السجل البدائي - الفصل 1157

الفصل 1157: الأداة المثالية

شعر الصبي بأن روحه يتم خياطتها بسرعة ثم تقويتها، والتدفق المكثف للقوة التي يتم ضخها في جسده أرسله إلى الهواء، وبدأ الإشعاع الذهبي الذي يشعه في إيقاظ كل الدم المبارك من حالة نومهم، وملأهم بطاقة لا نهاية لها.

كانت أجسادهم المحنطة تقريبًا ممتلئة بإشعاع ذهبي، واخترق أولئك الذين كانوا على عتبة المستوى التالي، وصعدت مستويات القوة الإجمالية لمجتمعهم بأكمله خطوة أخرى إلى الأمام.

قبل لحظة، أدركوا أنه إن فشلوا، فلن ينهض أحدٌ منهم، ورؤية شموسهم الذهبية الساطعة من جديد تعني نجاحهم. لقد انكسرت الكارثة، وسيعيشون ويزدهرون…

لقد أرادوا جميعًا أن يهتفوا ولكن كان الأمر غريبًا تقريبًا أن يفعلوا ذلك، لم يكن لديهم الحق في البقاء على قيد الحياة بعد ما فعلوه للتو، ومن الصعب التوفيق بين هذه الحقيقة في رؤوسهم، ولكن صورة العملاق المتوهج الضخم في الأعلى وغياب إحدى الشموس الذهبية كانت شهادة على حقيقة أنه بين المباركين، نشأت قوة حقيقية.

وفي الصمت سأل طفل: “هل فزنا؟”

حمل صوته والعملاق الذهبي الذي أكمل للتو صعوده ينظر إلى الأسفل ويبتسم، “نحن…”

تحرك العملاق الذهبي فجأة إلى الجانب أثناء محاولته رفع ذراعه لكن رد فعله توقف حيث توقف الزمن من حوله.

مر خط رفيع من اللونين الأحمر والأسود على رقبته وسقط رأسه الضخم من على كتفيه.

لقد كان الضائع، الذي كان رد فعله سريعًا مثل العملاق الذهبي، محاطًا بسلاسل من النيران الحمراء وانفجر في الأفق، وصرخات الغضب تتلاشى في المسافة.

وقف شيسو، صاعد دان الثالث، على جذع رقبة العملاق الذهبي الملطخ بالدماء واستحم تحت دمه الذهبي، ابتسم،

“إنهم يريدون صلبي لأنني قمت بتطهير زاوية صغيرة من المملكة، ولكن انظر إلى كل الديدان التي أجدها مختبئة تحت الأرض.”

إذا كان يتوقع الذعر من الحشد لم يكن هناك، لقد نظروا فقط إلى العملاق الساقط منتظرين منه أن يقف شامخًا مرة أخرى، ولكن عندما رأوا أن رأسه ورقبته كانت ملفوفة بطاقة حمراء أنكرت أي قيامة، بدأوا ببساطة في التحول إلى أشكالهم العملاقة الذهبية بينما كانوا يستعدون للمعركة، وهدفهم تحرير الطفل السامي من السم الذي يحد من جسده من الارتفاع.

لقد عرفوا أن هذا هو أملهم الوحيد لأنهم شعروا بقوة الكراهية المتدفقة من جسد هذا الصاعد إلى جانب كلماته التي جلبت الفهم بأنه هو الذي أطلق العنان للدمار الذي كاد أن يمحو مجتمعهم، إذا كانوا سيموتون، فسيكون ذلك على أقدامهم.

تلاشت ابتسامة شيسو وهو ينظر إلى ثلاثة مليارات من العمالقة الذهبيين وهم يهاجمونه دون خوف ووجهه ملتوٍ في عبوس مرعب،

“ما هذا الجنون؟” زمجر شيسو، في مستواه، لقد مرّت ملايين السنين منذ أن عرف آخر من قاومه. حتى دون أن تُشعّ هالته، فإن وجوده وحده كفيلٌ بجعل الصاعدين يرتجفون، عاجزين عن الحركة، حتى الواقع نفسه أطاع نزواته، ومع ذلك، لا يزال هؤلاء الأوغاد ينقضّون عليه؟

لقد رأى شيسو العديد من الأشياء المدهشة خلال حياته وكان هذا الشيء في المرتبة الأولى،

“إنهم مجيدين، أليس كذلك، يا أبناء أوروبوروس؟.”

