السجل البدائي - الفصل 1117

الفصل 1117: فصل الغرف

اكتشاف أن كميات الطعام الأكبر، مثل شريحة لحم بقري مشوي بطول ثلاثة أمتار، تتطلب عدة أعشاب، ولكن الغريب أنها لم تتجاوز ثلاثة، مهما تخيلوا حجم الطعام الذي يريدونه. وسرعان ما بدأت تُصنع فاكهة بحجم المباني، مليئة بحلويات مبردة من جميع النكهات.

بفضل معدلات التمثيل الغذائي للدم المبارك، لم يذهب ذرة واحدة من الطعام سدى، وللمرة الأولى منذ وقت طويل، لم يعد يُنظر إلى الطعام كمصدر للتغذية ولكن أيضًا للمتعة.

عبس الشيوخ منزعجين من هذا العرض من الفجور، ولكن لم يستغرق الأمر منهم وقتًا طويلاً حتى أدركوا أنه نظرًا لأن استخدام هذا العشب جاء من عقل طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، فهذا لا يعني أنه يقتصر على هذا الغرض فقط.

التقط أحدهم قطعة من العشب وأغمض عينيه، وفي لحظة تحول الزجاج إلى شكل جديد قبل أن ينفجر في بقع ضوء ساطعة اختفت لتكشف عن رداء طويل مصنوع بدقة.

لقد جف فم الشيخ وهو يتفقد كل درزة في الرداء ويحلل المادة قبل أن يرتديها، ويتأوه من الدهشة من الراحة المطلقة، لقد تخيل المادة المثالية للرداء، وقد تم تسليمها.

وعندما رأى أحد الشيوخ هذه النتيجة المذهلة، أمسك بثلاثة أعشاب وأغمض عينيه، وعندما اختفى الضوء الساطع، ظهرت عربة رائعة كانت تجرها سبعة مخلوقات زاحفة تشبه الخيول، ولكن في غضون ثوانٍ قليلة صرخت المخلوقات، وانهارت على الأرض ميتة.

تأوه الشيخ وأمسك رأسه، كل فتحة في وجهه تنزف، شُفي في وقت قصير ونظر إلى الأعلى مبتسمًا، كانت عيناه مليئة بالدهشة وعدم التصديق.

“من الممكن، يمكننا إبتكار أي شيء… حتى الحياة، ولكن القيام بمثل هذا الشيء، من شأنه أن يجهد روحك إلى أقصى حد، وعلى عكس هذه العربة غير الحية هنا، يجب أن تحافظ على فكرة ثابتة في عقلك لإبقائها على قيد الحياة، وإلا فإنها ستفقد شرارة الحياة المشبعة بداخلها.”

خلال الأسابيع القليلة التالية، بالإضافة إلى تنظيم المعلومات التي جلبها الكشافة، اجتاحت موجة من التجارب الشرسة الوادي بأكمله. كان هذا المورد لا يُغفل، وفي النهاية، اتُخذ القرار بأن يكون هذا الوادي موطنًا لجميع مباركي الدم.

إن حجمه الظاهر الذي لا نهاية له من شأنه أن يضمن عدم ازدحامه أبدًا، ووجود العشب هنا يعني أنهم لم يعودوا بحاجة إلى مطاردة الموارد لإعادة بناء حضارتهم الجديدة عندما كانت كل مادة يحتاجونها مجرد فكرة بعيدة.

باستخدام هذا الوادي كنقطة انطلاق، استطاعوا البدء باستعمار المدينة تدريجيًا مع استكشاف أسرارها. بهذا القرار النهائي، بدأت المنازل بالظهور في الوادي، وبدلاً من المنازل القديمة التي سكنوها سابقًا، قرروا تقليد نمط المباني داخل المدينة.

بفضل المعلومات التي جلبها الكشافة، كان لديهم فهم قوي لأسلوب البناء داخل المدينة، لكن تحقيق هذه الفهم كان تحديًا في حد ذاته.

كان كل شبر من أي مبنى في المدينة مليئًا بالنقوش المعقدة، وكان يتم بناؤه على طول أنماط تؤذي العقل، وقد يكون جدار صغير معقدًا للغاية لدرجة أنه قد يستغرق آلاف الأشخاص فك رموزه.

