السجل البدائي - الفصل 1121
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1121: دم الروح
شعر روان بأن شعلة روحه بدأت تهتز بسرعة وبدأت تفقد كتلتها لأنه لم يعد بإمكانه أن يتماسك في الألم كما حدث له مرة واحدة فقط من قبل عندما كانت روحه تحت تهديد التبدد من قبل الحراس البدائيين، ولكن هذه المرة كان الأمر أكثر وضوحًا بمليون مرة.
ومع ذلك، كان كل هذا بعيدًا حيث بدأ الصراخ القادم من الزمن يمزقه إلى أعماقه.
الصوت الذي كان مألوفًا وغريبًا تمامًا اخترق روح روان وقبل أن يتمكن من فهم ما كان يحدث، نشأ تيار الزمن كامل من الأبعاد العليا، وتدفق نحو لهبه.
حاول روان التراجع، ليغادر هذا الفضاء الذي تحجبه الأبعاد، لكن فات الأوان. التفّ الزمن حوله كالأفعى، ثم انغمس في لهيبه دون أي ضجيج.
كان قلبه يصف الزمن ذات مرة بأنه موسيقى ناعمة وخفيفة، لكنها أثقل من الكون. بدأ روان يكتشف كم استخفّ بهذا الثقل.
“بووم!!!”
امتلأت روحه بالزمن، وصرخ روان وهو يتمزق من كل جانب، مهما بلغت قوة روحه، مساويةً لشموس الصعود في هذا العالم، كان الزمن أعظم بكثير. بدأ الجزء المُدبّر من عقله، الذي لا يُمكن إيقافه أبدًا رغم الألم المُريع الذي شعر به أثناء تمزيق روحه، فكر بسرعة، حيث ولدت ملايين الاحتمالات ثم طُردت حتى وصل إلى النتيجة الوحيدة، ومهما تبيّن أن هذه النتيجة جنونية، أدرك روان أنها فرصته الوحيدة للنجاة.
كانت الخطة المجنونة بسيطة، تحمل ثقل الزمن.
لقد بدا الأمر مجنونًا لكن روان كان يعلم أنه على وشك أن يتمزق إلى قطع، لكنه لا يزال متمسكًا، وهذا يعني أنه يمكنه جعل روحه أقوى لتتناسب مع شدة الزمن الذي يتدفق إليه.
بدون الوصول إلى طاقة الروح، مثل هذا الشيء يعتبر جنونًا، لكن روان لم يكن يستخدم القوة الكاملة لطاقة الروح لتنمية روحه، لأنه لم يضع كل بيضه في سلة واحدة، يمكن أن ينفجر الخطر في أي لحظة وفي لمح البصر، سيحتاج إلى أداة لا نهائية يمكنه استخدامها عندما تدعو اللحظة إلى ذلك.
في الوقت الحاضر كان يستخدم فقط عشرة في المائة من إجمالي حصته من تدفق طاقة الروح لتعزيز روحه باستمرار، والآن زاد هذه القناة سبعين في المائة دفعة واحدة.
توقف صراخه وبدا أن روحه تتوسع بسرعة قبل أن تنضغط وهذه المرة اكتسب اللون الأبيض من شعلة روحه مسحة من اللون الأزرق.
كان الوقت لا يزال يتدفق في روحه دون انقطاع، لكن روان أصبح الآن وعاءً لا يُملأ أبدًا، مهما فاض الوقت في روحه، كان قادرًا على تحمله. كان الألم مُريعًا، وكان على حافة الفناء، لكن الوقوف على الحافة لم يعد أمرًا جديدًا عليه، فقد ازدهر في هذا المكان.
مع التعامل مع التهديد بالموت، لم يكن من المستغرب أن يثور غضب روان، لكنه لم يسمح له باستهلاكه، لأنه كان يعلم أن مايحدث لم يكن يعتبر طبيعيًا.
سمح لعقله أن يبرد، وبدأ يراقب كل تغيير يحدث داخل روحه مع دخول الزمن إليها.
كان يتم فك شفرة كل تغيير بسرعة على الرغم من أن الأمر صعب للغاية لأن الطوفان الهائل من الزمن اختفى في اللحظة التي دخل فيها روحه، ودخل مكانًا لم يستطع العثور عليه.