سُمع صوتٌ بجانب شيسو، فارتجف من الصدمة، لكن لم يكن هناك أحدٌ حوله. إذا يعتبر الحشدُ المندفعُ نحوه قد أثارَ دهشته، فإن وجودَ شخصٍ يتحدثُ بجانبه دون علمه هو امر مُقلق، وفجأةً أدركَ أنه ربما كان واثقًا من نفسهِ أكثر من اللازم وأحمقًا.

كان والده، وهو شمس صعود في المستوى الرابع من الدان، قد قُتل على يد هذا الكيان، وهو يتجول في الفناء الخلفي له دون أي تفكير خلفه، حتى أنه لم يطلب الدعم أو ينبه شموس الصعود الأخرى.

طار شيسو في الهواء، ثم تجمد، ليس لأنه أراد ذلك، ولكن لأن ما كان يشهده كان مستحيلاً ومفاجأته جعلته يوقف خطته للهروب.

في اللحظة التي لمس فيها العملاق الذهبي الذي نفى تقنيته وهز السماء، شعر على الفور بكمية لا تصدق من الحيوية في جسده، واتساع روحه، وعرف أنه بالنسبة لروح قوية جدًا، فإن قتل العملاق سيستغرق اعتبارات دقيقة، نظرًا لحقيقة أنه لم يكن متأكدًا من أنه يستطيع إطفاء الروح بضربة واحدة، وإذا هرب أي جزء من هذه الروح العظيمة، فيمكنه بسهولة إعادة إنشاء جسده في مكان آخر.

كان السجن هو الخيار الأفضل في هذا الوقت، وهذا جعله يقطع العملاق إلى نصفين ويلف إرادته حول كل خلية في جسده، ويحوله إلى كومة من اللحم يمكنه تعذيبه وقتله ببطء في وقت فراغه.

لكن ما جعله يتوقف هو شعوره بأن كل جزء من إرادته يُنتزع من خلايا هذا العملاق. لم يُستهلك كما حدث بتقنية الشمس الحمراء السابقة، بل سُيطر عليه بطريقة لم يستطع فهمها.

حينها، تجلّت القطعة الأخيرة من اللغز في ذهن شيسو، فكاد يصرخ من شدة الخوف. بدأت هذه الكارثة برمتها لأن فقاعة اللانهاية قد تعرّضت للعبث، سقط والده، وأصبح الدان بعيد المنال لمن أراد الصعود إلى مستوى أعلى.

لأنه لا يزال لديه سيطرة كاملة على قواه القائمة على الإرادة ولم يكن قريبًا من الصعود إلى مستوى أعلى، فقد رفض هذه المشكلة تلقائيًا، بطبيعته الأنانية، ما لم يؤثر عليه بشكل مباشر لم يكن من شأنه، والآن أدرك فجأة أن الكيان الذي يمكنه قتل والده ومنع الآخرين من الوصول إلى دان، يمكنه بسهولة السيطرة على نفسه عندما يكون في حضوره.

حملته سرعته بالكاد ميلًا في الهواء قبل أن يتوقف كما لو اصطدم بجدار منيع. أمامه رجلٌ مصنوع من لهب أحمر. عرف هذا اللهب الأحمر لأن إرادته لم تعد تحت سيطرته.

في البداية لم يبدو أن الرجل قد لاحظه حتى، بل كان ينظر إلى يديه من زوايا مختلفة، ومن التوهج في عينيه لم يكن معجبًا بها، بل هو يدرس شكله الجديد.

بدا الرجل راضيًا عما لاحظه، فنظر إلى شيسو وابتسم،

“إرادتك هذه… غريبة، لاكن عليك أن تعلم أنك لن تغادر هذا المكان حيًا”.

تراجع شيسو خطوةً إلى الوراء، “ما أنت؟”

قام الرجل المصنوع من اللهب الأحمر بكسر رقبته واتخذ خطوة مماثلة للأمام، مع الحفاظ على المسافة بينهما متساوية تمامًا،

“لقد سُئلتُ هذا السؤال مراتٍ عديدةً في الماضي حتى أصبح مزعجًا. أعتقد أن السبب جزئيًا هو خطأي، وكذلك خطأ ذلك الكتاب. لطالما كنتُ بعيدًا عن الأنظار، ولكن مع صعودي القادم، لم يعد بإمكاني الاختفاء. من الجيد أنني سأمتلك الأداة المثالية في نجم الهلاك”.

الترجمة : كوكبة