السجل البدائي - الفصل 1116

الفصل 1116: لمس العشب

تدفق وشم الثعبان عبر جلده، ولحظة كان الأمر كما لو كان على وشك الخروج من جسده لأن جلده انتفخ، لكن يبدو أن هناك شيئًا مفقودًا أو لم تكن هناك قوة كافية لجعله يتجلى في الخارج، وبعد التحرك لفترة من الوقت اختفى تاركًا وراءه وشمًا طبيعيًا.

لقد انكمش حجم بيكون المعزز إلى شكله العملاق الذهبي الطبيعي قبل أن يعود إلى جسده البشري الأساسي، وشعر بتدفق المعرفة يدخل عقله، وأدرك أن ما اختبره للتو كان صحوة كنز ميلاده الفريد من نوعه في سلالتهم.

لو جسّد الثعبان، لأصبح السلاح الأمثل الذي يناسبه. سلاحٌ يزداد قوةً معه، ورفيقٌ يرافقه إلى أقاصي الأبدية.

هل كان أحد محبوبًا إلى هذا الحد؟

ضحك بصوت عالٍ ونزل ببطء من الجبل، ولم يعد يشعر بالألم، لكنه قرر أن يصبح أقوى حتى يتمكن من الصعود إلى أعلى وتحقيق كنز ميلاده، وعندما وصل إلى القاع، كان هناك الآلاف من الشيوخ في انتظاره، وكان يتعرض لاستجواب عميق حول تجربته على الجبل وإيقاظ كنز ميلاده.

كان من المؤسف أنه في مستواه الحالي، لم يتمكن بعد من استدعاء هذا الكنز في أي وقت أراد، ولكن وفقًا لما يمكنه استنتاجه من سلالته، فيجب أن يكون قادرًا على القيام بذلك إذا تمكن من الوصول إلى الجزء الثالث من النجمة ذات السبعة رؤوس في قلبه.

لأنه، على عكس كل كنز الميلاد الآخر الذي امتلكه الصاعدون، كان كنزه حيًا!

ومع ذلك، كان هناك بالفعل فائدة يمكن الحصول عليها من إيقاظ كنز ميلاده لأنه كان يشعر بأن سلالته كانت تُنقى وتُعزز باستمرار عندما كان بدونه يمارس بمعدل كان أكبر بكثير من ذي قبل.

في تلك اللحظة، منع الحكماء أي شخص آخر من تسلق الجبل حتى يتمكنوا من إجراء عدة اختبارات إضافية حتى يرضوا. وكان السبب بسيطًا: إذا تبيّن أن الجبل كنزٌ محدودٌ قد ينفد في النهاية، فعليهم التأكد من أن أفضلهم وألمعهم فقط هم من يستطيعون الوصول إليه.

راقب روان هذا التطور دون أي تدخل يُذكر، وفي ذلك الوقت كان يُخطط لعدم كشف نفسه بسهولة لهؤلاء الأطفال بسبب عوامل مجهولة ربما لم يكن قد أخذها في الاعتبار. سيكون من الأسهل إرشادهم من الظلال مع البقاء بعيدًا عن الأنظار لأطول فترة ممكنة.

كان الأمر بمثابة اختبارٍ لمعرفة قدرتهم على التعامل مع القوة المطلقة التي تُلقى على أحضانهم دون أن تُحيط بهم يدٌ قوية. لو عرف المرء الأماكن الصحيحة، لَكان الوصول إلى القوة سهلاً، لكن امتلاك الشجاعة للتعامل معها كما ينبغي لم يكن أمرًا سهل المنال. تمنى روان أن يُشعره هؤلاء الأطفال بالفخر.

لا بد أن تكون هناك حياة أخرى أبعد من حروبه التي لا تنتهي.

كما توقع، لم يمضِ وقت طويل حتى بدأ الحكماء بتنظيم الناس للانتشار في جميع أنحاء المدينة. كان حول جسده الجديد وادٍ شاسع، لا ينبغي أن يكون له سببٌ لاستيعاب مليارات رغم اتساعه، ولكن كما اكتشف الحكماء، مهما كان عدد الداخلين إلى الوادي، كان هناك دائمًا متسعٌ لاستيعاب المزيد.

مع تجمع كامل سكانهم داخل الوادي، بدأوا بإرسال الكشافة لمسح وتوثيق المدينة بأكملها حتى يتمكنوا من خلال هذه المعلومات من اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن انتشار سكانهم والمناطق الخاصة المختلفة داخل المدينة التي تحتاج إلى استكشاف، كما أنهم لم يستبعدوا أنه قد يكون هناك أعداء هنا أو مخاطر خفية.

