السجل البدائي - الفصل 1128

الفصل 1128: الطريق إلى الأمام

كانت فقاعة اللانهاية التي وجد روان نفسه فيها صامتة الآن، وتغير مظهرها السابق، وإذا دخل أي شخص آخر إلى هذه المساحة فإن الشيء الوحيد الذي سيراه هو مد السلاس بأكمله، والذي يبدو وكأنه يتدفق نحو موقع مركزي واحد ولكن في فقاعة اللانهاية كان من الصعب للغاية التنبؤ بالمسافة والاتجاه وفهمهما.

لم يكن روان على علم بمدى مساعدة هذه المادة له، وإلا لكان قد تم اكتشافه في وقت قصير، وفي الوقت نفسه، ما استطاع روان رؤيته بإدراكه لم يكن سوى عدد لا نهائي من السلاسل التي لا يمكن رؤية نهايتها، تمتد في المسافة وتختفي في الفراغ.

من مسافة بعيدة، لم يكن من الممكن رؤية روح روان، مجرد كتلة لا نهاية لها من السلاسل، بعضها كان بحجم الجبال، بينما كان البعض الآخر أصغر من حرير العنكبوت، بطريقة أو بأخرى، لا يزالون يجدون طريقة ليناسبوا روح روان التي تساوي حجم إنسان، لكن هذا لم يكن غريباً، في بُعد الروح، كان الحجم بلا معنى.

استمرت هذه الحالة من البقاء في مكانها لمدة عامين آخرين، حيث كان الاتصال الوحيد لروان بالعالم الخارجي عبارة عن موجة غامضة من المعلومات من الشيك ومباركي الدم خارج جسده.

لقد مرت ست سنوات منذ معركته مع الصاعد السامي في العتبة أعلاه.

في هذا اليوم، تغيّر شيءٌ كسر الصمت الذي خيّم على هذا المكان طوال العامين الماضيين. ارتجت السلاسل، كلها. وحده من يدرك أهمية هذا الأمر سيفهم مدى سخافة هذا المفهوم، لكن كل ما يحدث داخل فقاعة اللانهاية هذه كان غير متوقع أصلًا.

لقد أمضى روان العامين الماضيين في القيام بشيء واحد فقط، وهو تقوية روحه.

كان هذا هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا، لأنه لم يكن من الممكن أن يتقن قدرًا لا نهائيًا من الإرادة، حتى لو كان لديه كل الوقت في العالم، فهذا الطريق لن يؤدي إلا إلى الجنون. لم تكن الإرادات مجرد تقنيات، بل كانت مسارات إلى أبعاد أعلى، وهي بُعدٌ بحد ذاته، بشرط أن يتمكن من إتقان آلاف الإرادات المشابهة وربطها بجزء محدد من بُعده.

على سبيل المثال، كان نورانيوه يمتلكون عناصر النور واللهب والسرعة، وما إلى ذلك. كان بإمكانه إتقان إرادات مماثلة وربطها بجزء من بُعده، أي إبتكار إيدين للنورانيين، وكان بإمكانه فعل ذلك لجميع سلالاته الأربع، ولكن حتى لو تمكّن من إتقان ملايين الإرادات المماثلة، فإن ذلك لا يزال قطرة في بحر الإرادات التي ازدحمت في روحه.

إذا حاول إتقان كل هذه الإرادات على الرغم من التحديات التي سيواجهها أثناء القيام بذلك، ثم نجا بطريقة ما من الجنون الذي سيحدث حتما، فسوف يتعين عليه أن يتصالح مع حقيقة أنه سيحتاج إلى عصر صغير كامل تقريبًا للتقدم في بُعده من المستوى الرابع إلى المستوى الخامس.

على الرغم من أن روان كان فضوليًا بشأن نوع التغييرات النوعية التي قد تنشأ عن امتلاك عدد لا نهائي من الإرادات ذات الأبعاد الرابعة، إلا أنها ببساطة ستبقيه على قدميه الخلفية لفترة طويلة جدًا.

لقد كان عالقًا بهذه الإرادات، وإذا ظل على هذا النحو لفترة طويلة فسوف يظل محاصرًا إلى الأبد، مجرد جزء صغير آخر من الزمن سقط تحت مكائد البدائيين.

في الرؤى، وعد البدائيون الزمن بأن سلالته سوف تبقى محفوظة، ومع ما كان يحدث هنا توصل روان إلى استنتاج مرعب، ماذا لو سمح البدائيون لسلالة الزمن بالازدهار لفترة من الوقت، وعندما حانت اللحظة المناسبة، قاموا بدمجهم في فقاعات اللانهاية التي تميز الأبعاد العليا؟.

