السجل البدائي - الفصل 1165
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1165: التقصير
في داخل هذا المكان المجنون، استخدم البعض أسلحة، ولكن في الغالب ذبحوا بقبضاتهم وأظافرهم وأسنانهم… لم يتم وضع أي أفكار في دفاعهم، حيث تم دفع المحظوظين من أعلى الجبل، وعندما سقطوا لم يصرخوا من الخوف ولكن من الكراهية بينما كانوا يرغون من أفواههم ويقضمون الهواء، حتى اللحظة التي تناثروا فيها إلى قطع مبللة على الأرض على بعد أميال أدناه.
كانت أصوات الملايين من البشر وهم يمزقون أنفسهم بمثابة سيمفونية جهنمية من شأنها أن تدفع أي شخص إلى الجنون.
وبينما العالم من حوله ينتهي، لم يكن بإمكان الملك أن يشاهد إلا في رعب وحزن عميق في الغالب، لدرجة أنه كان كافياً لكسر دائرة الكراهية، لأنه أدرك أن يديه وراء كل هذا، وقد علم أن الرعب الذي سيطلقه هذا الحدث في المستقبل، وإنه يشاهد بداية النهاية.
فجأة شعر الملك بثقل العالم يضغط على كتفيه، فسقط على ركبتيه، تدحرج تاجه بعيدًا عن رأسه، واختفى تحت أكوام الجثث التي كانت حراسه السابقين، كقتلة أكفاء، حتى في الجنون تعاملوا مع أنفسهم بسرعة.
لقد غمره كل شيء فصرخ قائلا: “ماذا فعلت؟… شيسو، أيها الأحمق، ماذا فعلت؟!”
انجذبت زوجته من خلف الملك بصوته، وانقضت عليه مستخدمة أسنانها وأظافرها لتهاجمه بشراسة كحيوان بري، لكن الملك كان عضليًا وهي قامتها صغيرة، وحتى على ركبتيه، بالكاد استطاعت تمزيق لحمه، ومع ذلك في جنونها، لم تتوقف، بل أصبحت أكثر وحشية، وبعد فترة قصيرة كانت مغطاة بدمه وقطع من لحمه.
لم يُقاوم الملك، ونظره مُحدّقٌ في مملكته التي بدأت تلون بالأحمر، إذ غطّت الجثث المُشرّحة كل شيء، حتى الحيوانات لم تُنجَ من هذه المذبحة. تدفقت الدماء كبحرٍ غزير، وبلغت صرخات ملايين البشر المُمزّقين حدّ الجنون، فارتجفت السماء.
حتى شيسو نفسه، مُدبّر هذا الجنون، ارتجف عندما رأى هول المذبحة التي تسبب بها. لقد تخيّل هذا المشهد مرات لا تُحصى في الماضي، كيف سيبدو، وكيف سيشعر، حتى كيف سيكون طعم الهواء الذي سيتنفسه. كل شيء كان مُنْجَزًا بعقلٍ مُهووسٍ بالتفاصيل، ومع ذلك، لم يُصِبْ شيئا من الصواب.
لم يُقترب حتى. لا يمكن لعقلٍ عاقلٍ أن يعرفَ حقًّا كيف سيحدثُ أمرٌ كهذا بتفاصيله الدقيقة، حتى عقلُه الخالدُ لم يفعل.
لقد جائت لحظة قصيرة في قلبه عندما شعر بقليل من القلق عندما شك في هذا الطريق الذي كان على وشك اتخاذه، ولكن سرعان ما مرت بسرعة، وحل محلها ضحكة مجنونة، لأنه كان الوحيد الذي يمكنه رؤية التصميم العظيم وراء الجنون.
التفت إلى صوت الأنين الضعيف والتأوه خلفه ورأى الملك على ركبتيه والدموع الدموية تنهمر من عينيه وهو يئن ضعيفًا بينما يتعرض للهجوم من قبل زوجته، ومع ذلك كان يصلي إلى أسلافهم، ويتوسل إليهم من أجل المغفرة، لانه يعلم أنه لعب دورا كبيرا في هذا الرعب المستمر.
بدت عينا الملك زجاجية وكأنه غارق في ذاكرته.
عندما جائه ابنه بخطة مجنونة لتدمير الكوارث مرة واحدة وإلى الأبد وأظهر له أن لديه خطة قابلة للتطبيق، فقد عقله من الفرح، راغبًا في أن يصبح الملك الذي يخلص العالم من هذه الآفة، بالكاد يمكنه أن يتخيل المجد الذي سيقع على كتفيه إلى الأبد.