حفر روان في روحه بعنف، كان هناك شيء يتغير في الداخل وهو بحاجة إلى العثور على ما عليه، إن طوفان الزمن الذي دخل روحه كافياً لملء العديد من اللانهائيات وإذا لم تكن قدرته المنحرفة على الحفاظ على نمو روحه مساوية للحمل الذي كان يحمله، لكان قد مات منذ فترة طويلة.
لا بد أنه مسح روحه مليار مرة في هذه اللحظة قبل أن يلحظ التغيرات الأولى، فاندفع نحوها. كانت كتلة من لهب أبيض مزرقّ، لا تتصرف مثل بقية ألسنة اللهب، بل تتدفق بشكل مختلف، ليس كاللهب، بل كسائل تقريبًا. عبس ودخل إدراكه في اللهب، وملأه طعم حلو مقزز، كأنه يتذوق… دمًا؟
قبل أن يتمكن من التوصل إلى إدراك بأن روحه بدأت تحمل خصائص جسد لحمي، تحول اللهب السائل الذي كان يلمسه إدراكه إلى يد واستولت على إدراكه وتم انتزاعه إلى عالم آخر.
أول شيء اكتشفه روان هو أنه لا يوجد هواء في هذا المكان، وبطريقة ما وجد إدراكه الذي تحول إلى جسد لحمي نفسه يكافح من أجل التنفس.
شهق روان واستنشق الهواء دون جدوى، وعندما بدأت البقع السوداء تزدحم في رؤيته، شعر بلمسة طاقة الروح في أعماق قلبه وسرعان ما حول القليل منها إلى أكسجين ملأ رئتيه وأغنى خلاياه.
استعاد بصره وكافح للوقوف على قدميه ونظر حوله في حيرة لأنه باستثناء الأرض العارية تحت قدميه التي تفوح منها رائحة الطين، كان كل شيء حوله فارغًا.
فارغٌ بمعنى العدم. لم يكن هناك نورٌ ولا ظلام، كان هناك فقط غيابٌ يستحيل وصفه، كأنه لا ذكرى لما يحيط به، وعقله الغريب وحده هو من يستطيع استيعاب معنى أن يكون محاطًا بالعدم.
فجأة شعر بتغير في محيطه فنظر إلى الأعلى ليجد أن العدم لم يعد فارغًا، بل بدلاً من ذلك ظهرت عين أرجوانية كبيرة رباعية الجوانب تحدق فيه، ثم ظهرت عين أخرى رباعية الجوانب من العدم وأخرى، حتى أصبح هناك ستة عيون كبيرة تحدق فيه.
وببطء بدأ وجه ضخم بالظهور من العدم، واهتزت الأرض تحت قدميه عندما ظهرت مخالب ضخمة أسفل العينين، كل منها يتحدى مفهوم الحجم كما يعرفه.
أصبح اهتزاز الأرض أسوأ وتحولت الأرض إلى صخرة أرجوانية بدأت تصعد أقرب إلى المجسات المرتعشة أعلاه، واكتشف روان أن هذه الأرض لم تكن سوى راحة يد، كان يقف على يمين بدائي الزمن والشر ورفعته ببطئ حتى أصبحا وجهاً لوجه.
كان هناك الكثير مما توقعه روان عندما وقف أمام أحد البدائيين، لكن ما لم يتوقعه هو قدرته على الوقوف والنظر في عينيه. لم يكن هناك ضغط هائل يسحقه إلى غبار، ولم يُجنّ لرؤية المخلوق، بل كان كل شيء مُخيبًا للآمال على نحو غير متوقع.
أمال روان رأسه إلى الجانب لأن المخلوق أمامه لم يقم بأي حركة بعد رفعه لمواجهته، في الواقع، شعر وكأنه لم يكن ينظر إلى مخلوق حي، بل إلى آلة وأخيرًا أدرك كل شيء، ما كان ينظر إليه هو أنيما…
أنيما بدائي.
الترجمة : كوكبة
——
للتذكير : الأنيما هي أوعية تستخدمها المخلوقات القوية جدا للوجود في عدة أماكن في نفس الوقت أو دخول لأماكن ما تقدر تدخل لها بسبب قوتها مثل أنيما أمير الدمار أوهروكس الي دخلها روان في المجلد الثاني وخدع بها العهد
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.