لقد كانت فكرة مجنونة ولكن بطريقة أو بأخرى لم يتمكن روان من التوفيق بين رؤية الزمن التي رآها، والرجس الذي كان الأمير الثالث والظلال التي تعتبر نسخا شاحبة من بدائي الزمن والشر، لا بد أن شيئًا مدمرًا قد حدث لدفع البدائي إلى تلك الحالة، لأنه لم يكن دائمًا هكذا.

ولكنه لم يعتقد أنه سيكون قادرا على البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة إذا لم يجد طرقا لحل معضلته الحالية.

كان روان يستكشف هذه الفقاعة الصغيرة من اللانهاية، والفقاعات الأخرى التي لا تُحصى المحيطة بها. كان التقدم شبه معدوم بسبب وضعه المحتجز، لكنه استطاع اكتشاف أمرٍ أثار ذعره: هذه الفقاعة من اللانهاية كانت نجم الهلاك، وكل تلك الفقاعات الممتدة إلى اللانهاية في جميع الاتجاهات كانت أبعادًا أخرى.

كان نجم الهلاك وكذلك الأبعاد العليا الأخرى قادرين على اكتساب القدرة على احتواء الإرادات، على الأرجح بسبب جهود البدائيين الذين استخدموا جسد الزمن ليكون بمثابة غراء، وعلى الرغم من أن نجم الهلاك كان منفصلاً عن بقية الواقع، إلا أنه يجب أن يكون قد اكتسب هذه القوة في الماضي قبل الانفصال، أو قد يكون شيئًا يكتسبه كل بُعد بشكل طبيعي عندما يصل إلى مستوى معين.

هذا يعني أن روان سيهاجم قريبا من قبل عالم نجم الهلاك بأكمله. في أي مكان آخر، كان روان متأكدًا من أن مثل هذا الأمر قد لا يُلاحظ لملايين، بل تريليونات السنين، ولكن ليس في عالم مثل نجم الهلاك، الذي منحته أرواحه، كالطبيعة، أفضلية واضحة في اكتساب الإرادة.

لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يكتشفوه، وبالفعل كان روان يلاحظ نظرات استقصائية مختلفة تتجول في هذا المكان.

على عكس ذلك الذي كانت قوة روحه هائلة ومتوافقة مع طبيعة الزمن داخل فقاعة اللانهاية التي سمحت لها بتغليف مجمل فقاعة اللانهاية هذه، كان على الآخرين البحث ببطء، ومع المزيد والمزيد من النظرات التي تملأ هذا المكان كل يوم، لم يكن الأمر سوى مسألة وقت حتى يتمكن شخص ما من تحديد مكانه، وموقعه في هذا المكان كان مثلثًا مع المدينة التي كان يقع فيها، وبعد ذلك سوف يندلع الجحيم.

على الرغم من أنه يشك في أن أي شخص يمكن أن يسبب له ضررًا داخل هذه الفقاعة، بمجرد أن يتمكنوا من اكتشاف موقعه الحقيقي، فإن حاملي الإرادة ذوي المستوى العالي سوف يمزقونه إلى قطع.

كان روان يوجه بالفعل مائة بالمائة من طاقة روحه نحو تنمية قوة روحه، وعلى الرغم من أنه لم يتحقق من مباركي الدم لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، فإن كمية تقوية الروح التي كان يكتسبها منهم كانت تنمو بشكل كبير تقريبًا، يجب أن يكونوا قد رأوا الاستعدادات المختلفة التي وضعها لتسهيل نموهم وكانوا بحاجة إلى النمو في أسرع وقت ممكن لأن روان لا يمكنه إخفاؤهم إلى الأبد.

ارتطمت السلاسل مرة أخرى، وهذه المرة كان الصوت أعلى بكثير، وأثارت ضجة كبيرة لدرجة أن فقاعة اللانهاية بأكملها اهتزت.

ومن داخل شرنقة السلاسل الملفوفة، خرجت يد خالية من أي سلاسل.

نجح روان في تقوية روحه في عامين بشكل مذهل، حتى أصبحت أقوى بثلاث مرات مما كانت عليه قبل عامين. كانت قوته الروحية هائلة أصلًا، ومضاعفتها ثلاث مرات في عامين أمرٌ لا يُصدق، ومع ذلك فقد نجح.

كان هذا كافياً لتحرير يد واحدة فقط، حيث أن روحه كانت أقوى بكثير، ويمكنها أن تحمل المزيد من السلاسل، إذا استمر هذا الاتجاه، ففي غضون عقدين من الزمن أو أقل، ستصبح روحه قوية جدًا، بحيث يكون قادرًا على حمل سلاسل الإرادة بأكملها لهذا البعد في زاوية صغيرة من روحه.

الترجمة : كوكبة