مع العلم أن بناء منزلهم سيكون مهمة صعبة، لم يتهرب أحد من هذا الواجب، وكانت فكرة محاكاة مثل هذا التألق، حتى جزء بسيط منه، بمثابة مهمة عميقة، أي منهم كان يعلم أن بناء أي شيء قريب مما هو متاح في المدينة سيكون إنجازًا من شأنه أن يحددهم لسنوات لا حصر لها قادمة.

بهذا الهدف الواضح، بدأ الحكماء بتقسيم الناس إلى ثلاث مجموعات واسعة، تضم كل منها مليار شخص تقريبًا. وتحت كل مجموعة فروع متفرقة تُعنى بمشاريع أصغر. لكن المهم هو أن هذه المجموعات الثلاث لم تكن ثابتة، بل ديناميكية. وكان من المتوقع أن يتناوب أفراد كل مجموعة على بعضها شهريًا، لأن كل مجموعة ضرورية لكل مُبارك دم لإكمال تدريبه وتأسيسه.

كُلِّفت المجموعة الأولى ببناء أول منزل لها في هذا الوادي. وتقرَّر أن يكون هذا أول مكان يستقرون فيه حتى يكتسبوا القوة الكافية ويستحقوا العيش في مدينة السامين خارج هذا الوادي.

مع كل كشف وفهم للمدينة الضخمة الذي تم الكشف عنه أثناء محاولتهم تقليدها، بدأ الجميع يشعرون بمدى عمق ومدى القوة التي كان من الممكن أن تبني هذه المدينة.

وتندرج تحت هذه المجموعة العديد من الفروع الصغيرة التي تحاول دراسة وفهم حدود الصنع التي يمنحها العشب والأشياء الأخرى المتعلقة ببناء منزلهم الأول.

تم تكليف المجموعة الثانية بالتدريب والتأمل لإطلاق العنان لقوى النجم في قلوبهم والتحول إلى عملاق ذهبي، إن لديهم جميعًا القدرة على أن يكونوا واحدًا، وبالتالي من الضروري أن يصل كل مبارك دم إلى مستوى العملاق الذهبي في حياته.

إضافةً إلى ذلك، أُتيحت لأعضاء هذه المجموعة، الذين أصبحوا عمالقة ذهبيين، فرصة تسلق الجبل واكتساب القدرة على إيقاظ كنوز ميلادهم. لم يكن شرط هذه الفرصة أن يصبحوا عمالقة ذهبيين فحسب، بل أن يتميّزوا عن البقية. كان من المقرر أن يصعد الجبل قريبًا أفرادٌ مثل يونغ بو، أول مُبارك دم يُوقظ شكل العملاق الذهبي، وعمالقة ذهبيين مميزين آخرين.

كما أظهر يونغ بو مواهبه المطلقة مرة أخرى عندما أصبح أول مبارك دم يفتح الجزء الثاني من نجمه، ليصبح العملاق الذهبي الأقوى مرة أخرى، إذا اتبع هذا الاتجاه، فسيتم فتح الجزء الثالث من نجمه في المستقبل القريب.

سيتم تكليف العديد من المجموعات التابعة لهذه المجموعة بالتدريب على القتال وفهم حدود أجسادهم وقوة الكنوز.

كُلِّفت المجموعة الثالثة والأخيرة بفهم المدينة. سيصبحون مستكشفين يُمهِّدون الطريق للبقية. كانت المدينة ضخمةً جدًا لدرجة أنهم كانوا بحاجة إلى كل ما يُمكنهم من معرفة لإحداث أي تغيير يُذكر في فهمهم لبنيتها التحتية.

كانت المجموعات الثلاث أساسية، وتفاعلت جميعها بشكل طبيعي مع بعضها البعض، مما أبرز أهميتها في نمو الروح الجماعية وقوة جماعة الدم المبارك. سُرّ روان بذلك.

لم يكن لدى “مباركي الدم” علمٌ بأن الوادي الذي سيبنون فيه منزلهم الجديد كان جزءًا صغيرًا من الحدادة الجوفاء التي منحهم القدرة على الوصول إليها. مع مرور الوقت، سيبدئون بفهم سر هذه القوة، وبها سيكتسبون قوةً فريدةً خاصة بهم.

قرر أن يمنح كلًّا من سلالاته الثلاث البارزة قوة كل غرفة. سيحصل النورانيون على “أسطرلاب”، وسلالة “المعجزات”، و”شجرة الرغبة” على بئر المعرفة، وستُمنح غرفة “بئر المعرفة” الأخيرة للأوروبوروس.

الترجمة : كوكبة