو، حتى اليوم المشؤوم عندما كان سيعطي غاز الدم للاختبار.

كان شيسو على وشك الإعلان بابتسامة ساخرة عن الميزة الجديدة المتمثلة في استخدام أشخاص حقيقيين كحاضنات لسلاحهم، لكنه فجأة أصيب بالخرس، غير قادر على الكلام، وبدلاً من ذلك ما قاله هو أنه بدلاً من مائة صندوق من غاز الدم التي كان يزود بها الجيش، فإنه بدلاً من ذلك سيزيدها إلى ألف.

ابتسم شيسو، الذي كان ينوي المغادرة إلى القصر لبدء تعذيب والدته، عندما رأى النظرات المذهولة في عيني الجنرال، وأصر الآن على البقاء مع الجيش ومشاهدة المظاهرة من على بعد أميال قليلة باستخدام مختبره المتنقل.

أُنتج غاز الدم باستخدام لحم شيسو وعظامه ودمه، وكل قطعة صنعها أضعفته وسببت له ألمًا شديدًا. بفضل قوته العقلية، استطاع بسهولة صنع مئة صندوق تحتوي عادةً على مئتي قطعة من كرات غاز الدم، لكن ألف صندوق شهريًا ستكون بمثابة جحيم على الأرض.

كانت هذه مجرد بداية ما قصده روان لشيسو، فسعى جاهدًا لعكس كل قرار اتخذه الأمير. بعد أن صنع غاز الدم، تواصل مع الخالد باستخدام طقوس أسسها بنفسه، ولكن بتأثير روان، توقف عن التواصل مع الخالد، بل بدأ يركز كل جهوده على تخليص العالم من الكوارث ومساعدة مملكته على الازدهار.

لم تتوقف روح شيسو عن الصراخ أبدًا خلال الأشهر القليلة الماضية التي ظلت هذه التغييرات مستمرة فيها.

باعتباره حامل إرادة في البعد السادس مع التحكم في الذاكرة/العقل، يمكن اعتبار كل ما يحدث هنا حقيقيًا، وإذا كان سيترك نجم الهلاك ويتجه إلى الواقع في الخارج، فيمكنه وضع هذا البعد الحالي داخل العدم، وبالتالي تجسيده في الواقع.

مع أن هذا كان غير حكيم على الإطلاق، نظرًا لهيكلة الزمن خارج الواقع. لن يتمكن شيسو من نقل الماضي إلى الحاضر، خاصةً لو كان قد خضع لتعديلات بقدر ما يفعل روان، لكن هذا لم يكن الهدف من التمرين بأكمله.

كان تغيير الأحداث في هذه الذاكرة عمليةً مكلفةً لأي صاعد، لأن كل شيء داخل هذا البُعد يقع تحت سيطرته. من المفترض أن يتمكن شيسو من تفعيل هذه التغييرات بهالته، لكن روان حرمه من هذا الامتياز، وبدلًا من ذلك، تحملت روحه التكلفة كاملةً.

لقد مر روان بالعديد من الأحداث المؤلمة في حياته، ويمكنه أن يقول بجرأة أن ما يعانيه شيسو سيكون من بين العشرة الأوائل.

لم يكن من المفترض أن يتم استخدام الروح لتشغيل بُعد ما، ولكن مع فهم روان لكل من البعد والروح، أصبح شيسو فأرًا مختبريًا ناجحًا للغاية.

داخل هذه الذاكرة، يوجد نسخة طبق الأصل من نجم الهلاك كما كان قبل عشرة ملايين سنة فقط. لم تكن نسخة مطابقة له، لكن كل شيء على سطحه كان مطابقًا تمامًا. يمكن اعتبار حجم نجم الهلاك لانهائيًا، لكن في بُعد ذاكرة شيسو، أصبح شبه لانهائي. كان تغييرًا طفيفًا، لكنه مكّن روح شيسو من تحمّل عبئ هذه الذاكرة.

الترجمة : كوكبة