السجل البدائي - الفصل 1141
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1141: أرض الميراث
يمكن لأي شخص في المستوى البعد الخامس أن يفعل ما يمكن أن يفعله باب الفوضى وإنشاء العديد من التجسيدات، ووضعها جميعًا عبر الزمان والمكان، ولكن هذا من شأنه أن يؤدي إلى إهدار الكثير من جوهر الأثيريوم، وسيتعين عليهم نقل جبال من الكنوز ذات المستوى الأعلى لجعل الأمر يستحق التكلفة، لأنه على عكس الأثير الذي يمكن تجديده أو جمعه بسهولة، كان من الصعب إلى حد ما زراعة الأثيريوم والحفاظ عليه.
لم يكن الأمر على عكس باب الفوضى الذي كان تجسيده يتمتع بكل مزايا إنشائه بواسطة الأثيريوم، بل وتم ايضا إنشاؤه بدلاً من ذلك بقوة سلالة الفوضى الخاصة به، وبالتالي كان السعر الذي كان عليه أن يدفعه أقل بكثير مما على الآخرين دفعه مقابل مثل هذا الشيء.
بالإضافة إلى ذلك، كان لاباليتاي يحمل سلالة الفوضى، مما يجعله من ذوي دم الفوضى، وهذا يعني أنه بإمكانه دخول الأكوان ثلاثية الأبعاد الموجودة داخل الظلام العظيم دون الكثير من المتاعب، وهو إنجاز يعتبر صعبًا للغاية حتى بالنسبة للكيان في البعد الرابع، ناهيك عن الكيان في البعد الخامس.
كانت هناك كنوز عظيمة في البعد الثالث، من جزر الراحة إلى الإرادة الكونية، إلى ولادة المخلوقات الفانية التي كانت أوعية مثالية لنقل سلالات الدم ذات المستوى الأعلى وأكثر من ذلك بكثير، ويمكن العثور على أصابع لاباليتاي الخشبية الصغيرة في العديد من تلك الأماكن.
كل هذا جعل باب الفوضى يحتل مكانة فريدة في الواقع. لم يصبح فقط أحد أغنى كائنات البعد الخامس على الإطلاق، بل كان أيضًا أحد أشهر الكائنات في الخليقة أجمع.
كان يُبجل في أكوان وأبعاد لا تُحصى، ويُشاد به ككائنٍ جلب المعرفة والتنوير إلى حقائق لا تُحصى، ولولا قيود سلالته، لكان باب الفوضى كيانًا ذا أبعاد عليا أقوى بكثير. يمكن القول إن سلالته هي التي أوصلته إلى ما هو عليه الآن، كما أنها منحت طموحه سقفًا. ولاكن مهما بلغ من الإعجاب أو القوة، فقد ظل مستواه ثابتًا إلى الأبد، ورغم أنه كان فوق حشود لا تُحصى، إلا أنه لم يكن يرى سوى أعداد لا تُحصى فوقه، واقفةً على علوٍّ لن يبلغه أبدًا، حتى نهاية كل شيء. لم تكن فكرةً سارة.
كان باب الفوضى موجودًا في كل مكان، في معظم الأكوان والعوالم، وبابه الأخضر الباهت مرئيًا. في أعماق المحيط، على قمة جبل، في قلب الصحراء… كل من يسعى لاكتشاف عوالم جديدة تتجاوز عوالمه، كان بإمكانه الوصول إلى كل زاوية تقريبًا لمسها باب الفوضى، ولكن بثمن باهظ.
اتسع نطاقه مع كل عالم أو كون جديد تمكن من دخوله. كان باب الفوضى خالدًا، وظل حيًا لعصور صغرى عديدة. عندما وجد دم الفوضى الذي هرب من سجنه الأبدي الباب المكسور، وُلد، وبموهبته وصل إلى هذه المرحلة.
مع نفوذه على جزء كبير من الواقع، كان باب الفوضى ليشكل تهديدًا موثوقًا، لكن قدراته القتالية كانت ضعيفة، أو ربما ما عرضه لبقية الواقع يمكن اعتباره ضعيفًا، فلم يُظهر أي استعداد لاستخدام نفوذه الواسع لتحقيق أي شيء سوى سعيه وراء الثروة.
كان من المستحيل كسر أقفال سلالة الدم، وخاصة تلك التي جاءت من البدائييت، ولم يكن أحد ليتصور أن باب الفوضى يمكنه حقًا هز كل الواقع إذا أراد، ولهذا السبب تم التعامل معه باعتباره ضرورة غريبة، ولكن ليس تهديدًا حقيقيا.