ابتسم روان. لو يعلمون ما ينتظرهم في الأفق.

تم إرسال عشرات الآلاف من الكشافة يوميًا إلى أجزاء مختلفة من المدينة، وبعد فترة وجيزة بدأ تجميع نموذج موسع ومفصل للمدينة، مع جلب كل يوم مفاجآت جديدة للجماهير عند اكتشاف العديد من المواقع الغامضة والقوية حول المدينة.

مثل الوادي الذي سكنوه، كان حجم هذه المدينة خادعًا للغاية، فجبل صغير قد يتحول بمجرد أن تطأه قدمك فيصبح أرضًا بحجم القمر، أو قد يؤدي الانعطاف عند زاوية ما إلى وادٍ متجمد لا نهاية له. كانت كل بقعة في هذه المدينة مليئة بالمعجزات، وكان لا بد من إرسال المزيد من الكشافة لتغطية كل شيء، لكن اتضح أن استكشاف هذه المدينة بأكملها ليس بالأمر الذي يمكن أن يحدث في عام، أو حتى ألف عام.

وبعد قليل أصبح التركيز منصبا على إيجاد منطقة معيشة لأغلبية السكان، ومن هناك سيبدؤون في استكشاف أسرار هذه المدينة ببطء.

وسرعان ما اكتُشف أن الوادي الذي كانوا يقيمون فيه كان يحمل سرًا آخر، وهو أنه يمكن صنع الطعام والشراب من الأعشاب الناعمة التي كانت تزين الوادي بالكامل.

اكتشف هذا بالخطأ طفلٌ كان يتعلم الحروف من أمه. سئم من التكرار المتواصل، فاقتلع قطعةً صغيرةً من العشب وقرر تشكيلها على شكل الكلمات التي كان يحاول تعلمها.

وبما أن العشب كان متينًا بشكل غير متوقع، فقد تمكن الطفل من صنع أشكال مختلفة منه، وبينما بدأ عقله يتجول، فكر في الطعام أثناء اللعب بالعشب، وكاد يصرخ بصوت عالٍ عندما بدأ العشب يتحرك من تلقاء نفسه في يده.

أسقطها وتوقف العشب، مفتونًا بدلاً من أن يكون خائفًا، التقط الطفل العشب مرة أخرى وحاول أن يتذكر ما كان يفعله قبل أن يتحرك، وقرر أنه كان يفكر في الطعام، وتحديدًا بودنغ دافئ، تنهد بصوت عالٍ عندما بدأ العشب يتأرجح كما لو كان حيًا، حتى بدأ في اتخاذ شكل كلمة.

كانت الكلمة في شكل غريب لم يكن من الممكن التعرف عليه، ومع ذلك كان الصبي لا يزال قادرًا على فهمها وهو يتمتم، “بودنج دافئ؟”

انفجر العشب في يديه إلى عجينة لزجة دافئة انتشرت رائحتها على الفور لعشرات الأقدام حول الصبي، استدار المتفرجون الفضوليون ليروا صبيًا صغيرًا يلعق أصابعه بنظرة متحمسة ومذنبة في عينيه.

لم يمضِ وقت طويل حتى سُئل الصبي، فأخبرهم باكتشافه. وبينما كانوا ينظرون إلى العشب الكثيف في الوادي، بدأ الناس يمدون أيديهم ويقطفونه، متخيلين الطعام الذي يريدونه، وسرعان ما اكتشفوا أن هذا لا يتحقق إلا بتصور ذهني راسخ.

وسرعان ما نما رأس جديد من العشب من المكان الذي أُخذ منه، مما جعل هذا الوادي يبدو وكأنه مصدر لا ينضب من الغذاء.

وقد أدى اكتشاف أن الأمر لم يقتصر على الطعام فقط بل والمشروبات أيضًا إلى موجة جديدة من الإثارة بين الحشود، وسرعان ما تحول الوادي بأكمله إلى جنة من الطعام والشراب غير المحدود، وانتشرت رائحة الوليمة السماوية لأميال حولها.

كانت اللحوم الساخنة المشوية إلى حد الكمال، والصلصات اللذيذة، والفواكه والخضروات والنبيذ، وأي طعام يمكن تخيله موجودة بكميات ونوعية متزايدة باستمرار، ومع المزيد من التجارب، تم إنشاء المزيد من الأطباق الغريبة.

الترجمة : كوكبة

——

ابي اصير طفل روان