كان خبر أن تجهيز هذا السلاح يتطلب التضحية بالبشر، الذين سيُستخدمون كحاضنات، صادمًا، لكنه شعر أن آلاف الجنود يموتون شهريًا بالكاد لحماية شعبه، وسيكون ذلك ثمنًا زهيدًا للنصر. متجاهلًا حقيقة أن شيسو لم يشترط ذلك عندما اقترح السلاح لأول مرة. رغب الملك بشدة في مجده، فاختار تجاهل هذا التناقض.
لقد سمح لنفسه بأن يقتنع بهذه الكذبة، واختبأ من الحقيقة عندما وصلت الأخبار حول حجم القتل إلى مستويات غير مسبوقة.
لقد اختبأ خلف مساحات شاسعة من الأرض التي كان من الصعب الوصول إليها لآلاف السنين، وأخيراً أصبحت خالية من الكوارث.
اختبأ وراء المجد، متجاهلاً العفن الهائل الذي ينمو في قلب مملكته. اختبأ وراء هتافات رعيته التي لا تنتهي، وتجاهل الاحتجاجات المتزايدة في بعض أنحاء المملكة بشأن أبنائهم وبناتهم المفقودين.
لقد اختبأ…
سقط رأسه بشكل فضفاض على الجانب، فزوجته قد مضغت الكثير من الأنسجة الضامة التي تربط رأسه بجسده، تاركة عموده الفقري ومجرى الهواء خاليين من الصدمة الهائلة في هذه اللحظة، وعلى الرغم من جروحه المروعة، لم تتمكن عيناه من ترك مملكته، وهو يشاهد المسؤولية الممنوحة له من قبل كل جيل من الملوك يتم اجتياحها في ساعة واحدة.
ظل شيسو يشاهد والده وهو يؤكل حيًا وهذا جلب ضحكًا أعلى من فمه، إن هذا الصوت هو الذي أخرج الملك من ذهوله وبدأ يتحدث، لكنه كان ضعيفًا بالفعل لدرجة أن حواس شيسو المحسنة فقط هي التي يمكنها فك رموز كلماته،
“كان هذا ليكون ميراثك حين أتنازل لك عن العرش. حقيقة التاريخ. تأملها الآن قبل أن أذبل. عالمنا قائم بفضل الخالد، الذي يحمل في قلبه نور الصعود، لكن يُقال إنه سئم من مهامه. لم يعد يرغب في القتال من أجلنا، كل ما يفعله هو كسر قبضة النور عليه، وكسر جبلنا هو الخطوة الأولى. اسمع يا شيسو، مهما وعدك، فهو…”
لم يستطع إكمال أقواله قبل أن تمزق أسنان زوجته رأسه عن جسده بقوة، وسرعان ما انهارت فوقه ميتة، وكشفت أخيرًا أن شخصًا ما دفع ذراعه بالكامل إلى ظهرها، وترك بطريقة ما الطرف الذي تم قطعه عند الكوع معلقًا على جسدها.
أطلقت السفينة الضخمة في الأعلى فجأة صوتًا عاليًا، مثل بوق الضباب، وبدأ شكلها يتحول، ليتخذ شكل رمح عملاق… تعرف روان على هذا السلاح، فهو الذي قتله، لكن كان هناك شيء غريب فيه، وأدرك بسرعة أن هذا السلاح هو ببساطة انعكاس للسلاح الحقيقي.
لقد رأى الأمير الثالث يُؤدي أعمالاً مماثلة، حيث أخذ انعكاس سلاح بدائي قوي واستخدمه في القتال. تجولت حواسه في السلاح المُتحول للخالد، لكنه لم يجده، لكن غريزته دفعته للنظر إلى شيسو، وأخيرًا رأى هدفه.
كان شيسو ساكنًا، وكأنه يُفكّر في كلمات والده الأخيرة، حين لمعت في عينيه نظرة حيرة. من خلفه، ظهر ذيل أخضر كبير ورقيق، وتبعه ذيلٌ آخر. بدت الذيول صغيرة في البداية، لكن مع انتشارها كزهرةٍ ضخمةٍ متفتحة، حجبت جسد شيسو، وجعلته يبدو نملةً أمامها.
كان بيريون الخالد هنا، وقد وصل تحت حواس روان.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.