السجل البدائي - الفصل 1122

الفصل 1122: السلالة الرابعة !!!

على الرغم من أن حقيقة أنه كان يقف على ما افترض أنه أنيما بدائية كانت مفاجئة، إلا أنها لم تكن مذهلة مثل إدراك ما كان يحدث داخل روحه قبل أن يتم جره إلى هذا المكان.

كان لدى روان خبرة كافية في هذا الموضوع، ربما أكثر من أي شخص آخر لأنه كان يمتلك كنزًا يمكن أن يمنح مثل هذا الشيء وكان على دراية كبيرة بهذه العملية، ومع ذلك، ما كان يحدث كان لا يزال غير متوقع واستغرق الأمر بضع لحظات حتى يتصالح مع الأمر.

لقد حصل على سلالة رابعة، أو بالأحرى، كان يوقظ سلالة دمه الرابعة!

اتضح أنه طوال هذا الوقت، لم يتمكن من الوصول إلى سلالة شعر أنها يجب أن تكون مرتبطة به جوهريًا لسبب بسيط واحد فقط؛ كان بحاجة إلى روح، ومن العقبة التي تجاوزها للتو للوصول إلى هذه النقطة، كانت العقبة غير العادية التي من شأنها أن تقضي تلقائيًا على غالبية جميع المشاركين.

حتى ظلال البدائي مع أرواحهم المكتسبة حديثًا لم يتمكنوا من الحصول على هذا السلالة لأنه، على عكس أي سلالة أخرى كان روان على دراية بها، فإن سلالة الزمن لم تكن مشفرة في الجسد، ولكن في الروح.

حاول روان ألا يفكر في السبب وراء عدم حصوله طوال هذه الفترة على سلالة مرتبطة بالزمن، واعتبر ذلك خطأ البدائي الميت، الذي كان مريرًا بسبب موته وهزيمته.

من بين العديد من الأشياء التي كان متأكدًا من حدوثها عندما يموت بدائي، فإن حبس سلالة دمه بحيث لا يمكن لأي شخص الوصول إليها بدا أمرًا غريبا بدرجة كافية، أو ربما أن سلالة الزمن قد تم نفيها من قبل البدائيين الآخرين لمنع أي فرصة لإحياء بدائي الزمن، فهم يعرفون الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل قتل بدائي.

على الرغم من القوى التي يمكنه اكتسابها من سلالة الزمن، إلا أنه كان يعلم أن سلالة مثل تلك المرتبطة بالأرواح يجب أن تكون تحت التدقيق الشديد، وكان لديه ما يكفي بالفعل.

بقدر ما يستطيع أن يقول فإن أعظم تهديد ضد البدائيين كان بدائي الزمن ومن المؤكد أنهم سيضعون قيودًا صارمة على أي شيء يتعلق به، كان عليه أن يكون حذرًا للغاية، لكن الأمر الآن أصبح خارج يده، حيث سقطت سلالة الزمن للتو في حجره.

في السابق، كان لدى روان بعض الندم لعدم حصوله على سلالة الزمن، لأنه بقدر ما يستطيع أن يقول، باستثناء ظلال البدائي التي يمكن أن تعرض بعض قوى الزمن، لم يكن لدى أي شخص آخر في كل الواقع سلالة الزمن.

لم يكن بإمكان أي شخص آخر التحكم إلا في الزمن بسبب انتشاره في البعد الأعلى، وكان فعل اكتساب الإرادة هو الحصول على السلطة أو السلاسل التي يمكنها قمع جزء من قوة الزمن والتحكم فيها.

في الماضي، من المرجح أن يكون البدائيون قد إبتكروا الطريق للوصول إلى الأبعاد العليا باستخدام جسد الزمن نفسه كأساس.

لم يرَ روان هذا غريبًا، لأن العصر الأسمى ودوائره الأسمى خُلقا بطريقة مماثلة على يد البدائيين. لقد دمروا العصر الأسمى بأكمله واستخدموه أساسًا لإنشاء العصر الأسمى.

ما أدركه روان للتو هو أنه في عصر سابق آخر في الماضي، من المرجح أن يكون البدائيون قد استخدموا الزمن نفسه من أجل إنشاء المسار إلى أبعاد أعلى للجميع.