ومع ذلك، كان لاباليتاي يعلم أن ما وفّر له الأمان الحقيقي هو شبكاته وتحالفاته المتينة التي أقامها على مر السنين. وبفضل سهولة نقله للأشخاص والخدمات من طرف إلى آخر، تمكّن لاباليتاي من تكوين صداقات كثيرة وإبرام العديد من الصفقات المهمة.
لقد جمع لاباليتاي ثروة أبقاها مخفية في عالم خاص وكانت أخبار الثروة المذهلة لباب الفوضى منتشرة في دوائر معينة، إنها مهمة تستغرق يومًا كاملاً لموازنة أعدائه العديدين والأصدقاء الخائنين الكاذبين، كما ساعد ذلك في أن الجسد الحقيقي لباب الفوضى لم يُرَ أبدًا منذ فترة طويلة، ومن المستحيل تقريبًا العثور عليه، على الأقل، كان هذا ما اعتقده حتى أظهر له روان مدى عدم جدوى مثل هذه الفكرة أمام نظراته الرهيبة.
بينما كان يلعن تحت أنفاسه ولكنه لا يزال منجذبًا إلى إغراء الثروة العظيمة، كان لاباليتاي على وشك نقل التجسيد الخاصة به إلى نجم الهلاك عندما بدأ الواقع يهتز.
كان لاباليتاي داخل أرض الميراث، وهو المكان الذي يمكن لأبناء الدم وعبيد الدم أن يجتمعوا فيه بسلام، لأن هذا المكان كان العهد الأخير من الفوضى وبقايا عرشه المحطم.
في أرض الميراث هذه، بإمكان فصيلي سلالة الفوضى أن يعيشا بسلام، فلا أحد يجرؤ على انتهاك قواعد الآداب في هذا المكان المقدس. وهذا ما لفت انتباه لاباليتاي.
غادر مساحته الخاصة مسرعًا وخرج، فوجد عددًا لا يُحصى من دماء الفوضى قد خرجوا من مساحتهم، ونظراتهم في حيرة. هل يوجد من هو أحمقٌ بما يكفي ليهاجم أرض ميراث بدائي؟
سرعان ما انتشرت صيحات الصدمة والدهشة بين الحشد عندما اكتشفوا أن الفضاء تحت عرش الفوضى المحطم بدأ يهتز.
كان عرش الفوضى مصنوعًا من الحجر والدم المتجمد، متصدعًا في المنتصف، وتم قطع جزء كبير من الجزء العلوي منه، ويحوم في الهواء في وسط أرض الميراث.
بدا الأمر بسيطًا من بعيد، لكن الهالة التي انبعثت منه كانت قوية جدًا لدرجة أن كل من يقترب منه كان محكومًا عليه بالموت الفوري. كان هذا أعظم مصدر ثقة لدماء الفوضى، لأنه في أرض الميراث هذه، كان من الممكن توجيه قوة عرش الفوضى بشكل محدود، وهذا ضمن أن يكون كل دم فوضى في هذا المكان آمنًا، ولن تسقط أرض الميراث هذه أبدًا إلا بهجوم من بدائي.
لفترة طويلة لا يستطيع أي شخص أن يتذكرها، لم تكن هناك لحظة يمكن فيها لأي شيء أن يقترب من عرش الفوضى دون أن يموت، ومع ذلك فقد تمكنوا من رؤية أن الاهتزاز كان يتزايد بشدة رهيبة، وبشكل غير متوقع بدأت المساحة الموجودة أسفل العرش في التشقق.
انتشرت صرخات الصدمة والرعب بين صفوفهم، حيث سقط العديد من أطفال الفوضى على ركبهم، وخاصة من صفوف عبيد الفوضى – كان هذا هو الفصيل الذي رفض استخدام التقنية التي ابتكرها كين، المولود الأول للفوضى لإزالة نية الفوضى من أجسادهم.
رغبوا في أن يكونوا مجرد أدوات البدائي العظيم، واعتبروا إزالة نية سلفهم البدائي من أجسادهم شرًا عظيمًا. أما بقية أفراد دم الفوضى، مثل لاباليتاي، فقد اختاروا إزالة نية الفوضى من أجسادهم لوقف هذياناته المجنونة في أرواحهم، ولإنهاء الحرب العظمى التي استمرت لدهور من الزمن.
ومن الفضاء المحطم أسفل العرش، سمع صوت هسهسة قوي، ثم صوت آخر وآخر حتى أصبح صوت الهسهسة عالياً لدرجة أنه كان سيقتل خالدا ضعيفا.
ثم خرج رأس ثعبان ضخم من الشق في الفضاء، وكان هذا هو الشق الأول فقط.
الترجمة : كوكبة
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.
تعليقات الفصل الفصل 1141
التعليقات :
روايات مقترحة