من خلال أفعال البدائيين القليلة التي استطاع فهمها، بدا أنهم يجدون طرقًا لنشر السلطة للجميع. ما الهدف من أفعالهم؟ هل كان كما قال العجوز سيد؛ أن البدائيين يبحثون عن مرشح ليقف بجانبهم؟

عرف روان أن هناك تهديدات يمكن أن تقاتل البدائيين، مثل الوحوش البدائية في الماضي، أو بدائي الزمن الغريب الذي بدا وكأنه لديه إرادة أخرى، وهي الشر، أو الرؤية التي رآها لمكان رهيب يسمى ليمبو والذي يمكن أن يكون مبتكر السجل البدائي نفسه… كانت هذه كلها ألغازًا عظيمة وكان روان متأكدًا من أنه في هذا المكان كان على بعد خطوة واحدة من العثور عليه.

لم يُسعده هذا، ففي ذلك الوقت كان مُثقلاً بمسؤولياته، و زيادة المعرفة تعني زيادة الخطر، ومع ذلك كان يعلم أنه يحتاج إلى كل ما يلزم للصمود في المواجهة القادمة. الشيء الوحيد الذي كان يقلق بشأنه هو ما إذا كانت أفعاله هنا ستُسبب انحرافًا كبيرًا عن الخطة التي كان سيضعها في الماضي.

كان روان متأكدًا من استحالة حصوله على سلالة الزمن في هذا المكان، وإن صحّ ذلك، فإن أي فعلٍ يفعله هنا سيُلقي بالمستقبل في حيرة. لم يكن يعلم إن كانت لديه فرصة واحدة فقط لتصحيح هذا الوضع، وإن كانت أفعاله هنا ستُسبب له عواقب ستُلاحقه إلى الأبد.

كان جسده يتحرك بالفعل حتى قبل أن تتكيف روحه مع ما كان يحدث.

لماذا يجب على روان أن يهتم بالتغييرات التي سيُجريها؟ الحياة فوضى عارمة، وكل شيء قابل للتغيير فجأة. إذا لم يكن لذاته السابقة ما يؤخذ في الاعتبار في هذه التغييرات الجذرية في الخطة العامة، فعلى روان أن يتولى زمام المبادرة ويرى إلى أين يُمكنه توجيه الأمور.

لم يعد هناك أي تردد في مرحلة كهذه. لا يمكن إلا أن يكون هناك زخم لا نهاية له للأمام. لو أن ذاته السابقة قد أدركت ضرورة تحرير قناة من طاقة الروح لروان رغم بُعده الخامل، لكان ذلك يعني أنه قد منح نفسه أداة فتح أقفال عالمية ليستخدمها في أي موقف يجد نفسه فيه، وكان عليه أن يضمن أنه هو من سينتصر في النهاية.

بالنظر إلى هذا المخلوق الضخم أمامه، بدأ روان يلاحظ أشياءً كثيرةً غابت عنه سابقًا. كان من الصعب ألا يلاحظ المرء شيئًا كهذا عندما يقف على أنيما البدائي، لكن روان كان بعيدًا كل البعد عن الطبيعي، وكانت نظرة ثانية كافية لتقييم هذه الأنيما بدقة.

بدت هذه الأنيما على حافة الدمار، فحجمها الذي يُخيف أي شخص سوى روان، الذي كان حجمه الحقيقي قريبًا من حجم الكون. تجاوز روان مظهر قوتها الهزيل، ورأى أن هناك شيئًا ينقصه، فهو بلا روح.

كانت العيون الستة ذات الشكل المربع مثل الأحجار الكريمة الميتة وكانت هناك شقوق ضخمة في جميع أنحاء جسم المخلوق الذي كشف عن أعضائه الداخلية، وعندما نظر روان إلى الداخل، لم يستطع رؤية العظام أو العضلات، بدلاً من ذلك، كانت مليئة بالمكابس الصدئة والتروس والعديد من القطع من الآلات التي بدت بسيطة بنفس القدر، ولكنها معقدة بشكل مخيف في نفس الوقت.

فجأةً، غمره شعورٌ بالحزن وهو ينظر إلى بقايا هذا الكائن البدائي. لا ينبغي لأي كائنٍ في مكانته أن يُعاني مثل هذا المصير، لكان الموت رحمةً به، لكن جثته الممزقة ظلت تصرخ إلى الأبد.

الترجمة : كوكبة